أمريكا
...............................................................
|
أمريكا |
شعر : زياد السلوادي
يا راكضا لاهثا في إثـر أمريكـا
لعلها لسبيل الحق تهديكـــــــا
مهرولا باسطا كفا تبايعهــــــا
وكفها بصنوف الشر ترميكـا
******
مددت يمناك لكن من تصافحهـا
كلتا يديها شمال ،كيف تعطيكا
أملت عليك شروطا كي تحاورهـا
وأسلكتك طريقـا ليس مسلوكـــا
******
وقد فتحت لها الأبواب من كـرم ٍ
فأغلقت لك من لؤم شبابيكــــا
وكم حلمت بها تسقيك من عسـل ٍ
فأيقظتك ومرّ الطعم في فيكـــــا
******
وكم ذهبت وماء الوجه ممتنـــع
فأرجعتك بلا ماء لناديكـــــــــا
كأنّك العاشق المفتون بامـــرأة
لكنْ تزوّجـها أعـدى أعاديكـا
******
قف لحظة واسأل التاريخ كيف أتت
على دماء الهنود الحمر أمريكا
قالت هنود وليسوا بالهنود ولـم
يحمرّ منهم سوى ما بات مسفوكا
******
هم أمّة لكن المحتـــلّ صوّرهـم
بين الشعوب رعاعا أو صعاليكا
واسأل عن السود من أفريقيا اختطفوا
بيعــوا رقيقـاً ومـا كانوا مماليكــــــا
******
عروا لدى الأسر من حريّة سلبـت
وألبسوا خـَلـَقـاً بالذلّ قد حيكــــا
واسأل عن الصفر في اليابان كيف قضوا
حرقـــاً ألوفــاً فإن الأمس ينبيكــــــا
******
إن العدالة في من ترتجي فضحــت
وبات فيها ستار العدل مهتوكــا
أين العدالة من ذئب وداعــــرة
قد ملّكته رقاب الناس تمليكـا
******
أين العدالة والميــزان تحملـــه
أيدٍ يحرّكهــا إبليس تحريكـــا
الشرّ تجمعه والخيــر تقطعـــه
والحرّ توسعه ذمّـا وتشكيكـــا
******
قف يا أخي لحظة واحفظ كرامتنـا
ليست كرامتنا فنّـا وتكتيكـــــــا
لسنا عبيدا ولا صهيـون مملكــة
ولا وليّـة أمر الحـق أمريكـــــا
******
وهـل ترى لبنـاً في الثور تحلبــه
حتّـام توسعــه فركا وتدليكــــا
جالدت بالغصن حتى جفّ من عطش
والسيف عن كل ماء الأرض يغنيكا
******
فلم يزدنا سـلام المجرمـين سوى
دم ٍ لنا شُـفّ أو لحم ٍ لنا ليكـــــــا
هذي الأكفّ التي صافحت آثمـة
فاغسل يديك وعد حرّا لأهليكا
واحمل سلاحك إن الحق تنزعــه
بالسيف لا بسؤال الناس يأتيكا