كيف تصنع الألهة ولماذا نعبدها؟؟
...............................................................
| |
أحمد السيد | |
بقلم : أحمد السيد
...................
قبل أن نبدأ أود أن نعرف ما هو الإله وما هي العبادة؟ الإله هو الله وكل ما اتخذ من دونه معبودا إله عند متخذه وأن الجمع آلهة فكل ما يعبده شخص يسمى إلها. العبادة مصطلح يشير إلى أن يكرس الشخص نفسه في طاعة وإجلال الإله الذي يؤمن به. على مر السنين عبدت المئات من الألهة ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1. ود و سواع و يغوث ويعوق ونسرا: كانوا قوما صالحين بين آدم ونوح وكان لهم أتباع يقتدون بهم فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم فصوروهم فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس فقال إنما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر فعبدوا وصاروا أول ألهة تعبد من دون الله عز وجل.
2. الشمس والقمر والنار والماء و الصخر والبقر..... وكل ما تتخيله من حيوان وجماد.
ولكن هنا لسنا بصدد التوسع في موضوع الألهة التي تعبد من دون الله ولكن سنتحدث عن الألهة التي نصنعها ثم نعبدها ونحن ملتزمين تجاه ديانتنا السماوية (سواء كنا مسلمين أم مسيحيين أم يهود) وهذه الألهة درجات نراها كل يوم في حياتنا اليومية:
1. الزعيم الإله: على مر التاريخ نجد صعلوكاً يصل إلى كرسي الحكم وفجأة يبدأ برنامج تحويله لإله: كل أراءه عظيمة وكل أفكاره عبقرية وقراراته صائبة ومعارضيه حمقى وأغبياء ومع الوقت يقتنع هو بذلك ويقن في قرار نفسه أنه مختلف عن الأخرين وتدريجياَ يصبح هذا الإقتناع عقيدة يجب على الجميع الإيمان بها. والأمثلة كثيرة ومنها:
• فرعون موسى: في بداية دعوة موسى كان يقول للمصريين أنا ربكم الأعلى "أي أن هناك أرباب أخرين" ولكن مع الوقت أصبح يقول ما علمت لكم منإله غيري!!! تبعه المصرييون حتى لقوا حتفهم معه في البحر.
• هتلر: تبعه الألمان مع قناعة غريبة عن تفوق الجنس الأري ليدخل في حرب ضد العالم كله أنتهت بخراب ألمانيا والعالم 1945.
• جمال عبد الناصر: لا داعي للكلام عن القومية العربية ومأساة مصر وضياع القدس في حرب الستة 1967.
• بول بوت: زعيم الخمير الحمر وحاكم كمبوديا من 1975 إلى 1979 طبق نظام لامثيل له في التاريخ وقتل أكثر من 1,500,000 شخص.
• صدام حسين: دمار العراق والحرب من 1980-1988 ثم من 1990 حتى سقود بغداد 2003.
• معمرالقذافي: يحكم ليبيا من 1969 حتى الأن وكل يوم برأي وفكرة أغرب من السابقة لها.
2. المديرالإله: نفس مبدأ الزعيم الإله ولكن على مستوى مديري الشركات والمؤساسات وحتى مستوى الأقسام والإدارات الصغيرة. وهذا النوع شائع جداً في البلاد العربية ومن المؤكد أنك شاهدته وتعاملت معه كثيراً. ويوجد من هذا النوع نوع خاص من المدير الإله وهو زارع المديريين الألهة وهو الذي يبدأ في تجهيز أتباعه المخلصين ليصبحوا ألهة في نفس الشركة مع الإحتفاظ بالطبع بالولاء لإلههم الأكبر.
نأتي الأن للحديث عن العبيد "وليس العباد فكلمة عباد تطلق على من يعبد الله فقط" وهم جاهزون ليس فقط للتصفيق والتهليل ولكن للتضحية بكل غالي في سبيل رضاء إلههم عنهم وهؤلاء تنتهي عبادتهم للإله بمجرد رحيله الدائم ويبدؤا في الإيمان بالمعتقد الجديد القادم مع الإله الجديد:
1. كما كفر الناس بالإشتراكية في مصر مع رحيل ناصر وأمنوا بالرأسمالية مع قدوم السادات
2. مع قدوم أي وزير بسياسة جديدة نلعن الوزير السابق ونسبح بحمد الوزير الجديد.
3. مع رحيل المدير سواء بالموت أو الإستقالة تصبح كل الأخطاء السابقة بسببه وحده مع أن لاعنيه هم من قالوا أميين خلف كل قراراته.
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا وكيف تخلى الغرب عن صناعة الألهة بينما نحن مستمريين في هذا النهج؟؟
معاً لنتناقش حول هذا الموضوع.
a.elsayed@osais.com
06/11/2014