حنين وشوق الى الزوجة الغائبة
...............................................................
بانت سعاد
شعر: زياد السلوادى
سافرت الزوجة لزيارة أهلها..وبقيت في البيت وحدي...ومرت الأيام..وطال الفراق..وزادت معاناتي..فكانت هذه الأبيات
"بانت سعادُ فقلبي اليوم متبولُ
متيمٌ إثرهـــــــا لم يُفدَ مكبولُ"
أمسيتُ من بعدها في البيتِ منفرداً
والنومُ ممتنعٌ والرأسُ مسطـــــولُ
والعينُ ساهرةٌ منفوخـــــــةٌ أرَقاً
والجفنُ مضطربٌ بالسهدِ مكحولُ
والبطـــنُ تاقَ لما كانت تفلفلـــــهُ
في قِدرهـــــــا من أرزٍّ حَبُّــهُ لولو
واللحمُ من تحتهِ سمْنٌ يصيحُ بنا:
لا بالملاعقِ بل في خَمسِكم صولوا
وللمُسَخـَّنِ ما أشهى دجاجتـَـــــــهُ
في عظمها قِصَرٌ ، في لحمها طولُ
واليومَ أجلسُ وحدي آكلاً عُلـَبــاً
في الظهر سردينة ٌ ، عند العشا فولُ
حتى تراجعَ كرشٌ كان منتفخـــاً
وبان خصرٌ كعودِ البوصِ مسلولُ
والبنطلونُ انثنى في الخصر ملتوياً
كأنني حين أمشي فيه مشلولُ
والبيتُ أتعسُ ما يبدو بلا امرأةٍ
لا الأكلُ يُطهى ولا الملبوسُ مغسولُ
والبيتُ أغراضهُ باتتْ مبعثرةً
كالسيرك يعبثُ في الأغراضِ بهلولُ
إنْ رحتُ أغسلُ قمصاناً موسّخة ً
حَلَّ الملوّنُ منها وهـْــــو مبلولُ
إذْ القميص الجديدُ الأبيضُ اصطبغتْ
أكمامُهُ ونسيجُ البـَيْج ِ منسولُ
أما الطبيخُ فحَدّثْ ليسَ مِنْ حَرجٍ
لأنني عنهُ رغم الجهل مسئولُ
إذا ذهبتُ لقلي البيضِ في طَبَق ٍ
بكتْ على خيبتي أحداقهُ الحُولُ
واسودّ فوق لهيب النار محترقاً
مِنْ كل عينٍ لهُ قد نطّ ثـُؤلولُ
أو قهوةٍ شئتُ عند الصبحِ أشربُها
فارتْ كما فار في الكيمياءِ محلولُ
وفوّرتْ لي دمي إذْ أحرقتْ قدمي
فصحتُ إني بنار البنّ مقتولُ
ورحت أنفخُ مِنْ فوري على ألمي
إن الشفاءَ بنفخِ الحرقِ مأمولُ
لكنْ حريقُ فؤادي لا شفاءَ لهُ
مهما نفختُ فإني فيهِ مخذولُ
بانت سعادُ ولكنْ سوفَ أتبعُها
إني بأجنحةِ الأشواقِ محمولُ
***
06/11/2014