ابر التغيير ومعاول الهدم
...............................................................
عادل سامي عبد الفتاح
.............................
الم تصابوا جميعكم بتلك الحالة شديدة السواد والنظرة التشاؤمية أو تلك الحالة الرمادية التي نعيشها أو نجبر عليها .. أنا أُصبت بكل ذلك منذ فترة ليست بالقصيرة. وبالمرور الكريم الغير منقطع على معظم الكتابات الأدبية نجدها ملوثة بطبقة تشاؤمية وحسرة وبكائيات على ما ضاع والأدهى طبعا شدة الحسرة والألم على ما هو آت ..
لو حصرنا مجموع الأعمال الأدبية بمختلف أنواعها لوجدنا أنفسنا نسير نحو هوة سحيقة المعاني ومنها القليل جدا الذي يذهب شططاً إلى التفاؤل..
وبنظرة بسيطة أكثر هدوءا وتحليلا وجدت نفسي أسير في نفس الركب بل أتوغل فيه واجتهد كل يوم أكثر حتى أصبحت مكتئباً حتى النخاع رمادي الإرادة أحيانا بُكائياً مع كل تفاعل .. توقفت للحظات وانتفض بى شيئا جديدا أن أحاول أن أُغِير نمط كتباتي ونظرتي للأمور فأمسكت بقلمي الذي أحب وبدأت اسطر أولى كلماتي .. ففشلت ! فبحركة بسيطة لا إرادية شطبت على الورقة ..واعدت المحاولة وبدأت اخط أولى كلمات السطر الأول.. ففشلت !!
فبحركة لا إرادية شطبت ما كتبت ..وهنا تنبهت فالوقت الذي استغرقته في التفكير كان أطول بكثير من جرة القلم الأولى في الشطب وتنبهت أكثر فمحاولتي لخط تلك الكليمات البسيطة والتي لم تكمل سطرا واحدا أخذت منى جهدا اكبر من شطبي إياه .....
وهنا أدركت مفهوماً أصبح جلياً أن هناك في حياتنا معاول ولدينا أيضا ابر ..
تنبهت إلى أن العمل بالمعول أسهل بكثير من العمل بالإبرة أو أن الهدم شيء يسير المجهود ويا هول العمل في البناء والنتيجة ليست واحدة.. فعند كتباتي التشاؤمية أو التنظيرية أو حتى النقدية منها. كنت اشعر أن الكتابة صعبة ولكن عندما حاولت التغيير وجدت الأمر جد صعب على مستويات عِدة . فلو كان احدنا متفائل بطبعه وحاول أن يكون متشائما أو متملقا وحاول أن يكون عادلا أو يعيش في المساحة الرمادية وحاول الخروج منها إلى إحدى الضفتين لوجد أن هناك شيئا ليس باليسر عليه أن يفعله. إنها نقطة ما بعد اتخذ القرار التغيير للوصول إلى ما اتخذ بعد الاستقرار عليه.. وقفت بقلمي وبفكري أناقش عقلي كيف يكون ( التغير ).
فانتقلت . وما هي امكانياتى التغيرية وكيف اُفعل مبدأ التغير . وفى رحلة البحث بين عقول الأدباء والغوص بخمائل الشعراء والعبث بالشبكة العنكبوتية وجدت عنوانا رأتها عيني عرضاً منقوشا بعبارة بسيطة المنظر أجيال التغيير. ولآني أدركت أن كلمة التغيير ليست بالبسيطة فكانت نظرتي مختلفة ..وكل ما كتبته سابقا كي نرى سويا ما قد يبدو بسيطا انه ليس بكذلك ..
انتابتني نشوة الوصول وانتحر التعب على أعتاب المعرفة وكالقط المشاكس حينما يمد مخالبه ليتفحص ما وجد. فبدأت مشاكساتي وانتظرت ..وانتظرت ردة الفعل كي أُقدم ورأيت غيري يقفز مباشرة ويلتحق وبين كل أنواع الرغبة واللهفة تقدمت وبينهم مكنت.. إنها حالة عرفت بأجيال التغيير تتشكل بنا وتنتهي إلينا الفضل فيها منا ويؤول إلينا. حالة تجده ملكية خاصة ومن ملكيتك لها تصدره للعامة .إنها حالة وجب أن تُعاش فالخروج من حال إلى حال يحتاج إلى مساعدة داخلية وخارجية ولان معاول الهدم أسهل وأيسر على النفس ولكنها تحمل بطياتها نتيجة غير مطلوبة وسكون مذموم فما ضير المحاولة فدعوتي لاحبائى لإبرة التغيير والنتيجة لن تصبح واحدة فإن تكالبت الإبر تحولت إلى معاول .
ولكن نتيجتها لن تكون الهدم .. ابحث عن العبارات البسيطة التي بنت امة فأمة محمد(ص) بدأت بكلمة اقرأ وعيسى بدأ بكلمة محبة ورسالة موسى بكلمات من ربه .. اكتب كلمتين أمام عينيك وانظر لهما واترك لنفسك أن تقرر اكتب معي ألان.. وتوقف بعد أن تكون قد كتبت .. نحو التغيير
مصرنا ©