إما أن تكون مع أمريكا أو تشنق مثل صام حسين
...............................................................
| |
أحمد نافع | |
بقلم: أحمد نافع
...................
هناك من يقول أن الدول الكبرى سواء كانت أمريكا أو روسيا ليس لها أى تتدخل فى قرار محكمة الجنايات الدوليه ولكن الواقع الحقيقى يبدو غير ذلك.إن المتتبع للقرار الأخير بشأن إصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس السودانى (عمر حسن البشير ) يرى أن الاسباب الحقيقيه لإصدار هذا القرار شائكه ومتعددة إنها فى الحقيقه مسرحيه هزليه كتب السيناريو الخاص بها منذ عدة عقود وبعد ذلك تم عرض هذه المسرحيه فى أماكن متعدده من العالم فبغض النظر عما إذا كانت هناك انتهاكات قد ارتكبت فى دارفور أم لا وبغض النظر عن ما إذا كان البشير متورطاً فيها أم لا ، فهذا ليس بيت القصيد لأن هناك انتهاكات كثيره فى أنحاء متفرقه من العالم منها ما حدث ومر مرور الكرام ومنها مازال يحدث ولكن لا حياة لمن تنادى .
إن هذا القرار يدل على صراع خفى بين الدول الكبرى ولكن فى إطار مايسمى بالشرعيه الدوليه، وذلك من أجل تحقيق مصالح سياسيه وإقتصاديه فى بعض المناطق الهامه من وجهة نظر هذه الدول.
أما من ناحية المصالح السياسية فقد تكرر هذا المشهد فى ستينيات القرن الماضى فى كوبا بعد التهديدات الروسيه بنشر صواريخ نوويه على أراضى هذه الجزيرة ومن هذا اليوم وكوبا من الدول المغضوب عليها من قبل الولايات المتحدة حيث قامت أمريكا بعد ذلك بفرض عقوبات وقيود على نظام فيدل كاسترو الشيوعى الذى تدعمه روسيا ونجحت فى ذلك أمام مرآى ومسمع من العالم كله ، وحدث ذلك أيضاً فى افغانستان فى سبعينيات القرن الماضى حيث قامت الولايات المتحدة بمساعدة المجاهدين الأفغان فى حربهم ضد الغزو السوفيتى وكان التبرع بنظام الصواريخ الأمريكية المضادة للطائرات "ستنغر" حاسما في رفع حجم الخسائر في القوات الجوية السوفييتية.
بعد ذلك تغير الوضع من جانب امريكا حيث قامت بمحاربة هؤلاء المجاهدين الذين إنبثق منهم حركة طالبان وتنظيم القاعدة ،فى هذين البؤرتين تطغى المصالح السياسيه لأمريكا وذلك من خلال ماتسميه بالخطر الشيوعى حيث أنها الآن فى افغانستان وبذلك تكون قد وضعت قدميها فى منطقه شديدة الحساسيه بالنسبة لها من حيث أنها بذلك قريبه من عدة دول منها الدب الروسى ، إيران ، الصين أما من ناحية المصالح السياسية والاقتصادية فى نفس الوقت فقد حدث ذلك فى غزو العراق حيث قامت أمريكا بهذا الغزو على الرغم من إقتناعها التام من بعدم وجود أسلحه نوويه لدى النظام العراقى وتأكيد لجنة التفتيش التى كان يترأسها ريتشارد بتلر لذلك ،لذلك سعت امريكا فى إسقاط النظام العراقى الذى كانت تدعمه فى حربه على ايران هنا تظهر وتتضح المصالح الامريكيه سواء كانت السياسيه او الاقتصاديه فمن الناحيه الاقتصاديه فالجميع يعرف الاطماع الامريكيه فى بترول العراق اما من الناحيه السياسيه رغبة الولايات المتحدة فى التواجد ايضاً فى منطقة الشرق الاوسط وذلك لعدة اعتبارات منها حماية اسرائيل بعد ان طالتها الصواريخ العراقية فى حرب الخليج الاولى وكذلك وجودها بالقرب من ايران وسوريا التى صنفتهم الادارة السابقه بدول محور الشر مع كوريا الشماليه وتكررت تلك المسرحية مع النظام اللليبى ، بعد إتهام امريكا ليبيا بإسقاط طائرة بنام أمريكا فوق بلدة لوكربى الاسكتلنديه .
ولكن النظام الليبى وعى الدرس وفهم اللعبه ، لدرجة انه قدم المتهم فى هذه القضيه عبد القادر المجراحى ، هذا المتهم الذى تدور حوله الشكوك حتى الآن حول ما إذا كان قد قام بهذا العمل أم لا أما الوضع الاخير فى السودان فيبدو انه شائك بعض الشئ حيث أنه فى رأيى المتواضع تتداخل فيه عدة أمور سواء كانت سياسيه أو اقتصاديه فمن الناحيه الاقتصاديه الاكتشافات البتروليه الاخيره فى اقليم دارفور بالاضافه الى الثروات التعدينيه الاخرى ورغبة امريكا كالمعتداد فى الحصول على هذه الثروت.
وكذلك الدور المتنامى للعلاقات الصينيه السودانيه ووجود عدد من الشركات الصينيه هناك وهذا بطبيعة الحال يقلق الولايات المتحدة . وكذلك التحكم فى منابع النيل من اجل التحكم فى مصر اذا احتاج الامر لذلك ، وكذلك اتهامها للسودان بالتعاون مع ايران من اجل توصيل اسلحه الى حركة حماس لذلك قام الطيران الاسرائيلى أو الامريكى وفى كلا الحالتين لن يختلف الامر بضرب السودان منذ عدة اشهر. بالاضافه الى تواجدها فى جنوب الوطن العربى وفى دولة كبيرة بحجم السودان وبذلك تكون قد تحكمت فى الوطن العربى من جميع الجهات وبعد تحكمها فى دول الشرق والخليج العربى بقى لها المغرب العربى وسيكون ذلك عن طريق احدى الدول إما عن طريق المغرب ومشكلة الصحراء الغربيه او عن طريق موريتانيا بسبب الانقلابات العسكريه المتكرره ولن تحتاج امريكا الى حجج للدخول هناك فالمبررات يمكن صياغتها حسب اللعبه الامريكيه والجميع فى نهاية الامر سيوافق فإما أن تكون مع أمريكا أوتشنق مثل صدام حسين ،،،
وللحديث بقيه
Ahmednafe3@gmail.com
06/11/2014