العمران والبيئة‏ ...............................................................   د. الكفراوى   د.م عبدالعزيز الكفراوي .......................... في مطلع الثمانينات من القرن الماضي وجدت نفسي منجذبا لكي استمع كثيرا عن المجاعات التي حدثت في إفريقيا والتي كانت ظاهرة التصحر قد بدأت تظهر بها بصورة شديدة التأثير وكان وقتها تعليق العلماء انها احداث جاءت نتيجة التغيرات المناخية بكوكب الأرض وقتها أدركت إن المشكلة لم تعد محدودة بل أصبحت مشكلة كوكب وقتها كنت في السنوات الأولي بالجامعة وقتها عاهدت نفسي عهدا خفيا أن اطلع عن كل كبيرة وصغيرة في موضوعات البيئة ومع نهاية دراستي الجامعية قمت بتحضير دراساتي في مرحلتي الماجستير والدكتوراه في مجال البيئة من عدة أوجه و بما إنني حريص كل الحرص علي تلك الموضوعات الخاصة بشؤون البيئة منذ صغري هذا الصباح وكنت أقود سيأتي والتي راعيت كثيرا أنها سيارة قليلة الاستهلاك للوقود فضلا عن إن الشركة المصنعة لها شركة صديقة للبيئة وكل هذه الأمور هي في حد ذاتها عبارة عن محاولة صدق مع النفس في اخذ موقف شخصي وعلي مستوي فردي للمساهمة في مواجهة مشكلة كوكب الأرض. حقا لقد أصبحت المشكلة ليست علي مستوي بلد ما أو إقليم معين ولكن أضحت اكبر من ذلك. الأمر الذي يجب علينا جميعا أن نسرع بالعمل جميعا. بعد كل ما ذكرت هذا شيء وما رايته هذا الصباح شيئا آخر وهو رؤيتي للأدخنة البيضاء الكثيفة المتصاعدة بارتفاع لايقل عن 25 متر والتي غطت سماء الجنوب الشرقي لمدينة نصر الصادرة من موقع المدفن الصحي التابع لوزارة البيئة .وقد نقلتها الرياح في اتجاه المدينة لكي تعود لتغطي مساحات كبيرة وتعتم الرؤية وكما نعلم أن اتجاهات الرياح تتغير أكثر من مرة علي مدار العام . كان المشهد حقيقة مشهدا مفزعا لكل فرد يعلم ما تؤتي به الرياح من ضرر . إلا إنني واصلت السير في اتجاه مكتبي وما ان دخلت المكتب وجدت نفسي غاضبا منهمكا ابحث عن كل معلومة في خرائط لموقع ذلك المدفن أو أي معلومة عن الأضرار الناتجة عن التعامل بتلك الصورة البدائية الغشيمة مع المخلفات او كان سؤالي كيف تم اختيار موقع ذلك المدفن اللعين . وعليه اسرد علي حضرتكم قليلا مما أحصيت عن تلك المشكلة وهي كما يلي يجب إن تكون لكل مدينة كبيرة أو عدد من المدن المتقاربة الصغيرة مقالب (مدافن صحية) للقمامة هي في حد ذاتها بؤر بيئية ولكن تكون حميدة ما لم تتعامل الأجهزة المسئولة عن إداراتها بأسلوب علمي مع المخلفات وتصنيفها وتتعامل معها طبقا لأنواعها بما لايضر بالبيئة وإذا تم غير ذلك انتفي الغرض من المدفن بل انضم لمنظومة الملوثات التي ليس لها نهاية في حياتنا في هذه الأيام والتي أصبح من المحال أن نشرب فيها كوب مياه نقي او نستنشق هواء نظيف الا طبقا للمعدلات المسموح بها أي إن التلوث أصبح مسيطرا علي الموقف وعلي الجسم البشري أن يتعامل معه . أيضا يجب أن تتناسب مساحات تلك المدافن مع عدد السكان ونمو المدن ويراعى عند تحديد واختيار مواقعها أن تكون بعيدة عن المدن والمناطق الزراعية والسكنية ومجاري المياه كما تراعى في إداراتها للموقع المواصفات والشروط الصحية والبيئية ومن الكثير من تلك المحددات التي أصبح علينا الأمر لزاما أن نحققها ما يلي : 1- تحديد النطاق الجغرافي الذي يتم اختيار الموقع خارجة ( يحدد بدائرة نصف قطرها من 5-25 كيلو متر تبعا لحجم السكان والنمو الحضري المتوقع مستقبلا ) 2- دراسة مصادر المياه الجوفية والمسطحات المائية ومناطق تغذية خزانات المياه الجوفية 3- عدم وقوع الموقع في مجاري السيول والمساحات التي تغمرها مياه السيول 4- عدم وقوع الموقع في الأخاديد والحفر الابتلاعية (الأخاديد ألا رضيه ) والفوالق 5- عدم بعد الموقع من الطريق العام 6- عدم قرب الموقع بالقرب من المنشات الطبية والمحميات البيئية 7- عدم قرب الموقع بالقرب من التجمعات السكانية 8- عدم قرب الموقع بقرب المناطق السياحية و المنشئات الأثرية 9 – يجب دراسة اتجاه الرياح التي تهب علي المنطقة علي مدار العام ودراسة سرعتها واتجاهات هبوبها المختلفة. 10- يجب آن لايكون الموقع الجغرافي للمدفن علي نفس الارتفاع للمناطق السكنية الأقرب إليه او نطاقه بالنسبة إلي منسوب اقل نقطة للموقع كلها بديهيات حقيقة ولكننا نأمل ان تكون ملموسة لنا جميعا . علينا أن نفكر سويا فهذه مسؤوليتنا جميعا نحو الكوكب ولنعمل علي تخطي الحاجز الحضاري بين مصرنا العظيمة ودولة بوركينا فاسو abdazizEl-Kafrawi@Enppi.com 06/11/2014 مصرنا ©
	.....................................................................................