مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 كذب قناة الجزيرة العلم يثبت كل يوم صحة نظرية دارون
...............................................................


بقلم: محمد زكريا توفيق
..............................

وصلتني رسائل عديدة من السادة القراء الذين قرأوا مقالاتي الخاصة بشرح نظرية التطور. يطلبون رأيي في الإكتشافات الجديدة التي أعلنها العلماء الأمريكان في جامعتي كنت وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، بخصوص نظرية التطور. وتساءل بعضهم، هل أثبتت هذه الإكتشافات حقا فشل نظرية التطور لدارون، كما جاء فى وكالات الأنباء والصحف؟القصة أن قناة الجزيرة نقلت منذ أيام نبأ الإكتشافات العلمية الحديثة الخاصة بالأحفورة "آردي"، والتي أعلنتها جامعة كاليفورنيا ببيركلي بالولايات المتحدة. بعد دراسات مستفيضة منذ عام 1994م. لكن قناة الجزيرة لم تكن موفقة أبدا فى نقلها لهذا الخبر. فهي لم تتوخ الأخلاق والدقة والأمانة الواجبة في نقل الأخبار العلمية. ولم تراع الضمير ولا شرف المهنة، ولا حتى إحترامها للمشاهد. وقامت بمنطق ولا تقربوا الصلاة، بتشويه معنى الإكتشافات العلمية الجديدة الخاصة بنظرية التطور لدارون. بطريقة رخيصة منحطة، وأسلوب ردئ غير لائق لقناة فضائية تدعي حيادها وتفوقها. فقالت كذبا أن العلماء الأمريكيين قد أثبتوا فشل وسقوط نظرية التطور . وهذا محض إفتراء وتزوير للحقائق.

بسرعة قامت القناة بالإتصال بشيخنا زغلول النجار لكي يدلي بدلوه، ولكي يقوم بعلمه الغزير وتخصصه في بول الناقة وجناح الذبابة، بتوضيح معنى هذا الخبر الهام لملايين المشاهدين.

لا أعرف ما دخل مولانا النجار بمثل هذه المواضيع، كأنه الدكتور أحمد زويل في زمانه. ولماذا قامت قناة الجزيرة بإستدعائه، ليفتينا بملئ شدقيه ويقول، أن الكشف الجديد قد وجه صفعة قوية لنظرية دارون.

الرجل لايفهم أصلا "يعني إيه تطور". ولم يقرأ في حياته سطرا واحدا فى نظرية دارون. ولا يعرف الفرق بينها وبين محشي الكرنب. ويعتبرها نظرية لا تساوي الحبر المكتوبة به. الم يكن من الأجدر، أخذ رأي أحد المتخصصين في نظرية التطور ، لشرح معنى الكشف العلمي الجديد للمشاهدين؟

ثم تناقلت الأخبار بعد ذلك، المواقع التي لا تؤمن بالعقل أو بالعلم. والتي تهيم وجدا وغراما بمدعي العلم و رفاقه ومريديه. تلقفت هذه الأنباء كأنها طوق النجاة الأخير العاصم من الغرق في لجة الجهل. وتناقلتها على أنها إنتصار الإيمان على الكفر، والعرب علي إسرائيل. الدين يأمرنا بالصدق. وهو برئ من هذا الهراء. الإيمان لا يثبت في قلوب الناس بالكذب والدجل وطمس الحقائق.

ثم قامت هذه المواقع بنقل الأخبار إلى قرائها بشماته وغل بالغ، يدعوا إلى الشفقة. كلها تؤكد سقوط نظرية التطور لدارون، وثبوت فشلها الذريع. هكذا حكموا علي أعظم نظرية عرفها التاريخ بالفشل، ببساطة متناهية دون دراستها. ودون أن يكلف أيا منهم نفسه مشقة قرآءة الورقة العلمية التي جاءت مرافقة للخبر، وفهم ماذا تقول.

هذه بعض العناوين من مئات المواقع التي نقلت عن قناة الجزيرة هذا الكذب:

علماء أمريكيون يثبتون خطأ نظرية دارون في النشوء والإرتقاء – بوابة الصيادلة المبدعين.
العلم يثبت خطأ نظرية دارون – سات 2010.
كشف جديد يهدم نظرية دارون – الوطن.
علماء أمريكيون يكتشفون دليلا يبطل نظرية دارون – إذاعة وتلفزيون النهرين. إلخ.

وهذا ما جاء بموقع البشير بالحرف الواحد:

" بعد 15 عاما من الأبحاث؛ قدم علماء أمريكيون دليلا جديدا على أن نظرية داروين في النشوء والارتقاء كانت خطأ، وذلك بكشف فريق عالمي من علماء أصول الجنس البشري من جامعتي كين ستيت وكاليفورنيا النقاب عن أقدم أثر معروف للبشر على وجه الأرض وهو هيكل عظمي بشري إثيوبي يبلغ عمره حوالي أربعة ملايين وأربعمائة ألف سنة أطلق عليه اسم "أردي".

وأعلن فريق البحث أن اكتشاف "أردي" يثبت أن البشر لم يتطوروا عن أسلاف يشبهون قرد الشمبانزي، مبطلين بذلك الافتراضات القديمة بأن الإنسان تطور من أصل قرد.

وكتب الباحثون في تقريرهم بمجلة ساينس أن "أردي" واحدة من أسلاف البشر وأن السلالات المنحدرة منها لم تكن قردة شمبانزي ولا أي نوع من القردة المعروفة حاليا.

ويؤكد العلماء أن أردي ربما تكون الآن أقدم أسلاف الإنسان المعروفين، لأنها أقدم بمليون سنة من "لوسي" التي كانت تعد من أهم الأصول البشرية المعروفة.

وعلق الدكتور زغلول النجار أستاذ الجيولوجيا في عدد من الجامعات العربية، بأن الغربيين بدأوا يعودون إلى صوابهم بعد أن كانوا يتعاملون مع أصل الإنسان من منطلق مادي وإنكار للأديان.

وقال في تصريحات لقناة الجزيرة إن هذا الكشف العلمي الذي وجه ضربة قوية لنظرية داروين يمثل تطورا هاما جدا.

وقال النجار إن حديث الباحثين عن أربعة ملايين سنة أمر مبالغ فيه، متوقعا أن يكون عمر الإنسان على الأرض لا يتعدى أربعمائة ألف سنة تقريبا."

لكن ما تناقلته وكالات الأنباء عن دراسة علماء كاليفورنيا بخصوص نظرية التطور كان شيئا مختلفا تماما. فمثلا وكالة الأشوسيتد برس قالت الآتي:

أعلن "تيم وايت" مدير مركز أبحاث تطور الإنسان بجامعة كاليفورنيا ببيركلي بالولايات المتحدة أنه:

بدلا من القول بأن الإنسان قد تطور من كائن يشبه القرد الشمبانزي، الإكتشاف الجديد يدل على أن قرود الشمبانزي والإنسان قد تطورت منذ زمن بعيد جدا من نفس الأصل. لكن كلا من الإنسان والشمبانزي، قد تطور بمفرده بعد ذلك.

العظام المتحجرة المكتشفة منذ عام 1994م للمخلوقة الأنثى التي تسمى "آردي"، تبين أنها ليست جدتنا. لكنها أقرب شئ لجدتنا أمكننا الوصول إليه حتى الآن.

فروع شجرة التطور التي تؤدي إلى الإنسان الحديث والقرود، تقود إلى أصل واحد كان يعيش منذ 6 أو 7 مليون سنة.

بالنسبة للمخلوقة "آردي"، من الرأس إلى القدم، سوف تجد قطعا عظمية لاهي تشبه قطع الشمبانزي ولا تشبه الإنسان. شارلز دارون الذي مهدت أبحاثه العلمية في القرن التاسع عشر إلى علم التطور، كما يقول "تيم وايت"، كان حذرا بخصوص أصل الإنسان وأصل القرد.

قال دارون بأننا يجب أن نكون حذرين. الطريقة الوحيدة لمعرفة الأصل الذي يجمعنا نحن وقرود الشمبانزي، هي أن نواصل البحث عن هذا الأصل المشترك.

ويستمر "وايت" قائلا: لقد وجدنا كائنا كان يعيش منذ 4.4 مليون سنة، هو قريب جدا لما نبحث عنه.

منذ عام تقريبا وبالتحديد في 13 نوفمبر 2008م، قمت بنشر مقال بعنوان "هل الإنسان أصله قرد؟"، نشر في مجلة تحديات ثقافية بمصر بالعدد 36 التي يرأس تحريرها الشاعر الكبير مهدي بندق. ونشر هذا المقال أيضا في عدة مواقع إلكترونيه منها الحوار المتمدن ومصرنا وأفنان وغيرها. جاء في المقال الآتي بالحرف:

"فهل الإنسان أصله قرد؟ الأجابه بلا. نحن لم نأت من قرود الشمبانزى أو الغوريلا. ولكن نحن والشمبانزى والغوريلا قد أتينا من أصل واحد. قرود الشمبانزى ليست آباءنا, ولكن أخواتنا وأولاد عمومتنا. القرابة بيننا وبين الشمبانزى مذهلة. فعلم التشريح يقول لا فرق. ومراحل تكوين الجنين تقول الفرق ضئيل جدا. والجينات تقول تقريبا لا فرق. ودرجة مقاومتنا للأمراض واحدة. وأسلوبنا فى تعدد الزوجات والسلوك الإجتماعى واحد. وشراهتنا فى حب السلطة وتكوين الثروة وتزوير الإنتخابات واحدة."

هذا كلام معروف منذ سنين، أن قرود الشمبانزي ليست هي جدودنا. وكان العلماء يأملون أن تكون "آردي" هي الجد المشترك الذي نبحث عنه. لكن أثبتت الدراسة المتأنية التي قام بها فريق علماء جامعة كاليفورنيا وجامعت كينت، أن "آردي" ليست هي جدنا المشترك. إنما هي قريبة جدا من الجد المشترك.

التطور كان معروفا حتي قبل دارون. دارون لم يخترع التطور. لكن جاء بنظرية تفسر كيف حدث التطور. كانت هناك نظرية سابقة هي نظرية لامارك. لكن ثبت فشلها في تفسير بعض الظواهر.

لكن نظرية دارون صحيحة وسليمة مئة فى المئة. عندما تضيف
إليها علم الجينات، تصبح الدارونية الجديدة.

كل جامعات العالم بدون إستثناء، بها أقسام تدرس نظرية التطور وتقوم بأبحاث الماجسير والدكتوراة في فروعها المختلفة. مئات الألوف من الأبحاث والكتب، لا يمكن أن تكون كلها خطأ.

اليوم لايمكننا أن نقوم بالزراعة المتقدمة، أو بمكافحة الحشرات، أو باستخدام طب الخلايا الجذعية, أو محاربة الأوبئة وتصنيع المضادات الحيوية أو الأمصال، إلا إذا كنا علي علم وفهم عميقين لهذه النظرية العظيمة.

هي لا تنطبق علي العلوم البيولوجية فقط، لكن تفسر لنا أيضا حركة التاريخ، والإقتصاد، واللغات، ونشوء الأديان، والنظم السياسية، والقانونية وتطورها. أي أن نظرية التطور لدارون، أصبحت تستخدم في معظم العلوم والتخصصات الحديثة.
نظرية التطور جاءت لتبقى، رغم أنف الشيخ زغلول النجار ومريديه.

يبقى لنا سؤال. هل أثبتت "آردي" سقوط نظرية التطور لدارون وفشلها، أم العكس هو الصحيح؟ العلم يثبت كل يوم وكل ساعة صحة نظرية التطور.

نظرية التطور لم تقل أبدا أن الإنسان أصله قرد. لا دارون ولا غيره قال ذلك. الذي قالته نظرية التطور أن الإنسان والقرد من أصل واحد.

"الإنسان أصله قرد" هي إدعاء أعداء نظرية التطور. اللبس الذي وقعت فيه قناة الجزيرة وزغلول النجار، هو أنهم صدقوا أن نظرية التطور تقول أن الإنسان أصله قرد.

عنما جاءت نتائج الإكتشاف الجديد لتقول أن آردي ليست هي جد الإنسان، إستنتجوا من ذلك خطأ، أن الإنسان لا ينتمي إلى القرود بصلة. وتسرعوا في الحكم على نظرية التطور لدارون بأنها سقطت وثبت فشلها. ونسبوا إستنتاجهم المريض كذبا للعلماء الأمريكان.

ليس هناك خطأ أو دليل مادي واحد عثرنا عليه منذ نشر نظرية دارون حتى الآن، يثب عدم صحتها. مثل العثور على عظمة فيل أو حيوان من الثدييات مثلا، في الطبقات السفلى للقشرة الأرضية، حيث لا يجب أن توجد.

مشكلة نظرية التطور أنها تكشف عورة مدعي العلم ومن لهم فهم خاطئ للدين والتفاسير. ويعيشون في غيبوبة بعيدين عن التقدم العلمي ونظرياته الجديدة.

لماذا هذه الضجة المفتعلة الكاذبة التي قادتها قناة الجزيرة دون توخي الدقة والأمانة في نقل الخبر؟ وما دخل مولانا النجار الذي يؤمن بمركزية الأرض، وبأن عمر الإنسان على سطح الأرض 400 ألف سنة، وأن الشياطين تنام وتسكن فى مناخيرنا كل مساء، وعلينا أول ما نستيقظ أن نتخلص منها بالإستنشاق بالماء البارد ثلاث مرات؟ فهل مثل هذا الرجل يؤتمن على علم؟

بعض المواقع التي نشرت الخبر العلمي

http://news.yahoo.com/s/ap/20091001/ap_on_sc/us_sci_before_lucy

http://salem-news.com/articles/october022009/human_discovery_10-2-09.php

 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية