مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 رسالة الى عمر البشير

 

البشير

 

بقلم : زهير كمال
...................

يمكن تسمية اللحظات التي تمر بها هذه الايام باللحظات الشكسبيرية ، فالاحداث في المسرحيات تتصاعد حتى تصل الى ذروتها وعلى البطل ان يتخذ قراراً مصيرياً حاسماً يحدد فيه خط المستقبل . وفي شرقنا ما زال الفرد ( الحاكم ) يلعب دوراً كبيراً في صياغة التاريخ وهذا ما دعاني لأن أرسل إليك بعض الكلمات علها تصلك. لم يبق لديك الكثير من الوقت حتى موعد الاستفتاء المقرر في جنوب البلاد والتي يجمع كافة المراقبين على ان الانفصال سيكون قرار المستفتين. في إمكانك ان لا تفعل شيئاً ، اللهم إلا بعض التصريحات النارية من وقت لآخر او تستطيع ان تفعل شيئاً بسيطاً ربما سيقلب كافة المعادلات الحالية ويغير وجهة المستقبل وهو قرار لا شك في منتهى الصعوبة ولا يقدر عليه الكثير، وهذا القرار هو الاستقالة من المنصب وتسليم السلطة الى نائب رئيس الجمهورية السيد سيلفا كير شريكك في حكم السودان الذي سيحصل على الكعكة كاملة وأشك انه سيرغب بعد ذلك في تقسيمها. لن نناقش في هذه الرسالة انقلابك على الديمقراطية الوليدة واثارة مشاكل دارفور وبقاء 45% من الشعب السوداني شمالاً وجنوباً تحت خط الفقر رغم انك تحكم منذ فترة طويلة وسميت ثورتك بالانقاذ. ولن نناقش تسريبات ويكيليكس ان رصيدك في البنوك السويسرية يناهز 9 مليار دولار ، مؤكد انها اشاعة سربها الحاقدون عليك يريدون ان يوصلوا الينا انك بعت السودان مثلما باع سلفك جعفر النميري الفلاشا الى اسرائيل، لا لن نصدق ذلك. سمعنا ان الغرب لن يضغط باتجاه ملاحقتك للمحكمة بتهمة الابادة الجماعية في دارفور اذا سارت امور الاستفتاء والانفصال على ما يرام . لن نستنكر هذا النفاق الغربي الذي اصبح على المكشوف .

النقطة الوحيدة محل النقاش : انك لم تـنس بعد يمين الولاء عندما تم تنصيبك كرئيس لجمهورية السودان وانك اقسمت بالمحافظة على وحدة السودان ارضاً وشعباً.

لا اعتقد انك نسيت وضع يدك على القرآن وانت تتلو هذا القسم .
هو سؤال بسيط مطروح : ماذا يفعل الانسان عندما لا يستطيع الحفاظ على قسم عظيم مثل قسمك ؟

المتابع لأخبارك يشعر احساسك بالازمة الكبيرة ، ففي تصريح لك قلت ان بامكان حكومة الجنوب الاحتفاظ بدخل البترول ، ولكنهم لم يعيروا اهتماماً لهذه الجزرة ، ولكن من برأيك سيحتفظ بها اذا انفصلوا؟
بعد ذلك هددت انك ستطبق الشريعة في شمال السودان اذا انفصلوا ، هل تعتقد انهم يبالون لو طبقت البوذية او الكونفوشية طالما ان هذا شأن لا يؤثر عليهم؟

مشكلة هذه التصريحات انها تكشف الوضع المأساة في دولنا العربية ، فالحاكم يعتقد ان الدولة التي يحكمها هي المزرعة التي ورثها عن والده وتكشف نظرته الى الدين والشريعة انهما مجرد وسيلة يستعملها متى شاء ويغض النظر عنها متى شاء ( وعلى كل من أيّده في هذا التصريح ان يخجل من نفسه) .

ولن يتقدم العالم العربي الا عند شعور حاكمه انه ترس في دولاب كبير .
لن اطيل عليك كثيراً ولكن دعنا نسرح في الخيال قليلاً :
بعد مائة عام ستذكر كتب التاريخ في تناولها لتاريخ شرق افريقيا احدى الصيغتين التاليتين :

الصيغة الاولى
كانت هناك دولة واحدة تسمى جمهورية السودان وقد انقسمت الدولة الى عدة اقسام ، وهذه المنطقة لم تنعم بالسلام والأمن منذ انفصال الجنوب عن شماله في عهد آخر رئيس لها واسمه عمر البشير الذي لم يفعل شيئاً لوقف الانفصال . ( انظر ملحق الدكتاتور البشير ومفاسده).

الصيغة الثانية
تعتبر جمهورية السودان من الدول الغنية والمتطورة في افريقيا، وقد مرت بأزمات كثيرة في تاريخها ويرجع الفضل في وضعها الحالي الى الرئيس عمر البشير الذي ضحى بنفسه واستقال من اجل الحفاظ على وحدتها واثبت فعلاً انه يحب وطنه، وقد استلم السلطة نائبه سيلفا كير الذي لم يجد مناصاً من الحفاظ على الوحدة ولكن ضمن نظام فدرالي لكل الولايات يتمتع فيه الجميع بالديمقراطية والنزاهة.

الم اقل لك انها لحظات شكسبيرية ، يمكنك ان تبقى متمتعاً بالسلطة ست سنوات او عشر ولكن ماذا بعد ذلك ؟ الخيار راجع لك .

المرسل : مواطن عربي لا يملك ان يفعل شيئاً تماماً مثل اجداده عندما قسموا سوريا الطبيعية الى دويلات صغيرة قبل مائة عام . الفرق البسيط بينه وبينهم انه يعرف بالمأساة قبل وقوعها اما اجداده فقد فوجئوا عندما احبوا زيارة اقاربهم في القرية المجاورة ان هناك نقطة تفتيش لم تكن موجودة تطلب من هؤلاء البسطاء جواز سفر وتأشيرة دخول!
 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية