الى أدعياء الغناء
...............................................................
|
شعر : زياد السلوادى |
الى أدعياء الغناء
صَهٍ يا دعيَّ الفنّ لستَ بمطربِ
فصوتكَ وخّـــــازٌ كإبرةِ عقربِ
تثقّبُ سمعَ الناسِ في كلّ صيحَـةٍ
كزمّارةٍ بلهاءَ ينفخها صبـــــــــي
لباسُ الهنودِ الحمرِ يكسوكَ ، فوقهُ
تلافيفُ شعرٍ مثلَ فروةِ أرنــــــــبِ
أهذا هـــو الفنّ الذي صار حِرْفـَـةً
لشذاذِ هذا العصر من كل مذهــبِ
صياح كصوت الديكِ من فوق دمنةٍ
وزقحٌ كقردٍ مستثارٍ ومُغْضَــــــــبِ
وهز لخصر أعوج المتنِ مائــــــلٍ
ينطّ كماش ٍ فوقَ سِلكٍ مُكَهْـــــرَبِ
تسمّــــــونه رقصاً وليس بمشبــــــهٍ
سوى من يعاني المغصَ يُلوى كلولبِ
يصيح: ألا يا ليلُ يا عينُ إننـــــي
من المغصِ فنانٌ رشيقُ التوثـُّــبِ
و يتركُ كلَّ الناس بعدَ سمــــاعِهِ
من الفنّ ممغوصينَ مغصَ مُخَيبِ
أتنعقُ مثلَ البومِ في غسق ِ الدجى
بخَنْخَنةٍ من جوفِ أنفٍ مُدَبَّــــبِ
وصوتٍ يكادُ الجحشُ مِنْ فرطِ قبحهِ
يناديكَ مهلاً قد عرفتكَ يا أبـــــــي
وتنتطرُ التصفيقَ مِنْ كلِّ سامِـــــع ٍ
فوالله أحرى أن تـُلط َّ بِشِبْشِــــــبِ
على بوزكَ المعْوجّ حينَ تمطـُّـهُ
فيمسي كئيباً مثل سحنة ثعلـــبِ
فلا الحرف موزون ولا الصوت مطربٌ
ولا اللحن شرقيّ ولا هو مغربـــــي
فلولاكَ ذوق الناس ما زال عالياً
ولولا فسادُ الذوق ما أطربَ الغبي
فيا أسفا حتى الفنون تفرنَجَـــتْ
على يد أهل الفن أبناءِ يعـــرُبِ
أتحتجّ بالتطوير يا ناقصَ الحَجا
وهذا هو التخريفُ في الفنّ مختبي
فأين البياتي و النهاوندُ والصَّبا
من الجاز والديسكو وما هو أجنبي؟
وأين الحمولـّي واللواءُ محمّـــــدٌ
ودرويشُ في عصر ٍ ثريٍّ ومنجِبِ
وشوقي ورامي ثم خيري وبيرمٌ
وغيرهمُ في كل فنٍّ مُحَبـَّــــــبِ
أولئكَ كانوا ثورةً بفنونهـــــــــم
لهم في قلوب الناس أرفعُ منصبِ
وأنتم عليكم لعنة ٌ نـَغـَمِيـَّــــــــة ٌ
مُلـَحَّنـَــة ٌ مِنْ شاعر ٍ غير ِ مُعْجَبِ
***