مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 دراسة في بنية المذابح العنصرية الإسرائيلية"مذبحة غزة نموذجا"

أحمد عزت سليم
...................

1ـ البناء اللاهوتي

"امـرأةٌ جميــلة طـويلة القـامة تـرتدي زيا فلسطينيا.. ظهرت لنا فجـأة وقالت: إياكم أن تدخلوا هذا البيت.. إنـه مليءٌ بالألغام.. فكـرنا قليلا ثـم قررنا الامتثـال لها.. وما هي إلا لحظات وانفجـر البيت وانهـار.. اختفت المـرأة الجميـلة.. ثم ظهرت مرتين مجددا لتُحذرنا.. فأمسكنا بها وسألناها عن قصتـها، وما الذي يجعـل امرأة فلسطينيـة تُحذر جنـودا جاءوا ليقتلوا شعبـها.. فأجابت: "لأنني أحبـكم.. أنا أمكـم راحيـل". ويضيف: اختفت المرأة وواصلنا التقدم.. اقتربنا من مسجد فوصلت إلينا معلومات بأنه يحتوي على أسلحة ومتفجرات.. وفجأة ظهرت لنا المرأة من جديد، وقالت: أحذركم من دخول هذا المسجد أيضا، فهو ملغوم.. تراجعنا على الفور، وهذه المرة من دون تردد، وبالفعل، انفجر المسجد وانهار بعد دقائق.ويواصل الجندي روايته: "تكرر الأمر للمرة الثالثة في اليوم نفسه، لكن هذه المرة أمسكنا بها وسألناها عن قصتها، وما الذي يجعل امرأة فلسطينية تحذر الجنود اليهود الذين يهاجمون شعبها وتنقذهم من الموت المحقق، فأجابت: لأنني أحبكم ولا أريد لكم سوى الخير، وسألناها: ومن أنت؟، فأجابت: أنا أمكم راحيل، واختفت من جديد".الرواية لم تقتصر على ألسنة الجنود، الذين صدّقوا تفاصيلها ، بل امتدت لتصل إلى رجال الدين اليهود، وتبناها الحاخام الأكبر، مردخاي إلياهو، الزعيم الروحي لليهود المتدينين الأشكيناز، وأكبر رجل دين للتيار القومي في الحركة الصهيونية، الذي يتبعه غالبية المستوطنين.وقال إلياهو: إن الرواية واقعيـة، وإنه بنفسه دعا الأم راحيل إلى الصلاة من أجل الجنود الإسرائيليين في غزة، وأن تباركهم وتبعد عنهم "لعنة" الفلسطينيين.نجله شلومو إلياهو، وهو الحاخام الأكبر بمدينة صفد، نشر بدوره هذه الرواية لتصل إلى الشارع، فالصحافة.وخـلال الحرب على غـزة نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية صورا لجندي على ظهر دبابة يقرأ التلمود، وثانٍ يؤدي بعض الطقوس الدينية قبل إطلاقه القذائف، وثالث يرتدي القلنسوة الرمز الديني اليهودي.وبحسب الصحافة الإسرائيلية فإن عددا كبيرا من المتدينين شاركوا في الحرب على غزة، ولم تتوقف الفتاوى الدينية اليهودية الداعية إلى قتل المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وقصف البيوت والمساجد ، وتعلق سوسن البرغوثي على ذلك قائلة :لا يخفى عن أحد أن الحاخامات يشكلون قاعدة وأساساً في الكيان الهمجي "الإسرائيلي"، وهم وراء ما ترتكبه الآلة العسكرية المجنونة المتوحشة في غزة، بالإدعاء أن فلسطين "أرض الميعاد"، وهم أيضاً يقفون وراء ما يمارسه جنودهم من إبادات جماعية للفلسطينيين، تجري على مراحل، وأهل المخيمات على وجه الخصوص.فبعد الترحيل القسري للفلسطينيين إبان النكبة الفلسطينية الأولى 1948، وارتكاب المجازر وتدمير القرى والمدن في فلسطين، وإحلال مستوطنين بدل السكان الأصليين، وبعد نكسة الـ67، استمرت مجازرهم في مخيمات اللجوء، وأخيرًا وليس أخرًا، في القطاع الصامد الأبيّ بإذن الله، الذي لن يركع ولن يستسلم.. وبالمناسبة فإن أهم أولويات الاعتداءات والمجازر التي يمارسها الصهاينة، القضاء على أهل المخيمات، لأنهم مصنع وقلعة المقاومة، والأمهات اللواتي ينجبن المقاومين، مستهدفات بالعقاب، رغبة في قتل روح وإرادة المقاومة حتى في قلوب الأجنّة قبل أن يخرجوا إلى نور الحياة . حاخامات اليهود المقتدين بـ "راحيل" زوجة يعقوب ـ جدتهم ـ تتقدم آلة الحرب الهمجية الصهيونية، وتقود القتلة ليمارسوا أبشع أصناف الجريمة واغتيال الأطفال والنساء في غزة، وترشدهم وتحرّض الجنود الصهاينة المدججين بالسلاح الدموي لتدمير الحجر والشجر، واقتلاع الزرع والحرث، وبثّ سموم القنابل المحرم استخدامها دولياً.. تدمّر المؤسسات والبنى التحتية للقطاع، تقصف المستشفيات، كملهمة روحية، وداعية للقتل والإبادة الجماعية لشعب محاصر ومتمرد على آوامر "الشركاء".هذه هي تعاليم حاخامتهم في الجيش "الاسرائيلي"، وهذا ديدنهم، فلم يدخلوا قرية أو مدينة إلا أحرقوها ودمروها عن بكرة أبيها، وقتلوا سكانها، وعاثوا في الأرض فساداً.فهل يمكن أن يكون في ثقافة هؤلاء أيّة رغبة في تحقيق السلام، وكيف يمكن لمن يحمل هكذا عقلية، أن يفكر بالتعايش مع "الأغيار"؟!


2 ـ البناء التنفيذى اللاهوتى
عملية " الرصاص المصبوب " التى شنها الجيش الأسرائيلى ضد قطاع غزة والتى بدأت فى 27 ديسمبر 2008 واستمرت على مدى 22 يوما وأدت إلى دمار هائل فى القطاع علاوة على سقوط 1315 شهيدا وأكثر من 6 آلاف مصاب ومليون كيلوجرام من القنابل والصواريخ والمتفجرات ألقاها العدو على قطاع غزة خلال 2500 غارة جوية شارك فيها نصف سلاح الجو الإسرائيلي ولا تشمل ما أطلقته المدفعية والدبابات والمدمرات والسفن مما يعني أن حجم ما ألقي من متفجرات على غزة يفوق عدة ملايين من الكيلوجرامات منها القنابل الفوسفورية والدايم وقنابل اليورانيوم المخصب وتسببت عملية " الرصاص المصبوب " خسائر مادية تجاوزت وفق التقديرات المبدئية ثلاثة مليارات من الدولارات دمر فيها أكثر من عشرين ألف منزل وستين مدرسة وثلاثين مركزا للشرطة و15 مقرا وزاريا علاوة على معظم شبكات المياه والكهرباء والاتصالات وأكثر من 1500 محل تجاري علاوة على الجسرين الرئيسيين في غزة. واستخدم فيها "الدايم " وهو من الأجيال الجديدة من الأسلحة ذات التقنية العالية المصممة ليكون لها تأثير كبير على الأشخاص داخل منطقة صغيرة فبدلا من أن تكون القنبلة داخل غطاء من الفولاذ ، تكون من ألياف الكربون تشبه الغطاء البلاستيكي وفي داخلها جزيئات صغيرة من معدن ثقيل مثل التانغستون يكون مثل حبات الرمل داخل المتفجرة ، عند انفجارها تكون ذات تأثير قوي بمدى خمسة إلى عشرة أمتار ثم تسقط على الأرض لأنها عبارة عن أجزاء صغيرة وكل من يكون قريبا منها يتقطع إلى أشلاء والوضع الأسوأ هو لمن يكون ليس قريبا ليقتل بل لأن فيها شظايا صغيرة جدا للغاية بالنسبة للضحايا ومن ينجون يصعب على الأطباء أن يعالجوهم لأنه سيكون داخل أجسامهم مئات الشظايا تنبت داخل أجسادهم ومن المستحيل إجراء عملية لاستخراجها . أبرزت صحيفة "لوموند" الفرنسية شهادة طبيبين متطوعين تابعين لهيئة الإغاثة النرويجية عن حالات إصابة بأسلحة جديدة يستخدمها الإسرائيليون ضد المدنيين في غزة؛ ومن بين الأسلحة التي تحدث عنها الطبيبان"مادس غيلبرت" و"إريك فوس" : سلاح (المعدن الكثيف الخامل) والمعروف اختصارا بـ "DIME" وهي عبارة عن كرات صغيرة تحتوي على واحد أو أكثر من عناصر عدة بينها التانغستون والكربون والنيكل والحديد والكوبالت، وتخترق الجلد وتنفجر داخله، وأوضحا أن هذه الكرات الصغيرة ذات قوة تفجيرية هائلة، مؤكدين أنها تؤدي إلى انشطار جسم الضحية إذا انفجرت على مسافة مترين، أما إذا انفجرت على مسافة ثمانية أمتار فتتسبب في حرق الأرجل وبترها، وأشارا أيضا إلى أن حالات عديدة مماثلة سجلت خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف 2006. وأكد الطبيبان اللذان يقومان بمهمات في مصرنا منذ عشرين عاما مع منظمة "نورواك" النرويجية غير الحكومية، أن تجارب التى أجريت على فئران قد بينت أن جزيئات الكرات المتفجرة التي تظل في أجساد الضحايا تؤدي إلى إصابتهم بالسرطان، وتساءل الطبيبان في الختام عما إذا باتت غزة مختبرا لصانعي الموت، كما تساءلا عما إذا كان مسموحا -في القرن الحادي والعشرين- بمحاصرة 1.5 مليون إنسان وقصفهم بهذه الطريقة بزعم أنهم "إرهابيون".ويقول الأطباء الفلسطينيون في غزة : إن نوعية الإصابات الناجمة عن هذه المتفجرات تتراوح ما بين الحروق العميقة التي تصل إلى العظم وبتر الأطراف، وتهتك الشرايين والأوردة التي لا تظهر حتى في صور الأشعة السينية ؛ مما يؤدي لحدوث حالات نزف شديد تفضي إلى الموت. واللافت للنظر أن الطائرات الإسرائيلية وربما المدفعية أيضا استخدمت متفجرات المعدن الكثيف الخامل التي لا تزال قيد التجريب، وهي تندرج تحت "الأسلحة شديدة القتل" ولها نماذج متعددة منها سبيكة الألمنيوم واليورانيوم المنضب اللذان استخدمتهما واشنطن بالعراق مرتين عام 1991 ثم الفلوجة 2004، وكانت قد نشرت جريدة "هاآرتس" الإسرائيلية أكثر من تقرير أكدت فيه استخدام نماذج أولية من هذه الذخائر في عدوان يوليو 2006 على غزة . وأضاف الخبراء أن سلاح الجو الإسرائيلي استخدم قنابل ارتجاجية وفراغية في قصفه لبعض المباني ومنطقة الحدود بين مصر والقطاع، وأكدت المصادر وجود خبراء عسكريين أمريكيين في قيادة المنطقة الجنوبية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي دعمًا لإسرائيل، وتسجيلا لتأثيرات وقوة التدمير والتأثير الناتجة عن استخدام ثلاثة أنواع من الأسلحة الجديدة، وتجريبها للمرة الأولى في العدوان الإسرائيلي على القطاع . وقد أبلغ أطباء مصريون دخلواغزة بأن "إسرائيل" تستخدم أسلحة كيماوية محرمة دوليا وفسفورا حارقا، وأن هناك أدلة طبية ذلك مثل تعرض المصابين بمرض اللوكيميا (سرطان الدم) للنزيف الحاد بفعل الغازات السامة والمسرطنة المستخدمة في الأسلحة المحرمة وهو دليل طبي ملموس، فضلا عن التهابات الرئتين والحروق الكيماوية الناتجة عن غازات مهيجة وسامة في الجو، وهؤلاء مستعدون للشهادة أمام المحاكم الجنائية الدولية على هذه الجرائم الصهيونية . ورصد أطباء الصليب الأحمر الدولي شهادات عن قصف سيارات إسعاف وقتل قرابة 15 من الأطقم الطبية بغزة بها، علما أن منظمات دولية مثل الأونروا والصليب الأحمر طالبوا بتشكيل لجان تحقيق دولية في الأسلحة المحرمة. وأضاف الطبيب النرويجي "مادز جيلبرت": "إن شكل الإصابات تحدث ثقوبا في الأوعية الدموية وإصابات قاتلة لا ترى بالعين المجردة ، ولا يكتشفها الأطباء، وتسببت في ارتفاع عدد حالات بتر الأرجل". وأضاف الطبيب الذي أمضى 10 أيام في غزة: إن قوات الاحتلال الاسرائيلي "ربما تختبر أسلحة جديدة في القطاع"، مشيرا إلى دراسات تؤكد أن هذه الأسلحة تتسبب بسرطانات قاتلة خلال أشهر.الدكتور باولا ماندوكا أستاذ علم الوراثة بجامعة جنوة، قال بدوره: إن "شهادات الأطباء والخبراء الواردة من غزة تشير إلى تشابه في جروح أطفال غزة وأطفال لبنان في حرب يوليو 2006، بالإضافة إلى ظهور أسلحة جديدة في حرب غزة لم يسبق استخدامها في لبنان".وأبرز هذه الأسلحة وفق الأطباء والخبراء :
1 ـ الأسلحة الكهرومغناطيسية أو أسلحة المايكروويف( أسلحة الطاقة المباشرة ) : فالتشوهات والإصابات التي رصدها أطباء المستشفيات في غزة أظهرت أنها عوارض لهذا السلاح المحرم تظهر في صورة تشويهات غير طبيعية للجثث وحرقها وإذابة الجلد مخترقة العظام، وهذا النوع من الأسلحة يتسبب في تقطيع أوصال الأشخاص المستهدفين وظهور حروق في أجزاء مختلفة من أجسادهم .

2– قنابل الحرارة والضغط الفراغية (thermobaric) والقنابل الوقودية الهوائية( (fuel air bombs:هذا النوع من الأسلحة يظهر أثره في انهيار الرئتين وتوقف في القلب من دون أسباب واضحة، بالإضافة إلى نزيف في الدماغ، وتفتت أو تفجر أعضاء الجسم الداخلية .

3 ــ الفسفور الأبيض: وهذه القنابل تظهر في هيئة جروح مختلفة وحروق من الدرجة الثالثة تمتد من الجلد نحو الأعضاء الداخلية ويصبح من المستحيل علاجها في بعض الأحيان، وهناك اعتراف رسمي إسرائيلي باستخدامها .
4 ـ القنابل الصغيرة والمتفجرات المحشوة بالمعادن(DIME ) وهي عبارة عن قنبلة صغيرة القطر، عدلت لإدراج مركب في حالة كثيفة ومعادن خاملة متفجرة في داخلها؛ مما يجعلها قادرة على الوصول بدقة قاتلة والانفجار ضد الأهداف السهلة مع انخفاض مذهل للأضرار الجانبية، وهي تحدث جروحا غريبة تتمثل في بتر للرجلين واليدين ووفيات غير مفهومة بعد أن يكون الأطباء قد عالجوا الجروح الظاهرة .
ومن أبرز الأسلحة الفتاكة التي استخدمتها "اسرائيل" في عدوانها على غزة القنابل الارتجاجية وهي أول نوع من الأسلحة التي استخدمتها "اسرائيل" في عدوانها على غزة، وهي عبارة عن غاز يخرج ويختلط مع الأوكسجين فيولد قوة ضغط هائلة تنتج عنها موجات تضاغطية تصل إلى 32 ضغط /جو وهي ثاني سلاح استخدمته في حربها G-B-U كما استخدمت "اسرائيل" قنابل من نوع 39 ضدغزة وكمية ما تملكه "اسرائيل" من هذه القنابل التي حصلت عليها من أمريكا قبل شهرين فقط 1000 قنبلة ، وهذه القنابل صغيرة الحجم لكنها تمتاز بقوة تفجير هائلة تصل إلى 900 كيلو غرام ، وهي قادرة على اختراق 3 أمتار أسمنت مسلح ثم الانفجار إلى 20 مترا في عمق الأرض .وهناك قنابل تؤدى إلى تفحم الجثث دون حرقها وأخرى تؤدي إلى حدوث نزيف داخل الجسم وتستخدم "اسرائيل" كذلك غازاً يختنق مستنشقه ويغمى عليه ولم يتمكن الأطباء الفلسطينيين والعرب تحديد مدى خطورته على المصابين، وهناك قذائف تنطلق من الدبابات "الاسرائيلية" وتنشطر إلى كرات بلاستيكية حمراء ملتهبة تغطي المنطقة بسحاب أبيض يميل إلى الاحمرار ويهدفون من وراء هذا السلاح إلى دفع المقاومين الذين يستنشقونه إلى الشعور بالاسترخاء ومن ثم الخروج من مخابئهم ليصبحوا أهدافا للطائرات "الاسرائيلية". وبحسب طبيب الطوارىء في منظمة أطباء العالم، "ريجيسي غاريغيس" والذي زار غزة فقد لاحظ احتراق جميع أجزاء الجسد الذي يتعرض لمثل هذه الإصابات حتى العظم وكذلك تمزق وانفجار بعض الأعضاء الداخلية دون أن توجد جروح قطعية أو حادة في جسد المصاب. نقلت وكالة فارس للأنباء عن شهود عيان و مصادر محلية شهادات حيّة عن الإعدام الميداني الذي نفذته القوات الإسرائيلية في قطاع غزة خلال العدوان المتواصل منذ 11 يوما .و قال أحد الشهود العيان إنه شاهد قبل هربه من منطقة سكنه " جنود الاحتلال يدفنون أربعة مواطنين أحياءً في حفرة ثم ردموها، ووضعوا فوق التراب سيارة مدنية فلسطينية مدمرة من القصف" . والفسفور الأبيض White Phosphorus (WP) والمعروف بـ"ويلي بيت"، كما يقول خبراء في الأسلحة الكيماوية، عبارة عن مادة دخانية كيماوية تخترق الجلد والعظام وتحرقها، وهي تتحول إلى مادة مشتعلة بمجرد تعرضها للأكسجين، مخلفة سحابة بيضاء كثيفة هي التي تظهر على شاشات الفضائيات أثناء القصف الإسرائيلي. وتسبب القنابل الفسفورية حروقا قاتلة، ويغطي الجثث المصابة بها رماد أسود، ويميل الجلد للون الداكن.وتحظر اتفاقية جنيف الدولية استخدام الفسفور الأبيض في الحروب، وخاصة ضد المدنيين، ولكن لم تتم معاقبة "إسرائيل" أو الولايات المتحدة على تلك الجرائم. أما القنابل الحرارية الفراغية (Thermo baric) المحرمة دوليا، والتي تستخدمها "إسرائيل" أيضا في غزة، فتحتوي على ذخيرة من وقود صلب يحترق بسرعة فائقة متحولا إلى غاز أو رذاذ ملتهب وتولد حرارة عالية وضغطا عاليا يستهلك الأكسجين في المنطقة التي يستهدفها. كما دعت رئيسة اللجنة الدولية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، نافي بيلاي، إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في أي انتهاك للقانون الدولي يتم ارتكابه في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ يونيو 2007.وقالت بيلاي لوكالة رويترز للأنباء: إن "حادثة حي الزيتون كما جاءت في تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر توجد بها جميع أركان جريمة الحرب".وفي هذه الحادثة جمعت قوات الاحتلال الإسرائيلية نحو 110 أشخاص، نصفهم من الأطفال، في منزل بحي الزيتون، وحذرتهم من الخروج منه، وبعدها بأربع وعشرين ساعة قصف جيش الاحتلال المنزل مرارا؛ مما أدى إلى استشهاد نحو 30 شخصا، بينهم ثلاثة أطفال أصيبوا بجراح خطرة قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة لاحقا متأثرين بجروحهم. من ناحية ثانية ، كما صرح فريق طبي نرويجي أنه وجد آثارًا لمادة اليورانيوم المنضب الخطيرة في أجسام بعض أهالي غزة الذين أصيبوا جراء العدوان "الإسرائيلي" على القطاع. وأخبر الفريق الطبي أن بعض المصابين منذ بدأت "إسرائيل" هجماتها على قطاع غزة قد وجد في أجسادهم آثارًا لليورانيوم المنضب.
3 ـ التحليل
تتمثل حروب بنى "إسرائيل" ـ كما تصورها أسفار العهد القديم حروب حتمية بصفتها " حروب الرب " ( صموئيل الأول 25 / 28 ) ، أكثر ما تتمثل فى " مذبحة غزة " التى شهدتها الإنسانية فى أواخر عام 2008 وبداية عام 2009 ـ فحروب بنى "إسرائيل" تشن من أجل الرب وبأمر منه . ولذلك فهى حروب مقدسة ، لذلك يسمى الجيش باسم " شعب يهوه " والعدو الذى يحاربه هو عدو يهوه ويعلن الرب ذلك بنفسه قائلاً " الحرب ليست لكم ، بل للرب " (أخبار الأيام الأولى ) وكما قدم لنا أستاذنا الجليل العلامة / حسن حنفى فى دراساته رسالة اللاهوت والسياسة لإسبينوزا ،بأنه اليهود يدعون أن النبوة خاصة بهم وأن الله عقد معهم ميثاق أبدياً " وهم القلة الباقية التى يستمر بها الوحى فى التاريخ ، وكما يكون أقوى برهان على وجود الرب زعزعة الثقة فى نظام الطبيعة ، تكون رواية ظهور راحيل وهى تقود جنود النظام العنصرى الإسرائيلى فى مذبحة غزة ، تكريساً لقهر الطبيعة وتكريساً للسلطة الإلهية التى هى فى خدمة اليهود ، فعودة راحيل ووجودها الربانى مع هؤلاء الجنود الربانيون تكريساً واضحاً للعقد الإلهى الذى أبرمه الرب مع إبراهيم جد يعقوب زوج راحيل ، فكما الرب هو الرئيس السياسى وقائد الجند الذى لا يأمر فقط بالحرب بل هو يخطط لها ويعد المحاربين ويحدد من يحارب ومن لا يحارب ويحدد متى تبدأ الحرب وكما يحدد الرب ليشوع الإستراتيجية العسكرية الكاملة للدخول إلى أريحا التى كانت مغلقة فى وجه بنى "إسرائيل" ، فهو يخوض المعارك بنفسه مع جنوده " لا تخافوا منهم لأن الرب إلهكم هو المحارب عنكم ( د. منى يوسف بحث فى مفهوم الحرب فى الكتب السماوية وأثره فى التاريخ 2006 ) ، من هنا كانت الضرورة للوجود اللاهوتى ليس على رأس الكهنوت بل لقيادة "الدولة" والحرب فتظهر كما رأينا راحيل مع الجنود تكريساً للحكم الثيوقراطى واتفاق الأوامر الإلهية مع مصلحة "الدولة" العنصرية الإسرائيلية ، فكما رأى يشوع ملكاً ممسكاً بسيف دليلاً على النصر رأى الجنود الإسرائيليون راحيل ليس دليلاً على النصر فحسب بل دليل على كونهم أمة من الكهنة وأمة مقدسة وأولاد للرب فى مملكة الرب لهم قدرة الأنبياء على الاتصال الأبدى والروحى بالرب وتلقى المدد " الإلهى " وبالتالى فالطاعة خالصة للرب فى تطبيق التعاليم ، وتصير الجرائم العنصرية التى ارتكبها جنود الرب قى غزة ضرورة مقدسةً طبقاً لوصايا الرب وتعاليمه وطبقاً للأوامر الإلهية ، تقديماً للذبائح والقربان كرائحة سرور للرب ويلخص لنا الدكتورمحمد جلاء إدريس ملامح الحرب المقدسة من النصوص التوراتية ، والتى تنطبق كل عناصرها على مذبحة غزة ، وهى .
1 ـ دقات الطبول إعلاناً عن الحرب المقدسة .
2 ـ تسمية الجيش باسم " شعب يهوه" .
3 ـ قداسة المشاركين فى الحرب .
4 ـ التضحية وتقديم الذبائح واستشارة يهوه .
5 ـ الإعلان عن النصر من قبل الإله يهوه .
6 ـ الزعم بأن الحرب هى حرب يهوه وبأن العدو عدوه .
7 ـ الإعلان أن يهوه يخرج أمام الجيش .
8 ـ التشجيع والحث على عدم الخوف .
9 ـ صيحة الرب .
10ـ رعب يهوه بين قوات العدو .
11ـ ممارسة سياسة التحريم والإبادة والهولوكوست بأمر الرب .
وهكذا " يمثل يهوه المرجعية السياسية والعسكرية والدينية منذ أن تم الخروج من مصر وعليه فقد حدد يهوه العقيدة العسكرية لشعبه فيما يلى :
أولا :ـ الوعد الإلهى بتمكين بنى "إسرائيل" من فلسطين وما حولها .
ثانياً :ـ أن الإله " يهوه " الذى قام تحديد الهدف القومى ووضع أركان العقيدة العسكرية هو أعلى جهة تستمد منه الشرائع والأحكام على مستوياتها المختلفة بما في ذلك المستوى العسكرى فالرب رجل الحرب " ( خروج 15 /3 ) .
ثالثاً :ـ الاستمرار بتذكير " يهوه " لشعبه بالهدف المنشود كنظرة دائمة للمستقبل.
رابعاً :ـ رسم أسس العقيدة العسكرية خلال وقت السلم من خلال التذكير بالهدف القومى وما ينبغى عمله من أجله .
خامساً :ـ تحديد الاستراتيجية العسكرية من خلال توجيهات يهوه الدائمة للحرب والاطلاع على كل كبيرة وصغيرة تتعلق بكل جوانب الاسترتيجية العنصرية.( د . محمد جلاء إدريس فلسفة الحرب فى الفكر الدينى الإسرائيلى ).
هكذا تصير " مذبحة غزة " ـ والتى رأينا فيها طفل قتل في انفجار من قبل الإسرائيليين. ثم تم دهسه من قبل دبابة إسرائيلية ـ " تنفيذاً للأمر الإلهى " : ولكن هكذا تفعلون بهم تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم وتحرقون تماثيلهم بالنار ، لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك ، إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعباً أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض ، ليس من كونكم أكثر من سائر الشعوب التصق بكم الرب واختاركم لأنكم أقل من سائر الشعوب " بل من محبة الرب أياكم وحفظة القسم الذى أقسم لآبائكم " ( تثنية 7 / 1 / ـ 8 ) ، وتكون ألية العقيدة العسكرية عل النحو التالى : " وأخرج ـ داود ـ الشعب الذى فيها ( ربة بنى عمون ) ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وأمرهم مع أتون الآجر . وهكذا صنع بجميع مدن بنى عمون ثم رجع داود وجميع الشعب إلى أورشليم " ( صموئيل الثانى 12 / 13 ) .
هكذا تصير المذبحة وتصرفات " أولاد الرب " ـ كما يصفهم النص ـ بمحبة الرب ، كماً إليهياً يتحتم على رقاب الجميع وهكذا الحكم يرتبط ارتباطاً جوهرياً ووجودياً وتاريخياً كبنية للعقلية الإجرامية الإسرائيلية ، لأن تأكيد الحياة لا يحدث إلا بمثل هذه التصرفات الإجرامية ضد الأغيار منذ الوعد الإلهى للآباء ، وهى بهذه التاريخية السائرة ـ كما يزعمون ـ تشكل صيرورة المصير الإسرائيلي على اعتبار أنه الكائن الذى اختير لمحبة الرب له دون سائر الشعوب وبالتالى يتميز عما عداه من الكائنات بالاتصال الروحى والمعرفى والامتداد العنصرى بالأجداد ـ " كاتصالهم براحيل " ـ ولذا فهم مقدسون وفوق سائر الشعوب يتميزون بأنهم كهنة وأولاد الرب ولذا فليس ما عداهم بشر ولا معنيون بالوجود فالأغيار لا ضرورة له ، وبالتالى تتحقق السعادة بالتخلص مما هو غيرضرورى ، ويصبح هو هذا المطلق الثابت الذى لا يتحول ولايتبدل ولا يترهن بالآخرين وإبادته مقدسة واجبة الحدوث وبالتالى عندما تنتفى قوة التسامح والصفح والاحترام والتعاطف والمحبة تجاه الأغيار ، لا يترك لهم حرية الوجود وهذا هو هدف العقيدة العسكرية الإسرائيلية وكينونة التصرفات الإجرامية الإسرائيلية على مر التاريخ فى المذابح التى شهدتها الإنسانية فى فلسطين ، وفى مذبحة غزة ، حيث تصبح هذه التصرفات قيمة تتمتع بقوة كافية محمولة بقوة اللاهوت وبالتالى تصير محمولة على الصحة والفاعلية والتأثير وتجعل من هذه الأفعال أفعالاً قانونية يتحتم على الإسرائيليين الاستمرارية فى ممارستها ضد الأغيار وتلبى الحاجات العنصرية التى تربى عليها الإسرائيلى كما ترى فى الصورة التى يوقع فيها أطفال بنى "إسرائيل" أولاد الرب على الصواريخ الموجهة لقتل الأطفال الأغيار ( الصورة على ظهر الغلاف ) هكذا يتربى الأطفال على العنف المباشر ضد الأغيار الذى يصل إلى حد التقطيع والحرق والتقتيل لمنعهم من حرية الوجود والحياة وتقرير المصير وحرية التفكير والرأى وبالتالى يتحول الآخر إلى وسيلة أو أداة فى مشروع يمتصه وينفيه ولا يتعامل معه كصنو أو كفوء ولكن ينفيه ويتطاول على الوجود بالقوة سواء كان هذا الوجود سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياَ أو شخصياً وبالتالى يصير عنصر الإبادة بما يشمل من تصرفات إجرامية ، كلما كثرت وتنوعت وتعددت ، كلما اكتمل وجودها واكتمل معها الوجدود اليهودى وأدى بها على الثبات والاستمرارية لشعب متميز بسمات بيولوجية وعنصرية ـ كما وضحنا سلفاً خاصية تؤكدها العناية والأوامر الإلهية التى تضعه فوق الشعوب وتجعل منه علة الوجود الأولى لكل وجود مثله مثل الإله مقدس واجب الوجود ، وعدم وجوده يفسر انهيار العالم ، بل هو جوهر الوجود الإلهى ولذلك فوجوده هو الماهية والآخر هو العرضى وبالتالى صارت الإبادة ( الحيرم ) عقيدة لا تقبل الشك فيها وتنظم سلوك الأفراد والجماعة ( أولاد الرب / الجمهور / الجميع / الكثرة ) وتصورتها الجماعية التى تعكس تاريخها خلال الزمن والتى تحافظ على كل أهدافها بما هو مخطط لها من قبل الإله المحارب وعليه تصير العقيدة العسكرية الإجرامية هى أهم تجليات لاهوت المحو والإفناء والاستعلاء والخداع والمعاداة " لأن للرب سخطاً على كل الأمم وحمواً على جيشهم قد حرمهم ودفعهم للذبح فقتلاهم تطرح وجيفهم تصعد نتانتها وتسيل الجبال بدمائهم ويغنى كل جند السموات " وهؤلاء الجند يأكلون الشحم إلى الشبع ويشربون الدم إلى السكر من ذبيحتى التى ذبحها الرب لهم ( كما فى حزقيال 39 / 17 / ـ 19 ) ( كما فى أرميا 46 / 10 ) فهذا اليوم للسيد رب .. فيأكل السيف فيشبع ويرتوى من دمهم ، لأن للسيد رب الجنود ذبيحة " أليست هذه هى الصورة التى شهدتها الإنسانية كلها فى مذبحة غزة .
وقد استخدم مصطلح " الحيرم " / الإبادة فى النص الدينى بصوره اللغوية المختلفة لدلالة على معان عديدة منها النذر والتخصيص ومصادرة الشئ من أيدى أصحابة ، لكن الاستخدام الأكثر ذيوعاً لهذا المصطلح فى أسفار العهد القديم قد ارتبط بالإحراق وبالتدمير والقتل والتخريب والإماته والإبادة التامة والاستئصال ـ ويرى د/ محمد جلاء إدريس ( فلسفة الحرب فى الفكر الدينى الإسرائيليى ) أن الشكل الغالب على النصوص العبرية هو التعامل مع " الحيرم " كقربان للرب مقابل النصر ، وعقاب عادل ومستحق للوثنيين والخطائين والذين يقوددن إسرائيل إلى الضلالة أو يرتكبون ظلماً مباشراً ضد إسرائيل ، وكمن هنا نجد أن الحيرم كعقاب إلهى عادل يدفع إلى الحرب ويشجع عليها وذلك بهدف تطهير الجماعة لنفسها ولنزع الشر فيما وراء الجماعة ذاتها ، ولتطبيق الحكم الإلهى وهناك حد فاصل إذن بين الأنا والآخر بين الطاهر والنجس ، بين هؤلاء الذين يستحقون الخلاص وأولئك المستحقون للإبادة ومن ثم فالعدو ليس مجرد بشر ، بل قربان وعدل إلهى . وأن خطورة أيديولوجية " الحيرم " كعدالة إلهية تكمن فى أنها تخول لفريق قبول مبدأ قتل الفريق الآخر وتجريده من الصفات الإنسانية ويعد الحيرم / الهولوكوست هو ضمان لاستمرارية قداسة شعب بنى "إسرائيل" واختيارة من قبل الرب ، هذا الاختيارالذى يفتقد ـ على نحو ما تبين فقرة من الاستشهاد السابق لسفرالتثنيه ( 7 / 1ـ 8 ) ـ المبرر الأخلاقى الموجب له ، فالهولوكوست والتقديس والاختيار ، كلها ليست لأن بنى إسرائيل من أكثر الشعوب التصاقاً وتمسكاً بالرب ، وإنما لمجرد الحب الإلهى والوفاء اليهودى بالقسم . وترجع أسباب الحيرم / الهولوكوست إلى الأوامر اليهودية باحتلال أراضى الأمم الساكنة فى فلسطين " فكل موقع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته " وهى ترجع لأسباب سياسية تامة مثلما حدث من خوف شاول على مستقيله السياسى من داود بعد أن أصبح داود بطلاً شعبياً منذ أن قتل جليات الفلسطينى وتدافع المطحونون والمضطهدون والمظلومون فى الانضمام إليه ، ولم يكن شاول من التقوى والورع مخافة الرب ـ وسجله فى سفر صموئيل الأول حافل بالتأمر والغدر ـ ليخوض تلك الحروب الضارية ضد الفلسطينيين بدافع عقدى دينى وإنما هو الخوف من زوال سلطانه السياسى ، والتعضيد لملكه على لـ"إسرائيل" ، ومن هذا المنطلق كما جاء الهولوكوست الإسرائيلى بزعامة شاول ضد الفلسطنيين ، والذى أمر الرب " هكذا يقول رب الجنود إنى قد افتقدت ما عمل العماليق بإسرائيل حين وقف له فى الطريق عند صعوده من مصر ، فالآن اذهب واضرب عماليق ، وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم ، بل اقتل رجلاً وامرأة ، طفلاً ورضيعاً ، بقراً وغنماً ، جملاً وحماراً ( صموئيل 15 / 2 ـ 3 ) فالسبب وراء هذه الإبادة التامة كما يشير قول الرب ، اعتراض من عماليق لإسرائيل فى الطريق عند صعوده من مصر لاحتلال أرض فلسطين ، أى أن وثنية الفلسطنيين آنذاك لم تكن سبب " الحيرم " وإنما منع إسرائيل من بسط السيطرة واحتلال الأرض ومما يؤكد افتقاد شاول للوازع الدينى وراء أفعاله ، أنه لم يقم بتطبيق الحيرم على نحو ما أراده الرب وكما تؤسس هذه الحادثة لاستخدام الأبادة كخصيصة لتحقيق الأغراض السياسية للطبقة الحاكمة داخل التاريخ "الإسرائيلي" فهى تؤسس لاستخدام النفى والقتل والاحتلال لتحقيق المصالح السياسية كمسكوت عنه فى النص.
وبالإضافة إلى الاستطيان واتباع سياسات الأرض المحروقة وتغير معالم الأراضى المحتلة وتهويد وعبرنة أماكنها كسياسات لإسرائيلية كما فى حادثة لايش بأرض الصيدونيين ( قضاه 185 / 7 ـ 3 ) " 134 " يأتى الحصار كعنصر حسم فى السياسات العسكرية " وكانت أريحا مغلقة بسبب بنى إسرائيل ، لا أحد يخرج ولا أحد يدخل " ( يشوع 6 / 1 ) ويصير الحصار خصيصة بنائية فى العقيدة العسكرية الإجرامية تستهدف منع الاتصالات عن المحاصرين وحملهم على الاستسلام ومذبحة غزة كما شهدتها الإنسانية توضح استمرارية النموذج التوراتى وكأنه تنفيذ حرفى للنصوص فإذا أضفنا إلى ذلك عمليات التطهر العرقى عن طريق إبادة الذكور المنصوص عليها فى النص ، وفى ظل النظام الأبوى الذى كان سائداً فى المراحل الأولى ومن تاريخ بنى "إسرائيل" ، لأن قتل الذكور واستيحاء النساء فيه انقراض للأمم والشعوب ، إذ سرعان ما تخضع الأمة المسبية ليدها وتصبح تابعة لها ، " فاضرب جميع ذكورها بحد السيف " و " لا تستبق منها نسمة " " بل استمر بنو إسرائيل قى " أدوم " فى عصر داود " لمدة ستة أشهر حتى أفنوا كل ذكر فى أدوم ، وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها " خوفاً من استمرار هذه الشعوب بولادة آطفال يحملون ثأرها ، وفى التوسافوت ( ملحق التعليقات على أقوال التلمود ) : " أفضل غير اليهود ـ أقتله " . وتظل مذبحة غزة شاهد عيان فى جبين البشرية على العنصرية الإسرائيلية ولا تنمحى إلا بزوال هذا الكيان العنصرى من الوجود .

أحمد عزت سليم
Aehs2020_20@hotmail.com
عضو اتحاد كتاب مصر
وعضو آتيليه
القاهرة للفنانين والكتاب


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية