مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 قصة الفلسفة الغربية: كيركجارد أبو الوجودية
...............................................................

 

كيركارد

 

بقلم: محمد زكريا توفيق
............................


كانت طريقة الفليسوف شوبنهور في التعامل مع الفليسوف هيجل، الذي انتشرت فلسفته في كل أنحاء أوروبا بحلول عام 1830م، هو نعته بألفاظ غير لائقة في البداية، ثم تجاهله وتجاهل أفكاره. لكن باقي الفلاسفة المعاصرين الذين تبعوا خطوات شوبنهور، كان عليهم التعامل مع أفكار هيجل مباشرة. من هؤلاء الفلاسفة، سورين كيركجارد (1813-1855م).

أهمية كيركارد بالنسبة لنا هنا، هو أنه يعتبر أبو "الفلسفة الوجودية". بالرغم من أنه يرى نفسه رجل دين فقط لا غير، ولا ينتمي إلى زمرة الفلاسفة. في الواقع، هو لم يكن معارضا للفلسفة، بقدر ما كان معارضا لأفكار هيجل. وقبل التحدث عن فلسفة كيركجارد، سنذكر شيئا عن سيرته.

ولد كيركجارد عام 1813م في كوبنهاجن عاصمة الدينمارك. الطفل السابع والأخير لأبوين تقدمت بهما السن. فقد كان الأب ميسور الحال في السادسة والخمسين من العمر، والأم في الرابعة والأربعين.

كان موت والده عام 1838م، علامة فارقة في حياته. فقد كان الإبن يرجح صحبة الأب، الذي كان يكشف له عن مسيحية مليئة بالقلق. وكانت حياة سورين كيرجارد حتى وفاة والده، سطحية مضطربة. إلا أنه بعد ذلك، بدأ يعشق المسرح ويقرأ كثيرا لمشاهير الشعراء. تأثر بالإبداع الفلسفي ل "فخته" و "شيلنج" و "هيجل".

أحب ريجينا ابنة مستشار المحكمة. لكنه تخلي عنها وفسخ خطوبته بعد عشر سنوات، عندما وجدها ستكون عائقا في طريق رسالته الفكرية والفلسفية. ألف العديد من الكتب، تبين رؤيته ومعالجته للحياة، ساد فيها الجانب الوجداني والذاتي. مات في سن مبكرة بعد شهر من العذاب عام 1855م.

كتب كيركجارد يقول:
"كلما تحسست الوجود، لم أجد شيئا. ما هذا الشئ المسمى بالكون؟ من الذي أوجدني في هذا العالم، والآن يتركني وحيدا؟ من أنا؟ كيف أتيت إلى هنا؟ ولماذا لم يسألني أحد؟"

يرى كيركجارد أن عدم معقولية الحياة تملأ نفس الإنسان بالقلق واليأس، والإحساس بالعجز والإكتئاب. قبل أن يموت كيركجارد بعام واحد، كتب يقول:
"استمع إلى صراخ الأم وهي تضع طفلها. انظر إلى صراع الرجل مع الموت، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة. ثم أخبرني: هل من يبدأ هكذا، وينتهي كذلك، يكون قد خلق للسعادة؟"

الإنسان لم يخلق للراحة والسعادة، كما يخبرنا كيركجارد. بحث الإنسان عن المتعة والسعادة، ما هو إلا هروب من القلق والإكتئاب، الناتج عن الإحساس بالضياع.

لكن، ليس هناك هروب من القلق والإكتئاب. لأنهما الحقيقة المرة. إننا نعاني من القلق، حتي مع عدم وجود شئ يستدعي القلق. لأن القلق، هو الخوف من الموت، الخوف من اللاشئ، الخوف من العدم.

لكن، هل هناك علاج للقلق والإكتئاب في فلسفة كيركجارد؟ في عام 1843م، كتب عن حياة رجل حاول الهرب من القلق والإكتئاب، عن طريق الإستسلام لحياة الواجب والمسؤولية. لقد نجح هذا الرجل في حياته العامة. كون الأصدقاء، وتزوج وأنجب الأطفال. لكن سرعان ما عاوده القلق والإكتئاب على أشدهما.

الرجل، كما يقول كيركجارد، قد نجح في حياته العامة. لكنه غريب بالنسبة لنفسه. لأنه لا يعلم أن الخلاص من اليأس، لا يكون إلا عن طريق الإنغماس بعمق في اليأس نفسه. الإنغماس في العدم.

طريق الخلاص من اليأس، هو ترك كل شئ والزهد فيه. الزهد في الشهرة والمال والجاه والرضى والراحة. الزهد حتى في الإعتقاد في التفكير المنطقي وفي العلوم وفي الفلسفة.

عندما تفقد كل هذه الأشياء، تكون في قمة المأساة. في هذه الحالة، تكون مستعدا للإيمان بالله. وهو هنا يتفق مع الفلسفة البوذية والفكر الصوفي.

فلسفة كيركجارد تقول، إن الإيمان المطلق بالله، هو الشئ الوحيد الذي يمكننا من التغلب على عدم معقولية الحياة. يمكننا من السيطرة على القلق واليأس والوحدة في هذا العالم الغريب.

لقد لام كيركجارد هيجل، واتهمه بأنه قام بتجريد الفكر والثقافة من الشعور الإنساني. لأن هيجل قام بتعديل قواعد المنطق المتعارف عليها، والتي وضعها أرسطو من قبل. منطق أرسطو يعتمد على ثلاث مبادئ:
1- مبدأ الهوية (A=A)
2- مبدأ عدم التعارض، الشئ وضده لا يجتمعان
3- مبدأ استبعاد المنتصف، إما الشئ أو ضده

جدلية هيجل تعصف بهذه المبادئ. هيجل يقول إن الشئ يحوي نقيضه. ومن ثم يسقط مبدأ الهوية، ومبدأ عدم التعارض، ومبدأ إستبعاد المنتصف. لأن هذه المبادئ مبنية على خلو الشئ من نقيضه.

هذا الكلام لم يعجب كيركجارد. فهو يسخر من منطق هيجل في أن الشئ يحوي نقيضه. وكتب يقول:
"إذا تزوجت، فأنت نادم. وإذا لم تتزوج، فأنت نادم أيضا. في كلا الحالتين أنت نادم. إذا شنقت نفسك، فأنت نادم. وإذا لم تشنق نفسك، فأنت نادم أيضا. في كلا الحالتين، أنت نادم لا محالة. هذا، سيداتي وسادتي، مجمل الأفكار الفلسفية."

بالطبع، ليس هذا مجمل الأفكار الفلسفية. لكنه مجمل أفكار هيجل فقط. التي تقول إن التعارض يوجد داخل الأشياء. مما ينتج عنه لا مبالاة وتدهور في الأخلاق. هذا بسبب اختراق مبدأ إستبعاد المنتصف. الذي يقول: إما الشئ أو نقيضه.

إلغاء هذا المبدأ، يعني إلغاء قرارنا بالإختيار بين "إما" وبين "أو". إختيارنا بين "إما" و "أو"، هو الذي يمنحنا الحرية. بدون هذا الخيار، لن يكون لدينا حرية. إذا كان كل شئ يحمل نقيضه وبذور فنائه، إذن أين أنا من كل هذا. وهل يكون لي في هذه الحالة أى خيار؟

يختلف كيركجارد أيضا مع مقولة هيجل بأن "الحقيقي عقلاني، والعقلاني حقيقي". أي في مساواته للوجود بالفكر. لكن كيركجارد يقول، بأن الأفكار لا تساوي الوجود. فمن المستحيل أن نعي الوجود كفكر.

لماذا لا يساوي كيركجارد الوجود بالفكر؟ لأن الأفكار عند كيركجارد، عبارة عن نوع من التجريد. الكلمات عبارة عن رموز. تحمل تصورات ومفاهيم معينة.

جملة مثل: "الكلب بني اللون يطيع صاحبه"، هي بالنسبة لكيركجارد عملية تجريد. أي نوع من الكلاب وأي درجة من درجات البني؟

اللغة تأخذ من التجارب، وتخفي التفاصيل والفروق. لكي تجعل الأفكار والتخاطب بين الناس ممكنا. الأفكار، هي في الواقع، صناعة غير دقيقة. عملية تقريب ناتجة من اللغة. لذا، تبعدنا الأفكار عن حقيقة الوجود أو حقيقة الأشياء. الأشياء الحقيقية ليست مجردة.

فلسفة كيركجارد، تأخذنا إلى طبيعة الوجود الحقيقي الذي تشوهه اللغة. اللغة مثل الزجاج الردئ الذي ننظر من خلاله إلى الوجود الحقيقي.

لكن كيركجارد، لا يهمه الوجود بصفة عامة. اهتمام كيركجارد فقط بوجود الإنسان. لقد كان ديكارت على حق عندما قال: "أنا أفكر، إذن أنا موجود". لكنه كان مخطئا، هو وهيجل من بعده، عندما ساويا النفس بالفكر. كيركجارد يقول: لكي "تفكر" شئ، ولكي "توجد" شئ آخر.

يمكنني أن أفكر وأقول أشياء كثيرة عن نفسي. مثلا: أنا مدرس، أنا رجل، أنا أحب. لكن لا يمكنني أن أفكر وجودي. أنا يمكنني أن أعيش هذا الوجود، لكن لا أستطيع أن أفكر هذا الوجود. كيف نستطيع أن نفكر الوجود؟

وجودي يعادل رغبتي وقراراتي وأفعالي. لكن الرغبة ليست فكرا. نعم، الوجود ليس أفكار. فهل يعني هذا أن الوجود، لا أستطيع شرحه بالأفكار؟

يقول كيركجارد: أما هذه فنعم. الوجود يمكن شرحه بالأفكار. أي نوع من الأفكار هذه؟ نوع من الأفكار الفلسفية تسمى "الفكر الوجودي".

لشرح هذه العبارة، قام كيركجارد بالتفرقة بين الفكر الموضوعي (Objective)، والفكر الشخصي (ٍSubjective). الفكر الموضوعي، يخص حقائق موضوعية علمية ورياضية وتاريخية.

الحقائق الموضوعية، وجودها مستقل عن وجود الشخص منا. إذا وجدت أو ثبت عدم صحتها، فلن يؤثر هذا على وجود الشخص. لذلك، لم يكن كيركجارد مهتما بمثل هذه الحقائق.

الأفكار الشخصية، لا تعتمد على الحقائق الموضوعية. الأفكار الشخصية، مثل القيم والأخلاق والإدعاءات الدينية، تعتمد على الشخص ودرجة تقييمه لها.

مثلا: الشرف في منطقة الشرق الأوسط، موضوع كبير وهام. إننا لا نسمح حتي برؤية المرأة. ونضعها داخل النقاب. هذا هو أسما آيات الشرف والعفة بالنسبة للمرأة عند الوهابيين.

لكن بالنسبة للرجل الإسكيمو، عندما يحل عليه ضيف غريب. يجعل زوجته ترافقه الفراش، كنوع من كرم الضيافة. هذا ما يعنية كيركجارد بأن القيم والأخلاق مواضيع شخصية. تعتمد على الأشخاص أنفسهم.

إذا قلت لي أن العمل الغير أخلاقي يسبب بؤسا وآلاما مبرحة للآخرين. وإذا قمت أنا بإثبات العكس. فلا توجد حقائق موضوعية يمكن أن نحتكم إليها، لمعرفة الحقيقة. كل منا يقول أن دينه هو الصح. ولا توجد حقائق موضوعية لإثبات صحة ذلك أو عكسه.

لكن حاجتي للأفكار الشخصية ضرورية. لا من وجهة نظر معرفة الحقيقة. ولكن لأن هذه الأفكار الشخصية تساعدني على مغالبة اليأس والإستمرار في الحياة. هذه الأفكار، ضرورية لإحساسنا بوجودنا.

هناك نوع آخر من الحقائق الشخصية، غير القيم الخلقية والدينية. هذه الحقائق يمكن تناولها فقط بطريقة غير مباشرة، كما يقول كيركجارد. يمكننا التلميح إليها، أو التقليل من شأنها، أو الدفاع عنها أو تجاهلها. لكن لا يمكن فهمها بدون أمثلة. وهي حقيقة الموت.

حقيقة موت الشخص، تعتبر حقيقة شخصية. لأنها تعتمد على وجود الشخص. وهي ليست مستقله عنه، بخلاف الحقائق الموضوعية. إكتشاف الشخص أنه سوف يموت لا محالة، هي حقيقة شخصية. تقود إلى حقيقة وجود الشخص. وهي أيضا حقيقة شخصية.

وجود الشخص، عندما نقارنه بالخلود والوجود المطلق، نجد أنه وجودا تافها يقترب من العدم، وليس له معنى. لذلك نتعجب لمن يشغلون أنفسهم بالتراهات والسفاسف من الأمور.

اكتشاف وجود الشخص لنفسه، يساعدنا على تنظيم وترتيب أولوياتنا وقيمنا، وعلاقة الأفراد بالمجتمع، ودور اللغة في حياتنا. إكتشاف وجود الشخص، يظهر هذا الوجود إلى النفس.

النفس عند كيركجارد، هي حقيقة شخصية. تتكون عن طريق التزام الشخص منا بالحقائق والقيم الشخصية. مثل الأخلاق والأديان...إلخ.

النفس الحقيقية عند كيركجارد، هي النفس التي تختار نفسها. عن طريق ممارسة أنشطة، توضح وتكون قيم خاصة بالشخص. مع تحمل مسؤولية هذه القيم كاملا.

رأي كيركجارد أن من واجبه، ليس بناء فلسفة معرفة (أبستيمولوجيا) جديدة، أو بناء نظام ميتافيزيقي حديث. لكن خلق إنسان جديد من البشر. قادر على اقتناص حريته، ورسم خريطة مستقبله بنفسه.

شارك كيركجارد في هذا الرأي، إثنان من الفلاسفة. هما كارل ماركس وفريدريك نيتشة. لكن كيركجارد، يسمي إنسانه الجديد "فارس الإيمان".

يستوعب هذا الفارس، كل العبث والوحدة وعدم معقولية الحياة والوجود الشخصي الذي يقترب من العدم. ويجد في نفسه القدرة على توحيد عالمه وربطه ببعضه عن طريق الإرادة التي يسميها كيركجارد بالإيمان.

فارس الإيمان، هو إنسان كيركجارد الجديد، الذي يجد الوحدة مع الله. لكن هذا الإنسان الجديد، هو شرح متعسف لقصة النبي إبراهيم في العهد القديم.

عندما رأى النبي إبراهيم فى المنام أنه يذبح إبنه إسماعيل, أو إسحق كما جاء فى العهد القديم. أخذ النبي إبراهيم إبنه, بدون إخبار زوجته, وسار به ثلاثة أيام. عاقدا العزم والنية على تنفيذ الأمر الإلهي.

عندما وصل إلى مكان المذبح, أخرج سكينه الحاد بنصله اللامع, وهم بتنفيذ الأمر الإلهي. حينئذ, ظهر ملاك الرب ليوقف عملية الذبح هذه. ويفدي الطفل بكبش عظيم. يعود النبي إبراهيم سعيدا لأهله مع ولده، سالما حاملا لحم الضحية على كتفه. بعد نجاحه فى الإمتحان ورضاء الرب عليه.

يعتقد الفيلسوف كانط من قبل، أن النبي إبراهيم كان مخطئا في إمتثاله لصوت الهاتف، طالبا منه ذبح إبنه. لأن هذا عمل غير أخلاقي شنيع.


لكن الفيلسوف سورين كيركجارد, تحت إسم مستعار "جوهانز سيلينتو"، مؤلف كتاب "الخوف والإرتجاف", يحلل قصة النبي إبراهيم هذه. ويستنتج منها، أن النبي إبراهيم يمثل الإيمان الحقيقي. الإيمان الذي لا يمتثل إلى القوانين الأخلاقية. ولكن يمتثل إلى سلطة أعلى. إلى الله الذي هو مصدر كل القوانين الأخلاقية.

ثم يتساءل كيركجارد، من أعطى النبى إبراهيم القدرة على رفع يده وبها السكين لكي يذبح فلذة كبده.

كيف قويت إرادته وروحه على ذلك. لماذا لم يغم عليه أو يصب بالدوار, أو بضعف البصر، حتى لا يستطيع رؤية إبنه أمامه؟ من أدراه أن هذا أمر إلهي.

أليس من الممكن أن يكون الشيطان هو صاحب الفكرة. وأراد أن يورط النبي إبراهيم فى الأمر؟ أو يكون الأمر مجرد إختبار, لمعرفة مدى حفاظ إبراهيم على قوانين الرب، التى تمنع القتل لأى سبب. حتى لو كان الأمر قادما من مجرد رؤيا فى منام أو هاتف من بعيد.

الإيمان بالله، هو الذي جعل النبي إبراهيم يفعل ما فعله. الإيمان قادر على تحويل عملية القتل إلى فعل مقدس لإرضاء الرب. عمل النبي إبراهيم، هو عمل عبثي. لقد كان النبي إبراهيم عظيما. هذه العظمة تأتي من قوته العاجزة، وحكمته الحمقاء، وقداسته المجنونه.

لقد كان لدى النبي إبراهيم إيمانا، أقوي من القوانين الأخلاقية التي تحكم مجتمعه. لقد كان لديه إيمانا بأن الله سوف يرجع إليه ولده. لذلك، فهو فارس الإيمان عند كيركجارد. لأنه أصبح مصدر السلطات، والمسؤول مسؤولية كاملة عن أفعاله.



الإنسان يختار وجوده. الحقيقة هي موضوع شخصي يعتمد على وجود الشخص. هذه هي بداية الفكر الوجودي في القرن العشرين. الذي يضع وجود الفرد في مركز الفكر الفلسفي.

وجهة نظر كيركجارد هذه، كان لها تأثير كبير على المدارس الفكرية والفلاسفة فيما بعد. جان بول سارتر، مارتن هيدجر، كارل جاسبيرز، البير كامو، جبريل مارسيل وغيرهم. الفلسفة ليست فسلفة الطبيعة والكون والمادة، ولكنها ببساطة فلسفة الإنسان.

يجب أن لا ننسى أن كيركجارد مفكر ديني. لذلك، ليس من المستغرب دفاعه عن الإيمان، وعن وجود الله بحجج رصينة. البراهين التقليدية على وجود الله، وكذلك إنتقادات الملحدين للفكر الديني تصبح ضعيفة ضحلة، إذا ما قورنت بحجج كيركجارد. يرى كيركجارد أن الإيمان يقوي روح الإنسان ولا يضعفه أو يغرر به.

لكن الإنتقادات التي توجه إلى كيركجارد بخصوص نظرية فارس الإيمان كثيرة. يقول نقاد كيركجارد أنه يعطي الناس رخصة لقتل الأبرياء بإسم الرب وما يؤمنوا به من معتقدات. حتى لو كان ما فعله النبي إبراهيم بناء عن حبه لإبنه، وليس كفعل المتطرفين، وقتلهم لضاحياهم بسبب الكره، بن لادن وشركاه.

لكن ماذا يقول كيركجارد بالنسبة للمؤمن المخبول، الذي يرى في المنام أنه يذبح إبنه، فيسارع بتنفيذ الأمر؟ هل هو أيضا فارس إيمان كما يقول كيركجارد؟

ماذا يكون حكم القاضى فى وقتنا الراهن على رجل متهم فى الشروع فى قتل إبنه, إذا كان دفاعه الوحيد هو: "لقد أمرني الرب بفعل ذلك"؟

وماذا يقول كيركجارد، بالنسبة ل "إبن سام" سفاح بروكلين بالولايات المتحدة فى السبعينيات." الذي كان يردد: "كانت الأصوات تأتيني من الرب بقتل هؤلاء."؟

zakariael@att.net


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية