مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 يا فضيلة المرشد : المشكلة فيكم لا في "السلم" !
...............................................................

 

محمد بديع

 

بقلم : معتز شكري
....................

تابعت باهتمام بالغ حديث المرشد العام للإخوان المسلمين فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع مع السيدة منى الشاذلي في برنامج العاشرة مساء ، وأنا على يقين من أن عشرات الملايين داخل مصر وخارجها تابعوا الحديث مثلي ، بل أكاد أجزم بأن دوائر سياسية واستخباراتية كثيرة محلية وإقليمية وعالمية اهتمت بمتابعته وتحليله. وبديهي أن ذلك الاهتمام راجع إلى منصب الدكتور القيادي في أكبر تنظيم ديني مصري ، لا إلى صفته الشخصية التي لا خلاف عليها كعالم مصري كبير وأستاذ في الطب البيطري وكمسلم ملتزم وإنسان خلوق. إنه إذن منصبه كمرشد عام وقائد لهذه الجماعة الكبيرة والخطيرة التي يحسب لها الجميع في الداخل والخارج – سواء كانوا معها أو ضدها – ألف حساب.

لا أريد أن أقول إنني صدمت في بعض ردود فعل المرشد ، بل سأكتفي بالقول إنني لم أسترح ! السيدة المذيعة ، على ما عرف عنها من مهارة في المحاورة وذكاء في إدارة الأحاديث – وهي التي حاورت مئات من بينهم رؤساء دول – حاولت أن تنتزع كصحفية تليفزيونية شاطرة إجابات تشفي الغليل ولو عن بعض ما يثور في أذهان الناس عن الجماعة ومواقفها وتصوراتها وما يحكم تحركاتها ، ولكن المسكينة أخفقت تماما أمام قدرات عالية على المناورة وعزيمة لا يفلها الحديد على إبقاء الجماعة وأهدافها ومبادئها ومواقفها سرا مصونا لا يكشف وحصنا منيعا لا يفتح حتى تنفتح المجالات كلها وبأوسع ما يكون لتفسيرات شتى وتأويلات كثيرة ابقى قابلني إذا ظفرت حضرتك منها بطائل أو فهمت منها أي شيء ، وغالب الظن أنك ستنسى اسمك في النهاية !

هل الجماعة تسعى للوصول للحكم ؟ لا ، هكذا أكد المرشد ، وهم أعقل من أن ينافسوا عليه الآن. عظيم ، يبقى أن نعرف موقفهم ممن يريد أن يحكم ويسعى بالفعل للحكم. تحاول الست المذيعة ولكن بلا أي طائل : إذ المهم ليس الأشخاص – يقول فضيلة المرشد - ولكن السلم الذي سيصعد عليه الأشخاص ، والسلم غير موجود !

(سنرى لاحقا في المقال أن المشكلة تكمن فيهم هم أكثر مما تكمن في السلم ! )

ولذلك فالجماعة الآن تضع يدها في يد من يسعى للتغيير سواء تغيير الدستور أو إنهاء حالة الطواريء. ماشي ، يعني أنتم مع البرادعي ؟ طبعا ، ولكن ليس كرئيس لأنه لم يترشح بعد كرئيس. طيب ما موقفكم من جمال مبارك ؟ من حقه بالطبع بشرط أن يطرح برنامجا. طيب ، وهل المشكلة في ذلك يا أستاذنا ؟ّ هل تتوقع أن ينزل بدون برنامج ، ده عنده من يضع له بدل البرنامج عشرة ! يقول ليس أي برنامج ، فلا يجب أن يكون من خلال "الفكر الجديد" ، طيب ما الذي تتوقعه منه أصلا يا سيدي ؟! يخلع من الحزب كله ويتبرأ من والده مثلا ويشكل حزبا جديدا حتى ترضوا أنتم بالذات عنه ؟ وهل لا مؤاخذة في الكلمة يعني هو محتاج رضاكم أنتم بالذات ؟

المحاورة تقول ألستم أنتم الذين تعتبرون الحزب الوطني هو المسئول عن إعادة مصر إلى الوراء ، يقول نعم طبعا والخصومة قائمة معه حتى الآن.

الست المذيعة تحاول أن تخفف من ضيقها بهذا الأسلوب المناور الغامض بابتسامة أو ضحكة فتقول وهي تنظر إلى أي اتجاه آخر غير وجه ضيفها كأنها تطلب شهادة آخرين : والله حيرتنا يا دكتور بديع !

أنا هنا أختار نماذج فقط ولكن إذا تتبعنا الحوار سنجد ، مع بعض الفقرات التي نؤيد فيها الاستاذ المرشد مثل كلامه عما أصاب ويصيب الجماعة وأعضاءها من تنكيل أمني ومثل حديثه الطيب عن الاستاذ سيد قطب رحمه الله وغير ذلك ، فقرات أخرى تستدعي التعقيب.

وقبل أن نغادر موضوع الحكم إليكم ما قاله مؤسس الجماعة في رسالة المؤتمر الخامس :

" قد يكون مفهوما أن يقنع المصلحون الإسلاميون برتبة الوعظ و الإرشاد إذا وجدوا من أهل التنفيذ إصغاء لأوامر الله و تنفيذا لأحكامه و إيصالا لآياته و لأحاديث نبيه , و أما الحال كما نرى : التشريع الإسلامي في واد و التشريع الفعلي في واد آخر , فإن قعود المصلحين الإسلاميين عن المطالبة بالحكم جريمة إسلامية لا يكفرها إلا النهوض واستخلاص قوة التنفيذ من أيدي الذين لا يدينون بأحكام الإسلام الحنيف .
هذا كلام واضح لم نأت به من عند أنفسنا , و لكننا نقرر به أحكام الإسلام الحنيف"

انتهى الاقتباس من الأستاذ البنا فيما قاله في الثلاثينيات.

والمرشد السابق فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف قال صراحة في حوار صحفي أن الإخوان "يسعون لحكم إسلامي في مصر".

طيب هل يسعون ؟ هل لا يسعون ؟ فزورة دونها فوازير رمضان !

وإذا كانوا يسعون فما برنامجهم التفصيلي بالنظر إلى اليافطة الكبيرة الخاصة بتحكيم الإسلام في كل شيء ؟

ولا كلمة عما في بالهم . أو ربما : ليس في بالهم شيء أصلا ، وهذه كارثة !

بمعنى أن يكون الموقف هو : لما تفرج وتبقى تجيلنا السلطة يبقى ساعتها ربنا يفرجها وأكيد سوف يلهمنا ما نفعله في البلد وحبايبنا وخصومنا والمجتمع والناس !

المرشد طوال الحوار يشكو مما يسميه تشويه الإعلام لصورة الجماعة ، ويقول إن هناك متحدثين باسم الجماعة ويطلب أن يسعى الإعلام لهم لمعرفة الحقيقة.

هذا هو نصف الواجب فقط يا صاحب الفضيلة. فالنصف الآخر أن يمارس هؤلاء المتحدثون عملهم ومهمتهم وهي أن يتابعوا كل ما ينشر عنهم ويبادروا إلى تصحيحه وإيصال الخبر الصحيح والمعلومة الموثقة. ولا أعتقد أنه يمكن هنا الاعتذار أو الاحتجاج بالتضييق الأمني لأننا في عصر الإنترنت والإخوان حسبما أعلم لهم مئات المواقع والمدونات التي تعبر عن آرائهم ويستطيعون من خلالها أن يضعوا فيها ما يصل إلى العالم كله خلال دقائق.

بالمناسبة المرشد كانت تغلب عليه العصبية أحيانا وضيق الصدر ، وكثير من التحفز لكل ما تقوله المذيعة مما يعبر عن تساؤلات الشارع المشروعة ، وهو أمر غير مريح.

ولم أكن أحب لفضيلة المرشد أن ينهمك دون طلب في سرد ال "سي في" العلمية والوظيفية له ، فكلنا نعرفها وهي متاحة على الإنترنت ، وكان المتوقع من السيدة منى أن تبادر هي إلى سردها كتقديم للرجل ، ولكن بما أنها لم تفعل فقد بدا المرشد وهو يسرد قيمته العلمية وجوائزه ومكانته كأنه – لا سمح الله – يستجدي التقدير ، ونحن نربأ بفضيلته عن ذلك ، وما كان أغناه عن ذلك.

ثم ما علاقة كل هذه الخلفية العلمية المحترمة بمنصبه الحالي ؟ وماذا يجب أن نفهم من قوله بعد ذلك : هل كل ذلك من فراغ ؟!
وهل مثلا كون سلفه الأستاذ عاكف وقف عند شهادة التربية الرياضية ولم يصبح مثله أحد أكبر مائة عالم عربي ينتقص من مكانته كمرشد للإخوان ؟!

أيضا لم أسترح لرد فعل فضيلته عندما سألته السيدة منى عن موقفه من الفنون ، إذ جاء الرد نموذجا في المراوغة. فالذي فهمته من مجمل كلامه أنه كان يدخل السينما ويستمع للأغاني زمان ، مثل فيروز وعبد الحليم حافظ ، أما الآن فهموم الحياة ومشاغلها ثم ما أضيف على كاهله من مسئوليات قيادة الجماعة لا تترك له وقتا لذلك.

طبعا قال بعض الكلمات القليلة العامة التي يفهم منها أنه لا بأس للفنون التي ترقق المشاعر أما الآن فما يكتب من نقد عن الأفلام مثلا ويسمعه هو أو يقرأه يدل على غير ذلك.

أنا كمصري وكمسلم وكباحث وكصحفي ، إلخ ، ومثلي بالتأكيد ملايين ، يريدون في نقطة كهذه أن يصدع فضيلة المرشد بما يعتقد أنه الصواب في هذه المسألة وليغضب من يشاء ، ويعتبرها فرصة لكي يوضح للناس موقف الإخوان المسلمين من هذه القضية الشائكة. ليقل مثلا : الفنون في الأصل مباحة لأنها يفترض أنها تستهدف أهدافا سامية ، ولكن في إطار الإسلام فنحن لا نقبل إلا فنا ملتزما وشروطه كيت وكيت ، مثلما قال الشيخ الشعراوي رحمه الله مثلا تلك الجملة العبقرية : الفن حلاله حلال وحرامه حرام. ويضيف مثلا المرشد ونحن لو فرض ووصلنا للسلطة أو الحكم أو شاركنا فيه فستكون خطتنا بالنسبة للفنون هي كذا وكذا.

هذا ما يسأل عنه الناس : مسلمين وأقباطا ومثقفين وجمعيات واتجاهات وطبقات إلخ. ماذا ستفعلون في كذا ، ماذا ستفعلون في كذا.

في الدنيا كلها يحدث هذا . أمريكا فيها حزب شيوعي لا يحس به أحد ولكنه موجود وله مقرات ومواقع على النت وله أعضاء مؤمنون بمبادئه حتى بعد سقوط الشيوعية. ولكن أتباع الحزب صادقون مع أنفسهم ، لا يعملون للناس في أمريكا البحر طحينة بحجة أن المناخ لا يسمح أو أن الناس لو عرفوا حقيقة ما ينادون به سيأكلونهم ! ولكن : هذه معتقداتنا .. من أرادنا هكذا أهلا وسهلا .. ومن لا يريدنا أهلا وسهلا.. وبرنامجنا حتى لو كانت فرصة وصولنا للحكم واحدا في الديشليون هي كذا وكذا.

لماذا لا تجهرون بآرائكم ليحاسبكم الناس على أساسها ، رضي من رضي وسخط من سخط ؟

الذين سبق أن قالوا من كبار أعضاء الجماعة ورموزها لا بأس بتولي المرأة رئاسة الدولة أو القبطي أو ان يكون مرجع ذلك لاستفتاء شعبي لماذا لم تحددوا موقفكم مركزيا منهم كما تفعل كل الأحزاب في الدنيا ؟ آه نسيت أنكم لستم حزبا وبذلك ليس هناك أي قواعد تلزمكم بأي شيء!

فماذا أنتم بالضبط ؟ ربما يقولون ما قاله الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله في رسالة المؤتمر الخامس (في الثلاثينيات) من أن الإخوان :

دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وشركة اقتصادية وجماعة رياضية وفكرة اجتماعية ، إلخ.

الرجل كان صادقا مع نفسه وظروف مجتمعه وقال ذلك في فترة مبكرة جدا من مسيرة جماعته لكي يلفت إلى شمولية الإسلام.

هل يصلح هذا الكلام الآن في سنة 2010 ؟!

هل الجماعة هي نفسها الإسلام كله ؟!

كيان هلامي هو كل شيء وفي الوقت نفسه هو لا شيء محدد في إطار القوانين والأعراف التي صارت تحكم المجتمعات المعاصرة وأنتم تعترفون بها بدليل سعيكم لتعديل الدستور ؟

هل ستطرحون أنفسكم بعد تعديل الدستور على أنكم : دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية ، إلخ ؟!

هل أنتم حزب ؟ يقولون : أبدا.

هل حزب الوسط الذي يسعى للوجود يمثلكم ؟ إطلاقا ، بعد الشر !

هل تطلبون تأسيس جميعة دينية أهلية تتبع الشئون الاجتماعة مثلكم مثل غيركم ، على غرار الشبان المسلمين وأنصار السنة والجمعية الشرعية ، وتخضعون لقوانين الدولة ومراقبة الأجهزة الرقابية في الشئون المالية والإدارية وتركزون على التربية والتوعية ونشر العلوم والمعارف وإنشاء المساجد والمستوصفات والخدمة الاجتماعية وهذه الجمعيات تفعل ذلك كله ، فتفعلون مثلهم ؟ يقولون : لا لا ، نحن أوسع من ذلك وأكبر من ذلك ، ولا يمكن أن نحصر أنفسنا في جميعة خيرية !

من أنتم أعزكم الله ؟

"نحن دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية .. إلخ" !

إذن ، في ضوء ذلك ، ومع حالة الغموض الشديد المتعمدة في المواقف والسياسات، وحالة السيولة الفكرية الملازمة لهم في الأفكار والرؤى ، ولا أريد أن أقول "الميوعة" الفكرية وهو تعبير موضوعي بحت ، سيظلون يشكلون مصدرا للقلق والتوجس والهواجس ليس فقط للسلطات الحاكمة في جميع أنحاء العالم ، ولكن أساسا لإخوتهم من المسلمين ، مالم يكفوا عن هذه العيوب والنقائص الخطيرة التي مرنوا عليها للأسف لأنها توفر لهم دوما ملاذا آمنا من "وجع الدماغ" ومحاسبة المجتمع ، وتمنحهم دائما فرصة للتراجع وخطوة للأمام أو الخلف او اليمين او اليسار للتحالف أو التصالح أو لتغيير الأهداف بل والتخلي عن المباديء أحيانا !

ما الذي يتوقع أن يردوا به على مثل هذا النقد ، من واقع التجارب القديمة معهم ؟

هذا تشويه للصورة .. هذا نقد غير موضوعي .. هذا حقد على الإخوان .. هذه دسائس.. الإخوان هم الذين سيبقون ويذهب الجميع.. الدعوة هي الإخوان.. لا أحد يتصدى للفساد سوى الإخوان .. لا أحد هو أمل الأمة إلا الإخوان.. نحن عندنا الشارع.. نحن معنا الشارع.. شبابنا يسدون عين الشمس.. أعضاؤنا يزيدون كل يوم.. إلخ.

تسأل : كل الجماعات والجمعيات الأخرى لها كيان محدد ، قانونا وفكرا وأهدافا وشفافية وكل شيء ، حتى لو كانوا أقل منكم قدرا مثلا. فما أنتم وما حقيقتكم حتى يمكننا النظر في منهجكم واتخاذ موقف محدد منكم ؟

تسأل كيف تنفقون الأموال الهائلة التي تأتيكم من التبرعات ومصادركم المختلفة ؟ وهل تخضع لمراقبة ؟ وكيف نضمن ذلك وكل شئونكم سرية ؟ سيقولون : ذلك ضروروي لأننا ملاحقون من الأمن. طيب الملاحقة الأمنية هذه سوف تستمر مادمتم أنتم الوحيدين المصرين على الوجود والعمل خارج الأطر القانونية للدولة وأنا هنا لا أتحدث عن النظام الحاكم ولكن الدولة كدولة لها نظام وقوانين في العالم كله.

كيف تفسرون كل جهودكم المحمومة للوصول للبرلمان والمجالس النيابية والتغلغل في النقابات والاتحادات ، إلخ ، ثم تزعمون أنكم لا تسعون للسلطة ؟! وهل السعي للسلطة عيب أو حرام ؟! قولوها فهي من حقكم حتى نفهم ما يحدث ونتعامل معكم على هذا الأساس.

أبدا : سيقولون : لا نسعى للسلطة !

طيب ، وإذا فرضنا أن ظروفا ما حملتكم ذات يوم للسلطة هل ستقبلونها أم تتنازلون عنها وتزهدون فيها ؟ وكيف نصدقكم إذا قلتم ذلك وهو يتناقض أصلا مع مبادئكم وأهدافكم لإصلاح المجتمع ؟

بدليل بسيط أنكم موجودن من 82 سنة كأفراد أو كجماعة غير متنفذة ولم تحققوا الإصلاح الذي تنشدونه ، فالمفترض أن السلطة والحكم هما الفرصة للإصلاح الشامل والحقيقي ، والله تعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن . جميل ؟

إذن ستقبلون وستحكمون ؟

حلو قوي ، كيف ستتصرفون إذن في المليون ملف شائك في المجتمع المصري : في الدين والسياسة والعلاقات الخارجية ومناهج التعليم والتعامل مع البنوك الربوية والنوادي والفنون والخمارات والسهرات والإعلام والاقتصاد والصحة والاستيراد والتصدير وعلاقتكم بأمريكا والغرب والأمم المتحدة وإسرائيل ومعاهدة السلام وقضية فلسطين ومياه النيل وحزب الله وإيران وسوريا والسودان والصومال والثروات المهربة والحكام السابقين والأحزاب والشيوعيين والاقباط والأزهر والكتاتيب وملابس النساء وحمامات السباحة والبلاجات ونوادي القمار والفضائيات وغير الملتحين والشواذ والكتاب والأدباء وتحديد النسل ورجال الاعمال وال20 ألف مصري الموجودين في اسرائيل يعملون ويتجنسون بجنسيتها والدول العربية والقوانين والتشريعات ما يعجبكم منها وما لايعجبكم والذين يشربون مياه المجاري ومعهد الاورام المتصدع والضرائب والمصريين بالخارج والبرادعي وعائلة مبارك والمحاكم وتيار الاستقلال والمؤسسات الصحفية وخصومكم من أحزاب وكتاب ومفكرين ومنافسيكم من جميعات دينية أخرى ومباريات الكرة وبرامج التليفزيون وأكاديمية الفنون ودار الافتاء ... إلخ ؟!

لا تظنوا أنني ضد الإسلام أو الحكم به فالذين يعرفون هويتي ككاتب وباحث يعرفون أنني أعتبر نفسي إسلاميا وأنا من أشد المؤمنين بجدوى هذا الدين العظيم وصلاحيته للتطبيق وعدالته ومثله العليا.

ولكن أنا أسأل : كيف ستتصرفون ؟ فالكلام سهل والعمل صعب.

قولوا برنامجا محددا في ذلك كله وفي جميع ملفات مصر حتى لو أغضبت تسعين في المائة من الشعب المصري ، ثم ضعوا أيديكم في أيدي العشرة في المائة الباقية ، وأنتم كده كده تعتقلون وتصادر أموالكم فلتحتسبوا ذلك كله في سبيل الله إذا لقيتموه سبحانه غدا.

هكذا يكون كل شيء على نور.

ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من حي عن بينة.

ليميز الله الخبيث من الطيب.

هل ترونهم يستجيبون لما أقول ؟ أبدا ! وإذا أرادوا أن يتحدوني ويثبتوا العكس فانتظروا إني معكم من المنتتظرين !

سيتعبرون الإفصاح عما ينوونه قلة عقل وسذاجة ، بينما الكياسة والشطارة والفهلوة أن تبقى غامضا حتى تبقى الجماعة 80 سنة أخرى على قلب من لا يريد واللي يطق يطق !

بلاش أنا .. اسألوهم أنتم من فضلكم. من أنتم وما تريدون ؟

سيقولون :

"نحن دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية.. " !

هذه هي للأسف الجماعة التي يسير في ركابها ملايين ويصدقون قادتها في أنهم قادرون على حكم البلد وأن يكونوا بديلا صالحا للسلطة ويصدقونهم في أن عندهم برامج وخططا تفصيلية لكل صغيرة وكبيرة ولكن "عيب" أن يتم الإفصاح عنها !

احنا لا مؤاخذة يعني ما عندناش خطط وبرامج تتكشف على شعوب ولا حتى على أعضاء !

ربما من باب أن ربنا أمر بالستر !

سيقولون ولكن هل كل الأحزاب تعلن برامج وخططا وإجابات تفصيلية أم مجرد خطوط عامة ؟

أقول : صحيح ، عداكم العيب وقزح ، ولكن هؤلاء لا يرفعون لافتة "قال الله وقال الرسول" ولافتة "الحكم ليس حكمنا نحن ولكنه حكم الله" ، ولذلك من حق الناس أن يطمئنوا إلى ما في ضمائركم و"كيفية" تطبيق الشريعة.
سؤال آخر : طيب لماذا لا ينشق عنها كثيرون ممن لا يهضمون تصرفاتها أو مواقفها ؟ الجواب هو الشعور بالذنب ، لأنهم يزرعون في نفوسهم فكرة غريبة هي أن الخروج عن الإخوان يكاد يكون خروجا عن الإسلام !

لله الأمر من قبل ومن بعد.

أرأيتم أن المشكلة فيهم وليست فقط في "السلم" !


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية