الحل السحرى للاقلاع عن التدخين
...............................................................
ابراهيم الجندى
...................
الشعب المصرى يدخن - حسب الاحصاءات الرسمية - سجائر فقط بمبلغ ستين مليون جنيه يوميا ، بخلاف البانجو والكلة والحشيش والهيروين الذى لا تملك اى جهة احصاء دقيقا بمن يتعاطونه ولا بقيمته المالية
شعب يصرخ من ارتفاع اسعار المواد الغذائية والمواصلات والتعليم والملابس والعلاج .. ينفث دخانا فى الهواء بما يعادل عشرة ملايين دولار كل طلعة شمس
بالطبع لم نحسب خسارة الدولة على علاج الامراض
الناجمة عن التدخين التى تبدأ بالامراض الصدرية وتنتهى بالسرطان ، ايضا لم نحسب خسارة الاقتصاد القومى جراء التدخين ، فالمدخن بالتأكيد لا ينتج مثل غير المدخن!!
بخلاف تأثير التدخين على تلوث الجو بل وصحة الاجيال القادمة ... باختصار ... التدخين كارثة !!
ما هو الحل ؟
الحل من وجهة نظرى بتطبيق مجموعة من الاجراءات القاسية التى تتخذها الدولة وتنفذها بمنتهى الصرامة .
أول هذه الاجراءات فرض ضرائب على السجائر تبدأ ب 500 % وتصل الى 1000 % من قيمتها ، بمعنى ان علبة السجائر التى قيمتها جنيه ترتفع الى خمسة جنيهات ثم الى عشرة جنيهات خلال عام واحد فقط .
ثانيا : حرمان المريض المدخن من العلاج المجانى على نفقة الدولة من خلال تحليل دم بسيط لا يستغرق اكثر من خمس دقائق ، فلا توجد دولة فى العالم كله تدعم المدخنين بعلاجهم مجانا !!
ثالثا : الافضلية فى التوظيف تكون لغير المدخن على ان يشمل عقد عمله بندا يسمح بفصله فى حالة التدخين .
رابعا : منع التدخين فى المصالح الحكومية وجميع الاماكن المغلقة حرصا على صحة غير المدخنين مع فرض غرامات مالية كبيرة على المخالفين .
خامسا : منع الاعلانات عن السجائر بجميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة حماية للشباب من الوقوع فى براثن التدخين والانبهار بمن يدخنون من الفنانين والمشاهير !
بالتأكيد هناك من سيعترض بحجة ان هذا مزاج المواطن الذى لا يجب تعكيره ، والاجابة ببساطة ... لسنا ضد مزاجه شرط ان يدفع الثمن ولا يضر غيره ، واعتقد ان الشرطين فى منتهى العدالة والقانون بل ويتفقا والدستور !!
اذ من حق الدولة ان تحصل على اموال من صاحب المزاج العالى لتمول علاج وتعليم الاطفال والفقراء ممن ليسوا اصحاب مزاج !!
وهناك من سيعترض بحجة ان شركات التبغ تدفع ضرائب بالملايين بالاضافة الى عمالها الذين سيتم تشريدهم !!
والرد ببساطة ان العمال يمكن تأهيلهم للعمل فى مجال اخر ، اما عن الملايين التى تدفعها الشركات كضرائب فهى لا تقارن بالمليارات التى سيتم توفيرها واعادتها الى جيوب المصريين فضلا عن احتفاظهم بصحتهم بل وحياتهم نفسها .
العقبة الوحيدة فى مصر ان السلطة � حالة وجودها اساسا � رخوة غير قادرة على ادارة دفة الامور بحسم وحزم الا فيما يخص وجودها وبقائها!!
مصر يمكنها توفير اربعين مليار جنيه سنويا ثمن السجائر فقط ، بخلاف ما تنفقه على علاج المدخنين وما تخسره بسبب عدم قدرتهم على الانتاج !!
من يستمع الى التقرير الاخير للمستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات يشعر ان المركب غرقت فعلا ، فمصر تستدين الان لتغطية الطعام لا لاقامة مشروعات أواستثمارات .. الديون الداخلية تزيد على نصف تريليون جنيه ..الحكومة استولت على اموال التأمينات الاجتماعية !!
مصر مقبلة على كارثة اذا لم تتخذ حكومتها قرارات صعبة خلال الفترة القليلة المقبلة .
هل هناك ما يمنع الحكومة من اصدار قانون ينص على كفالة الدولة بالكامل للطفل الاول تعليما وعلاجا ...... الخ ، وما عدا ذلك من اطفال تكون مسئوليتهم على من انجبهم ؟
وبذلك يتوقف هذا الانفجار السكانى الغير محسوب دون ادنى احساس بالمسئولية من شعب ثلاثة ارباعه يعانى الفقر والجهل والمرض !!
كل عام وانتم بخير
ielgendy@gmail.com