مصر المعاصرة .. بين الإعلام "اللميع" .. والواقع "الوقيع" !
...............................................................
| |
| |
معتز شكري | |
بقلم : معتز شكري
.....................
كلمة "الوقيع" بكسر الواو تطلقها العامية المصرية على أي شيء يتصف بقلة الجودة ، كما في قولهم " الطماطم الوقيع" وهي تلك النوعية التي تباع بثمن أرخص بسبب رداءتها وحموضتها وربما عفونتها أيضا ، يشتريها الفقراء كما يشترون – مضطرين – العيش السحلة ، أي "البايظ" ، وقشر الجمبري ، وعفشة الطيور ، وسقط الذبائح الكبيرة ، ناهيك طبعا عن الكبدة المضروبة ولحوم الحمير والكلاب. والذي يتابع الإعلام الرسمي في بلدنا المحروسة سوف يتوهم – إذا لم يكن يعيش داخل البلاد – أن مصر أحسن من أوروبا وأمريكا في الحضارة والتقدم يرتع مواطنوها في نعيم من التقدم والرفاهية ويعيش الناس جميعا في مجتمع فاضل سعيد ترفرف عليه سحائب السعادة ولا جمهورية أفلاطون ! ولذلك فهو إعلام "لميع" تم طلاؤه بورنيش يجعله يبدو لامعا ، وهنا لابد أن نتذكر المثل القائل : ليس كل ما يلمع ذهبا All that glitters is not gold.
كل يوم والتاني تفتتح محطة كهرباء أو توزع عقود شقق جديدة أو يفتح كوبري ، ناهيك عن المؤتمرات والندوات ، وإذن – هكذا يوحي الإعلام اللميع المضلل- فالبلد في تقدم وازدهار ، وربنا يخلي لنا الحكومة اللي صابرة علينا نحن الشعب المفتري ناكر الجميل ! وقد لفت نظري مؤخرا تعليق لقاري في أحد مواقع الإنترنت وقع في الغالب باسم مستعار هو "أبو حلوة" ، ونقل عن موقع حركة 6 إبريل قائمة مفزعة من الإحصائيات عن أحوال البلد تبين حقيقة الحياة التي يعيشها الشعب المصري المسكين.
خذ عندك يا سيدي :
ديون : إجمالي 614 مليار جنيه
نقود مهربة : 300 مليار دولار
الفقر : 44% من الشعب
البطالة : 29% من القادرين علي العمل
الاكتئاب : 20 مليوناً و6 ملايين أمراض أخري
الانتحار : 3 آلاف محاولة سنوياً
حوادث الطرق : 6 آلاف قتيل و23 ألف مصاب
الطلاق : 28%
العنوسة : 7 ملايين عانس
الأمية (الحالية) : 26% من الشعب المصري
7% من الأطفال لا يدخلون المدارس لفقرهم
قانون الطوارئ : 25 سنة طوارئ
الأحوال الصحية : السرطان : تضاعف 8 مرات
الأعلي في العالم : البلهارسيا والفشل الكلوي والتلوث
الذبحة الصدرية : 20% شباب تحت الأربعين
السكر : 7 ملايين، 10 % تقريبا من السكان
التهاب كبدي : 13 مليوناً 20% من الشعب
شلل الأطفال : في 6 دول بينها مصر
عمالة الأطفال : نصف مليون طفل
أطفال الشوارع : 100 ألف طفل
المخدرات : 6 مليارات دولار سنوياً
الهجرة : 6 ملايين طلبوا الهجرة لأمريكا عام 2005
القضايا : 20 مليون قضية بالمحاكم
إنجازات التعليم : دروس خصوصية، كتب خارجية، جامعات خاصة للربح
فقط
مشاكل أخلاقية : رشوة.. محسوبية.. بلطجة.. توريث مهني.. عُري
وتحرشات جنسية...ألفاظ بذيئة.. غش جماعي.. جريمة.. تسول
الأحوال السياسية : فساد النخبة الحاكمة.. مراكز قوي.. تزوير انتخابات..
سجون وقمع واعتقالات.. تعذيب حتي الموت.. انتهاك لحقوق الإنسان..
إلغاء دور النقابات.. والجمعيات الأهلية
خسائر : 10 مليارات جنيه بقطاع الإذاعة والتليفزيون و12 مليار جنيه
العجز الإجمالي لسكك حديد مصر و8 مليارات جنيه خسائر شركات الغزل والنسيج
الأزمات : تعليم.. إسكان.. زواج.. بطالة.. أخلاق.. ضمير.. مرور.. مياه
نظيفة.. صرف صحي.. تجريف الأرض الزراعية.. زحام.. غلاء..
انخفاض احتياطي النقد.
هذه مقتطفات من كشف حساب المنشور علي مدونة شباب 6 أبريل..
وكلها تمثل أسباباً للغضب وللاحتجاج العام، مع أن الكشف لم يتضمن
كوارث :
كالعبارة والدويقة وأكياس الدم الملوثة، وحرق البرلمان وقتلي مراكب
الهجرة وأراضي الدولة المنهوبة.. ولصوص الاحتكارات. ولم يتضمن
طرائف، كالإسعاف الطائر لوزير الصحة.. وجامعات بير السلم ومدينة
كوزموس العلمية لوزير التعليم العالي! ونظام الثانوية العامة الجديد
لوزير التعليم! ولا دور مشروع التوريث في الاستخزاء أمام أمريكا
وإسرائيل وحاشية الوريث، وغيرها الكثير.. فكشف الحساب
طويل عريض..
انتهى التعليق ، والرابط – من باب الأمانة - هو :
http://www.moheet.com
show_news.aspx?nid=313855&pg=1
/
والآن جاء دوري أنا في التعليق على التعليق ! ولكن ماذا أقول بعد ما قاله
السيد أبو حلوة عن الأوضاع اللي مش حلوة ؟!
إننا جميعا كمصريين نعرف كل هذه المشاكل أو البلاوي المسيحة ، بل
وأضعاف أضعافها أيضا ، ومع ذلك نحاول التعايش معها إلى أن يأتي
الفرج لأننا ليست لنا قدرة على حلها حلا جذريا. ولدينا تراث طويل
وعريض ومثير للدهشة من الأمثال الشعبية التي يستمد منها هذا الشعب
الصبور قدرته على التحمل والتذرع بالإيمان والصبر والأمل في أن يأتي
الفرج في أي لحظة مهما بدا ذلك احتمالا بعيدا أو مستحيلا.
فلنسمع كلمة الشعب وبلاش سيرة مبارك وعائلة مبارك الآن ، مع
احترامنا للجميع :
اصبر على جارك السو يا يرحل يا ... !
الصبر مفتاح الفرج
الصبر طيب ولو كان مر نرضى به
اللي له أول له آخر
من عمود لعمود ييجي الفرج
إذن الأمثال الشعبية تحض على الصبر ، وأما الأناشيد والأغاني الجميلة
من زمن بديع خيري وسيد درويش فشيء بديع حقا ، لأنه لا يريد
للمصريين الركون للسلبية ، ولكن يحضهم على القيام والعمل والسعي
والكفاح وحب بعضهم لبعض .قول يا عم بديع وابعدنا عن سيرة البلد دلوقتي ، ربنا يرحمك ويرحم والديك :
قوم يا مصري مصر دايما بتناديك
خد بنصري نصري دين واجب عليك
يوم ما "سعدي" راح هدر قدام عنيك
عود لمجدك اللي ضيعته بايديك
شوف جدودك في قبورهم ليل نهار
من جمودك كل عضمه بتستجار
ليه يا مصري كل أحوالك عجب
تشكي فقرك وانت ماشي فوق دهب
(بس الدهب لا مؤاخذه مش لينا احنا يا عم بديع)
مصر جنة طول ما فيها انت يا نيل
عمر ابنك لم يعيش ابدا ذليل
(للأسف دلوقتي بيعيش يا عم بديع)
يوم "مبارك" تم لك فيه السعود
(برضه كده يا عم بديع ؟ مش قلنا بلاش السيرة دي الله يكرمك ؟!)
حب جارك زي ما تحب الوجود
(ماشي يا عم بديع ، بس انت كده مش واخد بالك من الأمثال الشعبية ،
وجار عن جار يفرق يا عمنا ، ما كنت تخليك في "سعدك" ، أقول لك إيه
بس : نهارك فل ، ويومك "مبارك" يا شيخ !)
06/11/2014