مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 قم للمعلم وفــِّهِ البقشيشا
...............................................................

مع الاعتذار لأمير الشعراء أحمد شوقي

قم للمعلم وفــِّهِ البقشيشا

شعر : زياد السلوادي

قم للمعلم وفـّهِ البقشيشــا
كاد المعلمُ أن يصيرَ فشوشا

أعلمتَ مِسكيناً حزيناً كالذي
يقضي الحياة مدفشاً تدفيشا

فهو الذي قصَّ الزمانُ جناحَهُ
وسواهُ ريّشَ في الغِنى ترييشا

كيف الوزارةُ بعد مَصِّ دمائِهِ
ترمي إليهِ دراهماً وقروشـا

وهو الذي رَبّى المناصبَ كلها
لولاهُ ما اعتلتْ الملوكُ عُروشا

فهو المؤدّبُ والمهذبُ في الورى
وهو المُربّي قادةً وجيوشـــا

وهو الطبيبُ النَّطْسُ إلا أنَّــهُ
مفضوحُ جَيْبٍ يجهلُ التحويشـا

وهو المهندسُ غيرَ أنَّ معاشَـه
ما شادَ كوخاً أو أقام عريشــا

وهو العميدُ أو اللواءُ برُكْنِــهِ
ويرونه لم يبلغ الشاويشــــا

منهُ المؤلفُ والأديبُ تعلـَّمــا
وعلى يديْهِ الزَّغـْبُ أنْبَتَ ريشا

والمكتباتُ لهُ تدينُ بكُتـْبهــا
أيصيرُ فيها دفتــراً خُرْطوشا؟

************

لو كان طبالاً لفيفي لاغتنـــى
لما تفيأ شعرها المنْفوشــــا

أو كان أحمدَ من بني عَدَويَّـةٍ
غنّـى لقومٍ أدمنوا التحشيشـا

أو كان نصّاباً لديهِ عِصابـة ٌ
أو تاجراً جشعاً يبيع حشيشـا

أو كان مُدَّعِيَ الصلاح مشعوذا 
ذا لحيةٍ يبدو بها درويشـــا

تأتي النساءُ إليهِ من أقصى الدنى
يطلبْنَ سحراً خادعاً مغشوشــا

هذي يموتُ جنينُها في بطنِهــا
تبغي حجاباً ناجعاً ليعيشــــا

وتريد تلك طلاقَ ضَرَّتِهاالتــي
سكنتْ فؤادَ حبيبـِها مفروشــا

بَيْنا المعلمُ قابعٌ في درسِــــهِ
والفقرُ يوسِعُ جيبَهُ تخميشـــا

لو كان من تلك الصنوفِ لعششتْ
صُفـْرُ النقودِ بجيبهِ تعْشيشـــا

أسَفي عليه وقد أفاق مبكـِّــراً
فكوى القميصَ ولمَّعَ البرطوشـا

ومضى الى الطلاب يشرحُ حِصَّة ً
فتجاهلوهُ وشوّشوا تشويشـــا

وتراه والطبشورُ لوّثَ ثوبَـــه
بالجير تحسبه اغتدى طرّيشــا

ويصحّحُ الأوراقَ لكن لا يَــرى
إلا الطلاسمَ نُقـّشتْ تنقيشــــا

ولربما قامَ استعانَ بمُعْجَــــم ٍ
أو نبَّشَ القاموسَ تنبيشــــــا

حتى يرى كيف الفرزدقُ قد غَـدا
سلطانَ تـُرْكٍ يلبسُ الطربوشــا

أو كيف صار "أدولفُ هتلرُ"شاعراً
لبني أمية َساخِراً فرفوشـــــا

وتراه يسأل كيف تجمعُ يا فتــى
ما كان مفردُ جمعِهِ حِنـْفيشــا؟

فيقومُ عِجْلٌ عند آخر مِقـْعَـــدٍ
لكأنّ مِنْخَــرَهُ اغتدى شاكوشـا

ولحومُ هولندا بجوفِ قميصِــهِ 
حُشِرَتْ فصارتْ أبْطناً وكروشـا

فيقول: جمعَ مذكر ومؤنـَّـــثٍ
أو شئتَ نجعلُ جمعَــهُ تطبيشـا

فترى المعلمَ بعد ذلك آسفــــا
متألماً .. متحسراً .. مدهوشــا

فإذا السّنونُ تقوَّستْ في الظَهْرِ أو
وَشَمَ الزمانُ بوجنتيهِ نقوشـــا

يرمي الجحودُ جبينَه برصاصـةٍ
كعجوز خيــلٍ أدرك التفنيشـا

فتراه منبوذاً بمقهى جالســــاً 
يفلي الجريدةَ أو يشدّ الشيشـــا

أعطوا المُعلمَ ما يلائمُ قـَــدْرَهُ
كي لا يــُرى متسوِّلاً ليعيشــا


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية