| | | | قوات الدفاع العربية ...............................................................
د. حسن فريد ......................
تقع الدول العربية فى محظور دائم خلال مواجهتها للتحديات القائمة و المستمرة مما يجعلها دائما فى موقف الحائر و العاجز عن التصرف لأنه لم يصبح لديها من أسلحة فى مواجهة تلك التحديات سوى الكلام العبثى الذى أصبح حتى لا يقال عن سلاح البترول أو التلويح بقناة السويس مع احتمالية الحديث عن تجميد أو قطع العلاقات و إن أعيتنا الحيلة لجأنا للحديث عن أننا دول تسعى للسلام و ضبط النفس و إن واجهت انتقادا من شعوبها يكون الرد نحن غير قادرين على استخدام القوة أو حتى التلويح بها و لا نريد أن ندفع الى مواجهة يفرض علينا توقيتها... و هى كلها حجج باهته و مكررة لأن كافة التجمعات الدولية لها ظهير حربى فى مخاطبة الآخرين وقت الأزمات و التحديات و لولا هذا الظهير ما نجحت دول حلف الأطلسي و الإتحاد الأوربى و الروس فى استخلاص ما يريدونه من شعوب العالم لمجرد وجود الظهير العسكرى و ليس شرطا استخدامه إلا فى مرات معدودة فى الحقبة الأخيرة.
من هذا المنطلق و مع تسليمنا الكامل بأن المجموعة العربية أصبحت لها أهوائها الواضحة و أصبحت الإملاءات عليها مكشوفة و هى راضية و مستمتعة بها لأنها فى المقابل تحصل على سلطانها و جبروتها على شعوبها و لكن الدوام لله وحدة فربما يأتى الغد بما لم يتوقعوه و عليه فأنني لا أعرض محاولة التفكير تلك على أى من الموجودات المعاصرة بل أطرحها على القادمين من ألم و إحباط الحاضر و هم صناع الغد بإذن الله .
عندما تتولون يا قادتنا القادمون فانه يمكن تشكيل قوات دفاع عربية بطريقة سريعة و فى وقت قصير جدا و بدون أى تكلفة مضافة الى أعباء الشعوب العربية و ذلك بتخصيص وحدة عسكرية من القوات المسلحة لكل دولة عربية (22 دولة عربية) بحيث يتناسب حجم الوحدة مع عدد السكان و عدد القوات المسلحة فى كل دولة عربية على حدة .. مثل كتيبة أو لواء أو فرقة عسكرية و لا تنفصل هذه الوحدات عن جيوشها فى التدريب و المهام المحلية بل يضاف اليها شرف التخصيص لقوات الدفاع العربية على أن تتشكل قيادة مستقلة لتلك القوات تقوم بالإشراف عليها لعمل تدريبات مشتركة فيما بينها (بدلا من تدريبات مشتركة مع أمريكا و ألمانيا و ايطاليا و إسرائيل) و ليس شرطا أن تجمع كلها فى تدريب أو مناورة واحدة بل تتعدد التدريبات المشتركة بين وحدات دولتان أو ثلاثة أو أكثر على أن تقوم كافة الوحدات بمناورة مشتركة مرة واحدة كل عام ويترك للحرفية العسكرية دراسة مكامن الخطر فى المحيط العربى و التدريب عليه طبوغرافيا و تكتيكيا و تصور حدوث خطر و التدريب على مواجهته و يكون دائما فى الحسبان أن تلك القوات فى أى مواجهة سيكون دعمها كاملا من القوات المسلحة للبلد الذى يقع فيه المواجهة مع ما يمكن امدادة من مساعدات عسكرية من باقى الدول العربية فى وقت المواجهة مع عمل مناطق تخزن فيها الأسلحة الثقيلة مثلا فى مصر و السعودية و الجزائر مثل مخازن الدول الأخرى المكدسة بها الأسلحة على أراضى دول العالم أجمع ....
التفكير له نواحى كثيرة و دراسات ليست بالمعقدة و لكن إن كان هنالك رغبة فعندنا المئات من قادة الفكر العسكرى ممن يقومون عليها و لكن هل يمكن أن تتولد الرغبة و عند من ؟ و متى ؟ و أين؟ و لماذا؟ و كيف ؟ و ليت ؟ و لربما ؟ أين أنت أيها القادم ... حان موعد طلعتك .
| | ..................................................................................... | |
| | | | |
|
|