من حكايات أشبالك يا غـــــزة ...............................................................قصيدة د. يس صبري أبو سالمه .................................
............................................................
عندما كنت صغيرا في الشهر الماضي.
خرجت لألهو في حارتنا عند الشاطئ.
لا يزعجني صوت الدبابة.
و هدير الطائرة ما عاد ليقلق.
فأنا أمي ملاك طاهر
قد وضعتني عند المعبر
و الطلق يدوي اعلي من صوت المدفع.
كانت تجري مني الكرة و اتبعها عند بيوت الجيران.
انسي ضياع اللعبة و أراني أتصلب صوب دموع و نحيب.
يا ربي للتو تركت الدار و أمي كانت تبكي دماءاًً دون وقوف.
الجارة تبكي و الوالدة تئن.
لا نتمكن من لعبه فالحزن يخيم فوق القرية و الشمس تموت.
سالت رفيق اللهو لنرحل من هذي القرية قبل طلوع الشمس.
سأعد سلاحا و بنادق و قنابل و لنخرج عند الفجر.
و سنرحل في قارب صياد حتى شاطئ غزة ولن يرصد جسدانا أبراج بني صهيون.
و سنترك ورقا مكتوبا فيه... لبكائك يا أمي... ذهبنا لنثار للشهداء و نكتب صفحات من نور.
لم نخبر أحدا بالخطة و مع صوت نداء الفجر كان القارب يمخر في بحر دون خرير.
و هناك دنا منا صوت لا نفهم ماذا يقول.
أخبرت صديقي أن نمضي.
كأن لم نسمع شيئا.
فإذا كنا أمام بني الشيطان لنصرخ فيهم.
و ليلقي كل منا قنابله في وجه أولئك قتلة جدي و أخاك و أطفال الجيران.
فإذا ماتوا نعوم وكل من منا يحمل رأسا من خنزير.
رحنا و ضحكنا و صرخنا و القينا ما بيدينا نحو المجرم.
وصديقه قد ناداه يقهقه ...حجرا حجرا يا حاييم.
أخذونا و حول عيون رفيقي وعيوني ربطوا كيسا اسود.
و القوا بكلانا في قاع مظلم ومضوا لا ندري إلي أين.
لم نبكي أو نصرخ و هناك أمام مئات منهم قالوا لجنود ولوا:
هربتم من ساحة حرب دفاعا عن ارض ميعاد بني صهيون.
جهزناكم بعتاد من أمريكا و طعام من فوم وقثاء ينبت في وادي النيل.
لتروا ماذا ألقت أرحام الخنساء.
بأطفال لم يخشوا موج البحر و برد الليل.
و ها هم في الأكبال بثبات يبصق أصغرهم بوجوه نحسبها لعتاة بني إسرائيل.
لن تهزم امة إسلام مهما تظاهر جلادوها بالقوة.
فالأعماق ذليلة من خوف صاحبنا من عهد الفرعون إلي يوم الدين.
يا أشبال فلسطين قد كان الدرس عظيما فلنرحل نحن.
و إلا الموت سيلاحقنا جيلا بعد الجيل.
و أرادوا أن يمحوا عار هزيمتهم برصاص نحو صدور براءتنا.
فكان السبق لدوي الصوت القدسي من بين ضلوعي و ضلوع رفيقي
... شهداء نحن....
ولكن قد اقسم من يبقي بصمود الشعب الجبار.
إلي أن يرحل من لعنوا بلسان داوود و عيسي و أبا العبد و جدي احمد ياسين.
" السجن العربي الكبير في الخامس من صفر 1430هـ"
مصرنا ©