الهوية العربية الضائعة والمعايير المزدوجة
| |
الامم المتحدة | |
بقلم: ناجى عبد السلام السنباطى
......................................
*أنشئت الأمم المتحدة ، لحل المشكلات بين الدول ، بعد انتهاء دور عصبة الأمم ، ولكن الأمم المتحدة ، أصبحت مجرد ( ديكور ) فالقرارات محددة مسبقا ، من جانب الدولة الأوحد في العالم (أمريكا) فأمريكا تصدر القرارات ، ثم تطلب الشكل الرسمي لها. فلقد صدر العديد من القرارات ، سواء من مجلس الأمن ، أو من الجمعية العامة ، مؤيدة للحق العربي في فلسطين ،كما تؤيد حق تقرير المصير للفلسطينين ، وتطالب إسرائيل بالإنسحاب من الأراضي المحتلة في عام 1967 بعدما نسى الجميع الأراضي المحتلة في عام 1948 ! ورفضت إسرائيل تنفيذ هذه القرارات ، ولم تتحرك الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها بالقوة كما فعلت من قبل ، ذلك لأن أمريكا لا تريد ذلك ، وعندما إعتدت العراق علي شقيقتها الكويت في عام 1990 ومع إعتراضنا علي ما تم من جانب العراق ضد الكويت لسببين ، السبب الأول أنه مبدأ مرفوض بين الدول العربية .. فلا يجب إعتداء دول عربية علي أخرى .. لأنه إنتهاك لحق العروبة والوحدة العربية ، لأن التعاون والتكامل والتنسيق العربي ، فى حدوده الدنيا ، على لأقل , هو ما كان يجب أن يكون وليس ما حدث ويحدث وسيحدث بين دول العرب من صراع ومن حروب ومن شقاق. والسبب الثاني أن المحرض علي هذا الإحتلال ، نجح في إيقاع بلدين شقيقين وبذلك حقق ما يلي :
1- إستنفاد الإقتصاد العربي في عملية معالجة نتيجة الحرب وكانت التكلفة ( مليارات ) لو ضخت في عروق الإقتصاد العربي ، لعاش كل مواطن عربي في نعيم ما بعده نعيم ولفاق رفاهية المواطن الأمريكي.
2- إنتشار القواعد العسكرية في معظم البلدان العربية ، بما يمثله هذا من إنتقاص للسيادة وما يكلف هذه الدول من تكاليف الإقامة والمعيشة والتسليح ، إضافة إلي إستخدامها في الإعتداء علي أشقاء عرب.
3- محاولة تفتيت الدول العربية القائمة كنموذج يقتدى ويحاكى ويكرر بإثارة النعرات الطائفية والعنصرية والجغرافية وهناك نماذج عديدة لذلك فى العالم العربى فى الصومال ومشكلة( البوليساريو) فى المغرب العربى وفى لبنان وحتى فى دول الخليج بين المذاهب داخل الدين الواحد وفى مصر أيضا ولكن صعوبات جغرافية وسكانية وسياسية تجهض هذا السيناريو فى مهده ولكن محاولة تطبيقه لاتنتهى ولن تنتهى ويتصل به مايحدث فى السودان ومحاولة إنفصال الجنوب السودانى عن الشمال السودانى ولو حدث ذلك فهى مصيبة كبرى لاتقل عن إعلان دولة إسرائيل على أرض فلسطين فى عام 1948والمصيبة ليست على مصر فقط بل على الأمة العربية و على الأمة الإسلامية وستتحول هذه الدويلة إلى قاعدة لأمريكا (الفكر اليمينى ) وللصهيونية وبذلك يكتمل الحصار على العرب عامة وعلى مصر خاصة وهى خطة لعزل العروبة المسلمة والمسيحية عن إفريقيا ومن نتائج ذلك وجود بعدإقتصادى وسياسى وعسكرى خصما من مصالح العرب وهو مانحذر منه ونعتبر الغنفصال أمر حتمى والأجدى غيجاد صيغة لبقاء الجنوب ضمن الدولة السودانية والذى هو جزء منها طوال قرون
4- توجيه إستثمارات الدول العربية ، إلي مجال التسليح بدلا من مجال التنمية.
5- تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمحرض الأصلي.
6- |يجاد شروخ نفسية وإجتماعية وسياسية في بدن المجتمع العربي من الصعب إصلاحها في الأمد القصير.
7- تفتيت المجتمع العربي ، ما بين مؤيد وما بين معارض وما بين صامت
8- الإستيلاء بالحيلة و بالخديعة علي أموال العرب – مرة بحجة إعادة البناء ومرة بحجة التسليح ومرة بحجة توفير الحماية.
9- إستنفاد الموارد والتلويح بتجميد الأموال العربية المستثمرة في الخارج.
*ومن هنا يتضح لنا أن الممثل الذي لعب دور ( المنقذ ) هو نفسه الممثل الذي لعب دور (المحرض) ، بعد أن لبس القناع ، وهو نفسه ( القاضي ) الذي يحكم ويحدد العقوبة .. ويستغل كافة أوراق اللعبة ، لصالحه إبتداءا من التهديد وإنتهاءا بالإغواء ( العصا والجزرة )، مستغلا الجميع... الأمم المتحدة ، الدول الأخرى ، حكام المنطقة.
ويستخدم في ذلك المعايير المزدوجة والكيل بألف مكيال ... ولو طبقنا المعايير التي وضعها لمحاكمة العراق ثم ضربه ، لو طبقنا هذه المعايير علي إسرائيل ، لحق محاكمتها وإعلان الحرب عليها وتنفيذ ذلك – فهي :
1- إستولت علي أرض فلسطين وطردت شعبها بعد ان إرتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ( ذلك في عام 1948 ).
2- إستولت علي باقي أرض فلسطين وطردت شعبها بعد أن إرتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وذلك في عام 1967م
3- إعتدت علي الدول العربية ( مصر – سوريا-فلسطين – لبنان – العراق ) وإحتلت أراضي الدول الأربع الأولى عام 1967
4- إرتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية علي الدول العربية دول الطوق
5- إرتكبت جرائم ضد الأسرى في حروب 48 ، 56 ، 1967 بالمخالفة للقوانين الدولية وإرتكبت جرائم إرهابية بالتعريف الدقيق للإرهاب. ومازالت فى فلسطين تمارس كل هذا .
6- أنتجت ومازالت تنتج أسلحة الدمار الشامل ( كيمياوي – نووي – سام .. )
7- دمرت الإقتصاد العربي الطوق وإستولت علي الموارد العربية بالقوة
8- إتتهكت المعاهدات الموقعة مع السلطة الفلسطينية والموثقة والمضمونة دوليا
9- إنتهكت حقوق الشعب الفلسطيني ، ودمرت الإقتصاد والبنية الأساسية وقتلت وسجنت وجرحت ، أبناء الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال ومازالت .
**كل هذا ولم تطلب أمريكا ، بصفتها حارس العالم وبصفتها الضامن لإتفاقيات السلام ، أن يصدر قرار بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ولم تقم هي بنفسها بتفتيش إسرائيل ونزع أسلحة الدمار الشامل منها ومعاقبتها علي إنتهاك القوانين الدولية والمواثيق الدولية والمعاهدات الدولية.. ومن هنا نجد أن المعايير مزدوجة ومطاطة .. والكيل بألف مكيال .. ونجد في الوقت نفسه .. أنه علينا أن نقوم بجلد الذات .. ونسأل ماذا حدث لنا ؟! لماذا تفرقنا فطمع فينا كل طامع ولماذا ( يفتل الجلاد من ذقوننا الحبل الذى يشنقنا به واحدا تلو الآخر )