مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 اليهودي يخلق العقيدة والرب يتدخل في الواقع والتاريخ ويحركهما - 1
...............................................................


أحمد عزت سليم
..................


القادة العرب ينتظرون حتى يصبح مصير كل العواصم العربية كالقدس متى يفهمون التصرفات الإجرامية الإسرائيلية التي تجرى الآن لتهويد القدس ؟ نقدم هذه القراءة حول طبيعة لاهوت العنصرية الإسرائيلية لمن يتحكمون في مصائرنا.

أفعل وتصرف على نحو يمكن للقاعدة التى تسير عليها إرادتك أن تصير قانوناً عاماً .. هذا التعريف الذى وضعه كانط حول الأمر المطلق أو القطعى، أصبح يؤسس لأيديولوجية تتحرك فيها القيم والأفكار والتصرفات العنصرية الصهيونية الإسرائيلية وكأنها قد صارت أمرا قطعيا، وكونه ـ هذا الأمرـ محركاً للوعى اليهودى الذى تحول فى ديمومته إلى ماهية غيبية فوق بشرية لها قوامها المادى الذى ينزل بمطرقته على العقل البشرى فى تطوره عبر عصور عميقة وممتدة ، حتى صار هذا الأمر القطعى نصباً تقدم له القرابين البشرية، وقد تكونت لذاته الضرورة التى تتجلى عنصريتها فى نفسها فتتبدى متكررة وتتبدى مستقرة وكأنها جوهر يحكم تصرفات المؤمنين بها فى مواجهة الأغيار، ثم هى تتجسم وتتحرك فى عالم ينحنى لها كقانوناً حتمياً وعاماً ، ازداد مع الهيمنة الأمريكية بأصولها الأرثوذكسية الصهيونية على وقائع الحياة البشرية ضراوة وإرهاباً من أجل سيادة هذا الأمر القطعى المزعوم وإكسابه وجوداً بالقوة وفرضه على العالم تفسيراً وقياساً ونظاماً يجمع خرافات وأساطير التفوق العنصرى التى تمتلئ بها النصوص الدينية (التوراة والتلمود) ، والأحداث والأفكار التى تم السطو عليها من حضارات شعوب أخرى وتم توظيفها لصالح هذا الأمر القطعى وذلك طوال التتابع التاريخى، وفى نسق ونظام يبدو فى الوهلة الأولى أنه قد استند إلى ترتيب زمانى ومكانى شملته إرادة مزعومة موسومة بالثبات ، ثم هو قد استند إلى علله وقوانينه المزعومة وأهدافه المستترة والمعلنة وقيمه كعناصر أقام منها وبنى نظامه ونسقه منها بذاتها ولذاتها فصار هذا النظام دافعاً لكل ما يجرى من حوادث ووقائع ومواقف ومجيباً لكل التساؤلات التى تثار حول حركته على المستوى الفردى والجماعى، وتأثيره على ما حوله ، الذى يتسع فيشمل الكون كله ويبدو الرب فى هذا الحول- وعلى حد تعبير إسبينوزا المفكر اليهودى هو الرئيس السياسى، والذى يقبع فى المركز الاستعمارى ، هذا الذى يحمى بإرادتة التى صارت أمرا قطعياً ، الأمة النبية ، دولة الأنبياء والكهنوت " دولة إسرائيل " .

هكذا يعود الميثاق الأبدى إلى الوجود مكوناً لاهوتا ليس هو اللاهوت الطبيعى الذى يبدأ من العالم للوصول إلي الرب، ولكن ذلك اللاهوت الذى يبدأ من الرب للوصول إلى العالم وحكمه، يبدأ من سلطة النص للوصول إلى العالم ومن ثم يضع العقل فى حدود سلطة الرب وسلطة النص ، والنص ليس كما قال هيجل هو عملية تحرير للشعور إنما هو تكبيل للشعور طبقا لسلطة اللاهوت التى هى سلطة النص / القانونى / الإلهى القطعى/ الميثاق الأبدى / سلطة الحاخام المطلقة ، فالرب خلق التوراة ، والتوراة أوجدت التاريخ وهى قاعدته الإيمانية التى يسير عليها أنبياء مملكة الكهنوت ، وبالتالى هى تحكم تاريخ البشرية وتتحكم فى مصائرها ، وسلطتها الإلهية تنفى كل اضطراب أو تناقض أوانحراف قد يعتريها أو يشوبها .

وأصبح هذا النظام أو النسق بما يحويه من بنى لها قوة دافعية تشكل المكبوت من الرغبات لأفراده وجماعاته والدوافع اللاشعورية لأمراء دولة الأنبياء، وفى عقد إرادى ذرائعى ونفعى بين الإله والشعب والقانون، بهذا المعنى تتشكل العلاقات الوظيفية داخل نطاق الألوهية بين الإله / النص الإلهى / الوعد / الحاخام وبين القانون / الأمر الإلهى القطعى / الميثاق الأبدى وبين الشعب والأرض وعلى أساس هذه العلاقات التى تتشابك وتتبادل مع بعضها البعض وتترابط وتتراكب وتتفاعل فى إطارها المسيانى تكونت الدولة الصهيونية الإسرائيلية ، مملكة الأنبياء، ومركز العقيدة ، بل " اليهودى هو الذى يخلق العقيدة وهو الذى يحركها وهى تتحرك من خلاله وهو يبدأ تجربته الروحية بعكس الخلق جميعاً ، يبدأها من أسفل إلى أعلى لأنه مركز العقيدة " وهذه العلاقة تبادلية يأخذ فيها الرب موقع اليهودى ويصير فيها اليهودى مركز العقيدة ، وصفة الألوهية نفسها لم تكن مقصورة على الرب وحده بل شاركه فيها موسى الذى كان بدوره إلهاً وله أنبياء " فقال الرب لموسى أنظر أنا جعلتك إلهاً لفرعون، وهارون أخوك يكون نبياً ( خروج 1:7 ) وأضافت التوراة " أن الله خلق الإنسان على صورة الرب نفسه " )تكوين27:1، 5: 2( .

ثم أن هذه العلاقة التبادلية تحيلنا بنائياً إلى شبكة علاقات ممتدة إلى داخل النص اللاهوتى الذى جعل آدم واحد من الآلهة ، ولا يمكن فهم هذه العلاقات وتفكيكها دون إرجاع عناصرها الداخلية إلى الجوهر اللاهوتى المشكل لها ، والذى يدفع وجودها الحركى فى سلوك ارتدادى الشعيرة العنصرية وطقوسها ونصوصها فتكشف عن مزاعمها وأكاذيبها حول التفرد والعنصرية والتفوق، واستطاعت فى ذاتها ولذاتها أن تحتكر الإله وأن تمتلك بإرادتها وقانونها وميثاقها الأبدى المزعوم الأرض خالصة وتراثاً أبدياً لها وأن تخضع لها وتنحنى قوى استعمارية عالمية فى صمت تعاقدى مريب مع أخطر ما منيت به الإنسانية ألا وهو الدولة العنصرية الإسرائيلية ، بما تقدمه من تمايز عنصرى وطبيعة دموية ودعوة للتفرد باحتكار القوى المادية، ونهب التراث الحضارى للشعوب فى أكبر عملية تلفيقية لم يعرف لها التاريخ الإنسانى مثيلاً ، وتحولت إلى نص مقدس لشعب اختاره الإله وعلى الأصح لإله اختاره الشعب وأوقعه تحت سلطته ، " فاليهود هم الأمة الوحيدة التى كتبت تاريخها بيدها، وبحسب هواها، ثم زعمت أن هذا التاريخ قد أنزل من السماء، وأنه فوق الجدل والنقاش، كما قال العلامة حسن ظاظا، ولهذا الاختيار يرضى الإله لنفسه الزلة والمهانة ، وهاهو يسأل موسى ذات يوم قائلاً " حتى متى يهيننى هذا الشعب ".

وعليه فقد تحولت التصرفات والحالات والحوادث الفردية لكل فرد فى مملكة الأنبياء إلى ما هو أكثر من كونها حادثة أو سلوكاً فردياً، فأضحت من خلال حذف كل ما عداها من حالات وكيفيات أخرى متداخلة معها ونافية لها، ثم بالإضافة والحذف والجمع والمحاكاة والانتقاء والاختيار من التاريخ البشرى الحضاري، وبشكل فاضح مجرد من أية روح نقدية أو أخلاق وضمير، نمطاً إحالياً ، وإطاراً تلفيقياً ، وصفة متعالية ، وفريدة فى انتقائيتها العنصرية، حيث تتحول هذه الحوادث إلى حوادث تتخطى حدوثها الفيزيقى إلى تخطيط إلهي أو مشاركة إلهية انتقلت بجوهرها الغيبى إلي اليهودى منذ أن قال الإله: لقد صار آدم واحد منا، كما جاء فى النص، كما أن آدم قد أكل من الشجرة ولم يمت- كما حذر الإله ، ونقلت هذه الخطيئة الحية بدلاً من آدم فاكتسب آدم الألوهية ولعنت الحية، وقد وصل هذا الاكتساب إلى الأحفاد فتجاوزوه ورأوا وجه الإله الذى لا يراه إنسان إلا ومات، بل وصارعوا الإله، بهذا تحولت الحوادث إلى القداسة وشكلت لاهوتاً تعدت فيه الحوادث الفيزيقية حدود المعرفة الإنسانية والوعى الإنسانى ومبرراً لمعنى الوجود المزعوم بكونه وجوداً قبلياً متعالياً صادراً عن علاقة تبادلية لإله اختاره شعبه أو اختار هو رجاله وشعبه وبالتالى يصير كل ما يصدر عنهم متعالياً فوق الآخر وفوق البشر وكأنه حقيقة الحقائق وقد توحدت مع الإله وأصبح فاعلوها تجسيدا له أو هو تجسيد لهم مهما تناقضت فى داخلها وخارجها ومهما تعددت أوجهها ومصادرها ومواقعها الجغرافية ومهما تضاربت أزمنتها التاريخية .

هكذا تصبح التصرفات والحوادث والحالات الفردية مقدسة وإلهية وتشكل نظاما لاهوتياً يحكم حركتها وينفى عنها الشك والريبة وتحل الأيديولوجيا فى اللاهوت واللاهوت فى الأيديولوجيا، ويصبح تاريخ اليهود هو تاريخ اليهودية هو تاريخ الأيدلوجيا وهو تاريخ الإله الذى عقد معهم ميثاقاً أبدياً واصطفاهم فيه عن العالمين وأضحى تاريخ الإله هو تاريخ الشعب الذي اختار الإله واحتكر كل منهما الآخر، لا يهم الإله أن يعلو الحاخام ويكيل له اللكمات على ما فعله بالشعب بل يندم الإله من أجلهم ويسير كنار آكلة أمام الشعب ، ولا يهم الشعب إذا مال عن الرب إلهه ولم يحفظ ما أوصى به الرب فقد كشف الرب له عن نفسه وخلق العالم من أجله .

هكذا تتأسس الحادثة والسلوك والحالة الفردية والجمعية إلى ماهية قبلية ، من قبل الوعى الإنسانى بكونها صادرة عن الإله لتبرر ما بعد الأمر القطعى / الأمر الإلهى والخلق الإلهى الذى يبدأ بهذه الحادثة اليهودية أو تلك الحالة أو ذلك السلوك اليهودى فلا ينتهى ذلك ولا تنتهى تلك ويصير كل منهما بخصوصيته المتفردة- المزعومة - كائنة مهما كانت طبيعتها ومسارها خلال التاريخ وصولاً إلى نهاية العالم والتاريخ ، وجلوسها وحدها على عرش العالم تحكمه وتحكم التاريخ ـ كما تتصور ـ فقد وعدهم الإله بملك عالمى، فكل يهودى أيا كانت الطائفة التى ينتمى إليها ينتظر قيام مملكة إسرائيل الكبرى كتوطئة حتى يأتى موعد امتلاك " أقاصى الأرض" كوعد للإله لكهنته والذين " سيأكلون ثروة الأمم " حيث سيعود المسيح المخلص ويحكم العالم ويسود الرخاء ، الذى يحققه المسيح اليهودى ، فيعود الميثاق الأبدى ويعلو العالم ويعود الهيكل ويقوم ملكوت الرب على الأرض ، فى شكل ارتدادى- عبثى- بإعادة طقوس التاريخ المقدسة وشعائره ويملأ الأرض شعب الرب المطيع والمطبق للأحكام الإلهية، المطبق للقانون الإلهى على الأرض ، وتكون التوراة خاتمة التاريخ والمسيح اليهودى المخلص قائدها وتندرج مملكة الأنبياء – تحقيقاً لهذا الميثاق وهذا الوعد بأن النبوة خاصة بهم- تحت إمرة المسيح المخلص ، وتندرج الأمم الباقية الثانوية تحت إمرة هؤلاء الأنبياء المقدسون، هكذا تتحقق سلطة الإله / النص/ الميثاق / الوعد / القانون/ الحاخام/ فيسود الشعب وكما قال مارتن بوبر: أن هناك تطابقا كاملا بين الوحى والعقيدة والتاريخ ، فكل بنى إسرائيل أنبياء، والتاريخ يصير وحياً والوحى يصير تاريخاً ، والتاريخ يتدخل فيه الرب بشكل مباشر " .

على هذا النحو تصير الحادثة اليهودية كأنها الماهية وكأنها الجوهر وكأنها المادة الأساسية التى تتوالى منها الأحداث على كثرتها وفرديتها لتصبح بذلك الصورة الأولى للإنسان الكامل الذى تمنى موسى أن يصير أفراده كلهم أنبياء ، فأصبحوا حملة رغبة الإله وأوامره وصار سلوك هؤلاء الأنبياء مصدرا للسلوك كما أن الإله صار مصدرا للسلوك هو الآخر وقد حل فيهم ، ولذا فأقوال علماء التلمود أفضل مما جاء فى شريعة موسى، بل أن الإله يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد مسألة معضلة لا يمكن حلها فى السماء، بل أن الحاخامات المتوفين مكلفون بتعليم المؤمنين فى السماء ، ولا يمكن تغيير كلام الحاخامات ولو بأمر الإله وقال الرابى مناحم: أيها اليهود إنكم من بنى البشر لأن أرواحكم مصدرها روح الإله وأما باقى الأمم فليست كذلك لأن أرواحها مصدرها الروح النجسة .

هكذا تصدر الحادثة عن روح الرب ويتأسس العقد الإرادى حول وحدة واحدة هى رابطة لاهوتية تجمع الإله والنص والميثاق والشعب فى قانون ونظام لاهوتى واحد، متساوية فى ترتيباتها ومكانتها وتوزعاتها وتأثيراتها على الأرض زماناً وتاريخاً فاليهودى اليمنى فى العصور البعيدة هو نفسه اليهودى الفلاشا الإثيوبى فى القرن الحادى والعشرين هو ذاته اليهودى الصينى فى القرن الثالث عشر وهم جميعا ذاتهم اليهودى الأمريكى المنحدر من أصل روسى أو بولندى أو ألمانى وكل هؤلاء هم بذاتهم وذواتهم هم اليهودى داخل الكيان العنصرى الصهيونى الإسرائيلى فى فلسطبن المغتصبة ، وذلك لأن أرواحهم مصدرها روح الإله التى لا تتغير ولا تتبدل، والإله الذى توحد فيهم ، فتوحد اليهودى الماقبلى فى اليهودى المابعدى ، وتوحدت المثالية فى الوجود، والميتافيزيقا فى الأفراد والجماعات ، ليصير اليهودى إلهاً متعالياً فوق سائر المخلوقات التى خلقت جميعاً من أجل خدمته، فهو سابق عليها ، له جوهره الأبدى الذى لا يتغير ولا يتبدل، له صورته التى أعطاها له الإله وميزه بها عن سائر الأغيار بالعقل اليهودى الذى هو عقل البشرية لا أولئك الحيوانات القذرة .

هكذا أصبح الوجود أفقياً بالنسبة للاهوت حيث يتموضع الإله والشعب والميثاق والنص فى وضع أفقى وقد توحدوا معاً فيه ، والوجود بالنسبة للعالم هرمى يحتل قمته الإله/ النص/ الميثاق/ الشعب وفى الأسفل عالم الأغيار، ويصير هذا التموضع اللاهوتى معبراً عن العظمة التى تجلى فيها البشر/ الشعب اليهودى وهو قابع مع الإله فى قمة الهرم وقد أصبح ذاكرة البشر الغائرة والكائن الكلى الواجب الوجود من أجل الوجود ذاته الذى خلقه الإله له ، ومن ثم يتخطى حدود التطورات البشرية التى شهدتها الإنسانية وقوانينها التطورية ، إن لم تكن كينونته هى التى تجرى بها هذه التطورات وتدفعها إلى التطور، ومهما أفقدت تلك التطورات الميتافيزيقا الكثير من عناصرها وعزلتها بقوة العلم والتقدم التكنولوجى ، لكنه مع اليهودى يبقى لا معنى للوجود إلا به ، وتصير عناصره منهجا فى معرفة ورؤية الآخر وتفسير تصرفاته وتطوراته فى مقابل الثبات العنصرى اليهودى الذى يفسر هو الآخر التصرفات المقدسة الخاصة بما يسمى الشعب اليهودى ، المزعوم .

وهى بذلك تنفى القوانين العامة التى تحكم البشرية جمعاء وما توصلت إليه البشرية من منهجية علمية أسس عناصرها جهود البشر أجمعين طوال تاريخهم الفكرى والبحثى الطويل ، ورغم ما توصلت إليه البشرية كافة من حتمية ترابط الظواهر الشامل فى كافة مستوياتها البنيوية بدءا من الجسيمات الأولية وانتهاء بالمجرات الكونية، وما لكل ذلك من باطن وظاهر، مع التطور التاريخى من زمن إلى زمن تاريخى ناتج بالضرورة عن الظروف الموضوعية للحظة التاريخية السابقة عليه، وهكذا العالم الموضوعى الذى يقوم على أن كافة أشياء العالم الموضوعى وظواهره مترابطة ومتغيرة أبداً فى ضوء هذا الواقع الموضوعى، لكن اللحظة اليهودية حولت العالم الموضوعى إلى عالم لاهوتى تملأه الأيدلوجيا العنصرية وقد وحدت فيه بين المتناقضات الداخلية ، فاللحظة اليهودية كما تصورها المزاعم والأوهام والخرافات مستقلة بذاتها، انخلقت بمفردها، دامت وصارت بذاتها ولذاتها وأضحى لها قانونها المميز المتحد بإرادة الرب الذى حل فيها هو أيضاً وتوحد معها ، نافية بذلك ما فى العالم الموضوعى من تمايز وتصادم وتناحر وأن الأشياء كلها تتغير وتتطور باستمرار فيظهر فيها الجديد الذى بدوره يقدم عناصر داخلية وخارجية تحوى معالم التناقض والتى بدورها تتطور نحو جديد قادم كامن ، فيه أيضاً مصادر تناقضات جديدة ، لكن اللحظة اليهودية وهى فى نفيها للعالم الموضوعى مدعية انغلاقها بمفردها المرسوم بالأمر الإلهى تضع اليهودى على رأس هذا الأمر الإلهى، فيصبح بناء على ذلك فوق البشر بتفرده وعنصريته وكأنه قد انعزل فى جيتو لاهوتى عن الوجود فى ثبات أزلى ومستقراً على ذاتيته العنصرية .

عضو اتحاد كتاب مصر
آتيليه القاهرة للفنانين والكتاب
ahmadezatselim@hotmail.com

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية