مدون مصري وطيش الأقدام ..
...............................................................
|
عادل سامى وطفلته |
عادل سامي عبد الفتاح
............................
لك أن تمتلك قدرا من الجرأة كي تواجه كانت هذه عبارة إدريس الهبرى لى . واعتقد انها للكثيرين . قاله الرجل فى معرض تعليقه علىَ عندما علقت على مقال (( المدون الذى هز عرش الأزهر )).
ادركتنى الربكة والاندهاش للحظات من تلك العبارة وظللت بعدها سويعات أجول بحياتي وانظر كيف وصلت وماذا كنت ؟؟؟
اهى دعوة للتمرد على أبجديات أجبرت عليها منذ زمن لقد ولدت عاريا ولم املك لنفسي سترا ففعل عنى ابواى الأمر . كبرت فختار لى المجتمع دراستى بخط احمر اسمه التنسيق لا يمكنك تجاوزه . وتخرجت و نما بداخلى شعور واحد يجب ان اعيش وكيف افكر وانا لن استطيع ان اعيش واقحمت نفسى او اًقحمت فى متاهة لقمة العيش وانتقلت من بلدى التى أنشأتني الى بلد اخر لا يختلف كثيرا . فهى الوحدة العربية بأجل صورها ما بين العيب والمفروض والخوف تحول الكثير منا الى دودة تسعى فى الحياة وغالبا ما تلقب هذه الدودة بأسم موظف او ما شابه .
كنت اشعر بالغربة والتيه والنفور والرغبة أحيانا كأى فرد عربى بعد استثاء البعض وهذا البعض الذى كنت انظر اليه كسوبر مان كيف خرج بأفكاره الى هذا الفضاء الرحب واليس انسان مجتمعى عربى وله محدداته وشرطته مثلنا .
عندما تملك فكرا ورأياً ورؤيا ولا تجد لها متنفس فتجد نفسك شيئا فشيئاً تخبو وتنزوي الى عالم صنع لك خصيصا ممن هم لقونك أنهم الأكبر وانهم الأوصياء على عقلك او بالأحرى عليك كليا .
ايام كنت شابا فى مراحل النضوج الاولى اقنعونى انى كهلا ويجب ان استعد للرحيل ووعدوني كثيرا انى إن ابقيت على نفسى كدودة لسوف احصل على شقة وعروسة وفتات من الخبز كى ابقى مخطوطا على هامش الحياة التى امتلكوها او هكذا اقناعونى .
اننا يا سيدى نتاج معقد من تفاصيل كثيرا بثت الينا رغما عنا ليحصلوا منا على إنسان يعيش وفق محددات مرسومة وطريقا لا فكاك منه ومن حاول الخروج او التملص ولو من خلال نافذة صغيرة اياً كانت فدائما الشرطة فى خدمة الشعب .
ولا اخفي عليك سراُ أنى حينما أحاول الخروج بكلماتي التى كنت اعتقد انها ماتت بداخلى يبقى ماثلاً امامى خطا احمر عريض عرض ايامى الحزينة والمكبوتة بالا افعل وطبعا لم ينسى سادتى الكبار ان يبقوا لى متنفسا ضحل المعالم استطيع ان ابحر داخله دون عناء وهو الفن السابع وطبعا كل شىء بمقدار وحدود ولهم الحق فى اختيار ما اشاهد واقناعونى ايضا بهذا الرقيب فهو دائما فى مصلحتي والتى لا اعرفها .
وبعد ثلاثون عاما ونيف ادركتنى المدونات ورايت فيها مدخلا خفية كى ازيل الغبار عن بعضا مما اعتقد انى امتلكه ولم افكر كغيرى من الكثيرين ان احداً يهتم بهذه المدونات واعتقد انى يمكننى ان اكتب ما اريد وقتما اريد لانى وحدى من سيقراء هذا ولعل ما اكتب يكون تاريخا لابنائى من بعدى حتى لا يقال جاء وذهب بدون فكر فالتنظير على الآخرين بات من اسهل الامور فى ايامنا هذا ولكن المصيبة الحقيقة فى الامر انى وجدت نفسى ما زالت مغلولا بأصفاد كثيرا ترسبت بداخلى رغما عنى ومازالت الحدود والفواصل والممنوع يحكمني .
اننى هنا لا ارصد لحياتي وإنما للكثيرين ممن هم مثلى ولعل يوما ما استطيع ان أواجه كما ارى انا وان ادافع بشكل صريح وواضح ومفهوم للآخرين فمشكلتنا اننا نريد ان نقول ولا نريد ان يفهم الآخرين لان مبدا ان تفهم فيه الكثير من الخطورة وبما انى مازالت تلك الدودة فغالبا مازالت اخشي النعال وطيش الأقدم .
وعالم التدوين الذى دخلناه سويا نحتاج منه ان يساعدنا كى نفلت من القبضات المحكمة علينا وبقسوة ولاننا شعب عربى بكل ايجابياته وسلبياته نحتاج الى الوقت وليس القليل ان نخرج الى الغير ونستطيع ان نتفاهم مع الاخر ولن تفعل المدونات ذلك وحدها وانما تحتاج منا الى الدفع وافراز ما هو قيم ولعل المدونات تنجو من المطاردة والقمع ولا يزج بها كما فعلوا بالفنون الاخرى فأما المنع واما الانحطاط .
مصرنا ©