| | | | دعوة للأقباط للتعقل
| غضب الأقباط على ضحايا الارهاب |
بقلم: ابراهيم المهندس ..........................
بعد التفجير الأخير بكنيسة الإسكندرية أتمنى أن تتوقف الكنيسة القبطية عن اللعب بالنار. أما بالنسبة للإدانة فأتركها للسياسيين ورجال الدين الذين قاموا بهذه المهمة الكلامية على أكمل وجه. مع ذلك فأنا كمواطن عادي أبدي أسفي لضحايا هذا الحادث ولكل ضحايا العنف الطائفي المجنون من الطرفين.
نحن المصريون ركاب سفينة واحدة وإن استمررنا في خرقها فستغرق بنا جميعا إلى القاع الذي ليس له قرار. عندها لن ينجو أحد حتى يحتفل أو يشمت بالطرف الأخر. لهذا أقول للإخوة الأقباط شركاء الوطن دعكم من اللعب بالنار فلن تنفعكم أمريكا ولا الفاتيكان واجلسوا مع إخوانكم المسلمين نحل مشاكلنا سويا.
حتى يسود السلم الأهلي في مصرنا الحبيبة فلنعقد (نحن المسلمون) معكم (أيها الإخوة الأقباط) اتفاقا ، ولأقترح هنا بعض بنوده:
- حقوقكم الدينية كفلها لكم الدستور المصري وكذا الاتفاقات التي عقدها قادتكم الكنسيون مع حكام هذه البلاد على مدار الأعوام والعقود الماضية بل ومن وقت فتح المسلمين لهذا البلد. إن أحسستم بظلم أو أردتم تغيير شيء منها فاجلسوا مع المسلمين ومع قادة هذا البلد (أيا كانوا) وليكن كل شيء بالتراضي لا بالتشنج والفتنة والاتكاء على الخارج.
- حقوقكم السياسية مكفولة بالدستور مثلكم مثل كل إنسان يحمل جنسية هذا البلد. وليكن حل كل المنازعات والمطالبة بالحقوق بما يتوافق مع القانون من غير تمييز لكم أو عليكم.
- ليكن هناك قانون موحد لدور العبادة ولكن بكل الشروط التي تنطبق على المسلمين. منها أن تشرف الدولة على كنائسكم ومصادر تمويلها كما تشرف على المساجد ، أو فليكونا (المساجد والكنائس) مستقلين ولكن لا بد من الإشراف المالي على الجميع. كذلك يجب أن تكون كنائسكم وأديرتكم مفتوحة للجميع كما المساجد ، وألا تكون هناك أماكن محظور دخولها على الدولة حتى تنفوا عن أنفسكم شبهة الخطف للمواطنين والمواطنات مسلمين كانوا أو مسيحيين وكذا شبهة تخزين الأسلحة.
- في هذا القانون الموحد لتكن كثافة كنائسكم متناسبة مع الكثافة السكانية للأقباط في كل حي أو قرية وكذلك حجم الكنائس والمساحة المخصصة لها. هذه القاعدة أيضا تشمل المسلمين ومساجدهم.
- كفوا عن الاعتداء على أراضي الدولة ومحاولة ضمها بالقوة أو بالحيل الرخيصة وليكن كل شيئ من بناء أو طلب توسعة بالوسائل القانونية. من حق الدولة أيضا أن تردعكم بالقوة إذا استخدتم العنف ضدها أو ضد من يمثلها.
- يجب أن تراعوا وتعلموا أن الأغلبية لها حقوق خاصة (وهذا يحدث حتى في أكثر دول العالم ديمقراطية) مثل الوظائف الحساسة كرئاسة الجمهورية وقيادة الجيش والمخابرات. كذلك التعليم الأزهري الممول حكوميا (فمثلا بعض ولايات كندا تمول التعليمين الكاثوليكي والعام دون غيرهما رغم أن الجميع يدفعون الضرائب).
- كذلك يجب أن تعلموا أن مصر دولة إسلامية بحكم الأغلبية من مواطنيها فكفوا عن دعواتكم المستفزة بتغيير الدستور وإلغاء بعض بنوده المتعلقة بالإسلام وشريعته (فهناك ديمقراطيات عريقة لها دينها أو مذهبها الرسمي: فبريطانيا أنجليكانية وأسبانيا كاثوليكية واليونان أرثوذكسية بحكم دساتير هذه الدول).
- إذا أردتم أمان المسلمين وحمايتهم وأخوتهم فكفوا عن التصريحات المستفزة والغبية بخصوص الإسلام والمسلمين ولكم في المقابل ألا يسخر منكم أو من عقيدتكم أحد فلكم دينكم ولنا ديننا.
- كذلك كفوا عن الاستقواء بالخارج فلن ينفعكم إذا غرقت السفينة وستكونون أول الضحايا (بحكم أقليتكم).
- لتتوقف قيادتكم عن التدخل في السياسة ولتدع ما لقيصر لقيصر كما يقول الإنجيل. وبالتالي اتركوا الحق لكل قبطي أن ينضم إلى من يشاء من حكومة أو معارضة ، ولتتوقف كنيستكم عن دعم هذا أو ذاك وفرضه على الأقباط بحكم السلطة الدينية.
- حرية العقيدة يجب أن تكون مكفولة للجميع (بما فيها الاعتناق الحر لأحد الدينين) بشرط ألا يكون هناك تبشير منكم بين المسلمين أو ممارسة الدعوة من المسلمين بينكم. تشمل هذه الحرية عدم الخطف من الطرفين وكذلك التحريض من الفضائيات وغيرها من وسائل الإعلام. هذا أيضا ينطبق على الرعايا الأقباط بالخارج طالما أنهم يتبعون رأس الكنيسة في مصر. لن نصدق أن هؤلاء يتصرفون من تلقاء أنفسهم إلا إذا كانوا منشقين عن الكنيسة بل ومطرودين بأمر بابوي (إن لم يتوقفوا عن الفتنة والتحريض).
- توقفوا عن نشر الأكاذيب التاريخية (المظلومية/البكائية) التي تدعي أنكم أصحاب البلد وأن المسلمين هم الدخلاء الغرباء (أو الضيوف). المسلمون بحكم التاريخ والجغرافيا هم أصحاب البلد مثلكم تماما. بالمناسبة هذه بعض من الحقائق التاريخية: كلمة قبط يونانية وليست مصرية ، اللغة القبطية مزيج من اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) واللغة اليونانية ، أغلب المسلمين في مصر ليسوا عربا كما أن أغلب المسيحيين (الأقباط) ليسوا يونانيين ، أقدم ديانة في مصر هي الديانة المصرية القديمة ثم جاءت المسيحية (واليهودية) ثم الإسلام ، الإسلام تسامح مع المسيحية (واليهودية) بينما المسيحية قضت على الديانة المصرية القديمة تماما (وكذلك اضطهدت اليهودية). أي شيئ خلاف ذلك يندرج تحت نطاق البروباجندا العقائدية.
في النهاية أقول للإخوة الأقباط أتمنى أن تستمعوا لصوت العقل. ولتأخذوا مثالا لبنان ، فقد حاول المسيحيون خلال الحرب الأهلية السيطرة على البلد بالقوة والاستعانة بفرنسا وأمريكا بل وإسرائيل ، لكنهم في النهاية سلموا بأنه لا حل إلا بالتعايش السلمي. للأسف اكتشفوا ذلك بعد إراقة الكثير من الدماء البريئة من الطرفين (بل ومن كل الطوائف) ، وكذلك تشتيت الكثير من المسيحيين في شتى بقاع الأرض بسبب غباء قياداتهم السياسية والدينية. هذا تاريخ قريب جدا فهل ستتعلمون منه أم ستصرون على السير في نفس الطريق المظلم ، وفي النهاية لن تكسبوا شيئا بل وربما ستخسرون الكثير.
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|