أهـــداف الغزو الأمريكي للعراق
...............................................................
| |
بوش | |
بقلم: ناجى عبدالسلام السنباطى
....................................
تمهيد:كتب هذا المقال عقب الغزو الأمريكى للعراق ونشر أولا بجريدة السياسى المصرى فى 23/8/2003 ثم نشرته تباعا على النت ومايحدث اليوم يؤكد ماجاء بهذا المقال
** ( الطريق إلي الصين وروسيا يبدأ من العراق)
عملية إنشاء السور الوهمي الجديد
* يخطيء من يظن أن الغزو الأمريكي للعراق والذي قام به النظام الأمريكي الحاكم ( وليس الشعب الأمريكي ) هو بغرض تقويض النظام العراقي الديكتاتوري ، وفرض الديمقراطية ونزع أسلحة الدمار الشامل.
فلو قمنا بتقييم هذه الأسباب لوجدنا أنها أسباب غير حقيقية أو أنها أسباب مزيفة ذلك أن العالم ملىء بالنظم الديكتاتورية ولم تحرك أمريكا ساكناً تجاهها ، كما أن الديمقراطية ، معناها ( حكم الشعب ) ، طبقاً للمصطلح الإغريقي .. ولم نسمع عن فرض الديمقراطية بواسطة الغزو الخارجي وإنما الشعب هـو الذي يفرض نظامه ويفرزه كما أن أحداً لم يفوض هذه القوة الغاشمة في القيام بما قامت به وستكرره إن لم ترتدع كما لا يعقل أن ندمر أمة وشعباً ، بكلفة المليارات في التدمير علاوة علي آلاف الضحايا من أجل فرض الديمقراطية ، هذا إذا بقي هذا الشعب بعد تدميره ، ولا يعقل أن نسمن الشعوب ثم نذبحها !! وندمر الأوطان علي أصحابها ثم نحضر أدوات التعمير والماء والغذاء !! يبقي السبب الثالث ، وهو نزع أسلحة الدمار الشامل ، والذي أثبت مفتشو الأمم المتحدة عدم وجودها وحتي بافتراض وجودها ، أليس حق لأي دولة أن يكون لديها الرادع ضد أعدائها ، وإلا كان من الأولـي أن يغزو النظام الأمريكي ، أمريكا من أجل نزع أسلحة الدمار الشامل لديها ، وأن يغزو بريطانيا لنفس السبب ، وأن يغزو إسرائيل لنفس السبب ، والطابور طويل.
**إلا أن هناك أسباب حقيقية وراء هذا الغزو ، نجملها فيما يلي :
1- السيطرة علي منابع النفط العراقي ، خاصة إذا عرفنا أن الاحتياطي البترولي للولايات المتحدة الأمريكية ، كما يقول الدكتـور زكريا البرادعي في كتابه الصادر عام 96م ، (الإنسان والطاقة) "الجزء الأول" صفحة ( 64-66) تحت عنوان ( احتياطي البترول .. دونه الحرب ) نقلاً عن الكتاب الإحصائي لشركة البترول البريطانية ، حول احتياطي البترول في أهم مناطق إنتاجه سنة 90 .
( يقول ) أنه يجد تفسيراً بترولياً للتدخل الأمريكي والدول الصناعية الكبري من أجـل السيطرة المباشرة علي منابع إمدادات البترول في الخليج ، ذلك أنه بينما كان احتياطي البترول الأمريكي 34.1 مليار و طبقاً لمعدلات الاستهلاك فإنه سينضب تماماً مع مطلع القرن الواحد والعشرين أي بعد أربع سنوات أي فى عام 2000 ( وأعيد أن الكتاب طبعة 1996– الهيئة المصرية العامة للكتاب ) ونفس الوضع لروسيا ولكنها لم تلجأ إلي الغزو !! حتي الآن ؟! بينما الاحتياطيات المؤكدة للسعودية تصل إلي 305 مليار برميل ولما كان انتاجها اليومي 5,5 مليار برميل فيصبح في مقدور السعودية مواصلة الإنتاج 146 سنة قادمة من نهاية 1996م.
أما الكويت فالاحتياطي 94.5 مليار برميل وإنتاجها الرسمي في حدود 1.8 مليون برميل يومياً مما يجعلها تستمر في الضخ نحو 138 سنة قادمة من نهاية 1996م.
وأما دولة الإمارات العربية ، فتملك احتياطياً يبلغ 92.3 مليار برميل ويبلغ إنتاجها اليومي 2.1 مليون برميل فيمكنها مواصلة الإنتاج لأكثر من 114 سنة من نهاية سنة 1996م.
أما العراق فإنتاجه اليومي قبل حربى الخليج 2.8 مليون برميل واحتياطيه يقدر بمائة مليار برميل فيمكنه أن يستمر في الضخ نحـو 92 سنة أخري من نهاية سنة 1996م وإيران يصل احتياطيها بعد حرب الخليج إلي 92.9 مليار برميل ويبلغ إنتاجها اليومي 2.9 مليون برميل ، فتستمر في الإنتاج نحو 82 سنة من نهاية سنة 1996م.
• ومن هذه الإحصائيات ، يتضح لنا نضوب الاحتياطي الأمريكي والروسي في بداية سنة 2001م بينما يظل البترول العربي لمدة تتراوح ما بين ( 92 سنة إلي 146 سنة ) قادمة.
• وإذا أضفنا إيران المسلمة فهي لمدة 82 سنة قادمة ، وهذا يفسر لنا من هـو صاحب المصلحة في إشعال الحروب في هذه المنطقة ( حرب الخليج الأولي والثانية ) والغزو الأمريكي الحالي وتوقيت هذا الغزو في العقدين الأخيرين.
وإذا عرفنا أن النظام الأمريكي له اتفاقيات مع دول الخليج العربي فيما عدا العراق وإيران تقريباً فلم يبق أمامه إلا العراق وإيران ، ليكتمل سيطرته علي الكعكة البترولية.
وها هـو يحاول قضم قطعة العراق ثم يتحول إلي باقي الكعكة (إيران)
(2) يكمل التحليل السابق ، سيطرته علي أفغانستان القافرة الفقيرة الجبلية ، ليكون قريباً من الاحتياطي البترولي الضخم في دول القوقاز ، المنفصلة عن الاتحاد السوفيتي ( سابقاً ( بل أنه مد قدما من أقدامه داخل هذه الجمهوريات ، التي هي أيضاً جمهوريات إسلامية ، وبحجة مطاردة فلول تنظيم القاعدة التي تسبب الإرهـاب العالمي كما يقولون.
(3) حماية الكيان الصهيوني الذي هـو في الحقيقة قاعدة متقدمة لأمريكا في منطقة من أهم المناطق الاقتصادية والحضارية والدينية والجغرافية.
وتتمثل الحماية ، ليس في الرعاية فقط ، بل القضاء علي كل قوة في المنطقة تشكل خطراً علي هذا الكيان المزعوم ، ومن هذه القوي ، العراق ، إيران ، ودول أخري تمنع تمرير التسويات الوهمية والضعيفة للقضية الفلسطينية ، في ظل الإضعاف المصنع للعرب وليس الحقيقي ، بل بفعل فاعل.
(4) إحـاطة الصين الشعبية وروسيا الجريحة ، بسور من القواعد الأمريكية يمتد من أفغانستان ليشمل الخليج العربي ولم يبق غير العراق وإيران ليكتمل بناء السور الوهمي
و بذلك يحقق هدفان :
( الهدف الأول ) أن تكون مناطق البترول بما تملكه من احتياطيات بترولية ضخمة تحت سيطرة النظام الأمريكي سواء شرق الخليج العربي أو غرب الخليج العربي . وهذا الهدف يتناقض تماماً مع النظام الأمريكي المسوق ( العولمة ) َ!! الذي ينادي بحرية التجارة ، والذي يبدو أنه حرية كسب الغلة كلها لصالح أمريكا. في الوقت الذي تحرم فيه الصين وروسيا بل ودول أوروبا من هذه السلعة النادرة
( الهدف الثاني ) هو مراقبة النظام الأمريكي لهذا الغول القادم ( التنين الأصفر ) الصين الشعبية وتخويف الدب القطبي العجوز ( روسيا ) بأن الماضي لن يعود وبالتالي فليس العراق ( ميدانا للرماية ) لهاتين الدولتين تقوم به أمريكا كما يقول الأستاذ هيكل بل هـو في الحقيقة استكمال لسور المراقبة الصارمة ، ومن هنا فإن سلبية الصين في اتخاذ المواقف ، لن يمنع الصقر الأمريكي القبيح ، أن يتلصص عليها ثم يعشش ويبني الأوكار بها ، فإذا كانت هي غير راغبة في الطيران خارج عشها ، فسيأتي من يحتل عشها ويبني أوكاره وهاهو قد بدأ في جمع أحطاب الأعشاش وليس عشاً واحداً ، وتردد روسيا سينقلها إلي التجميد الشامل في ثلاجة أكبر حجماً وجليداً من سيبريا.
• **إن هذا النظام المنفعي الباحث عن السيطرة والمغانم ، مستخدماً قوته ، لن يتوقف مهما أهدر من دماء الأبرياء.
من هنا يتضح لنا أسباب الغـزو الحقيقي للعراق .. ومن هنا يتضح لنا ما تم في 11 سبتمبر .. فلو لم يحدث .. لأحدثته أمريكا ( حاليا هناك كتابات عالمية وهذا المقال كتب عقب أحداث سبتمبر مباشرة ) تؤكد ذلك لكي تنفذ أهدافها البعيدة المدي .. أما بريطانيا ، فلها الفضلات التي يقدمها الأسد الأعور في الغابة للكلب الذي يتبعه و أما باقي الحيوانات المشاركة في سيرك الغابة فليس لها إلا الطاعة والولاء .. ولحس ما يتبقي من فضلات الفضلات ويسألني أحدهم أليس هناك أمل فأقول الأمل في إرادة الشعوب و تجمعها ونبذها لغرور القوة والشعب العراقى يضرب حالياً النموذج والقوة فى مواجهة هذا الشرير ويمكننا أن نقول أن للقوة حدود لا يمكن أن تتخطاها وإلا أخلت بتوازنها وأوردتها موارد الضعف والتهلكة.