مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 عالم السيارات
...............................................................

 

عالم السرعة

 

بقلم : زهير كمال
.....................


اصبحت السيارة هي وسيلة المواصلات الاكثر شيوعاً واستعمالاً في عالم اليوم. منذ اختراعها وحتى الآن تطورت السيارة واصبحت اسرع واقوى واكثر رفاهية ، فبعض السيارات الصغيرة تمتلك 300 حصان في محركها ، وبعضها يحتوي على سماعات اصوات تشعرك انك في دار الاوبرا .
للسيارة مستقبل كبير فخلال العشرين سنة القادمة ستشهد الاجيال الجديدة منه انواعاً توصلك من البيت الى العمل مثلاً بينما تقرأ كتاباً او تتابع حركة الاسواق او الاخبار.

مستقبل السيارات ليس موضوعنا بل اعطال القديم منها والتي استطعنا بشق النفس توفير ثمنها حتى نهرب من ازمة المواصلات العامة وسنظل ندعو لاخواتنا واخواننا الذين يستعملونها ان تتحسن وسائلها وتخف مأساة ركوبها والتي ينطبق عليها المثل القائل الداخل مفقود والخارج مولود
التجارب الشخصية في اصلاح الاعطال هي الموضوع المفضل لملاّكي السيارات ، ويستفيدون من تجارب بعضهم البعض ويتحدثون عن ميكانيكي شاطر اكتشف المشكلة بسرعة وكان سعره معقولاً، ويمكن قضاء جزء من السهرة في الحديث عن السيارة ومزاياها وكيفية توفير اسعار القطع وما يمكن شراءه من خردة السيارات القديمة.

يعتمد اصلاح السيارة على عوامل كثيرة واهمها الميزانية ، مكان العطل، الزمن الذي وقع فيه وتأثيره على الاستعمال ، احياناً يكون السائق بحاجة ماسة الى ماسحات للزجاج ولكنه يؤجل الموضوع حتى فصل الشتاء، عندما يتحول الموضوع الى ضرورة ، أحياناً تكون الاطارات بحاجة الى تغيير ولكن العين بصيرة كما يقولون، فيضطر سائق السيارة الى تغيير الاطار عدة مرات في الاسبوع فحالة الطرق على ما تعرفون وتزداد سوءاً مع الوقت ، والسائق الحريص يحافظ دائماً على احتياطي صالح وجاهز دائماً.

تجربة شخصية مررت بها، كنت اقود سيارة رباعية الدفع على احدى طرقات اليمن السعيد الوعرة انفجر عجل خلفي ولابد من تغييره، أ ول خطوة هي رفع السيارة في منطقة العجل التالف. المكان المخصص لوضع الرافعة في هذه السيارة كان خلف العجل مباشرة وقد فشلت كل محاولاتي في وضعها في موقعها ، كانت الرافعة اطول من الارتفاع الموجود ، لاحظ حيرتي راع اغنام صغير السن كان ماراً بالصدفة فاقترح علي ان اضع حجراً امام العجل ثم اقود السيارة قليلاً بحيث يصبح العجل فوق الحجر وهكذا سترتفع السيارة اكثر، مما يسمح بوضع الرافعة وانجاز المهمة .
لم أنس هذه الواقعة طيلة حياتي وقد خصصت فصلين للموهوبين في رواية صيد الثلج وكيف يجب الاعتناء بهم في الدولة العربية الحديثة التي هي من وحي الخيال بالطبع. وبهذة المناسبة لا بد من اخبار قاريء هذاالمقال اننا السبب في تأخير التقدم في العالم، فقد حرمت الانسانية من موهوبين وعباقرة مثل راعي الغنم الصغير الذي لم تتح له فرصة في كافة دولنا المتخلفة بسبب انظمتها التي لا تفهم هذه الامور .

الذكاء والبداهة متوفر عند الشباب العربي بكميات لا تنضب ففي الصحاري العربية تجد السيارات الصغيرة الغير مؤهلة للسير في الصحراء تتوغل مسافات كبيرة داخلها، شاهدت في احدى صحاري العراق السائق وهو يقوم بتنفيس كل الاطارات بنفس النسبة فتصبح اعرض وتمكنه من السير على الرمال.

كان الفضل في تعلمي لقيادة السيارة لأصدقائي من الشباب الجزائريين ، كنت اعمل في مدينة تيارت وهي على حدود الصحراء ، اشتريت اول سيارة لي من العاصمة واوصلوني الى اول مدينة صحراوية هي قصر البخاري. وتركوني هناك، انا مع مباديء بسيطة في القيادة ، السيارة والطريق الصحراوي الواصل بين المدينتين. كان اصدقائي الجزائريين يجربون معي طريقة طارق بن زياد .

وعودة الى اعطال السيارات، ما اكثر ما تشاهد بعض الشباب يتبرع بدفع سيارة بقوة تمكن السائق من تشغيلها على ناقل حركة السرعة الثانية
شاهدت احدهم يقود سيارة على سرعة واحدة فقد تحطمت المسننات الداخلية في ناقل الحركة ولم يبق سوى هذه السرعة، هذا يكشف بالطبع سوء اوضاعه، فماذا تفعل لو كنت مكانه؟

ولتلخيص ما سبق يمكن التحايل والانتقال من نقطة أ الى نقطة ب مهما كانت الاعطال الا في حالة واحدة وهي تعطل المحرك.

ما الذي يمكن عمله في هذه الحالة التي تصيب السيارة بالشلل.
هناك سائق لا يفعل شيئاً وينتظر ان يقوم المحرك بالعمل ثانية لوحده وكل صباح يتفقد السيارة ويحاول تشغيل السيارة......ضياع وقت ..... لا فائدة.
عجبت لسائق سيارة اخذ يدعو الله قائلاً: اللهم اهدِ المحرك لما فيه خير السيارة. ويكررها دائماً . .....دعوات.... لا فائدة.

عجبت لسائق سيارة يناقش السبب في عطل المحرك مع اصدقاءه خبراء السيارات وما الذي يمكن عمله تجاه هذه المصيبة التي حلت عليه والتي تمنعه من الذهاب الى عمله كالمعتاد، وبالطبع كل يدلي بدلوه في هذا المجال الرحب، احدهم يقول: لا بد انها الحرارة اثرت على الاسطوانات الداخلية، واحدهم يتبرع قائلاً: لا، انها الاحمال الكبيرة التي لا يستطيع المحرك تحملها......كلام ...... لا فائدة .

من اغرب ما سمعت من الحكايات ان ناقل الحركة يريد السيطرة على السيارة ففصل نفسه عن المحرك، المحرك جيد ولكن الذنب كله يقع على ناقل الحركة........مبررات...... .لا فائدة .
من اطرف ما سمعت ان الوقود الذي يصل المحرك مغشوش، وهكذا تجد ان الكوابس الداخلية لم تعد تعمل بالترتيب المطلوب منها لانتاج اقصى طاقة حركية........ لا عمل..... لا فائدة
سنترك سائقنا المسكين في مشاكله مع محركه وسيارته وسيقول لنا مهندسي ميكانيك السيارات ان الاعطال ستزداد بفعل التوقف فالصدأ سياكل أجزائها المتحركة. وسنستطلع حالة الطرق، فهذا ضروري للتمتع بقيادة سلسة .

على طرق الكوكب السريعة تمر مختلف انواع السيارات، منها الشاحنات الكبيرة التي تهدر بمحرك قوي مزلزل، ومنها السيارات الصغيرة واحياناً كثيرة تشاهد بعض الدراجات النارية.

لاحظنا شاحنة امريكية استبدل سائقها العجلات الخلفية بجنزير قوي وهكذا عندما يمر بسرعة كعادته بجانب سيارة صغيرة فان تاثير مروره مروع فهو يرفع السيارة الصغيرة عن الارض ويقذف بها عن خطها فيجعلها تتمايل رغم صراخ واحتجاج كل سائقي السيارات الصغيرة . ولكن ماذا تفعل الشاحنة انها بالتعريف شاحنة ولن تتغير.

هناك شاحنة اوروبية وهي تنافس مثيلتها الامريكية وبدلاً من الجنزير اكتفت بعجلات قوية ومتينة.

الشاحنة الاوروبية هي احدى معجزات عصرنا الحديث، كانت عبارة عن سيارات صغيرة تتنافس مع بعضها، ومن ابرز المتنافسين السيارة الفرنسية التي تتميز بجمال تصميمها والوانها البراقة والاضافات المريحة، مع السيارة الالمانية التي تتميز بقوة المحرك والهيكل ، كان التنافس بينهما قاتلاً على الطرق السريعة ولطالما اصطدمت السيارتان مع بعضهما وسببت كل منهما الخسارة للاخرى، وعا الطرفان دروس التاريخ ولم يكن غريباً سماع خبر اتفاق السائقين على وضع سيارتيهما فوق شاحنة وتكبير الشاحنة لتتسع لمن يرغب بوضع سيارته فوقها، الامر الذي سمح للشاحنة بالصمود والسير في الطرق السريعة المحفوفة بالمخاطر.

هناك شاحنة صينية قوية ولها ناقل حركة حديث وتحاول كل جهدها ان تسبق الشاحنة الامريكية، وقد تستطيع ذلك فهي تتمتع بهيكل جيد،
اطرف شاحنة تسير هي الشاحنة الهندية، كانت سيارة صغيرة ولكن سائقها كان منظماً فقد كان يغير المحرك كل اربعة سنوات كما ينص دفتر المواصفات المصاحب للسيارة، هذا الامر سمح للسائق بالذهاب الى العمل كل يوم بدون تعطيل، مما سمح له بزيادة راسماله وتحسين السيارة ، ومن يراها الان يظن انها شاحنة.

التقرير الاخباري التالي وارد من طائرة مروحية تحلق عالياً وتستطيع مشاهدة جميع الطرق في الكوكب:
هناك سباق محموم بين الشاحنات الكبيرة وهذا السباق ما زال منافسة رياضية، خاصة وان السائقين يتمتعون بذكاء وخبرة ويراقبون بعضهم ولا يسمح احدهم لآخر بالاقتراب منه.

توجد بعض السيارات الصغيرة التي تجاهد في البقاء على الطرق.
هناك حادث كبير تعطلت فيه 22 سيارة مرة واحدة وقد افاد مصدر موثوق ان محركاتها معطلة وهذه صدفة عجيبة تحدث لهذا العدد الكبير من السيارات في نفس الوقت.

نشاهد سائقي السيارات المعطلة جالسين على قارعة الطريق لا يفعلون شيئاً انما يدخنون السجائر والنارجيلة وبعضهم يلعب الورق. افادنا الخبير الميكانيكي الذي ارسلناه لمعرفة الاسباب لهذا الحادث العجيب فافادنا ان المشكلة في هذه السيارات تكمن في المحرك فقد كان محركاً انجليزياً او فرنسياً قديماً قاموا باستبداله بمحرك امريكي وثبت انه لا يناسب السيارة مما سبب هذا الحادث المروع .

بعض الشاحنات الكبيرة ارسلت شاحنات قطر صغيرة ولكن قوية وظن السواقون انها أتت للمساعدة ولكن بعد الكشف ثبت انها تستخدم خراطيم لسحب الوقود الموجود في خزانات السيارات الصغيرة، وافادنا محرر الشؤون الاقتصادية ان المنطق يقول انه اذا لم تتحرك السيارة فلا يلزمها الوقود، وهناك شاحنات بحاجة له حتى تستمر بنفس السرعة والعزم.
وقد حسب محرر الشؤون العلمية المسافة بين الشاحنات وهذه السيارات فقدرها بالاف الكيلومترات، واخبرنا انه لوتحركت السيارات المعطلة الآن فانها تحتاج الى عشرين عاماً لتلحق بالشاحنات، وافاد بان هذه السيارات لن تتمكن من ذلك الا اذا وضعت كل سياراتها الصغيرة على شاحنة كبيرة تستطيع الصمود على الطريق.

انتهى التقرير عن حالة الطرق الذي سمعه خبراء السيارات في سهراتهم، ولكنهم للاسف ما زالوا يناقشون ان كان ضوء السيارة الأبيض افضل من الاصفر. وحتى الآن لم يقدموا النصيحة المثالية الواضحة كعين الشمس للسائقين المتعبين من كثرة الانتظار:

لن تستطيع الحياة والمنافسة الا اذا استبدلت السيارات الصغيرة بشاحنة كبيرة واول خطوة عملية في هذا الموضوع هو استبدال المحرك الذي انتهى عمره الافتراضي منذ زمن طويل وعليك ان تتبع دفتر المواصفات الذي ينص على استبداله كل اربعة سنوات وغير ذلك فيه نهاية السيارة والسائق معاً.

وقد أنّبني خبير واع بحقائق الامور قائلاً: عنوان المقال مضلل وكان يجب علي ان اقول:
 
عالم للشاحنات فقط

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية