مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 كواليس مؤتمر القمة
...............................................................

 

معمر القذافي

 

بقلم : زهير كمال
....................


تـــــأمل رئيس تحرير احدى الجرائد التي تصدر في اوروبا الشيك الموضوع امامه على الطاولة ، كان الشيك باسمه الشخصي وبقيمة مليون دولار ، تناول الرسالة المرفقة القادمة من احدى السفارات العربية وفيها عبارة : مع تحيات جلالة الملك. كان المبلغ تعبيراً عن الشكر والامتنان العميق لأخر مقالة كتبها رئيس التحرير بعنوان : اليسار والنظارة السوداء
وقد وضع الكاتب كل ما تسمح به المطبعة من الوان وقام بتكبير بعض الجمل والعبارات وتصغير بعضها ووضع بعض العبارات باللغة الانجليزية ليثبت انه مثقف انجليزي وها هي جهوده قد اثمرت ، ولهؤلاء القراء الذين حسدوا الكاتب الفذ على المبلغ اقول لهم : عين الحسود فيها عود!
اقتطافاً مما كتبه ، قال: بعض حكماء هذه الامة يكفي ان يقوموا بفعل واحد لتفسر وضعاً بأكمله تحتاج الى كتب وخبراء ليقوموا بتحليله وهذه قدرات لايملكها سوى حكيم فذ سبق عصره واوانه.

كلمة واحدة قالها حكيم الامة تعطيك المؤشر الذي يجب علينا اتخاذه والتي فيها الخلاص والانقاذ من التهلكة ، ومقارنةً، بعض الزعماء الأقزام يبح صوتهم وهم يشرحون الوضع ولا يستطيعون النفاذ الى قلوب الجماهير، ولكن حكيمنا العملاق وبكلمة واحدة قالها ورسم لنا الطريق.
في الجلسة السرية لمؤتمر القمة العربية خرج كل الصحفيين واقتصرت الجلسة على الزعماء ومستشار واحد .

هذا الاجتماع المغلق كان ضرورياً للمصارحة والمكاشفة وحتى العتاب بين زعماءنا بعد كل الجفاء والمشاكل البسيطة بين الاخوة التي يمكن حلها وذلك من اجل مصلحة الجماهير العريضة التي تنتظر وفاق الزعماء والخروج من النفق المظلم الذي نعيشه. والانطلاق الى عالم الغد من اجل أطفالنا احبابنا.

وصلتني معلومات مؤكدة ولا يتطرق لها الشك ان حكيمنا ولأخفاء الدموع في عينيه لبس نظارته السوداء تعبيراً عن الوضع الحالك الذي تمر به الامة.

ثم قال الحكيم كلمة واحدة في الاجتماع المغلق ولكنها معبرة جداً وكأنه يريد اتجاهاً جديداً للامة.
قال : اليسار !!
كنت اسمع وأقرأ وانا صغير عبارة : طريق اليسار طريق النصر.
فهل يريد حكيمنا ان نتجه هذا الاتجاه وهل سيأخذ بيد اخوانه الزعماء في هذا الطريق الجديد ؟
هذا ما ستكشف عنه الايام والاسابيع القادمة.
ولكننا نقول لحكيم الامة وعظيمها : سر ونحن من وراءك ولن نخذلك كما فعلت اليهود بموسى !

انتهى المقتطف من مقال رئيس التحرير
ولكن لا بد لي من صحبتكم وزيارة هذه الجلسة الهامة والمصيرية والتي عقدت في الرابعة ظهراً في اول يوم للمؤتمر بعد جلسة الافتتاح البروتوكولية.

وهذه حقيقة ما جرى فعلاً :

كانت القاعة واسعة والوان الجدران والمفروشات مريحة للنظر وكان التكييف مناسباً جداً ويبعث على الاسترخاء وكانت مقاعد الزعماء بعيدة عن بعضها كثيراً بحيث تسمح بخلوة الزعيم مع وفده.
طلب رئيس المؤتمر من الصحفيين والمصورين وكل من ليس له علاقة بالخروج وان تقتصر الجلسة على الزعيم ومرافق واحد.
استغرق اخلاء القاعة عشرين دقيقة وهذا يقرّب وقت القيلولة التي تعود عليها بعض الزعماء .
هدأت القاعة وتململ بعض الرؤساء .
احد هؤلاء شعر بوجود ورقة في جيبه ، غالبه الفضول فهو متعود ان لا يحمل شيئاً !
وجد يورو واحد جديد ، السؤال الآن لماذا يحمله ؟ ويجب ان يتذكر ممن أخذه ، هو يعرف ان الأمر مهم وهذا اليورو لتذكيره به ولكنه للاسف لم يستطع تذكر شيء واحس بالاحباط وهو يعصر ذهنه بلا فائدة. ولكن لن نضيع وقتنا معه ونتركه مع محاولاته.
زعيم آخر كان يحدق بتركيز شديد في الزعيم المجاور له، ويتكلم مع نفسه قائلاً : لقد رأيت هذا الوجه من قبل ولكن اين؟ هؤلاء الذين يحضّرون اثاث المؤتمر اغبياء ، كان عليهم ان يكتبوا اسم البلد من الناحيتين على اليافطة ، لو فعلوها لكان باستطاعته حل نصف المشكلة ، وليس من اللائق ان ينهض ليراها من الجهة الثانية فقد تفسّر بشكل آخر. ثم انه يحس بالثقل بعد تناوله هذا الطعام الشهي. ماذا سيقول مرافقه لو سأله عن الرجل ، عيب . بعد لحظة اقنع نفسه ان شكل هذا الزعيم ملخبط ويبدو عليه الغباء ولا يستاهل ان يزعج نفسه بمعرفة اسمه واسم بلده.
اعطى رئيس الجلسة الكلمة لأحد الزعماء ،
فكر الحكيم هذا الرئيس الشاب فرحان بحاله وسيقرفنا لمدة طويلة بالحديث وقد بدأه بالوضع الدولي ، حتي يصل للوضع العربي يحتاج الى ساعة ونصف!
عليه ان يغفو فهو لا يفوّت القيلولة ابداً والكرسي مريح والطعام ثقيل ، استدار ملتفتاً الى مرافقه وسأله :
اين النظارة السوداء؟
رد عليه المرافق : في جيب معطفكم على اليسار
رجع الى وضعه ولكن يده لمست المايكروفون امامه فسمعت القاعة كلمة واحدة من الحكيم : اليسار؟
مد يده الى جيبه اليسار وجد النظارة السوداء لبسها واغمض عينيه مرتاحاً
مشكلة بعض الصحفيين انهم يحرفون وقائع ما جرى ولهذا تغرق الامة في مشاكل عديدة وتتوه في الطرق ، انا شخصياً ليس عندي مشكلة مع زعماءنا العظام ولكن مع رئيس التحرير الذي ذكر واقعة لبس النظارة السوداء قبل نطقه بعبارة اليسار ، والله عيب على كاتب كبير ان يقع في هذا الخطأ الجسيم ....


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية