الشعب يريد تطهير القضاء بقلم: يس صبري أبو سالمة ............................. منذ عامين تقريبا و في عهد المخلوع قام رئيس نيابة طنطا "باسم أبو الروس" بضرب المحاميين "إيهاب ساعي الدين" و "مصطفى فتوح" بمساعدة أفراد حرس مكتبه بعد دخول المحاميان مكتبه لعرض بعض الأوراق عليه. و حينها و بعدما تجمهر المحامين للرد على سعادة رئيس النيابة و اخذ ثأر زميليهما و فعلا تمكن محامين من رد بعض الصفعات لذاك المتغطرس رئيس النيابة المذكور. هنا اشتاط القضاة "المقدسون" غضبا و بسرعة البرق تم الحكم على المحاميين بالسجن لمدة خمسة أعوام..... ساعتها شعرت بالقهر و كتبت عن أكذوبة نزاهة القضاء المصري و ناديت بإعادة النظر في سبب هذا الفساد المستشري و المرتبط بنوعية القائمين عليه من قضاة تم تفريخهم في عهد فاسد دونما سامع للنداء. لعل مقالتي القديمة تلك نستشف منها و نستكشف و قد نتفهم كيف تم للقضاة المصريين خزل الثورة و التآمر عليها.....و بدى جليا أن هزلية الأحكام الصادرة في حق المخلوع مبارك ووزير داخليته و نجليه و معاونيه.... يعيد الضوء لخطورة تلك المؤسسة القضائية و الذي قد يصل بنا في نهاية المطاف لتدمير الثورة المصرية و ضياع دم شهداءها ناهيك عن عرقلتها لأي تنمية حقيقية للدولة في حقبة ما بعد الثورة. و صار واضحا للعيان مدي تغلغل الفساد في هذا الجسد المريض الذي يشتمل في تركيبتة على أجهزة و أعضاء و مكونات لن تذهب بهذا الجسد للهلاك منفردا بل قد يؤدي إلى هلاك الزرع و النسل وصولا لما لا تحمد عقباه من تعميق التشرذم بين فئات الشعب وقتل ثورته المجيدة. ليس غريبا أن تكون الصيحة التلقائية للثوار "عايزين تطهير القضاء" حين النطق بالحكم المخيب للآمال و المفتقر لأي مقومات الواقع....فعلا يجب تطهير القضاء المصري من الآلاف الذين تم تعيينهم بالرشوة و المحسوبية و بمجاميع لا تتعدي 50% في الثانوية العامة و التي آلت بهم لكليات الحقوق و من ثم غالبيتهم حاصلون على تقدير مقبول بكلياتهم...و لولا المحسوبية لكان غالبية من يتربعون عرشه الآن محاميي من الدرجة العاشرة أو على الأكثر عرضحالجية أمام المحاكم. لقد تحمل الشعب المصري و ثورته الجريحة الكثير من الاحباطات خلال ما يقارب العام و نصف العام سببها الأحكام القضائية المشكوك فيها من حرمان بعض المرشحين و قبول طعون البعض و حرمان البعض ناهيك عن مساهمتهم في تأجيج الصراع الخاص باللجنة التأسيسية للدستور و احالتهم الموضوع في غموض لا يفهم مغزاه للمحكمة الدستورية العليا......هذا بالإضافة لما أثير من تشجيع اعداد كبيرة منهم المواطنين البسطاء لانتخاب شفيق....؟؟؟؟؟؟؟ لا أطيل و ليكتشف القارئ نظرتي التي كانت تستشف المستقبل المعبأ بالغيوم و أنا ألقي الضوء على هذا القطاع الكبير و الخطير في الدولة و التي إن صلح صلحت الدولة و إن فسد تعفنت و فسد كل شيء...و هنا أذكر أنه بعد إعادة توحيد ألمانيا الشرقية مع المانيا الغربية في أغسطس من عام 1989م كان أول عمل قامت بها المانيا الغربية لتجنب الفساد الذي قد ينتقل إليها من ألمانيا الشرقية هو فصل جميع قضاة المانيا الشرقية وعددهم 4000 قاضي و تخييرهم بين إعادة دراسة الـ "Jura" أي الحقوق أو يعاد تأهيلهم لحرفة مثل السباكة و النجارة و...و....ليكتسبوا منها قوتهم.... يا سادة قضاة مصر عددهم يناهز المئة الف يتقاضون رواتب تفوق الثمانية عشر مليار جنيه سنويا... و يتمتعون بحياة رغدة و لا يشعرون بمعاناة شعب يعيش فيه الملايين بالقبور و ليتطلع الجميع على صفحتهم حتى في ظل الوضع الخانق بمصر و التي يتصدرها الاعلانات عن افخر الرحلات و المصايف و الفنادق و المميزات (http://egyptjudgeclub.org/)....!!!...ليتبين للقاصي و الداني وجوب إعادة النظر في تلك المنظومة الخطيرة.....و رغم ذلك لا تخلو صفحات الجرائد بالعديد من حالات تلبس بعضهم بالرشوة و الفساد. لا تنفي مقالتي هذه وجود الآلاف من القضاة المصريين الشرفاء الذين يراعون الله في احكامهم و متمكنون من عملهم و لكن أصواتهم خافتة كضوء القمر في ليلة شتاء تملؤها السحب. مع مقالتي التي عمرها عامين....لعلي أكون وضعت النقاط على بعض الحروف.... نزاهة القضاء المصري....من يخدع من؟ يس صبري ابو سالمة Yasin.sabry@gmail.com 2 يونيو 2012م   06/11/2014 مصرنا ©