مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 فى إطار سياسات إتمام تهويد فلسطين الجارية الآن وتخاذل العرب
...............................................................

بدون تعليق !!

بقلم : أحمد عزت سليم
..........................

إســرائيـل : ـ ماذا لو قتلنا من العرب مليوناً أو حتى ستة ملايين ؟ ـ ما العيب في أن يكون لكل دولة سجل إجرامي ؟ بالقدر الذي يمكن فيه توصيف هذه اللحظة التاريخية بأبعادها ومكوناتها المتدفقة من ماض سحيق ـ متنوع ومتراكم ـ فى قلب حياة نشطة تتميز بديمومة الفاعلية والإنتاجية والتغير والتنوع والحركة ، نحو تشكل جديد ومستقبل جديد ، بالقدر الذى نستطيع فيه استكشاف الخطر ومجابهته ومقاومته بلا خوف ولا عجز ، بل وتشكيل واقع جديد يعبر عن إرادة حقيقية لأمة بأكملها تبتغى الخلاص وتقوى على التقدم . وفى هذا الإطار نؤكد على أن الصراع العربى- الصهيونى " الإسرائيلى" قد دخل القرن الحادى والعشرين والضغوط القاهرة قد اشتدت على الواقع العربى بأنظمته السياسية التى تم توظيفها وتدجينها فى إطار ما يسمى بالنظام العالمى الجديد لكى تحافظ أول ما تحافظ على رجعيتها وعلى الكيان العنصرى الصهيونى فى فلسطين المحتلة، وما للرجعية العربية والكيان العنصرى الصهيونى من ارتباط بالنظام العالمى الاستعمارى الغربى الذى يجمعهما معاً فى إطار المصالح الرأسمالية ، وتحت مسميات اللحاق بهذا النظام والاندماج فى بنيته الكوكبية التى تتحكم فيها مصالح الغرب الرأسمالى واستثماراته، وتتداخل فيها مجموعات الرأسمال العربى مع الرأسمالية الصهيونية .

وقد توهمت هذه الأنظمة العربية وهى تلقى بميراث شعوبها ـ الذى أثقله تهاونها فى عمليات الصراع العربى ـ الصهيونى ـ وراء ظهرها بأنها قد تحررت منه والتحقت بالعالمية الجديدة والكوكبية الحديثة الظافرة وحازت على رضا أقطابها، فإذا بهذه الأنظمة السياسية قد جرت نفسها إلى العمالة وشعوبها إلى براثن السيطرة الغربية الأمريكية والصهيونية، والتبعية المخزية لها ، وبأهداف وطموحات متواضعة، تبرز فى أوهامها المتضخمة السلام مع العدو الصهيونى "الإسرائيلى" وكضرورة أولية لإعلان الاندماج والالتحاق بالعالمية الجديدة، والتى لم تقدم لها شيئاً سوى الخوف المرعب من اهتزاز كراسيها تحت تهديد سطوتها، فإذا بالعالم العربى يقع تحت وطأة الغزو والاحتلال وتصنيع التجزئة بين أبناء الوطن الواحد والتقسيم والتفتيت والتفكيك كمقدمة أولى لإعادة الاستعمار إلى أراضيه ومن ثم تحقيق الأهداف والأطماع الصهيونية فى إقامة "إسرائيل" الكبرى وتهجير الشعب الفلسطينى بأكمله من أراضيه ونهب الثروات وانتزاع مكتسبات التحرر الوطنى من أيدى الشعوب العربية ، وبنفس الدعاوى التى استكانت لها هذه الأنظمة وروجتها وضخمتها فى أوطانها بجنى ثمار السلام والتعاون والشراكة .

أصبحت هذه الدعاوى ذاتها ترهب هذه الأنظمة تحت مسميات النموذج الديمقراطى الغربى وواحة الديمقراطية فى "إسرائيل" /النموذج تارة ، ونموذج الديمقراطية الفذ الذى يحققه الأمريكان بجيوشهم- القريبة من عروشهم- فى العراق تارة أخرى أو تحت دعاوى حقوق الإنسان والأقليات ومحاربة الإرهاب مرات أخر، فتندفع حركة هذه الأنظمة إلى مزيد من الاستلام والتبعية والسقوط فى أحضان الحلف الغربى الأمريكى الصهيونى، ثم هى فى ذات الوقت تندفع بقوة استسلامها لتزيد من سطوتها على شعوبها وعلى أمانى هذه الشعوب فى التخلص والتحرر من سيطرة هذا الحلف وأعوانه .

فى حين أن الكيان العنصرى " الإسرائيلى" الصهيونى يستمد قوته من هذا الحلف الذى يقهر شعوب العالم العربى ويستحوذ على أنظمتها المستكينة ، ويحصل على الدعم من النظام العالمى الذى تقوده القوى الاستعمارية وذلك بما يضمن تفوقه الإستراتيجى الدائم فى القوة العسكرية والنووية والتكنولوجية والعلمية والاقتصادية والدبلوماسية ، ثم استغلال المسألة اليهودية بأبعادها الأخطبوطية المتعددة لتبرير الوجود والعدوان ، تارة كتعويض عن الاضطهاد المزعوم الذى عانى منه اليهود فى العالم بأسره من العالم بأجمعه ! وتارة بأن العودة اليهودية إلى فلسطين تخلص أوربا من مشاكل اليهود ، وأخرى العودة كتحقيق لوعد إلهى يؤمن به الأصوليون فى العالم المسيحى الغربى الأمريكى ، وأخرى باستخدام اليهود كجماعة وظيفية قتالية لتركيع العالم العربى ووضعه تحت التهديد الدائم لإخضاع ثرواته وشعوبه لمصالح الغرب الاستعمارى ، ثم العودة بإقامة "دولة إسرائيل" كهدف مرحلى وأولى يستهدف السيادة العالمية وإخضاع شعوب الإنسانية للأهداف الصهيونية ، والعودة لشعب متفرد ومتميز لأرض مقدسة حل بهما الإله ، ولتطهير هذه القداسة من الأغيار بقتلهم ليس كما تقضى تعاليم الشريعة الحقة فحسب ولكن بكون كل شئ محرم مسموح به فى سبيل البقاء ، كما قال أحد الزعماء الصهاينة ـ نيابة عن كل إسرائيل ـ فى حوار مع الأديب الصهيونى عاموس عوز، حتى طرد العرب من الضفة الغربية.. وكما يقول " فليقولوا عنا إننا نازيون ... ماذا لو قتلنا من العرب مليوناً أو حتى ستة ملايين ؟ ماذا سيحدث ؟ سيكتب عنا صفحتين فقط مجللتين بالسواد ، ولكن ثمن ذلك سيكون عظيماً... سيأتى إلينا يهود الشتات ونصبح أمة تعدادها 25مليون... أمة تدعو للاحترام ، وبعد ذلك سينسى التاريخ .. ويأتى أدباؤنا ويكتبون روايات عظيمة عن المذابح التى ارتكبناها فى حق العرب ومشاعر الذنب التى تنتاب الجيل الجديد، ويحصلون على جوائز نوبل مثلما فعل أدباء النازية الذين كتبوا عن الشعور بالذنب ..

 ما العيب فى أن يكون لكل دولة سجل إجرامى "

وعلى الحقيقة الجارية الآن ، ومن خلال كل ذلك ينعم الكيان العنصرى " الإسرائيلى" بالشرعية والحماية والرعاية والدعم والمساندة الفورية والاستراتيجية ، وينعم بتدفق المساعدات والتعويضات المالية الضخمة كما ينعم بالتعويض البشرى عن أية خسائر تلحق به ، فينتعش بالتهجير والإحلال ويحيا بالهجرة إليه ويتجدد ثم هو ينعم بتنظيم يهودى عالمى يتكفل ليس فقط بتحقيق أهدافه وإنما بتسييدها فى ظل نظام عالمى استعمارى جديد يضع اليهود مهما يرتكبون من مجازر وجرائم دموية فوق البشر أجمعين ويتعرض كل من يتناول المسألة اليهودية.. إلى افتراس وتمزيق كلاب الحراسة اليهودية ، فاليهود معصومون من النقد .. هذا هو قانون اليهود فليس من الجائز توجيه النقد إلى اليهود .. إن هذا محظورً كما يرى ليونيل كرانا ولكن على حد تعبير موشيه سيملانسكى: " إن الصهيونية تعتبر العمل الواحد حقاً وصواباً إذا قامت هى به ، وخطأ غير مشروع إذا قام به غيرها " وهو القائل إن القومية اليهودية فى فلسطين مبنية على أنانية عسكرية من العنف ، وبعيدة كل البعد عن الإنسانية ، هذا هو المقصود بالصواب الصهيونى .

وينبغى أن نؤكد على أن الصراع العربى- الصهيونى هو صراع يتعارض فيه الوجود العربى بالوجود الصهيونى بعيداً عن الحلول التلفيقية التى تؤجل حسم الصراع والتى تأتى نتيجة اختلال ميزان القوى لصالح العدو الصهيونى والذى يعرف جيداً بأن ما بين النهر والبحر لا يمكن أن تسود إلا سيادة يهودية أوعربية ويتغلب فيها من يتحلى بالإرادة الأكثرعزماً والرؤية السياسية الأكثر وضوحاً ، كما عبر عن ذلك الصهيونى مارتين شارون ، وكما أن كل الحلول والتسويات التى تم غرسها فى المنطقة لم تأت بالسلام ، وإنما أطلقت يد "إسرائيل" فى التسوية والغزو والعدوان ، ورداً على سؤال حول البيئة الاستراتيجية التى تقوم عليها "إسرائيل" فى ظل اتفاقيات السلام ، أجاب إيهود باراك: "إسرائيل" القوية.. القوية جداً ، لأعوام طويلة مقبلة حتى بعد أن نتوصل لاتفاقيات السلام .. أقوياء فى جميع النواحى.. وهذه القوة ستكون الضمان لاستمرارنا " لقد وصلت القوة " الإسرائيلية " هذه فى ظل الأنظمة السياسية العربية المتعامية عن مصالح شعوبها والجاهلة بحقيقة الصراع إلى كل بيت من خلال الشراكة الاقتصادية وتسليم مشروعاتها إلى المستثمرين اليهود فى إطار التعاون الرأسمالى العالمى والذى سلمت به هذه الأنظمة قبل حل المشكلة وقبل السلام الدائم الذى ما فتأت تعلن سعيها إليه ، وقبلت لعب دور الوسيط والوكيل الدائم للسيطرة الاحتكارية العالمية على مقدرات شعوبها فقبلت تسليم أراضيها لإقامة القواعد العسكرية وقبلت تعديل مناهجها التعليمية وحذف بعض آيات القرآن الكريم من مناهجها التعليمية وكل ما يتعلق بـ"إسرائيل" العدو منها ، وكما قال نيتانياهو: إن مصير العرب واليهود سيتحدد فى المدارس والجامعات وقاعات تحرير الصحف والمساجد ، وقال ساسون: لا بد من تلقين الجماهير فى مصر من خلال حملة تثقيفية مدروسة ومحسوبة .
هكذا كان الهدف من السلام هو الاستسلام ومحو ذاكرة الأمة .


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية