متى يتم تنفيذ حكم الاعدام فى قاتل الدكتورة نرمين؟
بقلم : دكتور : أحمد عربود
...............................
كنت فى السعودية حين علمنا بتنفيذ حكم القصاص فى قاتل أحد المواطنين فى نفس الحى الذى ارتكبت فيه الجريمة بعد صلاة الظهر وفى ساحة أحد المساجد تجمع المئات يشاهدون تنفيذ القصاص.
سيارات الشرطة
عربة الاسعاف
سيارة نقل الموتى
سيارة السجن
نزل القاتل معصوب العينين مكبل القدمين و اليدان مشدودتان الى ظهره
البيان يقرأ عن ظروف الجريمة وتلاوة العقوبة كتنفيذ لحكم الله
السياف يلوح بسيفه .
ببساطة شديدة هوى بسيفه على رقبة القاتل
فجأة إنكفأ الجسد للأمام وسقطت الرأس منفصلة أمامه
والبقية تأتى..
أعمل طبيب جراح أمارس مهنة الجراحة لأكثر من ثلاثين سنة شاهدت خلالها أبشع الإصابات والجروح وضحايا حوادث السيارات والطلق النارى والاعتداء وحالات الانتحار والحروق لم أهتز فى يوم من الأيام لأى مشهد من تلك المشاهد السابقة فى تلك الممارسات الطبية خلال فترة عملى الطويلة وفى أماكن وظروف مختلفة ولكن ما شاهدته فى ساحة تنفيذ حكم القتل لم يفارق مخيلتى حتى الآن علاوة على التأثير النفسى ساعة المشاهدة والذى لا يمكن وصفه إلا بمعاينته ...حتى أن جموع المشاهدين بتلقائية يرددون لا إله إلا الله ... حين سقطت رأس القاتل فى أقل من ثانية بعد أن هوى السيف على عنق القاتل..ومنهم من سقط مغشيا عليه ومنهم من أصابه الإكتئاب وامتنع عن الطعام والشراب ... والمشهد لا يكاد يطوى من الذاكرة لمن عاين هذا المشهد.
أقول هذا بمناسبة اقدام أحد أفراد تشكيل عصابى على قتل سيدة عظيمة ومسالمة وذات مكانة رفيعة ولها أسرة تنتظرها بدم بارد واسلوب غاية فى الدناءة والاستهتار فى موجة البلطجة التى تسود مصر هذه الأيام.
فقد نشرت وزارة الداخلية على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" اعترافات قاتل الدكتورة نرمين خليل الخبيرة بالأمم المتحدة رمياً بالرصاص حال استقلالها سيارتها بشارع جامعة الدول العربية أمام نادى الزمالك. والقاتل أحد أفراد تشكيل عصابى لسرقة السيارات من المواطنين بالإكراه شاهدا سيارة جيب شيروكى تستقلها المجنى عليها فطارداها وأطلقا عيارا ناريا لإجبارها على التوقف بميدان سفنكس، وعندما توقفت طلبا منها ترك السيارة وأثناء تهديدها خرجت طلقة من السلاح الآلى أصابتها برأسها عن طريق الخطأ ولاذا بالفرار عقب مقتلها.
أتصور أن يصدر قرار عاجل من المجلس العسكرى مؤيدا من القضاء المصرى ومجلس الشعب بتنفيذ حكم القصاص من القاتل فى ميدان سفنكس الذى تمت فيه الجريمة وأمام كافة طوائف الشعب بعد أن يعلن عن التنفيذ فى كل وسائل الاعلام وبخاصة أن القاتل اعترف بتفاصيل الجريمة البشعة وكافة آركان الجريمة متوفرة.
فتأخر العدل هو الظلم بعينه , كما أننا نقتص من القاتل لارتكابه جريمة القتل بينما هو قتل الضحية بدون جريرة أو سبب ... فحتى باقتصاصنا منه لم نسو فى نظرتنا لفلسفة القتل بين طبيعة ما أقدم عليه المجرم القاتل من تنفيذ القتل فى انسان برىء منهيا حياتها بغير جريرة مع ما أصاب أسرتها وذويها من فاجعة لا يعوضها قتل عشرات من أمثال هذا القاتل الحقير ولا يكافىء ولا يساوى تنفيذ العقوبة الجرم الذى ارتكبه هذا المجرم الأثيم
وانظروا إلى مكانة تلك السيدة فى المجتمع وقيمة هذا المجرم فى المقابل ومدى تأثر وحاجة المجتمع لكل منهما ويجب أن يتم وضع شاشات تلفزيونية كبيرة فى كل سجن وقت تنفيذ العقوبة ليشاهدها كل الفئات المستهدفة من المجرمين والمسجلين خطر..فما فائدة أن ينفذ حكم الاعدام – لو تم – فى السجن دون أن يحضره أحد من الفئات المستهدفة من المجرمين وأصحاب السوابق.
لا شك لو تم ذلك فأنا على يقين بأن أى مجرم لن يقدم على ما هو دون القتل وليس القتل لأنه عاين بنفسه عاقبة الاجرام والبلطجة فالرادع شديد ومعاين ويجب أن يلحق بجرائم القتل جرائم الإعتداء الجنسى أو السرقة بالإكراه أو التهديد بالسلاح أو ترويع الآمنين أو إثارة الفتنة الطائفية.. ولنا أن نتذكر جريمة بشعة حدثت فى كفر الشيخ حين سطا اثنان من المجرمين على محل للذهب وبعد أن استولوا على كل ما فى المحل من ذهب طلب منهم صاحب المحل متوسلا عدم قتله مقابل أن يتركهم يغادرون فى سلام دون أن يبلغ عنهم الشرطة ولكنهم أصروا على قتله وتمزيق جسده !!!
وهؤلاء المجرمون الذين احتطفوا سيدة من بيتها وهى فى فترة النفاس واقتادوها إلى المزارع ليتناوبوا الاعتداء عليها جنسيا بصورة أدنى من أن توصف بالحيوانية .. فالحيوان لهو أرقى وأعظم من أن يرتكب مثل هذه الجريمة القذرة.
الظروف التى تمر بها مصر الآن تحتاج إلى قرارات حاسمة وعقوبات رادعة وكلها تتوافق مع الشرع والقانون والمنطق ولا تحتاج لمناقشات أو مجادلات أو مهاترات.
حمى الله مصر وقيد لها الشرفاء من أبنائها ليقيموا العدل والحق ويينشروا فى ربوعها الأمن والأمان.
زميل كلية الجراحين الملكية بانجلترا
استشارى الجراحة العامة
رئيس قسم الجراحة بمستشفى حوطة سدير بمنطقة الرياض بالسعودية