مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 محمود عباس والسلام

 

عباس

 

بقلم: زهير كمال
....................

في تصريح له بتاريخ 25 يناير 2012 قال السيد محمود عباس وهو متجهّم الوجه ان اسرائيل لا تريد السلام.وهذا التصريح الخطير صدر بعد جولة مفاوضات ماراثونية في مدينة عمان كان هدفها استكشاف امكانية قيام مفاوضات.لو سألنا طفلاً فلسطينيا صغيراً ان كانت اسرائيل في وقت من أوقات حياتها،التي زادت عن ستين عاماً، تريد السلام سيكون جوابه القاطع لا.اما السيد محمود عباس فقد توصل الى هذه النتيجة بعد عشرين عاماً من المفاوضات الماراثونية والعناق والقبلات مع كل اطياف المجتمع الإسرائيلي، توصّل أخيراً انّ اسرائيل لا تريد السلام. والحقيقة ان هذا ذكاء لا يحسد عليه، وفي تحليل شخصيته خلال مقالات سابقة كنت أتردد بين وصفه بالعمالة او الغباء، صفتان أحلاهما مر، كما يقولون، وأميل اليوم للقول ان الرجل غبي الى درجة ان محصّلة أعماله الناتجة عن الغباء ترتقي الى مستوى العمالة.

لم يضرّ أحد قضية فلسطين وشعبها بقدر ما أضرّها السيد محمود عباس فقد استطاع تفريغ الزخم الثوري الذي كان يملأ صدور المناضلين وحوّلهم الى رجال أمن وباع الوهم لشعبه ان الدولة قريبة او على مرمي حجر وان اسرائيل ستتنازل لشعب فلسطين عن 22 في المائة ليقيموا عليها دولة، وان العالم كله يضغط بهذا الاتجاه الى أخر هذه المعزوفة التي خدّر بها شعبه وان ليس أمامهم سوى اللاعنف والسلام هو الطريق الوحيد ووصل الى حد إصداره أمراً الى قواته بقتل كل من يطلق رصاصة تجاه العدو.
لم تعرف بعد الأسس النظرية لاستراتيجية السيد محمود عباس فهي لا تدخل ضمن سياسة اللاعنف التي اتبعها غاندي وان كان يحاول جاهداً ان يضعها في هذا الإطار ولكن غباءه المطلق لم يمكنه من فهم سياسات غاندي، فالرجل لم يتخلّ ابداً عن أسلحته بل بالعكس استعملها بذكاء من أجل تحقيق الهدف النهائي. كان سلاح غاندي هو الجماهير، حشد أكبر عدد منها امام القوات البريطانية وتحريضها على العصيان المدني، فماذا ستفعل بريطانيا امام الجماهير، لا تستطيع قتلها كلها، وان قتلت جزءاً منها فلن تثنيها عن هدفها بل بالعكس تزيدها تصميماً على تحقيقه وتضم خلال العملية جماهير جديدة .

في نفس الوقت تنهار بريطانيا من الداخل ويزداد شعور قياداتها وجنودها بالذنب وتأنيب الضمير ولاأخلاقية ما يفعلونه مقابل طهارة غاندي والجماهير الثائرة التي لا تستعمل العنف، وبهذا استطاع غاندي تحييد خصمه وتجريده من نقطة قوته، السلاح الناري الذي لا يملكه ولم يكن قادراً على مواجهته.

اما السيد محمود عباس فقد تخلى عن كل أسلحته وعن حقوقه كلها وسلم رأسه ورأس فلسطين الى عدوه يقرّر فيها ما يشاء، وتفرّغ لاعمال البزنس وتجميع الأموال هو وأولاده وشلّة من الفاسدين حوله. في نفس الوقت يحاكم النظام الإسرائيلي رؤوسه أولاً بأول، بتهم الفساد والتحرش الجنسي وغير ذلك.هل يمكن للسيد محمود عباس ان يعترف بفشل سياساته فيستقيل ويذهب الى بيته؟

والجواب بالنفي، فهو مثل باقي الزعماء العرب الذين يحملون شعاراً ( انا وبعدي الطوفان). لا يتسع مقال لجرد كل المجموعة ولكن علي عبدالله صالح ترك وراءه اليمن وعلى وشك الإنهيار، اما حسني مبارك فقد حول مصر الى عشوائية كبيرة وقد أفنى عمره في خدمتها كما يقول، وانما يقصد نهبها وتحويلها الى دولة هامشية. كان مقدراً للسيد محمود عباس ان يسقط بعد الثورات العربية وبداية سقوط حلفاءه ولكن غباء السيد خالد مشعل وقيادة حماس أعطته حبل النجاة تحت مسمى الوحدة الوطنية.لم يلتقط السيد خالد مشعل نبض الجماهير العربية والتي بثوراتها أصبحت تنادي بوحدة الهدف، بينما استمر هو ينادي بوحدة الصف. ودراسة بسيطة لشخصية السيد محمود عباس البسيطة والواضحة تحفّز إسقاطه وليس إنقاذه، ولو اتّبع السيد مشعل قول الرسول الكريم (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين) لما مدّ لرئيس غير شرعي حبل انقاذ بل مدّه ليشنق نفسه به!
كنا نحب ان نسمع تصريحات قوية لحماس وقيادتها كما باقي الفصائل الفلسطينية ضد مفاوضات عمان غير الهمهمات البسيطة التي أتحفونا بها. لم يحدث وكانت النتيجة الزج بعزيز دويك وغيره من النواب في السجون.
كنا نحب ان نرى بعض الصلابة في صفقة شاليط، مثل ما حدث مع صفقات حزب الله مع اسرائيل في تبادل الأسرى، لم يحدث بل وضعت اسرائيل لمساتها الأخيرة فجرّدت الصفقة من قيمتها المعنوية.

وبعد هذا يلوم الكثيرون الشعب الفلسطيني ويقولون انه ساكت يتفرّج على ما يجري. وبعضهم يطالبه بانتفاضة ثالثة، ولن يحدث هذا وقياداته تعطيه الإشارات الخاطئة، وتحوّله الى شعب ينتظر الراتب الشهري من الدول المانحة.

لم يحظ شعب فلسطين العظيم بقيادة حكيمة وذكية ومصممة طيلة صراعه الطويل مع العدو. فلا يلومن أحد هذا الشعب الذي قدم من التضحيات ما لم يقدمه شعب، وصبر وصمد عبر الزمن ما لم يفعله شعب.
في تسريبات للصحافة، ان السيد خالد مشعل لن يرشح نفسه لقيادة حماس ونتمنى ان يكون هذا الأمر صحيحاً فالمقاومة تحتاج الى دماء جديدة. وما ينطبق على حماس ينطبق على باقي الفصائل الفلسطينية التي تشعرنا انها مخدّرة بفضل سياسات السيد محمود عباس.
وفي عمان قالت كارين أشتون لمحمود عباس، وهي تضحك: يجب ان لا تيأس من المفاوضات.
 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية