مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 "اعتراف أممي ؟" أم أن كوهين العربي سيستمر يفاوض كوهين الصهيوني !

بقلم : معتز شكري
.....................

لا أدري لماذا يصر العرب على أن يتظاهروا بالانشغال بقضية فلسطين والإخلاص لها حتى يكادوا يصدقون أنفسهم في النهاية وحتى يظل بعض حسني النية من أبناء فلسطين وأبناء الأمة العربية المقهورين يصدقونهم ويمنون أنفسهم بمنتهى الثقة والاطمئنان بدولة فلسطينية كاملة السيادة وقابلة للحياة وأيضا عاصمتها القدس الشريف ، وربما قريبا جدا أيضا ؟!

ألم يكونوا يقولون لنا قبل عقود : سوف نشرب القهوة في تل أبيب قريبا جدا ؟!

أنا لا أصحو كل يوم تقريبا إلا على هزائم للعرب أو انكسارات أو فضائح أو خيانات أو تخلف أو تراجع أو ظلم لذوي القربى أو مكر الليل والنهار ضد شعوبهم أو مزيد من الانهيار للبلاد والعباد أو مذابح على أيدي الأعداء لا تهتز لهم فيها شعرة أو سلخانات للتعذيب ضد معارضيهم أو تفريط تلو تفريط تلو تفريط (اكتب هذه العبارة ألف مرة من فضلك) في القضية الفلسطينية ، وبعد ذلك كله ما زال حسنو النية من الشعوب العربية يرجون الفرج ويرجون النصر ويرجون عودة الأمجاد !

الأمل الوحيد هو في أن تكتمل ثورة الشعوب العربية التي للأسف لم تكتمل حتى الآن ولايزال يتربص بها المتربصون.

ولكن في قضية فلسطين ، ومهما ضحكوا علينا بموضوع الاعتراف الأممي – الذي عام على عومه الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية وهو أمر لا يبشر بأي أمل في هذه الجامعة على الإطلاق ولا في أمين عام جديد يأتي بعد أمين عام قديم - هل تتوقعون أي تطور بعيدا عن سكة المفاوضات ، أم أنهم يخدروننا للرجوع مجددا لمائدة التفاوض ، بدليل أن عباس نفسه صرح مؤخرا وبلهجة حاسمة بأنه لا بديل عن التفاوض سوى التفاوض ومزيد من التفاوض ؟!

طيب ، إذا كان كوهين العربي يفاوض كوهين الصهيوني ، من أين بالله عليكم سوف تأتي الأمجاد ؟ إنهم جميعا كواهين بعضهم في بعض ، هل نقول : أمجاد يا كواهين أمجاد ؟!

ولا أدري والله من ألوم ومن أبريء ؟! بل لعلي لا أبالغ إذا قلت إن الجميع مدان إلا من رحم ربك. هل تذكرون قصة الحسن البصري رحمه الله مع تلاميذه ؟ دخل عليهم فوجدهم كلهم باكين وعلم منهم أن أحدهم تعرض لسرقة مصحفه ، ولما لم يكن أحد غريب قد دخل عليهم حتى يشتبه في أنه السارق ، ولما لم يرد السارق من بينهم أن يعترف بالسرقة ، ولما وجدهم الحسن البصري ينخرطون جميعهم في بكاء مرير دفعا للتهمة عنهم ، لم يملك الإمام ذو البصيرة إلا أن يتساءل مندهشا وموبخا : كلكم يبكي ! فمن سرق المصحف ؟!

أنا لا أهضم أوسلو ولا أهضم السلطة وأرجو أن تضعوا جميع الأقواس والمعقوفات والأهلة التي في الكون كله حول كلمة السلطة هذه وأحرى بها أن يسموها "اللاسلطة" ، وأنا على يقين من أن الذي اخترع فكرة "السلطة الفلسطينية" هذه بكل تفاصيلها هو واحد من أمكر وأخبث وأذكى وأدهى الكواهين في الدنيا ، وتلقفها المنتفعون راضين مسرورين عن قصد ، وشربها غيرهم من حسني النية مخدوعين مغبونين.

وها هو الكونجرس الأمريكي يصدر تشريعا يقضي بوقف المساعدات للسلطة إذا ذهبت منفردة للأمم المتحدة. طبعا نحن نرفض ذلك منهم ، ولكن لم نلومهم ولا نلوم أنفسنا ونحن الذين قبلنا أن نمد أيدينا لكي يعطونا أموالا بالذل وبالشروط وبالقهر وبمحو هويتنا ، وأين دنانير العرب التي بالتريليونات التي تشغل عجلة الاقتصاد الغربي كله بدلا من أن نترك الفلسطينين يتسولون من أمريكا وأوروبا ؟!


عشت فترة في فلسطين المحتلة وسمعت بأذني كثيرين يقولون لي بمنتهى الصراحة إنهم يفضلون حياتهم قبل السلطة عندما كان الاحتلال "صريحا" ، فقد كانت حياتهم من جميع النواحي أفضل ، ولا يعني ذلك بأي حال من الأحوال أنهم يحبون الاحتلال ، ولكنهم عندما يقارنون بين احتلال كامل صريح وواضح وبين وضع غريب يقال لهم فيه إن هناك سلطة وطنية منكم سوف تدير شئونكم لحين قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة وقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف ، ثم يعيش الناس تحت ظل هذه السلطة ومع بقاء الاحتلال فيجدون أنفسهم تحت احتلالين بعد أن كان احتلالا واحدا ، ويجدون كل هم السلطة ورموزها – والذين يقبضون رواتبهم من الجهات التي غدرت بفلسطين وصنعت مأساة فلسطين ولا تدفع لهم إلا لتربطهم باستراتيجيتها وبحلولها الجهنمية للمشكلة لصالح الصهاينة ، أقول لا يجدون كل همها إلا "التنسيق الأمني" مع عدوهم ومحتل أرضهم ، فماذا يفعلون ، ومسألة "التنسيق الأمني" هذه هي مجرد تعبير مهذب ومخفف للخيانة الصريحة التي تلاحق الفدائيين والمقاومين وتسلمهم للعدو أو تلقي بهم في غياهب سجون ومسالخ أنشأها الاحتلال لهذه السلطة وأمدها بما تحتاجه من أدوات التعذيب ، وتدعي السلطة ورموزها أنهم إنما يعتقلون المجرمين فقط ويحترمون المعاهدات التي ستكفل في النهاية حل القضية وإقامة الدولة واستمرار تدفق الأموال !

ولما كان فريق من الفلسطينيين لا يقبلون بهذا الخداع وهذه الخيانة لتصفية القضية فقد كان من الطبيعي والحتمي أن يقع الصدام بين منتفعي السلطة وأصحاب خيار الجهاد والمقاومة والفداء (مهما كانت أخطاؤهم فحسبهم أنهم يحاولون) ، ولكن الشياطين الكواهين لم يسموا الأمر هكذا ، ولكنهم سموه بأسماء أخرى مخادعة من قبيل أنه صراع بين توجهات متباينة للحل ، أو بين فتح وحماس ، أو بين معتدلين ومتطرفين ، أو بين وطنيين وتابعين لقوى خارجية (رمتني بدائها وانسلت!) ، أو بين متحضرين وإرهابيين !

فإما أن تقبل تصفية القضية وإلا فأنت متطرف وإرهابي وعميل لقوى خارجية ولابد من ملاحقتك وضربك بالنار أو تعذيبك أو تسليمك للصهاينة المتحضرين حتى يرضوا عن السلطة ويتواصل تدفق الأموال وحتى يقيموا لنا في النهاية الدولة الفلسطينية التي ستكون عاصمتها القدس الشريف !

وأنا لا أتهم هنا منتفعي السلطة وحدهم بل كل العرب ، لأنهم هم الذين قدموا ويقدمون الغطاء لكل هذه المهازل لأنهم يريدون أن يريحوا أدمغتهم من قضية فلسطين وصداعها المزمن ، ولذلك لا أقول كوهين الفلسطيني ، بل كوهين العربي.

والآن ، ونحن في عام 2011 ومنذ 1993 ، ونحن نواصل 18 عاما طويلة مملة كئيبة من مواصلة الخداع والضحك على الذقون والمراهنة على أحد أمرين : إما سذاجة الفلسطينيين والشعوب العربية ، وإما قهرهم حتى لو لم يرضوا !

والتمثيليات السمجة التي نراها صارت فوق القدرة على الاحتمال ، يقولون لك إن الموقف الحالي سببه هو أن رئيس السلطة كان قد وضع العقدة في المنشار وصمم وأصر على عدم مواصلة المفاوضات إلا بعد تمديد تجميد الاستيطان ! يا لها من عبارة طويلة معقدة مملة لعوب كذوب ! ما معنى "تمديد تجميد" ، أصلحكم الله ؟! إنه لا يتحدث عن مطلب "إزالة" المستوطنات ، ولا باقي المطالب المشروعة ، لأنهم يقولون لك وعلى ماذا يتفاوض إذن ؟ إنما هو يريد تجميدها لأجل معين حتى يكون هناك مناخ للتفاوض !

يعني نحن منذ معايشتنا للصهاينة منذ 1948 وقبل 1948 بنحو خمسين سنة أخرى من الهجرات والمعارك والمؤامرات ، يعني أكثر من قرن ونحن نعاشر اليهود الصهاينة ومن يتآمرون معهم علينا من الغرب الاستعماري المنافق المستكبر ، ومع ذلك لم نتعلم أي درس بعد للأسف ولم نفهم طبيعتهم المخادعة الماكرة الخبيثة !

يبدو أن أحدا لا يقرأ في عالمنا العربي !

إن الصهاينة لم يتمكنوا أصلا من تنفيذ مؤامرتهم ومؤامرة الغرب معهم ضدنا على مدى مائة سنة إلا بالخداع والمكر والمراهنة على سذاجتنا ونسياننا وجهلنا أحيانا ، أو تآمر المنتفعين منا معهم أحيانا أخرى. يعني منذ أوسلو على سبيل المثال ، وحتى الآن ، انظروا كم بنوا من مستوطنات بلعت جزءا كبيرا من الأرض الفلسطينية والتفت بما تبقى منها التفاف الحية الرقطاء تمهيدا لابتلاعها هي الأخرى. هل كان أحد يمنع المفاوض "الأوسلوي" – إذا جاز التعبير ! – من التفاوض عندئذ ؟ بالطبع لا ، كما أنه لا أحد يمنعه الآن. وحتى حماس والجهاد والجبهة الشعبية ، إلخ والمستقلين الذين يعارضون أوسلو سواء من حيث المبدأ أو في تفاصيل معينة ومراحل معينة لا يملك أحد منهم حتى الآن من النفوذ ، ناهيك عن القوة ، ما يمنع به المفاوضين "الأوسلويين" الأشاوس من التفاوض !

ما الذي كان يحدث ؟ كان يتم اجتياح المدن والبلدات الفلسطينية ويتم هدم البيوت على من فيها ويذبح النساء والأطفال والشيوخ والشباب ويعتقلون ويعذبون ويعاد احتلال ما يسمى بمناطق السلطة أو تجرف وتهدم ، وكان يتم قتل المقاومين بدم بارد وتدنيس المقدسات والمساجد وتجريف الأرض ونهب المزروعات الفلسطينية على أيدي قطعان المستوطنين ،وارتكاب المجازر وحروب الإبادة بطائرات الإف 16 ، وتم اغتيال الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني – والذي اختار هو نفسه تعديل المسار نحو عملية السلام والتفاوض ! - بعد عزله وتجويعه ثم تسميمه في عام 2004 ، وتم مضاعفة المستوطنات عشرات المرات ، إلخ ، فما الذي كان يفعله حضرة المفاوض "الأوسلوي" الهمام المخلص للقضية ؟! كان ينسحب أحيانا ، ويحتج أحيانا ، و"يفقع" له كام عبارة شجب نارية مزلزلة ، ويهدد بالانسحاب ، ثم يعود طائعا راضيا مختارا وديعا بديعا لطيفا ظريفا مسالما مهادنا محبا للسلام والكلام عدوا للمقاومة والخصام ، فيجلس على طاولة التفاوض الأثير لديه ، ولسان حاله يردد قول نزار قباني :

كم قلت إني غير عائدة له ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه !

واليوم ، ما الذي يقوله سيد "الأوسلويين" : يقول ما معناه إن قضيتنا الآن هي الذهاب للأمم المتحدة لانتزاع اعتراف أممي بدولة فلسطينية ! يا سيدي أيدينا على كتفك ، كما يقول التعبير العامي المصري ، ولكن أليس ثمة تعبير آخر يقول إن ربنا عرفوه بالعقل ؟! بفرض أنك استطعت الحصول على اعتراف من جميع دول العالم ماعدا الولايات المتحدة ، ما الذي ستفعله ؟ .. أين أوراق قوتك على الأرض بعد أن استبعدت المقاومة تماما وقررت أن تتفاوض إلى الأبد ، وهي لعبة إسرائيل المفضلة طوال تاريخها والتي لا يمكنك أن تباريها أو تجاريها فيها ، فهم قادرون على أن يدخلوك في متاهة تلو متاهة من التفاوض حتى يوم القيامة ! وهل نصدق أنك يمكن أن تناطح الغرب وإسرائيل وأنت أحد أهم حلفائهم ، أم أن المسألة من الآخر هي أنك تعطي الصهاينة الغطاء والفرصة لكسب الوقت على حساب قضية الشعب الفلسطيني المسكين ؟!

من بين ما قال عباس قبل شهور : "أنا صاحب حق ، والعالم معي ، ... والأمريكيون حددوا السقف الزمني للمفاوضات بعام واحد عندما قالوا بالحرف الواحد إن سنة كافية للتوصل لنتائج إيجابية ، لذلك ثبتت بمبدأ واتفاق .. وأوضح أن فكرة (إطار اتفاق) تعني الاتفاق على (مضامين الحل) ، أي الاتفاق الكامل على قضايا الحل النهائي الستة زائد الأسرى... وناشد عباس المجتمع الدولي إلزام إسرئيل بوقف كل الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتفكيك جدار الضم والعزل العنصري وإنهاء سياسة الحصار والإغلاقات وإزالة الحواجز التي تعطل حياة شعبنا ...إلخ" (راجع حديث محمود عباس مع جريدة الحياة 26 أيلول – سبتمبر 2010).

وهنا أكثر من تعليق :

1 - أين هو العالم الذي معك ؟ وأين كان العالم وفلسطين تحتل وتستباح وتنتهك ، وأين هو مما يحدث كل يوم ، بل كل ساعة ، ألا نفيق من هذه العبارات الإنشائية التي نخدع بها أنفسنا ، من قبيل مناشدة "المجتمع الدولي" ؟!

يا سادة ،ما نسميه "المجتمع الدولي" ليس إلا نظاما يقوده المنتصرون في آخر الحروب العالمية للاستفادة من نتائج الحرب وإعادة تقسيم العالم واقتسام غنائمه فيما بينهم ، وهو الآن بالذات ولحين إشعار آخر نظام مرهون للولايات المتحدة ، والتوهم بأنها يمكن أن تكون خصما وحكما أو أن تكون وسيطا نزيها بيننا وبين إسرائيل هو ضرب من السذاجة المفرطة أو العمالة الصريحة.

إن هذا "المجتمع الدولي" – الموهوم – ومعه كل "الشرعية الدولية" – الموهومة – لم يستطع ولا يستطيع حماية سفينة مساعدات إنسانية يحملها نشطاء سلام بينهم أوروبيون ومسيحيون ويهود من بلوغ غزة لتفريغ حمولتها لإنقاذ شعب غزة المقهور بنسائه وأطفاله وشيوخه ومشرديه من الجوع والعري والفقر ، فهل سيستطيع حماية قرار بقيام دولة فلسطينية وإرغام أمريكا والغرب وهم أقوى دول العالم على قبولها ؟! ( انظروا ما فعلوه مع السفينة مرمرة التركية ومع السفينة الفرنسية مؤخرا )

2 – تريد من المجتمع الدولي ، الهلامي والمزعوم هذا ، أن "يلزم" إسرائيل – لا مؤاخذة – بما يلي ، ودقي يا مزيكة ! :

- وقف كل الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة
- تفكيك جدار الضم والعزل العنصري
- إنهاء سياسة الحصار والإغلاقات وإزالة الحواجز

منذ متى يا رجل "ألزم" المجتمع الدولي إسرائيل بأي شيء منذ قيامها في 48 وحتى الآن ؟! إن الأمم المتحدة لم تستطع أن تدخل فريقا للبحث وتقصي الحقائق بعد مذبحة جنين المروعة عندما رفضت إسرائيل استقبالهم ورجعوا يلفهم الخزي والخجل ، مع أنه حتى الجرائم التي تم فيها تقصي الحقائق وصدرت إدانات ومطالبات محددة ألقتها إسرائيل في الموضع نفسه الذي ألقت فيه بكل القرارات الصادرة ضدها من جميع الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية وجميع المحاكم وجهات التحقيق والمساءلة ، وسلم لي من فضلك على الشرعية الدولية وخيار السلام ، وهو ما يذكرني بقصيدة لي كتبتها من وحي انتفاضة 1987 المباركة ، حينما قلت على لسان رابين للمواطن الصهيوني :

وأخيرا
إن جاء قرار بإدانة
من عند عجوز ثرثارة
تدعي "الأمم المتحدة"
ارم الأوراق إلى المرحاض
وتأكد أن "سفون" الماء
قد هطل عليها بغزارة !

3 – ما زلت تقول وتثق وتصدق وتروج بأن الأمريكان قالوا لك بالحرف الواحد (!) إن عاما كافيا للتوصل إلى نتائج نهائية عن الحل النهائي ! (مخطيء من ظن يوما أن للثعلب دينا !) هل تظن أننا نسينا أنهم سبق أن قالوا قبل مدريد آن الأوان لحل المشكلة الفلسطينية ، ثم عقدوا مدريد ، ثم رعوا أوسلو ووعدوا بحل قريب ، ثم أكدت واشنطن ووعدت بقيام دولة في 2005 ، وجاءت السنة وبعدها سنة وثالثة ورابعة ، ثم قالوا بحلول 2008 ثم بحلول 2009 ، ثم قالوا في آخر 2010 : خلال عام يعني في آخر 2011 ! حل وسطكم يا بعدا !

4 – تقول وتتأكد إنه سيتم التوصل لحلول نهائية في جميع قضايا الحل النهائي زائد
الأسرى أيضا ؟!

أتعلمون يا سادتي ما هي قضايا الحل النهائي ( بخلاف الأسرى) ؟

ها هي :

1 – الحدود
2 – المستوطنات
3 – المياه
4 – الأمن
5 – القدس
6 – اللاجئون

هأ أنتم ترونها كلها مسائل بسيطة وسهلة ولطيفة ولا مجال لأي تعقيدات بها لا سمح الله ، وطبعا ها أنتم ترون الصهاينة أناسا لطفاء مسالمين غير مكابرين ، وسوف يسلمون لكم بحدود 67 بالكامل ، وبزوال جميع المستوطنات وترحيل نصف مليون يهودي متطرف منها ، وبحقوقكم أيها الفلسطينيون في مياهكم وأنهاركم وآباركم حتى لو ماتوا هم عطشا ، وسوف يضمنون لكم أمن دولتكم ، وسوف يتركون لكم القدس حلالا بلالا زلالا – كما يحب أن يقول فيصل القاسم ! – وسوف يسمحون بعودة حوالي سبعة ملايين فلسطيني من الشتات ! أرأيتم كم هي مسائل بسيطة يا أصدقائي والأخ أبو مازن يؤكد لكم أن الأمريكيين أكدوا له – بعظمة لسانهم وبالحرف الواحد يا رجل – أن سنة واحدة كافية لحلها ! طيب ، وإذا لم تكف السنة يا أبا مازن ؟ سيقول لك : لقد صبرتم طويلا ، لا بأس بسنة أخرى ، إننا لن نخسر شيئا إذ لا حل سوى التفاوض !

والآن ، بعد أن طال الكلام وباخ وصار مؤلما وكئيبا وموجعا ، أسمعك أيها القاريء العربي العزيز المحبط المقهور داخل فلسطين وخارجها ، تقول لي : فما البديل والأرض تضيع كل يوم والقدس تهود على قدم وساق والأقصى على شفا الانهيار والهيكل على وشك البناء ؟

وهنا أقول ما أقتنع به حتى ولو لم يتحمس له البعض ، فحسبي أنني لا أخالف ما أقتنع به وأكون قد أدليت بدلوي وقمت بحصتي في التفكير والاقتراح :

- القضية لم تكن فلسطينية خالصة ولا حتى عربية خالصة ، بل هي إسلامية تخص العالم الإسلامي كله ، والمسلمون جميعا مقصرون

- منذ نزعت منها صبغتها الدينية ضاعت وسوف توالي الضياع حتى تختفي فلسطين من الوجود إذا صار الأمر على هذا المنوال

- لا أدعو في الوقت نفسه إلى "جهاد" بطريقة القاعدة والتنظيمات المتطرفة ، فأنا أخالفها في مبادئها ، وأرى أنهم يضرون بالقضايا أكثر مما يفيدونها ، ولكن أدعو لمؤازرة المقاومة بكل ما نملك حكومات وشعوبا

- أحبذ هدنة مع العدو وليس سلاما بطريقة أوسلو ولا بطريقة كامب ديفيد ، شريطة أن نعد العدة ، ليس عسكريا فقط ، ولكن بنهضة وطنية شاملة نبني فيها أنفسنا علميا وحضاريا حتى نستطيع التأهل لمواجهة هذا التحدي التاريخي الرهيب ، مسلحين بإيمان بالله لا يتزعزع وبصدق وعده سبحانه إذا صدقناه العزم وأعددنا العدة "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" (سورة محمد صلى الله عليه وسلم – الآية 7)

- للذي يقول إنه حتى إذا تم ذلك فسيكون الصهاينة قد بنوا مئات المستوطنات الأخرى وابتلعت الأرض بكاملها ، أقول له شيئين : أولا : وهل أنت ترى الآن غير ذلك حتى مع الالتزام بنهج التفاوض ؟! وثانيا : درس التاريخ يقول لنا إن صلاح الدين لم يتمكن من تحرير القدس إلا بعد استكمال أسباب القوة والنصر وتوحيد جهود وطاقات العرب والمسلمين وبالذات في مصر والشام ، وكانت الأرض المقدسة وقتها قد مر عليها قرابة 90 عاما من احتلال الصليبيين لها.

أما من يرفض كلامي ومنطقي جملة وتفصيلا ، فعليه – أصلح الله تعالى حالنا وحاله – أن يشتري له وللأمة كلها معه مليون طن من الفيشار ورقائق البطاطس المقلية اللذيذة ويجلس في مقاعد المتفرجين الوثيرة ألف عام لانتظار ما ستتمخض عنه مسيرة المفاوضات الأوسلوية المباركة ..

وإنها لمفاوضات حتى النصر ..

وأمجاد يا كواهين أمجاد !
 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية