الدويقة المنهوبه
...............................................................
بقلم: محمود فوزي
........................
أنصح مرضى القلب والضغط والبلهارسيا عدم قراءة المقال خوفا عليهم من اشتداد المرض عليهم أما من اشتبه الطبيب ان لديهم بوادر صرع فيمتنعون نهائيا. الدويقه هى منطقه فقيرة مصريه كمعظم مصر المحروسه (من الحسد) ولكن أصابتها كارثتان حين سقط جزء من جبل المقطم عليهم فى عام 1993 ووقع جزء اخر من نفس الجبل عليهم منذ حوالى اسبوعين (6 – 9) بعد خمسة عشر عاما من الكارثة الاولى. طوال الخمسة عشر عاما حذرت جهات علميه كثيره فى مصر من احتمال انهيار جزء اخر من الجبل ولكن يبدو أن موضوع (العلم) هذا يصيب البعض بالضيق فطبعا لم يتم السماع لهم إنما اذا كان الامر يتعلق بمصير احدى الراقصات فاعتقد أن الامر كان سيختلف تماما فكلام (العالمه) مختلف التأثير تماما عن كلام (العالِم). فالعالِم يصدع رؤوسنا بالنظريات و احتمالات الكارثة وأشياء من هذا القبيل حيث (وجع الدماغ) أما (العالمة) فهى تبهج الحاضرين.
نعود الى موضوعنا حتى لا يغضب أحد مؤيدي الراقصات ويتهمنى بالجهل وعدم فهم هذا (الفن)!! اكتشفنا حاليا وفجأه أنه بعد صخور من المقطم عام 1993 سارع الشيخ زايد – رحمه الله - حاكم الامارات وقتها بالتبرع لصالح هؤلاء التعساء بملايين الدولارات . هناك رقمان شائعان حول هذا التبرع أحدهما 180 مليون دولار (حوالى مليار جنيه حاليا) والرقم الاخر هو 250 مليون دولار (حوالى 1.4 مليار جنيه حاليا) ولم تكذب الحكومة الخبر ربما حتى لا تتحدث حكومة الامارات عن الامر . سأكتفى باقل الرقمين حتى لا نظلم الحكومة .أرأيتم أننى لا افترى على احد .اللهم ابعد عنا الظلم.
مستشفى الكلاب
فما مصير هذه الملايين من الدولارات او فلنقل مليار جنيه بالوقت الحالى . هناك روايه تقول أن جزء كبير من هذا التبرع ذهب لعمل مستشفى (كلاب) الشرطة المقامة بالمنطقة . أعود وأنبه هنا إلى اننى هنا اتحدث عن (الكلاب) كنوع من أنواع الحيوانات وليست سبابا لبشر فأنا أعرف أن هناك بعض المتخابثين الذين يصطادون فى الماء العكر ويتهمونى بالتهجم وهنا أقول لهم ارجو الابتعاد قليلا.
هذا الخبر يرويه الكثيرون ويتعجبون من أن علاج (الكلاب) مقدم على انقاذ الانسان ولكن أعود مرة أخرى وارتدى ثوب الحكمة –الذى لايناسبنى كثيرا- وأفترض حسن النيه وأن هذه الملايين لم تدخل ميزانية هذه المستشفى وذلك حتى لا يصفنى أحدهم بالوحشيه وأننى ارفض علاج ( الكلاب) –أكرر مرة اخرى أننى هنا أقصد هذا النوع من الحيوانات وينبح وله أربعة أرجل.
حسنا أين ذهب المليار جنيه؟
وهنا ظهر النظام المصري ليرد عمليا على هذا الاتهام الباطل منى ومن المعارضه الظالمه فيقول رئيس الوزراء انه كان سيتم توزيع ثلاث ألاف شقه عليهم بعد ثلاثة أسابيع ويقول محافظ القاهرة أن القدر يسبقنا بخطوة.
خمسة عشر عاما وبعد ذلك يقول أن القدر يسبقنا بخطوة . أعتقد أننى من متعثرى الفهم قليلا فانا لم افهم كيف أن 15 عاما ليست كافيه لبناء 3 ألاف شقه ولكن هنا يظهر أمر غريب أخر.
هذه الشقق التى يتحدثون عليها يقولون أنها مشروع سكنى باسم قرينة الرئيس أى أنها من المفترض انها ليست من التبرع.
وهنا سيظهر السؤال مره اخرى أين ذهب المليار جنية ولكنى ساكون مجددا حسن النيه – لا ادرى حسن النية هذا سيستمر ملاصقنى الى متى – وسافترض أن اطلاق اسم زوجة الرئيس هو نوع من التفاؤل لان البديل هنا هو أن المليار ذهب كله بلا رجعة.
ولكن مع هذا الافتراض فبعمليه حسابيه بسيطه يتضح ان تكلفة الشقه الواحدة تتخطى 330 ألف جنية فهل فعلا هذه الشقق تستحق هذا المبلغ الكبير؟ بالطبع الشقق المماثله التى تبنى لمتضررى الكوارث المتعاقبه لا تصل ابدا لهذا المبلغ. فأين ذهب باقى التبرع؟
بيع الشقق
ولكنى أعتذر عن تطفلى السخيف فمن المفترض أن توزع الشقق مجانا عليهم لانها فى الاساس تبرع ومن غير الاخلاقى ان نبيع الهديه. ولكن ما تحدث به المسئولون وهو أنه سيتم توزيعها بدون دفع مبلغ كمقدم شراء ولكن سيدفع المنتفعون اقساطا قليله على سنوات . فكيف يحدث ذلك الا اذا كان الامر غريب؟
حتى ولو كنت ارتدى ثوب الحكمه والتمهل فهل لنا ان نسأل سؤالا وهو أين حق هؤلاء المنكوبين؟
ولكن هل اكتفى المسئولون الى هذه النقطة بالتدخل فى هذا التبرع ؟ سيظهر علينا أمر أخر وهو أن الشقق لم تذهب لمنكوبي الدويقه ولكن لاناس أخرين وبالفعل اعتصم كثير من الاهالى امام مبنى المحافظة وكان التعامل معهم أمنيا بالدرجه الاولى.
يبدو ان البعض يستكثر على هؤلاء المنكوبين أن ياخذوا جزءا من حقهم .
ملحوظه: اذا لم تكن هذه الكارثه حدثت فمتى كان يمكن أن نسمع عن هذه الشقق أو عن هذا التبرع؟ وهل كان خطأ من الشيخ زايد –رحمه الله- أنه اعطى التبرع بلا مراقبه على تنفيذه ثقة منه فى المسئولين؟ وهل هناك تبرعات أخرى لم نعلم مصيرها؟
حسبنا الله ونعم الوكيل
ربنا يرحمنا