هل سيفلح مبارك و نظامه في طمس ذاكرة اللحظة للأمة
...............................................................
بقلم : دكتور يس صبري أبو سالمه
...................................
لم يجد النظام المصري بديلا عن المناورة المفضوحة في محاولة منه لمواجه الحس الواعي لجماهير الأمة من أقصى العالم إلي أقصاه بان يجند نفس الوجوه - التي لم يعد يرغب احد في رؤيتها حتى و إن كان ظهورها للتبشير بالجنة - لتظهر وجها مغايرا يحاول التراجع بخطى عارية واهية عن كارثة التواطؤ مع إسرائيل في إحراق غزة و قتل أطفالها الأبرياء.و هاهم قد خرجوا من غرفات تغيير الملابس لتأدية الدور الجديد في فصل درامي لم يعد يصدقه أحمق حتى لو اقسم كل أولئك بشرف الولي الوحيد لما يتمرغون به من مناصب و ضياع و عزب وملايين أغدق بها عليهم هذا النظام البائد من دماء الشعب المصري الذي لم تتسرب إليه الخيانة إلا بيد أولئك الانتهازيين و لنستعرض سويا بعضا من أدوار الكومبارس الهزلية و لنحاول أن نجلي الزيف عن تلك الأدوار:
(1) يبدأ المشهد الأول في باريس باللاعب الأساسي ساركوزي - حفيد اليهودي المجري – و المعتلي عرش فرنسا علي دماء مهاجري شمال أفريقيا البؤساء سكان ضواحي العاصمة الفرنسية بعدما نكل بهم قبل عامين. يستبق ساركوزي اجتماع مجلس الأمن مدعيا الإعلان عن مبادرة إنسانية توقف الحرق الفسفوري للأطفال و أمهاتهم و أجدادهم لمدة ثمان و أربعين ساعة . هناك في رام الله و في غرف دافئة و حول طاولة يتكدس عليها زجاجات مياه الليطاني و الجوز و اللوز و الفستق تنتظر شلة عباس بفارغ الصبر الفرج الآتي من باريس. أما في شرم الشيخ معقل المؤتمرات المشئومة علي العالم الإسلامي يجلس الفرعون المتهالك ناظرا إلي مياه الخليج الهادئة ومن خلفه و في الوادي شعب يغلي أما حوله شلة الفساد ليحيكون مبادرة الضربة القاضية لأهل غزة جميعا و في مقدمتهم أولئك المغرورون من حماس-علي حد تعبير عمر سليمان- و تنتفخ أوداجهم و قد توصلوا لثلاث نقاط لن تكون هي المقتل لحماس وحسب بل ستكون المسمار الأخير في نعش إخوان مصر الذين يزعجون حاشية الفرعون و يتباهون بصمود حماس. و في تل أبيب تهبط طائرة الابن البار ساركوزي لينال قبلة دافئة من ليفني و يصافح بحرارة بني جلدته إيهود الأول و إيهود الثاني في مشهد تتراقص فيه أعينهم جميعا بنشوة قتل الأطفال و لا شيء في حديثة معهم سوي التأييد الفرنسي اللامتناهي في تنافس يفوق تأييد رأس الأفعى بوش في تكساس وراء البحار. و تنتقل بنا الشاشات إلى رام الله و قد بدت علامات البشر في وجوه عباس رئيس سلطة الفساد و "عبدريبه" صاحب التدبيرات والمبشر ببركات ساركوزي و أهطل المفاوضات "عريقات" و متعهد الاسمنت و الطوب المصري للمستوطنات "قريع" ولم يتخلف " فتوح" رئيس مجلس تهريب الموبيلات بالسلطة عن هذا اللقاء البديع و اللعاب ينسال منه حتى الذقون كاسحا دموعه علي أيام عرفات. نكرر بدت السعادة واضحة علي وجوه عصابة السلطة وقد أتي ساركوزي بما يعجل قرب الخلاص من حماس وما يتبعه من استمرار تدفق دولارات و يوروهات و ريالات السحت لجيوبهم التي لا تمتلئ. و هاهم يطأطئون الرؤوس بالموافقة التامة و ساركوزي يتغني بعظمة قدرة الذبح لإسرائيل الدولة العظيمة صاحبة الديمقراطية الحارقة. و ينفض المشهد لتهبط طائرة ساركوزي في شرم الشيخ ليفاجأ بخاتمة زيارته السعيدة و قد اعد له الفرعون المتواطئ خلاصة أحلي المفاجئات خلاصة ذهن مساعديه و نري دموع الفرح في عينيه و هو يساعد فرعون المعرة في رفع سماعات الترجمة و يقبله بحرارة من الفرح وقد فرغ الكهل علي التو من تقيئه لمبادرة العار التي ستمحى حماس من الوجود. حتى أن ساركوزي لم يشأ بالرحيل حتى تعود طائرته مرة أخري ليتأكد أن ما حدث لم يكن حلما بل هي لعنة فراعنة العصر علي كل شعب فلسطين... ويقسم له الكهل الهالك: " لم يكن حلما يا حبيبي ساركوزي لما لا تصدق وقد ألقيت بيان مبادرة العار بفمي الذي لا يفقده مميزي رائحة القبور". و هاهو ساركوزي يودع الفرعون ويعده بحفل يفوق ما تمتع به نظيف منذ أسابيع في نفس الشرم و لكن علي رقصات "كارلا" صديقة ساركوزي الناعمة ذات الصوت الأكثر سحرا من اللبنانية "كارول " التي ذهبت بعقل نظيف حتى نسي ارتداء باقي ملابسه ويخرج من الفندق بالمايوه – راجعوا كل صحف المعارضة في مصر لتشاهدوا البوم نظيف غداة حفلة كارول سماحة- و يودع ساركوزي ليتوجه الفرعون ومساعديه الجوعي أبدا ليتناولوا الغذاء في نشوة ونهم علي أنغام طائرات الإف ستة عشر و في أضواء خافتة آتية من حرائق غزة الممزوجة بدخان لحم العجائز و الأطفال علي الجانب الأقصى من شبه الجزيرة المحررة!!!. و في القاهرة تتسارع الأبواق في صحافة الفرعون لتعلن النصر الثاني لصاحب الضربة الثالثة و قد كانت ضربته الثانية هي إعلان بداية المحرقة في حضور و إيماءات و حنو أبو الغيط ذاك المزيج من الرخاوة و الكذب و هو يخشي أن تتعثر ضابطة المخابرات ليفني و يكاد يعتصر يداها كما يفعل بلهاء الريف (أما الضربة الجوية الأولي فارتاب بان يكون فرعون اليوم هو صاحبها قبل ثلاث عقود). هكذا كانت مشاهد العار بين عاصمة النور للغرب و عاصمة مؤتمرات الخراب للشرق و ما تبقي من مدن خربة الفساد كما سميت في التوراة "إسرائيل" إخوان القردة و الخنازير. و قبل و خلال وبعد هذه المشاهد تزداد نشوة كل أولئك مصاصي الدماء و يرتفع عدد أرواح الأبرار من الأطفال و النساء و الشيوخ وفي لحظة كتابة هذه السطور أراني أشاهد الرجل المخلص "سعيد صيام" و هو يجري مسرعا ليلحق بقافلة الشرف و تجتمع أرواحهم و تعلوا و تعلوا بهم فوق الهامات في زفاف علوي محفوفة بالملائكة لتمضي محققة اطهر ما تمنت نحو جائزة الشهداء إلي عنان السماء. و علي الأرض يستجيب الله لدعوة المجاهد الصابر إسماعيل "أبو العبد" و تبقي لعنات الشهداء تطارد قتلة الأنبياء و الفرعون الهالك و الملك الأهبل و...و طاعمي سحتهم من خونة العرب.
(2) المشهد التالي يا أحبائي يجري علي ارض المعراج و في غزة العزة بالتحديد....قتلة الأنبياء أصابهم الجنون يعربدون من الجو و البحر...و لا يجرؤون علي مواجه الأسود علي ارض غزة الطاهرة ....تتقلص خططهم واحدة بعد الأخرى و في كل مرة و وبعد كل فشل ينتقمون من الأبرياء ليحرقوا مزيد من الرضع وأفواههم الزكية تمسك بأثداء الأمهات المضرجات بالدماء وقد صرن من خير الشهيدات.....أبناء القردة لم ينفعهم كل ما زودوا به من تقنيات حصلوا عليها بكافة الطرق من كل قوي الشر و محاوره في شتي بقاع ارض الله و من ظنوا أنهم قادرون عليها...هاهم جميعا لا يقدرون علي 360 كم مربع من الأرض حتى بعد ستون عاما من الكذب و التزوير و البكاء علي صنمهم ذاك الجدار من الأقصى الذي بناه المغاربة و سموه حائط المبكي حيث سيكون قبرهم الأخير. هذا المشهد تنتصر فيه إرادة الصمود و تتوالي صور من نجا و كلهم يجمعون علي أنهم باقون و لن يتزحزحوا عن ديارهم أو يكونوا من الشهداء. و اتحدي أن يدعي أحدا أن اعجز طفل أو امرأة أو شيخ في غزة استغاث و طلبت الهروب بل علي الجانب الآخر نري صورة بقع التبول اللاإرادي تظهر جلية في سراويل الجنود الجبناء المدججين بالسلاح بمجرد إطلاق رصاصة بعيدة لتقنص واحدا منهم وسط العشرات من أبناء الخنازير. و تظهر صورة نورانية لأبي العبد يقسم بالصمود أو الشهادة و أراني اخجل من نفسي و لا حيلة لي سوي الوضوء و السجود اكرر آمين وراء كل دعوة مناجاة تفوح عطرا من فم أبي العبد عبر الأثير ويعلو ارتجاف قلبي مدويا "آمين".
(3) أما مشهد الكذب و النفاق و لأنه صار مملا و مقيتا سأختار منها فقط أسوا الأبواق....فهذا بوق الكذب الكريه "مصطفي الفقي" رئيس السياسات في الحزب الكارثي الديمقراطي لم تفلح مداهناته المعهودة في التجميل للجسد المشوه الذي القي به الفرعون المتهالك و الهالك ليمجد مبادرة العار و يمعن في الكذب و النفاق و الافتراء و كأنه "شيمون بيريز" مما دفعني لكتابة "مصطفي+ الفقي+ التزوير" في باحث الجو جل "google" لأعثر علي ما يقارب نصف المليون تأكيدا علي كذب رئيس لجنة السياسات المستولي علي مقعدة بديلا عن نائب الإخوان. و ليجرب القراء بأنفسهم و يختبروا آلة الجو جل "google".
(4) و المشهد الأخير هو لثلاث فصول هزلية لا نفع فيها وهي مؤجلة و ستكون مشاهد للضحك و الهذيان...أولها في عاصمة التمركز الأمريكي و الثاني علي مقربة من مكتب التمثيل التجاري لأبناء القردة و الخنازير و الثالث في المحافظة المسلوبة من ارض العراق وكلها تقع في شبه الجزيرة الأمريكية علي ضفاف خليج فارس.
و لأهل غزة العزة فلا ضرر عليكم من كل تلك المشاهد و أقول عليكم فقط أن تسمعوا و تعو كلمة الصدق للمجاهد خالد مشعل أبو الوليد....فو الله لقد حققتم وعدين كما قال ربنا في سورة الإسراء:
" فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا(5) "
ووعد رسولنا الكريم فيما رواه الشيخان من حديث معاوية:
" لا تزالُ طائفةٌ مِن أمَّتي ظاهرينَ على الحقِّ لا يضرُّهم مَنْ خَذَلَهم حتى يأتيَ أمرُ اللهِ وهمْ كذلك "حديث معاوية - رواه الشيخان
سلام على أرواح الشهداء و لتطارد اللعنة كل الخونة و المتواطئين
د.يس صبري أبو سالمه
Yasin.sabry@gmail.com