غـُرابة ُ البـَيـْن
...............................................................
شعر : زياد السلوادي
غـُرابة ُ البَيْن ِ أمْ عِفـْريتة العُلـَبِ
نفـّاخة ُ النــار أمًْ حمالة ُ الحطبِ
إذا مشت فطريق الشؤم مقصِـدُها
تنافسُ البومَ والغِربانَ في النـُّوَبِ
تمشي بساقـَيْ أبي سَعْدٍ فتحسبها
مِنْ فرطِ دقـَّتِها،عودين ِ مِنْ قصَبِ
ووجهها إسْتُ قردٍ هَبَّ محترقاً
مِن بعد قعدتِه سهواً على اللهبِ
فراح يبحثُ واسودّتْ عجيزتـُه
عن باردِ الماء يطفي حارق َ الذنَبِ
كأنّ " دارْوِنَ " منها صاغ فكرتـَهُ
لما عـَـزا أصلـَها للقردِ في النسَبِ
لو كان أبصر منها قبحَ سَحْنتِهــا
لجاء بالحلـْقة المفقودةِ الحِقـَــــبِ
أنَّ التطوُّرَ مِنْ سِحْليـَّــــةٍ طـَفـَرتْ
نحوَ الأفاعي بسِلسالٍ من الرُّتـَـبِ
جاءت لتخلقَ فوضى في مرابعنــــا
ما يخلقُ المَسْخُ غيرَ الشؤمِ والكُرَبِ؟
فوضى ، وخلاقة ٌ؟ ما بالـُها عجزتْ
عن صَفِّ أسنانـِها صفاً على الطلبِ
والأنفُ مثل جبال الألبِ بـــــارزة ٌ
مِنْ بين ِ خدين ِ ملطوعيْن ِ بالنـُّدَبِ
سبحان من بسواد القار لوّنـَهـــــــــا
كما يـُداوى مُصابُ العيرِ مِنْ جَرَبِ
وقد يطيب سوادُ الجلدِ في بَشَــــرٍ
لكنْ ســوادُ قلوبِ الناس لم يـَطِبِ