مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 رأس المـــــاء فصل من رواية الطوراة

بقلم : أحمد عزت سليم
عضو اتحاد كتاب مصر

"لا تخف من ذي سلطان ما دام سلطاني باقيا لا ينفذ أبدا"
"أبانا
الذي في
المباحث كيف
تموت وأغنية الثورة
الأبدية
ليست تموت!؟ "
".....
فإن فى النيل ما
يغسل الدهر مهما
طغى الحاكمون الجفاء .... "

تنور وجه الماء وأخذ يترقرق على هند وهي تتهادى كل صباح إلى عملها , وتفتح روحها للضوء وصدرها للمدى الرحيب , وعندما تقترب من أبواب عملها تخرج دمعتها , يستحوذ عليها المكان , تنحبس عندما تجلس على مقعدها وتبدأ في صرف القروض التي يحصل عليها الفقراء لقضاء حوائجهم وهي ترى الوجوه شاردة تستعطف ذواتها وتصعد إلى السماء برجاء الفرح فيحتضنون الطريق يمتزجون بالأرصفة وتأخذهم السيارات إلى غبارها القبيح , ثم ترى الذين يأتون إليها ويحملون الأموال في الشكائر وحقائب السفر الكبيرة تمتلئ بالغواية وتصعد إلى المرايا تأخذ لمعانها وتبرق في الأرصفة , وهي لا تراهم يعودون أبدا لسداد الديون , تحزن ولا تستطيع دموعها أن تجري , تسقط في قلبها , يأخذها السكون خشية الخطأ , لكنها حين تخرج من عملها تتدثر بدموعها ويصبح ماؤها غورا , تصل إلى البيت , يهدهدها أخوها الفيض وهو يغني لها :
قطر الندى . . يا خال
مهر بلا خيال قطر الندى يا عين أميرة الوجهين
يهرع إليها مدير البنك وهويكاد يصطدم بالطوابير ويدربك الأوراق من أمام العاملين , فتختلط ببعضها البعض , وتتطوح في سراب الدهاليز , والأفق لا ينزل , يطلع عليها كحد السيف ويطلب المدير منها صرف شيك للسيد فخري غالي الذى تنتشر الحراسة خلفه وتتعدد بين رجال ونساء , تحس هند أن أطرافها تختنق وأن وجوه الحراسة جامدة كقواطع العتمة , لا يخرج منها الماء , تأخذ السراديب المظلمة روحها وتختنق دمعتها , كان المبلغ كبيرا يتجاوز ثلاثة ملايين من الجنيهات ببضعة قروش , لا تعرف هند ما الذي احتواها ؟ أحست أن العراء يملؤها بالرمال وغبار السيارات ، حينما نظرت إلى وجه فخري غالي وأنها قد رأت وجهه قبل ذلك وأن روائحه قد طغت على أنفها ذات مرة وأن هذا الرجل يأخذ الحور حيث لا خبز ولا ماء وينحرهن على طرف حذائه اللامع ثم يعتليهن عاريا , أخذت تغنى :
قطر الندى يا ليل
تسقط تحت الخيل

قطر الندى . . يا ليل
فطر الندى . . يا ليل
انتبهت ومدير البنك يبتسم وفخري غالي يمد إليها يده برزمة من المال ثم يدير ظهره لها ويمشي , كان جسمه يتسع كداعرة وابتسامته تترك كآبة تجرى في البنك وتمرح , لم تمد يدها إلى الرزمة , نظرت إلى مديرها غاضبة , طلعت حشودها كموج أغرق المدير , أسرع وأخذ الرزمة , وضعها في جيبه , ارتدى الكآبة وأخذ يمرح في البنك .

عندما عادت إلى منزلها ورأت الشيخ جميل يتصفح الجورنال ويبحلق مع إبراهيم الدهليز وأخيها الفيض : في صدر الصفحة الأولى , فإذا هي تصيح : فخري غالي وأشارت إليه بإصبعها , قال الفيض : إنه مسعود القويرى يا هند , ردت سريعا : إنه الملياردير فخري غالي , لقد صرف مني اليوم أكثر من ثلاثة ملايين من الجنيهات , بحلق الشيخ جميل وهو يشير إلى صورة مسعود في صدر الصفحة الأولى من الجورنال أسرع قائلا : إنه مسعود القويرى يا هند وهذه زوجته حسنه العرساية , تجمد الماء في وجه هند , بحلقت في الفضاء وأحست أن الأرض تحت قدميها قفر , بحلق معها إبراهيم الدهليز وأحس أن أول أيامه تخرج إلى العاصفة . . . لما حضر تيسير وصلاح ووجه الصباح وحسن ورأوا مسعود القويري وزوجته وقد تجمع حولهما يوئيل وبولياكوف والميسا وعزيزة ستيللا وزوجها والدكتور شيرين , حكت لهم هند ما حدث لها في عملها اليوم , قال إبراهيم الدهليز : الأحبة كلهم هنا في مصر يا شيخ جميل , وغدا يبحثون عنا في المدينة وحول جامع الخبي , قال الشيخ جميل : الأرض لنا يا إبراهيم , والشوارع والحواري والماء والخبز , ثم نزلوا إلى أهل المدينة , وزع الشيخ جميل أهلها على القلب والمخارج والمداخل , وأقام حسن على الأزقة والفيض في منطقة الخبى وإبراهيم الدهليز لنقرة صابحة . عاد الماء وأخذ يترقرق في الشوارع والأزقة والحواري وأخذ يتجمع ويستعد لأول الأيام . . .

لا يعرف الدكتور عزيز النوم حينما تأخذه الأسئلة وتبحر وتشتد على خطاه وهو يروح ويجيئ في حجرة النوم وأوجه المعانى تتداخل في أزمنته وتطلع بحيرته وتوغل فى اليقظة الوحشية  ما الذي يصيب عم إسماعيل البائع الذي يقتات من ثمن المناديل الورق ؟ ويفترش الأرض داخل خرابة خلف منزله عند المساء بعد أن يكون قد استراح من كرسيه المتحرك الذي يحمله واستراح ابنه الذي يدفعه إلى الأمام فينامان مهدودي الجسد حتى الصباح ، وما الذي يصيب أم لبيب التي تنظف له درج سلم منزله وتقتات بما يعطيها من مال ؟ ثم يسمح لها بالتمدد فوق سطح منزله . تدخل التساؤلات إلى عقله , وتتوهج وتخرط أفكاره , وهو يرى نفس أعراض المرض الذي يصيب عم إسماعيل وأم لبيب , تصيب سمير بك المسئول الكبير وعلى باشا المسئول الأكبر منه , وسلطان جبر المستثمر الذي يسكن القصر القابع أمام منزله تلد زوجته طفلا ميتا كالمخنوق , جسده أخذته الزرقة القاتمة .
عند ما ذهب الدكتور عزيز إلى صلاح , قال له صلاح : الحيوانات تموت بالزرقة وطيور الحقول تقع مختنقة , والزرع لا ينبت يقع مثل الطيور , وقالت هدى : العمارات لا يتحمل الحديد والأسمنت علوها فيأخذها الارتفاع إلى الأرض ثانية وتنهار بمن فيها .

في المعمل فزع الدكتور عزيز , وأخذت الظلمة صلاح وانقضت على البلاد , هدى افتكت قيودها وحرسها , خرجت حرة من عند الدكتور شيرين ، هرعت إلى وجه الصباح , أحست أن مطر السوء ينهمر والحقيقة تعلو فوق الماء والغبار رصاص ، والموت يستنفذ ذاتها ويحاصر الجميع والرايات الخضر تأخذ لون السواد وترفرف ويظهر على الماء ضجيج أطنان الورق الذي تستهلكه المطابع ثم يزلزل رطانات الإذاعات . وجد الدكتور عزيز أن عم إسماعيل وأم لبيب يأكلان نفس اللحم الذي يأكله المسئول الكبير والمسئول الأكبر منه وسلطان جبر وزوجته في فنادق الخمس نجوم واللحم مستورد من ذات الشركة التي تبيع مستلزمات الزراعة التي تموت بسببها البهائم والأبقار ولا تنبت الزروع , وعرفت هدى أن زوجها الطبيب شيرين هو سيد هذه الشركات فلما هرعت إلى وجه الصباح أخذها الشيخ جميل ووضعها في مأمن مع هند في مكمنه الاحتياطي تحت سراديب جامع المحجوب وعين لهما السيد الدقاق حارساً لهما .

سيف عندما أسره الميسا وعلقه على ماسورة مدفع الدبابة وأطاق الرصاص على قدميه فوقع مغشيأ عليه وحمله إلى أفق لا يتبينه الرفاق ثم رماه في معسكر الأسرى , أخذ زملاؤه يعالجون جروحه بالماء ، صار أعرج , ظل سيف حبيسا حتى أفرج عليه عام ألف وتسعمائة وتسعة وسبعون بعد اتفاقية السلام , وعاد وهو مشتاق إلى والده , وجد صورته معلقة على الباب ووالده عم جاب الله قد رحل إلى الأعالي , عمل سيف في مركز الأبحاث الإنشائية , كان قريبا من الدكتورة هدى التى ارتاح زوجها الدكتور شيرين بانشغالها بالدراسة وحصولها على الماجستير والدكتوراة وعملت في شركة للمقاولات , كانت هدى بالنسبة لزوجها كقطعة ديكور جميلة فى منزله , لم يقربها فيه أبدا , وكان يقربها حين تطلع الصحف عليها في المناسبات العامة فيمسك بيدها . لم تستطع هدى أن تصبر أكثر من ذلك كانت رائحة عفن الأفراد الذين غدرهم الموت يطل عليها من فمه ليل نهار كنار تلهب وجهها , وكلما وقعت عيناها عليه , تختنق , تخبو تباريحها , تنزف دماؤها , وهو يحاول أن يعلمها الانحناء وأن يأخذها إلى الركوع , فتأخذ نفسها إلى عملها وترتدى حلة العمل وتسعد بأبحاثها , تعتزل فى معملها , تذوق حلاوة الكشف , حتى ركبت ذات صباح خيوله وطارت إلى وجه الصباح .الدكتور شيرين لما عرف أن مسعود القويرى يعمل لوحده فى تزوير الشيكات ويحصل على الملايين وأن عزيزة تمده بأجهزة السوبر كمبيوتر حتى يستطيع أن يتقن عمله فيتوسع وينتشر , أبدع هو الآخر وافتتح شركة هدى للسياحة , جلبت له عزيزة الوفود وجلبت الوفود الهيروين والدولارات المزيفة على طائرات لعزيزة تستأجرها شركة هدى للسياحة , فرح الدكتور شيرين بموج التدفق من تل أبيب إلى القاهرة , وأخذ وجه السلام يطلع إلى النيل يهب عليه برياح الخيرات , والغواية حتى يتأوه النشوة المفتوحة الذراعين حين تلامس عزيزة حسنه ويرقصان معاً وقد اندمجا وتلويا وصعدا كدخان الأفيون الذي يدخنه مسعود والدكتور شيرين , لحظة السلام تجتاح الليل والنهار والظلمة والضياء وتبرق أسنتها في أرجاء البلاد , فتتلألأ فى برقها وموجها الطافح بالخير , فتدخل جيوب الأحبة ملايين الجنيهات وأكثر مانشيتات الوهم التي تبيع للناس الأحلام والأمانى فيغشى السراب الوجوه ويتركها جريحة بلا ظل , ويمرح اللصوص في ردهات البلاد , وعندما تبدأ الوجوه فى التهتهة أوفى التعتعة , يطلق اللصوص الرذاذ بلا ماء فينزل على الوجوه المشرئبة كنقر العصافير , فيلتفون إلى الشرق وإلى الغرب يجدون النمل قد ملأ الأرض ، فيلتفون إلى الشمال وإلى الجنوب يجدون السلاطين لا يملون المانشيتات الساخنة جدا فتلسعهم , يهرعون , ينقرهم الرذاذ ويخرم عيونهم , يلجأون إلى الحوائط كى يستريحوا فتنهار , والهتافات تعلو. . وتعلو وتعلو:
عود ريحان على عود ريحان
ومسعود القويرى هو الكسبان
والدكتور شيرين أمام الجماهيرالهاتفة , يمسك الميكروفون يشير بإصبعه المقضوم إلى مسعود القويرى ثم ينشد مغنيا :
عود ريحان على عود ريحان
ومسعود القويري هو الكسبان
فتهتف عزيزة وقد لبست عباءة سوداء وتنقبت ولبست من تحت العباءة الجينز الذى يحتبك على جسدها عوضاً عن ملامسة حسنه لها :
عود ريحان على عود ريحان
ومسعود القويري هو الكسبان
والمسيا حولها يرقص ويهتف وتردد معه الجموع :
انصر عبدك يارب يارب  يارب
عبدك مين ... القويرى
بإذن الرحمن القويرى فى البرلمان
ترك الدكتور شيرين المؤتمر الانتخابى تديره عزيزة وزوجها يوسف هارون , وأسرع إلى مقر شركته , كان أعضاء فرقة عشان الموت فى انتظاره , أخذوا يتدارسون معه خطة اقتناص الشيخ جميل وجماعته . . .
لم تستطع هند أن تصبر أكثر من ذلك توجهت من تلقاء نفسها إلى النائب العام ومعها صورة البطاقة العائلية لفخرىغالى وصورة مسعود القويرى تزينها المانشيتات ، قدمت له الجرائد وشرائط الفيديو التى سجلتها من التليفزيون لمؤتمراته الصحفية , طلع الضباط ونزلوا ، طلع النائب العام ونزل , استدعى مسعود القويرى , احتجزه أربعة أيام على ذمة التحقيق , وحسنه مع عزيزة ويوسف هارون يهتفون فى الحشود الانتخابية :
عود ريحان على عود ريحان
ومسعود القويري هو الكسبان
وصلت الرسائل إلى مسعود أن اطمئن يا مسعود ، يا حبيب القلب ، يا إيقاع الذات ومجد السلام ، اطمأن مسعود ، لم يستدل النائب العام على شيئ مهم فلا الإمضاء على الشيكات إمضاء مسعود ولا الخط خط مسعود ولا البطاقة بطاقة مسعود ولا حتى البصمة التى عليها بصمة مسعود , قال مسعود : أهو ولاد الحرام سرقوا بطاقتى ووضعوا عليها صورتى . خرج مسعود من مقر النائب العام على ذمة القضية , ويطلع الضباط ويطلع النائب العام يبحثون ويدورون ويفتشون . . تعلو الهتافات :
عود ريحان على عود ريحان
ومسعود القويري هو الكسبان
وعزيزة تقود النساء اللابسات الجينز تحت نقابهن وجلابيهن واللاتى يردون الهتاف وهن يتلامسن مع حسنه ويفرحن .
السيد الدقاق لما هربت منه هند ورأى النمل يطلع فى سراديب جامع المحجوب , تتلوى وتتلامس كعزيزة وحسنه جرى إلى الشيخ جميل وأخبره بهروب هند , أسرع الفيض إلى هدى حملها وطار مختفياً فى مئذنة جامع العمرية وطلع تيسر وحمل هند وطار مختفيا فى مئذنة جامع التوبة .
لما جرت مئات الألوف من الجنيهات فى أيادى المحامين , أعيد التحقيق , خرج مسعود بريئا ورفع قضية تعويض على هند وعلى الحكومة , أجبره الأقطاب على سحب القضايا . الدكتور شيرين أضاف إلى قائمة القنص الفيض وهند وتيسير وحزن لأن هدى لم تعد تظهر معه فى المناسبات العامة ولا يمسك يدها الباردة ، وقرراقتناصها بنفسه .
أحس الدكتور عزيز أن اللحم الفاسد قد دخل عليه معمله وأصبح يحاصره ويهاجمه فيهرب الماء ولا يترقرق على وجهه وأحس أن الحجارة التفت حول قدميه وثقلت وطلعت عليه كثور هائج , خرج من معمله مسرعا ، فكر أول ما فكر فى بطاقته الانتخابية , لما وجدها زيَنَها وعطرها ووضعها بحرص فى جيب جاكتته وقد لفها فى ورقه بيضاء ناعمة حتى لا تجرح أطرافها ، ذهب إلى مقر لجنته الانتخابية ليقول" لا " سلاحه الوحيد الذى يمتلكه فى وجه اللحم المسمم , عندما دخل اللجنة أبرز سلاحه , أخذ ورقته , قال : لا ، دخل على الصندوق هاهو الآن فارس يمتشق سلاحه , والمطر ينزل على القوم كالحجارة وينتشر هو كالسنابل , يطوق خصر الهواء , يفترش منديله المحلاوى ويحلم أنه يأكل جبنة قديمة بالزيت الحار مع الدكتور صلاح ثم يتمددان على العشب الرحيم , فلما طلع منتصرا غارزا سيفه فى اللحم المسموم وهو يتمتم :
قف أيها السادن الأيدى
فمن يملكون السدانة قد سرقوا شعب مصر
زوروا شعب مصر ومصر براءٌ
شربوا نخبها وهى جائعة ليس فى قدميها حذاءً
فما انتهى من التمتمة حتى صدمته البلغ والقباقيب ، فلما استفاق من صدمته لحظة وجد السيوف والجنازير والعصى والشوم قد طلعت عليه شاهرة نفسها , أصبح الماء حوله أجاجا والهواء دخاناً كثيفاً وأسود , أصابه الرعب , خاف على سلاحه الوحيد , أسرع ووضع البطاقة الانتخابية في جيب جاكته الداخلية , والعصى الكهربية تنهال عليه، فقد القدرة على التصرف , تراجع متخبطاً , بال على نفسه , أصبح قريبا من الصندوق , وجد الجموع تزحف ناحيته ويهتفون :
عود ريحان على عود ريحان ...
وعزيزة ستيللا على الأعناق تهتف ومعها الجماهير تهتف :
لا بنزايد ولا نستسلم
على الهلال يا ناس بنعلم
ارتعب , تكوم تحت منضدة رئيس اللجنة , والأقدام تدوس أطرافه ، تفتتها , زحف تحت الأقدام , خرج من الباب , وجد موجة جديدة من الزاحفين تهتف . . مسعود القويرى هوالكسبان , جرى وجرى أخذ يصعد الأدوار العليا , حاول الاختباء ، لم يجد أمامه غير صندوق صاج به بعض المعدات الحديدية , وضع نفسه فيه , أغلقه , صعدت فرقة عشاق الموت , أغلقت الصندوق من الخارج , لفته بالبلاستر ومنعت الهواء من الدخول , مات الدكتور عزيز من شدة الفزع وهويتمتم :
إن التويح الذي يتطاول :
يخرق هامته السيف
يخرط قامته السيف
.........
يسقط فى دمه المنسكب
رقص يوئيل وطلع المسيا يصب فى فم الدكتورعزيز النتريت المركز حتى لا يتمتم , وبولياكوف يلف حول الصندوق سبع مرات , يرسله إلى خزائن جهنم , يهتف :
عود ريحان على عود ريحان
ومسعود القويرى هوالكسبان .
لم تكد عقارب الساعة تصل إلى العاشرة صباحا ومسعود القويرى يحدث نفسه ؛ الوقت ما زال مبكرا أمام إغلاق اللجان وكم من الوقت أحتاجه كى أمر على المائتين لجنة , أسرع ومن خلفه الهاتفون وبعض فرقة عشاق الموت المندسين بينهم إلى حسن رئيس لجنة مدرسة النجاح , حسن بعد ما ترك الجيش وعين موظفا وترقى رئيسأ لانضباطه , يعشق العمل كما يعشق الماء ويعشق الماء كضوء الفجر المتسربل بالندى ويعشق الندى كمثل السلافة حين تذوب عند ابتداء الشفاة , وحسن كل شيئ فى مكتبه معد كما كان يعدُ مدفعه للقتال ومواجهة العدو , يتقدم بخطى ثابتة ويصيب أهدافه دائما , مسعود القويرى ومن حوله الرجال يدخلون عليه , وقد علا صوت مسعود يهدد الناخبين ويشتمهم : ياللا يا ابن الكلب أنت وهوه ، تعالوا على جنب هنا يا كلاب وفى سرعة خاطفة هجم على مندوبى المرشحين الآخرين , أوسعهم ضربا ، جرجرهم وطردهم , وجد حسن نفسة وحيداً , والعساكر المكلفون بحراسته هرعوا وتخلوا عنه ومسعود : وجها لوجه يسأله : كم الساعة الآن يا ابن الكلب ؟ بحلق حسن وهو لا يصدق , قال: الساعة الآن العاشرة وخمس دقائـق ، صرخ فيه مسعود قائلا : وأنت لسه " ماقفلتهاش " يا ....... , طلعت من حسن المدافع والصواريخ ورأى خطوط الجبهة تشتعل ويوئيل وبولياكوف والمسيا يتقدمون نحوه , يطلقون الرشاشات عليه , والشيخ جميل وإبراهيم الدهليز وصلاح ومحمود بن الشريفة جمل الليل والأمير عبد الرحيم وباكوش والأمير محمد حسين يلتفون حوله , يطلعون إلى المدى الوسيع من وسط الغبار الكثيف , يحملون النور إليه , قام هجم على مسعود ضربه سريعا في رأسه , أوقعه على الأرض ، داس قامته بقدمه , هجم على حسن العشرات تلو العشرات , نادى بأعلى صوته : يا شيخ جميل 00 يا إبراهيم الدهليز00 يامحمود يا ابن الشريفة جمل الليل ... تقدمت فرقة عشان الموت كمموا فمه قيدوه وشدوه على الطرابيرة خلعوا حذاءه وجوربه ، قام مسعود القويرى منتفشاً , أخذ العصا الكهربية وأخذ يضرب حسن على قدميه ويقلبه ويضربه على أردافه , يتناوب الضرب كل الرجال من رتبة المسئول الأكبر إلى المسئول الكبير حتى الخفير , والدكتور شيرين يتابع تطورات الموقف على الموبايل المزود بكاميرا ، يوئيل كلما ضاعت الكهرباء من العصا أتى بغيرها , أغمى على حسن , تورمت قدماه وإليته , طلع عليه لون الزرقة من قدميه إلى شعر رأسه ، رموه في حوش اللجنة مقيداً يعبث الذباب الذكى به ، حسن كان يتمتم :
كأنها مش بلدنا
كأنها مش مصر
كأنها طالعة من أكتوبر
تخش سوق العصر ...
قام الأحبة بتقفيل كل أوراق الانتخاب لصالح مسعود القويرى , وحسن حمله أصحابه على عربة كارو بعد أن رفض مسعود القويرى استخدام أي سيارة لنقله إلى المستشفى ، سارت العربة في الشوارع والناس يتفرجون على الذباب العابث بإليته , يطلع الغبار الكثيف يلتف حول العربة وهى تتهادى فى الشوارع والحارات والأزقة , حتى وصلت إلى باب منزله , وضعوه على العتبة , وتركوه بناء على الأوامر , لم يتحمل حسن أن يراه أولاده وهو متورم القدمين والذباب يعبث بإليته , وأن تراه زوجته وهو مقصر فى عمله , لم يحافظ على لجنته , أدمعت عيناه حبات الكوارنز الصافى , خنقه الخسف , توقف النفس , ثم فاضت روحه وطلع الماء على الخسف . تخشى فرقة عشاق الموت أن يتجمع الشيخ جميل وأعوانه ليدلوا بأصواتهم ، تفرض حصاراً مكثفاً على الشوارع المؤدية إلى اللجان دفعة واحدة ولا تسمح إلا لمؤيدى القويرى بالدخول إليها بعد الاطلاع على كارينهات القويرى ، ثم أخذوا يطلقون الرصاص الحى على أقدام المواطنين ، والرصاص المطاطى فى وجوههم وظهورهم ثم تقذفهم بالقنابل المسيلة للدموع ، تطلع السيارات الزرقاء المحملة بالجنود تطوى كل النجوع والقرى والمدن تحت عجلاتها ، تنتشر حول كل لجنة على شكل كردونات مربعة أو ثلاثية الأضلاع ، ومن خلفهم البلطجية والمجرمون الذين أطلقتهم قيادة الفرقة من السجون والكل يمسك بالجنازير والسيوف والمطاوى والسنج ، تفتح الكردونات المربعة أضلاعها فينطلق الجميع إلى المواطنين يضربونهم ويطعنونهم ومن الخلف الجنود يصعقون كل من يقع على الأرض بالعصى الكهربائية الصادمة ومن يفر بعيداً تلاحقه الرصاصات المطاطية من الجنود الذين اعتلوا أسطح المنازل ، يصرخ أبو العنابر :
" كل البنات الأصيلة
متربطين فى الحبال
والعار سكن القبيلة
هجموا ودخلوا السكنات
تمانين عذرا البنات
إللى العدا  نهبوا "
وعندما يكثر المواطنون ، تنطلق العرابات المدرعة المحملة بالجنود لتفصل بين البلطجية وبين المواطنين ثم ينفتح الكردون المربع ويصير ثلاثى الأضلاع ، تنطلق من قلبه مجموعة أخرى من المجرمين يحملون زجاجات ماء النار الحارقة ، يلقونها على المواطنين ، يصعق الجنود بالعصى الكهربائية الصادمة كل من يحترق وجهه ثم يرتدون إلى الكردون الثلاثى الأضلاع فينغلق عليهم ويصير مربعاً تقف أمامه العربات المدرعة ، يسود الذعر والرعب ، يستصرخ محمود أباظة السماء والأرض فى دائرة التلين ، يلتف حوله الأهالى ، يخنقهم الدخان الكثيف المنبعث من إطارات الكاوتشوك المحترق التى يلقيها عليهم البلطجية ، ينهض حمدين صباحى فى دائرة بلطيم من وسط الجماهير يحاول فك الحصار ، تتكالب عليه الكردونات تلو الكردونات ، تمنعه من القيام ، يتلقى ضياء الدين داود لكمة قوية فى صدره ، يقع على الأرض فى فارسكور والجنود يلوحون له بأصابعهم الوسطى التى أخذت لون الحبرالفسفورى الأحمر ، يتساقط الأطفال من شدة الحريق والدخان ، تنكسـر الأقلام ، تسحق الكاميرات الصحفية ، يتم القبض على مندوب منظمات المجتمع المدنى ، يأخذهم المارينز ، يُغمى عيونهم ويقيد أياديهم من الخلف ويرميهم واحدا تلو الآخر فى العربات الزرقاء فيدوسهم الجنود بأحذيتهم المملوءة بالمسامير 000
يصرخ أبو العنابر :
" ألحق يا أسمر ما تبطيش
النجع أصبح خرايب
صمنا عن الماء والعيش
وكله حصل وأنت غايب "
والوطن يا ترى غايب
هو كمان  ؟!
" منين تيجى لنا يا وطن
وأحنا نجيلك منين ؟
والقتل طريق
والقتل فضاء
والقتل الزمن "
يغطى الحريق البلاد وتصير الأرض جسداً ملقى فى التراب .
يا له من يوم تستطيع فيه هند أن تقول " لا " لمسعود , ما إن أخذ تيسير يبكى حزنا على حسن , حتى قفزت هند من فوق المئذنة وذهبت إلى بيتها , تأكدت أن أخاها الفيض ليس موجودا , تزينت , خرجت إلى لجنتها وهى فرحة كفرحة باثت يوم انتصر زوجها أمنمحاب على أدنياء الأرض , رفعت رأسها كأبى الهول , رصدتها فرقة عشاق الموت , تقدمت بخطى منتظمة وسريعة نحو اللجنة , ها هو الباب رحباً ووسيعاً تطلع منه كنوز المياه كنهرالحياة حين يفيئ على البلاد بخيرات الحروف حتى إذا أخذت هند تألف الحروف , ويأخذها رحيقها إلى التشكل فى وهج الشمس فتطلع " لا " مرة سوسنة تزين وجه الأرض ومرة كماء يفيض بالرجاء , وتطلع مرة حرابا ومرة أسنة , تستوقد هند ذاتها وتطلع ميهة تدخل الفؤاد وتترقرق حولها وترقص كالفراشات حين تفرح بالربيع طورا وترقص كجنود حور حين تطلع بالأسنة طوراً , حتى تأبدت عيناها وعشرات النسوة يتقدمن نحوها وهم يشلحن ثيابهن ويشخرن وينخرن , يحطن بها , يستبين الجينز من تحت العباءات , ثم طلعن عليها بالشباشب وجرجنها من شعرها , تنهض هند ولا تبالى وباثت تشد يديها , تتقدم معها "لا " ترفعها إلى صورها المتأججة , إنه وقت قيامها الأبدى ووجه القمر تخرج من رحم السماء ومعها النجوم , تطلع من ورائها جمل الليل , اللغة يستبد بها الشوق وتمتطي النهار بحروفها ووجه الصباح كجمرة يشتعل بها موج الحياة ، ترتفع رأس هند تنور الليل برفيقاتها , تتوهج بحمرة الموج , صرخت فى النسوة الداعرات " لا نامت أعين الجبناء " شهرت " لا " فى وجوههن , جرت النسوة حولها طرحن عليها عوراتهن , وأشرن إليها بالدخول فيها , يقولون لها بأصواتهن المغنجة : هذا أحسن لك يامره ، يحاصرنها برائحتهن العفنة , يتكاثرن , يلامسنها بعوراتهن , أصبح الماء غورا , تحس هند أنها لا تستطيع التحرك , وأنه لا وجود لها , وأن مسعود القويرى يحاول أن يكتم أنفاسها , تنادى على أخيها الفيض , تطلع عليها فرقة عشاق الموت , يشدون شعرها والدكتور شيرين يحاول خنقها , يكتم أنفاسها وهى تطلع إلى السماء ترى النسوة يقذفنها بأبشع الألفاظ , تنزل على الأرض مرة واحدة , والنسوة يضربنها بالشباشب , تدوس الأقدام المسمارية رأسها . تتخرم , يسيل الدم كنهر , ماتت , يغني الفيض :
قطر الندى ...يا مصر
قطر الندى ... في الأسر
قطر الندى ... قطر الندى
يعتقل أعضاء فرقة عشاق الموت أمناء اللجان ويمزقون توكيلاتهم , يضعونهم فى حجرة ضيقة ليس بها إلا هواء رطب وضوء أخذ فى الذبول وسرير واحد , نام البعض فوقه والبعض تحته , تحاصر الفرقة المكان , تقبض على من يقترب منه , يحبسونهم معهم فى حجرة واحدة , يحملونهم في الباصات إلى الطريق السريع الصحراوى على بعد مائه كيلومتر ويتركوهم من غير حقائب ولا ماء . فى الصباح الباكر حيا الدكتور شيرين الديموقراطية التى تقف فى وجه الإرهاب لجماعات التأسلم السياسى والتى تقف بعمق ضد التبعية المفرطة للسوق الرأسمالى الأمريكى الصهيونى , ودعا إلى مواجهة القوى السلفية والظلامية ومواجهة الفسادوالاستبداد والإضرار بمصالح الكادحين فى مصر وحيا كل الشرفاء الذين انتخبوا مسعود القويرى وأخذ يهتف فى الفضائيات والمحليات :
عود ريحان على عود ريحان ..
ومسعود القويرى هوالكسبان ..
ثم نعى إلى البلاد موت الديكتاتورية إلى أبد الآبدين .
أصبح الدكتور شيرين رئيسا للوزراء ومسعود القويرى زعيما للأغلبية , دار الأعوان فى مدينة المحلة الكبرى التى صارت عاصمة البلاد , يفرقون الشربات ويغنون ويهتفون والجينز يتلامس من تحت العباءات فى هياج ووهج .

أحس الدكتور شيرين أنه ومسعود القويرى قد أذاقوا أهل المدينة الخسف , فرح يوسف هارون ورقص , وطلعت عزيزة من العباءة وبان من تحتها الجينز المحتبك , افتكته وبان بياضها الوهاج , طارت حول حسنه ، التفت حول الدكتور شيرين سبع مرات ثم التفوا جميعا حول زعيم الأغلبية , الآن ستتسع تجارة الأحبة الذين صاروا عشاقا , أعطت حسنة ظهرها لعزيزة , نظرت إلى الدكتور شيرين وطالبته بأن تصبح نقرة صابحة منتجعا سياحيا كبيرا يليق بالعاصمة الجديدة , الدكتور شيرين ترك زعيم الأغلبية يستمتع بتلامس الظهور والافتكاك من الجينز المحتبك , نزل سراديب المدينة القديمة , اجتمع مع فرقة عشاق الموت , وجد الخرائط التى أعدها له المارينز عن طريق القمر الصناعى وقد تحددت عليها أماكن الشيخ جميل وإبراهيم الدهليز وصلاح والفيض ووجه الصباح , ولم يجد هدى , وجد فرقة عشاق الموت قد أشهرت الأسلحة واستعدت للقنص ويوئيل وبولياكوف ارتديا الملابس الواقية من الرصاصات والكمامات الواقية من أية هجوم بالأسلحة الكيماوية ووقفا يهتفان :

عود ريحان على عود ريحان
ومسعود القويرى هوالكسبان
بركات داود
بركات يورشاليم
والميسا قد استعد مع الدكتور شيرين للقنص والفرح .

تهاليل الماء تنبجس من الذات والأرض أماهت قلبها حتى خلصت وبان فورانها فأخذت الأزمنة واجتمعت وأخذت الأمكنة ونهضت وصارت تقطع رأس الكلب ورأس العطش , والنهر بانت جواهره وفار ماهي الفؤاد وراحت السبل إلى طوافها المقدس حتى استبان لها أن من الماء خلق كل شئ حى فتضفرت بالمطر وصارت تنشر أمواجها فطلع الفجر بالشهادة وطلع الشيخ جميل ، استحم فى أمطار الفجر وبادر بالفوران , أرسل هدى إلى بيتها كى تخايل زوجها الدكتور شيرين , اتصلت به , أخبرته أنها فى البيت , فرح هو بالقنص , أخذ فرقته وطلع إلى بيته , قبل أن يفتح الباب على هدى , كان صلاح وتيسير وسيف والفيض ووجه الصباح يهجمون على الدكتور شيرين ويأمنون المكان تفتح لهم هدى , يدخلون ومعهم الدكتور شيرين , يغلقون ورائهم الباب , تطلع هدى إلى فرقة عشاق الموت ، تأمرهم بالانصراف , تطلع هدى بسيفها على الدكتور شيرين , تطلع روائحه العفنة , ينبثق اللحم المنتن من شفتيه , تضرب هدى بسيفها البتار جلوبيلات الصوديوم والنتريت , تطلع روائح الهامبورجر والسجق ولحوم بطعم الملوخية ولحوم بطعم المسقعة وأخرى بطعم البامية وتغرق الدكتور شيرين , تطلع عليه زرقتها النتنة واحمرارها الحارق ، تحرقه .. يموت ..

أسرع صلاح وتيسير وسيف والفيض ووجه الصباح وهدى إلى مسعود القويرى , دخلوا من النوافذ والشبابيك حاصروا يوئيل وبولياكوف وحسنة العرساية وعزيزة ستيللا وزعيم الأغلبية , طار يوئيل ولحق به بولياكوف , هرعوا إلى المارينز ، أمسكت وجه الصباح وهدى بحسنه وعزيزة وطلع الرجال إلى مسعود القويري , أذاقوه لحم الهامبورجر والسجق الحار , عطش , سقوه المحاليل ذات العلامات الأمريكية , ثم أذاقوه طعم جلوبيلات الصوديوم والنتريت , أصابته التخمـة ، راح يعوم على سطح المحاليل التى ملأت حمام السباحة , انفجر، مات ....

هدى ووجه الصباح قيدتا حسنه وعزيزة من ظهريهما ولفتا الاثنتين فى عباءة واحدة واحبكا عليهما الجينز حتى أخذ جسداهما البضاضة حتى أرهقتهما , ثم أطعمتاهما الهامبورجر والسجق الحار , عطشتا ، أسقيتاهما المحاليل , عامتا مع مسعود فى حمام السباحة ، نزلتا معا فى القاع محتبكتين من الظهر .. أنفجرا .. ماتا ..

أبلغ الفيض أنه رأى الميسا من أعلى مئذنة العمرية يدخل بيت العفاريت , طلع الشيخ جميل ومعه إبراهيم الدهليز , قفزا إلى سطح البيت , زحفا حتى وصلا إلى الميسا . كان الميسا قد أخذ وجه اللبوة المنحوت المدكك بالجدران البارزة وخلفه عازفة الهارب تعزف له المزامير وهويضع الرصاص فى مدفعه , استعد للخروج , الشيخ جميل وإبراهيم الدهليز ينقضان عليه ، يمسكاه , ينتزع إبراهيم الدهليز وجه اللبوة المنحوت منه , بان شعره الملخفن وأوائل جلبابه الأسمانجونى والدم ينبثق من عينيه مملوء بالجراد , قال الشيخ جميل لإبراهيم الدهليز : اتركه لى , تركه إبراهيم الدهليز .. أطبق الشيخ جميل على صدره , رماه على عازفة الهارب بقوة ، اصطك فى اللفائف , ارتد إلى الشيخ جميل , طلعت من عينى الميسا التمائم , تطلع حوله القرابين , يرتدى البخور ، يصرخ بأعلى صوته : يهوه , ما يرتد الشيخ جميل , يأخذه من رأسه ويرميه على ظهره , يتركه ينهض ويعتدل , تطلع أجنحته المدببة , تترجرج سلاسله الذهبية ، يخرج من فمه القمل , مئات الآلاف تبخ العفن على الشيخ جميل وما يرتد , يطلع ويمسك رقبته , يرجرج عظامه يمسكه من شاله ويلفه حول رقبته ، يأخذ أهدابه الزرقاء والبيضاء يحشى بها فمه , يحاول الميسا أن يطلع على عصابته الأسمانجونية ويمسك مينوراته , لم يفلح , يحاول أن يمسك تميمه بابه , لم يفلح ، يحاول أن يستنهض بوقه ليلتف حول الشيخ جميل سبع مرات , ينطبق الشيخ جميل على ضلوعه , يأخذ البوق ويضربه على رأسه ، يمسكه من وسطه ويرميه على الأرض ثم يجرجره حتى ينزل به إلى السردايب التى تحت بيت العفاريت حيث حجرة الكلاب المهدورة الدماء وبقايا هياكلها العظمية ورؤوسها المهشمة , حبسه ساعة حتى أخذه العطش واللهاث ، تطلع عليه الهياكل , تهربد جلده , يصرخ , يفتح له الشيخ جميل , يأخذه إلى السطح ويرميه كما كانت حنه ستيللا ترمى الكلاب هى وعم زوزو. لما وقع الميسا على الأرض , تحول إلى جثة هامدة ، أخذ الجراد والقمل يرتد إليه وينهش لحمه .

يشتعل غضب يوئيل وبولياكوف , يستدعى المارينز , الأقطاب عينوا قائدا جديدا لفرقة عشاق الموت , تنفتح خزانة جهنم ، يظهر بداخلها المكتب الأبيض البيضاوى يخرج منها المارينز ويحتل مآذن المدينة , ويقيموا عليها القناصة فى كل اتجاه , يجتمع مجلس الأمن , يوافق بالإجماع على غزو العاصمة الجديدة , تستبيح طائرات الأباتشى سماء العاصمة , ينتظر الجميع أن يخرج الشيخ جميل وإبراهيم الدهليز من بيت العفاريت , يصوبوا البنادق الآلية فائقة السرعة على كل مداخل البيت , يناشد السكرتير العام للأمم المتحدة جميع الأطراف أن يحافظوا على بيت العفاريت كتراث للإنسانية ، ويدعوهم إلى نبذ العنف ، الآن الشيخ جميل وإبراهيم الدهليز يستعدان للخروج والبنادق مشهرة ، الشيخ جميل يرى أبا الهول وقد أخذ وجه خفرع ويقوم من فوق منصته ومعه تحتمس الثالث وقواده وجنوده يقدمون له التباريك , وهو ينفض الرمال التى حوله والشمس تتعامد عليه والكوارتز الأبيض الشفاف ينتصب على الماء وقد بانت جمل الليل ووجه القمر ووجه الصباح وهند وهدى والفراشات تطلع حولهن وبانت منار ونهى ومريم وفيوليت يقرأون الفاتحة البهى يقول : طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله , فيطلع الأب توما ويطلع الأب إبراهيم عمار ويطلع أمنمحاب وباثت ويطلع سليمان الحلبى , يبصرون نورا عظيما , ينتضى الكوارتز الأبيض الشفاف , يشهره فى وجه المارينز , وجنود المارينز يرددون : كوفريم .. كوفريم .. ويستعدون للفتهم السابعة الأخيرة وهم يهتفون بركات هامنيم .. بركات هامنيم , ثم يضع الجالس على المكتب الأبيض البيضاوى يده على الزناد ويبدأ العد التنازلى .. , يضغط , تضغط فرقة عشاق الموت على زناداتها , والموساد يقف على أهبة الاستعداد ينتظرون الأوامر باقتحام بيت العفاريت وقتل الشيخ جميل وإبراهيم الدهليز , تصعد الفراشات تخرج من وحدتها إلى الماء ، تطلع فى وجوههم لجة النور كينابيع البراكين , تفيض السماء بروح النيل , يشهر تيسير وصلاح والفيض الكوارتز الأبيض الشفاف ، يطلع عبد المجيد مرسى وإسماعيل الخالع وعبد الحكيم الجراحى وكمال عبد الحليم ويوسف الجندى ومحمد شطا وفاطمة زكى ، تطلع أم صابر ونبيل منصور، يطلع حسن محمود وعادل مندور وجواد حسنى وعلى شلبى وعبد المنعم رياض ومحمد عبد المنعم واصل ، يطلع مصطفى أبو هاشم السيد وسعد البشتيلي وإبراهيم محمد سليمان يطلع أحمد حسين وفايز حافظ أمين وإبراهيم يوسف والسيد أحمد أبوهاشم السيد وعبد المنعم القناوي وأشرف عبد الدايم عبد الرازق والسيد أبو الرجال وميمي سرحان وعلي عبد العزيز ومحمد عواد وأحمد عفيفى وغريب محمد غريب وعلاء الخولي ومحمد البهنسي وفتحى عوض الله ومحمود طه وعبد المنعم خالد والحاج مصطفى محمد على والطفل محمد عبد الرازق ، يطلع زكى مراد وكمال رفعت وفؤاد مرسى وأبو سيف يوسف وطه سعد عثمان والشيخ على خاطر ومحمد مراد وعريان نصيف وحمدى حسين وفتحى أبوالعز وجمال عبد الحفيظ ومحمد نشأت وسعد الدين حسن وسليمان خاطر وإبراهيم شكرى وأحمد نبيل الهلالى وفريد عبد الكريم وحامد زيدان وعبد الله أبو حسين ويطلع شوقى أبو سكينة ولطفى عبد الرحمن وأمين إسماعيــل ورمسيس صادق وفؤاد العتال وأحمد رضا، تطلع سلوى حجازى ومعها أطفال بحر البقر وعمال أبو زعبل ويطلع هاشم الرفاعى وأمل دنقل ويحيى الطاهر عبد الله وفؤاد حداد والشيخ إمام عيسى يطلع مختار عيسى وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وسيد حجاب ونجيب سرور ويطلع محمد عفيفي مطر وصنع الله إبراهيم وفؤاد حجازي وأحمد فؤاد نجم والكابتن غزالى والشيخ حافظ سلامة ويطلع عبد الرحمن الشرقاوى وحسن حنفى وحامد ربيع ومحمود أمين العالم وعبد المنعم تليمة وعصمت سيف الدولة ويطلع سليم حسن ومحمود رياض ومحمد حسنين هيكل ومحمد مندور وعبد العظيم أنيس وسمير أمين وجمال حمدان وعبد الوهاب المسيرى ويطلع ممتاز نصار وطلعت رسلان ومصطفى شردى وعبد الحليم قنديل وإبراهيم عيسى تطلع عواطف عبد الرحمن ولطيفة الزيات ويطلع عمر التلمسانى ويطلع يحيى المشد يطلع صلاح أبو إسماعيل ويطلع أحمد عبد العزيز ويطلع جاد الحق على جاد الحق وعبد الحليم محمود وعبد الرحمن بيصار ويطلع كمال الدين حسين وخالد محيى الدين الدين وحسين الشافعى ، يطلع إبراهيم الرفاعى ومحمد عبد التواب ومحمد عبد الفتاح السيد المولد ومحمد السيد الجزار وعمر الفرك وفوزى الشربينى تمراز ومحمد محمد السماحى و إبراهيم السيد حامد الجوهرى ومحمد عبد الحميد الشناوى ومحمد سيد أحمد بدر وزكى بسيونى عبد الحميد على وعاطف عبد الخالق جنه وأحمد عبد الواحد القارح و يطلع مسعد غنيم ويطلع غريب المنسى ويوسف يوسف البوسيقى والدسوفى محمد سلامة ومحمد مرسى محمد جاد ورفعت عبد الحميد وحامد حامد على فريج وصلاح حسن مرسى أبو سالم وعلى عرابى بسطويسى وفتحى عبد الحميد ومحمد محمد عيسى ونصرى جرجس نسر وحسين فرغلى إبراهيم وفتحى محمود صالح وعلى الجندى وعبد العال على أحمد الطوخى وخليل محمد خليل ومحمود ناجى عبد الرازق يوسف ومحمد زرد ومجدى محمد أحمد وإبراهيم مصطفى كامل ونيقولا لويس نيقولا وفرحات فرج فرحات وعباس حسن ومرسى أبو سكينة ومحمود مهنا وحسن عبد الطيف وخليل الهوارى ومدحت السنجابى وإبراهيم عبد السلام حسين والسيد مصطفى عبد الله وزكريا الشيتانى ومدحت العدلى ومصطفى العبد وأحمد المحلاوى وبكر محمد بكر ومحمد كامل جمعة عريض ومحمد أبو الفتوح وأحمد موسى وسمير الشوربجى وعادل توفيق الدسوقى وماجد الحسينى عبد اللطيف ومحمد إبراهيم عصفور وطه الزناتى عبد الحميد ومحمد الفاتح كريم وموسى عطية وفوزى الرفاعى ومحمد سماحة وصلاح محمود صالح ومحمد عبد العزيز وهشام زين الدين وعبد اللطيف نجا وعادل يسرى ومصطفى محمد نور وعنتر سيد أحمد المزين ويطلع محمود سعد وخليفة جودت وأحمد هلالى ومسعد أحمد المصرى وأنورعطية ومحمد نسيم وحسن الشراكى ويطلع كمال مهدى سيف النصر وحسن فهمى عبد المجيد ومحمد أحمد صادق وفؤاد عزيز غالى وأحمد حمدى وحسن أبو سعده وأحمد شوقى فراج وباقى زكى يوسف ومحمد الحسينى عبد السلام ومأمون الهضيبى وعبد الغفار محمد أحمد وعبد الحليم مندور وعبد الله رشوان ومحمد عصفور وعادل عيد وعبد الحميد نايل وكمال خالد وشمس الدين الشناوى ومحمد المسمارى وأحمد صبحى حجازى ومحمد فهيم أمين وعلى أبو المجد ومحمود عبد الشافى وبشرى عصفور وعبد الحارث مدنى وجلال رجب ومحمد رشوان...........................................
 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية