أخطر من الاخوان
...............................................................
ابراهيم الجندى
-------------
لا يختلف احد على خطورة الاخوان المسلمين على مستقبل مصر ، فهم يؤمنون بالعنف قولا وفعلا وتاريخهم يشهد بذلك ، ومن خلال المتابعة وقراءة ما نشر عن استعراض طلاب جامعة الازهر � وهم بالتأكيد اخوان � وجدت ان هناك من هو اخطر من الاخوان لأنه يبرر افعالهم ، وقد يقتنع به البعض فعلا بسبب شهرة المنابر التى ينشر فيها مقالاته او بالاحرى ينفث فيها سمومه !!
فقد علّق الصحفى فهمى هويدى على الحدث بأنه مجرد فقرة آدّاها طلاب كلية التربية الرياضية ضمن احتفال كان الطلاب يشغلون بها اوقات فراغهم !!
بالطبع لم يفت الكاتب التأكيد على اهتمام الشرطة بالامن السياسى على حساب الامن الاجتماعى � وتلك حقيقة نوافقه عليها � وأن التناول الاعلامى للحدث كان امنيا ومحرضا ضد الطلاب !!
والرد على الكاتب من الاخوان انفسهم الذين انكروا فى البداية اى علاقة لهم بما حدث ثم اعترفوا بأنهم هم من فعلها وتقدموا باعتذار على اعتبار انهم ارتكبوا ما يوجب الاسف !!
اعتقد ان الدكتور محمد سليم العوا والمستشار طارق البشرى والشيخ يوسف القرضاوى بالاضافة الى فهمى هويدى لا يختلفون ابدا عن محمد مهدى عاكف المرشد العام للاخوان المسلمين ، اعتقد ان الفارق الوحيد هو ان عاكف لم يتعلم بعد كيف يضبط لسانه ومشاعره ويهذب تصرفاته ويتلاعب بالالفاظ عكس المجموعة التى اشرت اليها ، فهى مدربة على المراوغة والهروب والديبلوماسية فى الحديث ويعرفون كيف يتعاملون مع وسائل الاعلام !!
ان الاربعة يرتدون مسوح الاعتدال والوسطية وهم فى الحقيقة ابعد ما يكون عنها ، اعتقد انها مجرد ادوار يتبادلونها كل حسب موقعه
ان ما فعله طلاب الاخوان المسلمين هو اشارة جادة من وجهة نظرى على بداية نهاية عهد الرئيس حسنى مبارك � وهو ما اتوقعه واتمنى حدوثه � بيد الشعب لا بيد الاخوان !!
لقد تحللت الدولة فى مصر ولم يبق الا تشييعها الى مثواها الاخير !
فما معنى ان ترتكب عصابة من الاطفال جرائم قتل وخطف ودفن واغتصاب على مدار سبع سنوات دون اى متابعة او معرفة ؟
كيف يموت الملايين من الشباب سنويا بالفشل الكلوى والكبدى دون وجود اى بادرة لوقف هذا النزيف البشرى ؟
كيف يستمر مسلسل القبض على مئات الشباب المصرى شهريا فى عرض البحر قبل دخولهم ايطاليا للبحث عن فرصة عمل واعادتهم الى مصر بعد خسارة اموالهم ؟
الجميع يشعر بالخطر مما يحدث فى مصر عدا الرئيس حسنى مبارك الذى قرر ان يحكم مصر طالما ظل قلبه ينبض فى صدره !!
ولا أحد يعلم متى سيتوقف قلب الرئيس عن النبض !!
المشكلة الكبرى أنه ترك هذا الامر تحديدا لعالم الغيب ليظل الجميع فى حيرة من امرهم !!
ان التعديلات الدستورية الاخيرة التى طلب الرئيس من مجلس الشعب مناقشتها وطرحها للاستفتاء لاقرارها قد خلت تماما من الاشارة الى تعديل المادة 77 التى تحدد فترات حكم الرئيس .
ان جمود الوضع سيؤدى الى مزيد من انفلات الاوضاع خصوصا مع تقدم سن الرئيس وانتشار الفساد فى البلاد طولا وعرضا !!
الاخوان المسلمين ومن يتحدثون باسمهم يدركون ان الوقت الحالى هو الفرصة الذهبية للانقضاض على السلطة لعشرات ان لم يكن مئات السنين !!
اننى ادعو جميع قوى المجتمع المدنى والاحزاب والنقابات والحركات الشعبية الى الوقوف صفا واحدا للمطالبة باضافة المادة رقم 77 الخاصة بتحديد فترات بقاء رئيس الجمهورية فى السلطة الى التغييرات المزمع اقرارها من البرلمان .
والحقيقة ان جميع المواد المطروحة للتعديل لا قيمة لها بجوار المادة 77 المشئومة التى تسمح للرئيس بالبقاء فى السلطة الى ما لا نهاية .
ielgendy@gmail.com