| | | | نهار بطعم الليل
| | الشاعر | |
بقلم : محمد الشاعر ......................
بعد تنحى الرئيس المخلوع بايام قليلة وربما فى الشهر الاول لثورة 25 يناير تجاذبت اطراف الحديث مع على الميكانيكى الذى اعتدت ان اذهب اليه كلما طلبت منى سيارتى القديمة ذلك وسألته عن توقعاته بعد خلع رأس النظام ونجاح الثورة ولكنه فاجأنى بسيل من الذكريات حيث قال لى :
مازلت اتذكر والدتى ومعاناتها الطويلة المؤلمة من الغسيل الكلوى والتى احزنتنى كثيرا لما كان بها من معاناة مركبة
اولا المستشفى الذى يتم فيه الغسيل يبعد 50 كيلومتر عن منزل الوالدة فى اريافا المحافظة ( الدقهلية)
ثانيا كثرة عدد المقيدين على نفس المستشفى وما يترتب على ذلك من ضرورة خروج المريضة (وهى فوق الثمانين من عمرها ) من المنزل قبل الفجر
ثالثا رداءة الخدمة والمكان ناهيك عن فظاظة التعامل
واذكر ايضا اننى اضطررت مرغما للسفر الى الخليج العربى حتى استطيع ان البى احتياجات اسرتى التى ارغمتنى المدنية الحديثة على ان احددها بولد وبنت مع انى كنت احد ثمانية ابناء تكفل بهم ابى الذى تذوج فى خمسينيات القرن الماضى
ولكنى قاطعته لاعلمه ان سؤالى له كان عن توقعات اتمنى ان تكون مفرحة وليس عن ذكريات بائسة كتلتك فأجابنى انا أدرك جيدا السؤال لكن حجم المعاناة الطويلة والمريرة تعطنى حقا شرعيا بأن أحلم بوطن أحس فيه بادميتى وطن يحافظ على صحتى وطن يصون كرامتى
من حقى ان اعيش فى وطن احصد فيه ما زرعت واحقق فيه ما تمنيت سمعت هذا كله من الاسطى على وبعد ما يقرب من ثلاثة ايام تقابلت مع مجموعة من الاصدقاء على المقهى الذى اعتدنا ان نتقابل عليه مرة كل شهر ودار بيننا حوار عن الثورة وتوقعات كل منا لمرحلة ما بعد الثورة وللدهشة لم تختلف توقعات الحاصلين على مؤهلات عليا ويشغلون مناصب مرموقة لم تخلتف كثيرا عن توقعات الاسطى على
عشنا جميعا الايام والشهور الاولى بعد الثورة نحلم كثيرا بمستقبل باهر يعوضنا عن واقع اليم عانينا فيه الكثير اتسعت مساحة الحلم وارتفع سقف التفاؤل وسبحنا كثيرا كثيرا فى فضاء الامل حتى وجدنا انفسنا للاسف قد رست بنا سفينة التطلعات فى الجانب الاخر المظلم
انفلات امنى انفلات اخلاقى انفلات اعلامى انفلات ديموقراطى ازمات فى الوقود ازمات فى الكهرباء شح فى التفاهم ووفرة فى المولوتوف ازمة فى الهوية بلطجى يدعى انه ثائر وثائر يتهم بانه بلطجى شيوخ لايصدقهم الكثير وغوانى يصدقهن الكثير اصدقاء يتهربون منك واعداء يمدون يدهم لك ظلام تبصر فيه الباطل ونور لاترى فيه الحق
وفى وسط هذا يضيع منك ما كنت تسعى اليه وياتيك ما كنت تتحاشاه ضاع التفاؤل وحل الاحباط ذهب الحماس واتى التردد بعد ما يقرب من عام على تولى اول رئيس مدنى منتخب كنت انوى الذهاب الى الاسطى على لاتعرف على رأيه بعد عامين ونصف على الثورة الامر لا يحتاج ان تسأل....... المشهد على المسرح شديد الوضوح اشباح وخفافيش نهار يخلو من الشمس نهار تفتقر فيه الى الامان تحبس فيه انفاسك تحمل فيه شموعك تبحث فيه عن الحلم وعن الحقيقة تخاف فيه حتى من أخيك غريبة تلك الثورة فى معظم الاحيان تأتى الثورات بما لا تشتهى الشعوب
صبرا ال مصر ان موعدكم النهضة
مهندس/ محمد محمود الشاعر القاهرة موبايل : 01224456489
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|