هل باتت بعض الدول العربية مستهدفة؟
| |
برهان | |
بقلم : برهان إبراهيم كريم
......................
هجوم إعلامي طاحن وغير مسبوق, يستهدف المملكة العربية السعودية, ولم نشهد له مثيل.قد يظن المرء أن بعضاً من هذا الهجوم الاعلامي, إنما سببه خلافات بينها وبين بعض الدول. أما الخافي والغير مفهوم في هذه الهجوم الضاري صدوره عن بعض وسائط الإعلام الاميركي. والتي يستهدفون به السعودية, مملكة ونظاماً وأسرة حاكمة. ويُرجع البعض الخلاف بين واشنطن والرياض إلى الأزمة السورية, وتضارب مواقف كل منهما. إلا أن بعض وسائط الاعلام تُرجع سبب الهجوم إلى أمور أخرى. والأسباب بنظر الوسائط الاعلامية التالية هي:
فصحيفة نيويورك تايمز, روجت أخباراً عن سبب الحملة, وهذا بعض ما جاء فيها:
1. تواجه المملكة العربية السعودية انقسامات داخلية. ويمكن لهذه الانقسامات أن تطفو على السطح, جراء انتقال السلطة إلى جيل آخر من الأمراء. وبذلك يمكن أن تنقسم السعودية إلى المناطق الخمس التي سبقت الدولة الحديثة, في الشمال والغرب والجنوب والشرق والوسط. سيكون وهابي ستان أي دولة وهابية.
2. خمسة دول بالمنطقة منها المملكة العربية السعودية سينتج عنها 14 دولة.
3. عارض وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف في بداية الانتفاضة السورية, تقديم السلاح والمال, بسبب القلق من وصولها إلى الجهاديين, ولكن بعد ذلك تم تقديم العون عام 2012م, أما بالنسبة للمعارضة السورية فإن الغضب السعودي من الولايات المتحدة الأمريكية كان مشجعاً لها, غير أن بعض أعضائها يقولون بأنهم لم يروا أي إشارات على وجود توجه جديد يفيدهم.
4. المسؤولون السعوديون الغاضبون يسلمون سراً بأن جهودهم لتشكيل استراتيجية بديلة في سوريا تطورت بسرعة بشكل يعاكس الرؤية الأمريكية. فسوريا تشكل قلقاً خاصاً للملك, لأن سوريا ساحة المعركة الأهم بين السعودية وإيران.
ومركز Grand Strategy ينشر تقاريراً عن السعودية, وهذا بعض ما جاء فيها:
1. لم يكتفي آل سعود بما هو فوق طاقتهم, بل هم في خضم حرب على خلافة الملك, فيما الملك وولي العهد في سبات مرضي. ومقرن وأحمد يقتتلان على العرش, ومن خلفهما متعب وبن نايف والتويجري, وليس ثمة من ضابط إيقاع لهذا الصراع. ولن نستغرب وإن كنا لا نتوقع بعد اندثار حكمهم عام 2014م.
2. بعد شتم فيلتمان للسعوديين, واضح أن بندر بن سلطان في طريقه للزوال, فقد تمدد أكبر من حجم بلده في اليمن والعراق ولبنان وسوريا والأردن و الصومال وباكستان وأفغانستان وآسيا الوسطى والقفقاس وسينكيانغ والأهواز والسودان وليبيا وبطريقة هجومية مكشوفة لا قبل لهم بتحمل تبعاتها, وتكشف عوراتهم.
وصحيفة السفير نشرت أخباراً عدة, كشفت فيها عن سبب الخلاف, وجاء فيها:
1. القرار الأميركي تجاه السعودية بدأ في أفغانستان, عندما قدمت المملكة العربية السعودية مبلغ 500 مليون دولار لكابول لإعادة بناء الجسم التربوي, فقام الأميركيون بالضغط على الرئيس كرازي, فحولوا المبلغ لمصلحة تطوير البنى التحتية, وهو ما رفضته السعودية كجهة متبرعة, فأصر الأميركيون, وسأل السعوديون عن السبب ,فكان الرد الاميركي الصاعق بأن المناهج التي تدرسونها هي التي تخرج الارهابيين في كل المنطقة.
2. أهم أسباب الخلاف بين واشنطن والرياض متصل باعتبارات داخلية. وبقرار أمريكي بإحداث تغيير هادئ في هيكلية النظام السعودي, مخافة أن يؤدي أي تطور مستقبلي إلى اندلاع الصراع بين الأجنحة المتربصة ببعضها البعض. فبعد إبعاد أمير قطر طلبوا منهم تغييراً في هيكلية الحكم, ووضع دستور وتحديث نظامهم, واطلاق الحريات العامة وخاصة للنساء, والافراج عن المعتقلين السياسيين غير أنهم لم يلقوا آذاناً صاغية.
3. مبعوث أمريكي رفيع سلم ملك البحرين بالذات طلباً امريكياً بضرورة تنحية رئيس وزرائه خليفة بن سلمان آل خليفة, والذي يسيطر على كبريات الشركات المملوكة للدولة ,كبابكو للنفط, وألبا للألمنيوم.
ومعهد واشنطن أنضم لهذه الحملة على الرياض وحلفائها, وهذا بعضاً مما نشره:
1. المملكة المغربية مملكة الفساد والاستبداد. وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي نشر مقطع فيديو بعنوان: المغرب مملكة الفساد والاستبداد. وفيه يندد بالملك محمد السادس, ويحث الشباب المغربي للانضمام إلى الجهاد.
2. على الادارة الأمريكية احتواء الأزمة مع الرياض, سيما وأن السفير الأمريكي لدى السعودية جيمس سميث غادر عائداً إلى واشنطن في ظل هذا المنعطف الخطير في علاقات البلدين. ولم يتم ترشيح سفير آخر يحل محله. وينبغي على واشنطن إرسال وفد رفيع المستوى على عجل للتشاور المسؤول مع الرياض بغية تلطيف الأجواء, إذ أن هناك متسع من الوقت لإعادة السعودية للنظر في موقفها من عضوية مجلس الأمن الدولي.
وصحيفة هآرتس هي الأخرى تدلي بدلوها في هذا الشأن, وهذا بعضاً مما نشرته:
1. رفضت واشنطن استقبال بندر بن سلطان في الآونة الأخيرة, بعد أن ثبت دوره في دعم وتمويل تنظيم القاعدة وتنظيمات أصولية أخرى في سوريا والعراق وليبيا وتونس. وسرعان ما توجه إلى إسرائيل طلباً للتوسط, ومحرضاً ضد توجهات واشنطن الأخيرة للحل السياسي بسوريا, وطلباً للاستمرار بتدميرها, وضد التقارب الاميركي الايراني.
ونائب الرئيس الاميركي جو بايدن, قال في خطابه أمام مؤسسة جي ستريت اليهودية: إن أي رئيس أمريكي لم يفعل ما فعله باراك أوباما من أجل حماية إسرائيل. ولو لم تكن هناك إسرائيل لكان على الولايات المتحدة الامريكية أن تنشئها من أجل ضمان حماية مصالحها القومية.
· استراتيجية دول الخليج ضد سوريا أتت بنتائج عكسية وباتت ممزقة. وهذا الحكم صدر عن صحيفة الغارديان.
وموقع تيك ديبكا, منشغل بهذا الموضوع, وهذا بعضاً مما نشره من أخبار:
1. إسرائيل ودول الخليج والسعودية تنسق مواقفها, فشخصيات خليجية رفيعة المستوى زارت إسرائيل مؤخراً.
· يحاول بندر بن سلطان طمأنة إسرائيل عبر مقربين منه, بالقول إن الرياض لا تستطيع السماح بسيطرة القاعدة على مساحات واسعة من سوريا, بسبب الأخطار على لبنان والأردن وإسرائيل. فانتصار القاعدة بسوريا سيزيد من قوتها بالعراق المتاخم للسعودية, ولن تسمح السعودية بأن تكون محاطة بالقاعدة من الجنوب في اليمن, ومن الشرق في العراق, ومن الشمال في سوريا والأردن , يضاف إلى ذلك أن إسرائيل لن تسمح.
وإذاعة فرنسا الدولية تنشر أخباراً حول هذا الشأن, وهذا بعضاً مما تبثه من أخبار:
1. السعودية مازالت ترسل السلاح والعتاد إلى المعارضة السورية بطائرات شحن إلى مطار الزرقاء العسكري في الأردن, رغم قرار مجلس الأمن الدولي الأخير. ولكن القوات الامريكية تقوم بالكشف على الشحنات السعودية قبل أن تسلمها للسلطات الأردنية, و جزءاً منها يأخذه الأردنيون قبل تسليمها للمعارضة السورية لتهريبها إلى الداخل السوري.
وصحيفة الفايننشال تايمز, هي الأخرى تتابع الموضوع, وهذا بعضاً مما نشرته: السعودية تخشى من أن يتحول مد الحرب في سوريا ضد مصالحها, إذ يبدو أن السياسات الإقليمية على أساس مواجهة الثورات واحتواء إيران تؤتي ثمارها. فإطاحة الجيش المصري بمرسي قوبل بالاستحسان والتمويل السخي من الرياض , كما أن المعارضة السورية انتخبت قيادة جديدة موالية للسعودية, وإزالة الحاجة لتوجيه ضربات لسوريا أنهى الأمر.
· وصحيفة الواشنطن بوست نشرت خبراً, جاء فيه: المحادثات الأمريكية مع سوريا وإيران ستمثل منعطفاً تاريخياً, والرئيس باراك أوباما يقترب من لحظات تكون بمثابة منعطف تاريخي في السياسة الخارجية الأمريكية بالمحادثات المباشرة مع إيران وسوريا. فالولايات المتحدة الأمريكية ستكون أقوى بخلق إطار جديد للأمن في الشرق الأوسط يشمل إيران, ويجب أن يدعوا أوباما زعماء المنطقة إلى كامب ديفيد في خريف هذا العام لاستكشاف هياكل أمنية جديدة لمنطقة الخليج.
وصحيفة الأخبار اللبنانية نشرت خبراً, جاء فيه: شن السفير الأميركي السابق فيلتمان حملة عنيفة على السعودية, ناعتاً حكامها بأقذع الأوصاف, قائلاً لم أرى أوقح وأسوأ من الحكومة السعودية, فلا أعرف كيف ستواصل هذه الادارة الحكم. متسائلاً هل يعقل هذا الحقد؟ فالسعودية لا تريد حكومة في لبنان مطلقاً, وهي تعطل كل شيء فيه.
ومعهد (مؤسسة)كارينجي للسلام, يشارك بهذه الحملة, وهذا بعضاً مما ينشره:
1. ثمة تخبط للسياسة الخارجية السعودية, فهي هائمة تبحث عن وجهة تستقر عليها في ظل التحولات التي تشهدها السياسة الخارجية الأمريكية قبل انسحابها من عضوية مجلس الأمن الدولي. وهنالك ثقة بديمومة مواصلة السعودية ودول الخليج بشكل عام المضي في سياسات تصطف خلف التوجهات العامة للاستراتيجية الأمريكية, وقد تصطدم في بعض الأحيان مع المصالح الأمريكية. ولكن القلق من تبلور انفصام حاد بين واشنطن والرياض.
2. السعودية إلى مياه مضطربة ومجهولة, فقد جاء الدفء الطفيف في العلاقات الأميركية الإيرانية ليعيد للواجهة بأن حصول تقدم في العلاقات الأمريكية الإيرانية, قد يفضي إلى تهميش دول الخليج ويضعف موقفها كطرف مستفيد من العداء الأمريكي الإيراني. فهم يرون أنه يتم استبعاد منطقة الخليج من المفاوضات الإقليمية.
3. أدى الاتفاق بين واشنطن وموسكو على تدمير الأسلحة الكيميائية السورية, وترك الرئيس الأسد في السلطة إلى تهميش الجهات الفاعلة الإقليمية (أي دول الخليج والأردن وتركيا). فأوباما قد ضرب حلفائه القدامى في منطقة الخليج بدلاً من ضرب سوريا كما وعد.
وصحيفة سترا تفور نشرت مقال بوب كابلان, والذي جاء فيه: من نتائج الانفراج الايراني الاميركي: بقاء النظام السوري, وصراعات الأمراء بالسعودية على العرش, وتململ المعارضتين السلفية والإخوانية والشيعية في الداخل السعودي, وفشل الاطاحة بنوري المالكي في العراق, ولا دوام للتحالف المصري مع واشنطن والسعودية. وكلها عوامل تشي بسنة حساب عسير في عام 2014م, سيمهد دربها إقصاء بندر وسعود الفيصل, فأي نذير شؤم لآل السعودية.
وصحيفة الغارديان نشرت مقال, جاء فيه: إن التغيرات الكبيرة تثير قلق الحكومات, ولهذا من المثير للاهتمام متابعة القلق السعودي إزاء مؤشرات عن إنفراجة في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران. فالرياض كثيراً ما أبدت عن عدم رضاها عن رد الفعل الاميركي إزاء الربيع العربي. ولكن الخلافات بين البلدين أتضحت مع الاتفاق الروسي الاميركي بشأن تدمير السلاح الكيميائي السوري.
وصحيفة رأي اليوم, نشرت خبراً, جاء فيه: مصادر إسلامية موثوقة أكدت للصحيفة أن المجاهدين السعوديين يمثلون النسبة الأكبر من عناصر الجماعات الجهادية المقاتلة غلى الأرض السورية, يليهم التوانسة, وبعد ذلك يأتي الشيشانيون وبقية الجنسيات الأخرى. وهناك تقديرات تفيد بوجود ما بين عشرة إلى 15ألف مجاهد سعودي ينضوي معظمهم تحت لواء ثلاث مجموعات جهادية: هي داعش, وجبهة النصرة, وأحرار الشام. وأفاد المصدر أن أعداد مقاتلي الشيشان تتزايد.
وصحيفة الفايننشال تايمز نشرت خبراً, جاء فيه: ثورة الطاقة الأمريكية ستنهي نظام الأوبك القديم, وذلك بوضع ضوابط لمواجهة استخدام النفط كأداة سياسية من قبل الدول المصدرة للنفط. ومنع تسييس النفط من قبل المصدرين. وتقليص المخاوف بشأن تعرض اقتصاداتها إلى ارتفاع أسعار النفط. فإنتاج النفط الصخري سيضع الولايات المتحدة الامريكية على قائمة الدول المنتجة للنفط بنهاية العام 2013م كأكبر منتج للنفط والغاز الطبيعي لتسبق بذلك روسيا والمملكة العربية السعودية.
ومركزGrand Researchنشر تقارير عن السعودية, وهذا بعضاً مما جاء فيها:
1. وصلت واشنطن بعد عامين لقناعة أن الارتكاز إلى مشروع آل سعود لا يكفي. وأن مآله ليس استرداد سوريا بل تهميشها, لحد أن تتحول شامها إلى قاعدة القاعدة. هنا اتخذت واشنطن قرارها بالانفراج الروسي الايراني, ومحاولة قطف ما يمكن قطفه بالسياسة أي بالمفاوضات بعدما فشلت الحرب في جني كامل المحصول. وفهم آل سعود أنهم تحولوا من رصيد إلى عبء. فحربهم أفضت إلى أن أصبحوا الآن هم الهدف, ونحيبهم اليوم يؤشر إلى حالة انعدام وزن. وقد أصبح آل سعود يظنون أن أفول الأمريكيين يوسع من هامشهم لحد القدرة على الانتقال من التململ إلى التمرد. لكنهم يرتكبون خطيئة العمر بامتياز. فسلاحهم وأمنهم بل وحتى مالهم في يد واشنطن, والطامة أن هذا تواقت مع أسوأ أوقات صراع الخلافة بين أمراء الصف الثاني.
2. بعد 111عام وصل آل سعود إلى أرذل العمر, فالسعوديون لا يقرئون الواقع بدقة, فهم خارج العقل, لم يفهموا أن الأميركي يتراجع, وسيقيم علاقة جديدة مع الإيراني, وسوريا إلى تعاف تدريجي, والعالم قد تغير. إذ سيتم تعهيد الشرق الأوسط إلى روسيا بتعاون كامل مع الولايات المتحدة الامريكية, فوجه العالم قد تغير.
كان واضحاً منذ نهاية صيف 2011م أن آل سعود في معرض خوض حرب العمر عندهم, للاستحواذ على سوريا والعراق وبالأخص الشام, وأن واشنطن من خلفهم راعياً لهم لتأمين كل ما يستلزم خلع الرئيس بشار الأسد ونوري المالكي والشيخ حسن نصرالله, كانت تلك مهمة شاقة, نعم شاقة لكن بدت لهم ممكنة بقوات تابعيهم والإعلام والعقوبات والمال, وخسران تلك الحرب تساوي خسران عرشهم.
ووكالة بلومبرغ, وزعت خبراً, جاء فيه: السعودية بصدد التغاضي عن مساعدات الولايات المتحدة الامريكية إلى الإسلاميين في سوريا. فقد أكد غلين كاري أنه لن يكون دعم السعودية للمتمردين في سوريا مقيداً بجهود واشنطن التي تحاول منع إيصال المال إلى الجماعات الإسلامية, ووفقاً لما زعمه مسؤول سعودي فإن هذا يأتي في الوقت الذي تحاول فيه المملكة العربية السعودية القيام بإجراءات رامية لمكافحة النفوذ الإيراني في المنطقة.
الواشنطن بوست أن مسؤولاً عربياً كبيراً رفض الكشف عن أسمه, ذكر أن خادم الحرمين الشريفين عبر عن استيائه الشديد من سياسة أوباما. وأن الملك عبد الله مقتنع بأنه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية.
وصحيفة وول ستريت جورنال, بات همها السعودية, وهذا بعضاً مما تنشره:
1. حاولت السعودية في السنوات الأخيرة التقرب من روسيا والصين. ولكنها أدركت أنهما لن يحمياها من النظام في طهران وهما أصلاً يدعمانه, وهذا ما جعل فكرة الابتعاد السعودي عن واشنطن أمراً مثيراً للدهشة. اليوم ترى الرياض نفسها وحيدة في الحرب التي تشنها ضد نظام الرئيس الأسد.
· يواجه آل سعود ضغوطاً اجتماعية داخل المملكة, وغلياناً متزايداً في منطقة الشرق الأوسط. خلص هؤلاء إلى نتيجة مفادها أنهم لا يستطيعون أن يغامروا بالبقاء مكتوفي الأيدي أمام جبن قوة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية , ولكن من الحامي البديل للسعوديين؟
وصحيفة التلغراف, نشرت خبراً جاء فيه: قررت الأسرة الحاكمة في السعودية الدفاع عن مصالحها بكل الوسائل اللازمة لمواجهة التوتر المتزايد داخلياً من المتطرفين الإسلاميين ومن الإصلاحيين الليبراليين, وأنعكس ذلك من خلال الجرأة الجديدة على الساحة العالمية الذي يتجلى في القرار المفاجئ برفض مقعد في مجلس الأمن الدولي كاحتجاج على فشل إدارة أوباما في القيام بإجراء عسكري ضد الرئيس الأسد, ومبادراتها الأخيرة تجاه إيران العدو اللدود لبيت آل سعود.
وصحيفة Foreign Affairs, نشرت خبراً جاء فيه:
1. لدى المملكة العربية السعودية الكثير من الشكاوى بشأن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. فهي تحمل واشنطن مسؤولية اتباع نهج المصالحة مع إيران, وعدم الضغط على إسرائيل بصورة أكثر صلابة في محادثات السلام مع الفلسطينيين, وعدم دعمها بقوة أكبر لجهود الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد, كما أن العائلة المالكة السعودية غاضبة لأن لولايات المتحدة الاميركية لم تقف وراء الدعم السعودي للبحرين.
2. التصادم قائم بين الولايات المتحدة الاميركية والعائلة المالكة السعودية, ولا ينبغي لإدارة الرئيس باراك أوباما أن تتجاهل المشاكل التي يمكن أن يسببها السعوديون للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط, أو عزم العائلة المالكة السعودية على إحداث تحول في السياسة الأميركية, فقد قال رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان أن الرياض منزعجة من واشنطن لدرجة أنها تنوي إحداث تحول كبير في العلاقات بين البلدين.
هذا الهجوم الاعلامي على المملكة العربية السعودية من قبل وسائط إعلام أمريكية وإسرائيلية ليس ببريء على الاطلاق. وما تتذرع به هذه الوسائط الإعلامية من حجج ومبررات, إنما هدفه التمويه على خططهما بتجزئة وتقسيم الدول العربية والاسلامية, لإعادة العمل بتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد. ومحاولة يائسة للرفع من وتيرة الصراع المذهبي, الذي يريدان له أن يحرق السنة والشيعة. فالعجز والفشل الأميركي دفع بإدارة أوباما لفبركة الأكاذيب.
الجمعة:29/11/2013م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
burhansyria@yahoo.com
bkburhan@hotmail.com