مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 أيها الوطن القوي .. يا ما انت واحشني !
...............................................................

  
 

أبو الغيط

 

بقلم : معتز شكري
....................

الذين يعرفونني عن قرب يشهدون لي - كتر خيرهم – بعفة اللسان والبعد عن التجريح ، ولكنني في الواقع أحتاج إلى إرادة هائلة كالجبال لكي أمسك نفسي ولساني عن أن يأخذ راحته كما يريد للتعليق على مواقف كثيرة شديدة الضعف وبالغة الخزي لخارجيتنا المصرية.

ويبدو أن المنحنى فيمن يتولون هذه الوزارة في النازل للأسف ، فأين عمرو موسى من وزراء خارجية عظام مثل الدكتور محمود فوزي أو محمود رياض ، ثم أين أحمد ماهر وأحمد أبو الغيط من عمرو موسى ، وأرجو ألا يأتي يوم نترحم فيه على أيام أبو الغيط ، لأن الحكاية كده ستكون "هزلت" على الآخر.

في الأيام والأسابيع الماضية كلنا تابعنا عربدات اليهود والصهاينة في محيط المسجد الأقصى المبارك ، ومصر والعرب والمسلمون لا حس ولا خبر ، وإذا صدر رد فعل فهو تافه وذليل وبارد كأن هذا المسجد لا يعنينا وليس من مقدساتنا ، ولأنني مصري ، أتحدث أولا عن حكومتي قبل أن ألوم الآخرين. ماذا كان رد فعل الخارجية المصرية بعد أيام من المواجهات العنيفة والاعتقالات والاعتداءات الصهيونية الهمجية على أهلنا المرابطين في الأقصى من المقدسيين وعرب 1948 ؟ كان كما يلي :
كلف السيد أحمد ابو الغيط وزير الخارجية سفير مصر في تل أبيب لمخاطبة السلطات الإسرائيلية حول التصعيد في المسجد الأقصى !

دقي يا مزيكة !

الرجل هيعمل إيه يا ولداه ؟ هيقطع نفسه ؟ إنه في النهاية دبلوماسي وليس مقاتلا ، وعليه أن يتصرف تصرفا دبلوماسيا ، ولذلك فقد كلف دبلوماسيا من موظفيه هو السفير المصري في تل أبيب لكي يفعل ماذا ؟ لكي "يخاطب" السلطات الإسرائيلية ! ويخاطبهم – لا مؤاخذة يعني – يقول لهم ايه بالضبط ؟! يقولهم أنا عندي تكليف من وزيري لمخاطبتكم "بشأن" التصعيد في المسجد الأقصى ! طيب حد هنا جاب سيرة تبليغ "احتجاج" لا سمح الله ؟ بلاش نقول سحب سفير أو خفض هيئة سفارة أو طرد بعض دبلوماسييهم من عندنا أو خفض للتبادل التجاري ، أبدا ، حد سمع انه قال للسلطات الإسرائيلية إن مصر مثلا مثلا يعني تحذركم من "مغبة" ، حلوة "مغبة" دي ؟! مش برضه هو ده كلام الدبلوماسيين ، ولا احنا قلنا حاجة غلط لا سمح الله ؟ يعني تقولون الدبلوماسية لها مجالها والعسكرية لها مجالها ، ونحن لن نحارب – بعيد الشر عن السامعين – بعد حرب أكتوبر التي هي آخر الحروب ، قلنا ماشي ، خلينا معكم للآخر، طيب حتى الدبلوماسية مختارين لها الكلام المايع اللي بيطبطب على الإسرائيليين ويقول لهم ما معناه : سايقين عليكم النبي يا شيخ تهدو اللعب شوية لجل خاطر النبي واهل بيته وخاطر الغلابة !

طيب ، إذا كانت إسرائيل كيانا لا يعرف النبي ولا الولي ، ولا يعرف أو يحترم في تاريخه إلا لغة القوة ، لتكن قوة دبلوماسية أو اقتصادية أو عسكرية ، المهم أن تكون أمامها قويا ، وإلا احتقرتك من أول نظرة وتمادت في إذلالك.

وبعدين مين اللي سيذهب لهم لكي ينقل الطلب المهذب بعدم التصعيد ، أليس هو السفير المصري الجديد الذي يسهر مع الإسرائيليين ويشرب الأنخاب ويحتفل معهم بتقطيع تورتة على شكل علم مصر ؟! هل هذا هو الذي سينقل لهم صوت مصر "القوي" ؟!

اقرأوا معي نص الرسالة التي بعث بها السلطان المصري الملك الصالح نجم الدين أيوب ، وكان يعد للحرب ويهيئ الجيوش وهو مريض ، إلى لويس التاسع ، وفيها يقول :
أما بعد فإنه وصل كتابك ، وأنت تهدد فيه بكثرة جيوشك وعدد أبطالك . فنحن أرباب السيوف ، وما قتل منا قرن إلا جددناه ، ولا بغى علينا باغ إلا
دمرناه. فلو رأت عيناك - أيها المغرور - حد سيوفنا وعظم حروبنا ، وفتحنا منكم الحصون والسواحل ، وإخرابنا منكم ديار الأواخر والأوائل ، لكان لك أن تعض على أناملك بالندم ، ولابد أن تزل بك القدم ، في يوم
أوله لنا وآخره عليك .فهناك تسيء بك الظنون ، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) .فإذا قرأت كتابي هذا ، فكن فيه على أول سورة النحل : " أتى أمر الله فلا تستعجلوه" ، وكن على آخر سورة ص: " ولتعلمن نبأه بعد حين" . ونعود إلى قول الله تبارك وتعالى ، وهو أصدق القائلين: " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين"، وإلى قول الحكماء : " إن الباغي له مصرع " وبغيك يصرعك ، وإلى البلاء يقلبك.
انتهت الرسالة.

ثم كان ما نعرفه جميعا من قدوم حملة لويس واندحارها على يد المصريين الشجعان ، مع أن التي أكملت مسيرة الجهاد عندما مات الملك الصالح امرأة هي شجرة الدر.

قالوا لنا بعد انتهاء عصور القوة العسكرية لمصر إن العبرة ليست دائما بالقوة الخشنة ، فلدى مصر دائما القوة الناعمة soft power ، المتمثلة في الفن والعلم والأدب والفكر والحضارة ، فهذا هو ما نؤثر به في غيرنا ، قلت : يا حسرة ، وهو احنا بقى عندنا لا خشنة ولا ناعمة ؟!

يا رجل ، طيب دا حتى الأناشيد الوطنية الجميلة التي كانت تحرك أنبل المشاعر في الانتماء للوطن وحبه وافتدائه بكل غال وتصنع المعجزات صارت كلها ممنوعة من الإذاعة وبدلا منها استحدثوا لنا شوية أغان تافهة بلا روح ولا معنى ولا رسالة ، يؤديها شوية شبان مايعين متهربين من الجيش أصلا !

هنا يقولون لك : يا أخي ما هي دي القوة "الناعمة" !

كم أشتاق ، مثلا ، وبالتأكيد أنتم تشتاقون مثلي ، لكلام مثل :

أقسمت باسمك يا بلادي فاشهدي
أقسمت أن أحمي حماك وأفتدي

أنا النيل مقبرة للغزاة
أنا الشعب ناري تبيد الطغاة
أنا الموت في كل شبر إذا
عدوك يا مصر لاحت خطاه

دع سمائي فسمائي محرقة
دع قناتي فمياهي مغرقة
واحذر الأرض فأرضي صاعقة

أحسن جيوش في الأمم جيوشنا
وقت الشدايد تعال شوفنا
ساعة ما نلمح جيش الأعادي
نهجم ولا أي شيء يحوشنا

والله زمان يا سلاحي
اشتقت لك في كفاحي
انطق وقول أنا صاحي
ياحرب والله زمان

بلدي بلدي فداك دمي
وهبت حياتي فدى فاسلمي
سأهتف باسمك ما قد حييت
تعيش بلادي ويحيا الوطن

وقف الخلق ينظرون جميعا
كيف أبني قواعد المجد وحدي
أنا تاج العلاء في مفرق الشرق
ودراته فرائد عقدي

أخي جاوز الظالمون المدى
فحق الجهاد وحق الفدا

وطني وصباي وأحلامي
وطني وهواي وأيامي
ورضا أمي وحنان أبي
وخطا ولدي عند اللعب
يخطو برجاء بسام

يا شباب النيل
يا حماة الجيل
هيا للعلا تقدموا

اسلمي يا مصر إنني الفدا
ذي يدي إن مدت الدنيا يدا
أبدا لن تستكيني أبدا
إنني أرجو مع اليوم غدا
ومعي قلبي وعزمي للجهاد
ولقلبي أنت بعد الدين دين
لك يا مصر السلامة
وسلاما يا بلادي
إن رمى الدهر سهامه
أتقيها بفؤادي
واسلمي في كل حين

آه ، آه ، آه ! أقولها من أعماق القلب :

أيها الوطن القوي الذي تهابه الأعداء ويعمل له الأصدقاء كل حساب : يا ما أنت واحشني !
 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية