مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 عمارتنا في السالمية
...............................................................

عمارتنا في السالمية

شعر : زياد السلوادي

عمارتنا في السالِميـّةِ ضُعضِعَتْ
وكادت لطول العهد أن تتهدّمـــا

فإن تأتِها في الليل تلقَ خرابــــة ً
وتبصرْ لها وجهـاً يفيضُ تجهّمـا

ترى الطوب من جدرانها متخلعاً
ليُضربَ رأسُ الضيفِ فيه ويُرجما

كأن ملاكَ الهدم يسكنُ سطحَهــــا
وفي يده الشاكوشُ دقَّ مُهَدّمـــــا

رأيتُ لها زُحْليْقة ً مِنْ طوابِــــــق ٍ
وكانت بماضي الدهر في الأصل سُلما

وقفتُ على الأطلال أبكي لقبحهـا
فأبكيتُ صهريجاً عليها مُخَرّمــا

فبلل أثوابي بماءٍ مُخَضّــــــــــبٍ
بأحمرَ حتى كدتُ أحسبه دمـــــا

لها مالكٌ في بخله متديّـــــــــنٌ
يحجُّ لدينـار ٍ ويعبُـدُ دِرهمـــــا

رخيصٌ عليهِ دائماً ماءُ وجههِ
يُراقُ إذا ما جئتـَهُ مُتبرّمـــــــا

تقولُ لهُ صَلـِّحْ فيبكي ويشتكـــي
ويضربُ بوزاً ثم يلوي لك الفما

وحارسها كالبوم يزعق ناعقـــاً
إذا لم تبخششهُ الفلوسَ مقدّمــــا

فإن قلتَ نظـِّفْ ، قال نظفتُ آنفاً
وإن شاف أوساخاً تظاهرَ بالعمى

ويحتجُّ بالأولادِ والحقُّ أنهـــــــمْ
قرودٌ وإني أحسبُ القردَ أرحمـا

فهذا يريقُ البيضَ في الأرض أعيناً
وذاك بقشر الموز يرسم أنجمــــــا

تراهم حميراً في المدارس رُتـَّعاً
وفوق الجدار الخط ُّ صار منظما

يخطون يوماً أن " أحمدَ شاطرٌ "
ويوما تراهُ صار شيئاً مذمّمــــــا

وإن شئتَ أن ترتاحَ عند ظهيرةٍ
فلستَ بنوم هانئاً أو مُنـَعّمـــــــا

زعيقٌ من الجيران يأتيكَ مسرعاً
فيجعل نوم الظهر أمراً مُحَرمـــا

فإن قلتَ : يا أولادُ وطـّوا صياحَكمْ
وبهدلتَ منهم حامداً أو مُسَلـَّمـــــــا

ترى أمَّ إبراهيمَ تبرمُ بوزهــــــــا
وتزعلُ من توبيخكَ البكرَ أكرمــا

وألعنُ من هذا ومن ذاك إن أتى
صياحٌ لِخَمْخام ٍ(1) أتاكَ مُخَمْخِمـا

ليفردَ في قلبِ العمارةِ عارضاً
ملابسَهُ والخامَ فيها مُكـَوّمــــــا

تفاصله أم السعيد بسعرهـــــــا
يقول : بدينار، فتعرضُ درهما

وأعْجَبُ ما في الأمر يجلسنَ حولهُ
فيبدو كما لو كان عنهنَّ مُحْرمـــا

فإن جئتَ نطتْ كلهنَّ سريعــــة ً
الى البيت يستخفينَ عنكَ تـَكرّما

عمارتنا في السالمية أصبحــــــتْ
من القهر والإحباطِ ناراً جهنمــا

على أن فيها ميّزاتٍ كثيــــــــرة ً
سأذكرُ منها بالدليل مُدَعَّمــــــــا

فمن ذاكَ أن الماءَ قد صار قهوةً
فما تشتري بُنـّـاً إذا كنتَ مُغرما

ولا تشتر الحنـّاءَ إن شئتَ صَبْغة ً
ففي الدشِّ أصباغ ٌ تزينُ التحمّما

ولا تصرفِ الأموالَ في دفع كهربا
فما الفولتُ شغـّالاً وما النورُ مُضْرما

وتعتادُ شمَّ الطوْز فيه رطوبـــة ٌ
تلطـّفُ منك الأنفَ والعينَ والفما

عمارتنا فيها تجمّـــــــــــعَ كلُّ ذا
وما خـَفِيَتْ أخبارهُ كانَ أعظمــا


(1) الخمخام = بائع ملابس يمني متجول ينادي دائما بصوت مميز : خام خام .


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية