مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

حقائب مدرسية

لزوم المدرسة

بقلم : د. محسن الصفار
......................

سعيد رجل متوسط الحال يعيش مع زوجته وأولاده في مدينة جدة ، وكان سعيداً في حياته مع زوجته التي كان لها عيب واحد وهو كثرة الوسواس والقلق والرغبة في أخذ الاحتياطات، وكان كل يوم يأخذ ابنه وابنته إلى المدرسة ويعود بهما إلى البيت حتى جاء صباح ذلك اليوم عندما فاجأته زوجته بورقة ، فتحها فوجدها عبارة عن لائحة طويلة من الأشياء الغريبة، سأل سعيد زوجته :

ما هذه الأشياء الغريبة في هذه اللائحة ؟ وماذا تريديني أن افعل بها ؟
إجابته الزوجة:
تشتريها طبعا واليوم قبل الغد وبأي ثمن
نظر سعيد مرة ثانية إلى اللائحة وقال :
مطفأة حريق صغيرة عدد 2 !!! لماذا تحتاجينها ؟
أجابت الزوجة :
أين تعيش يا سعيد؟ في المريخ ؟ الم تر بعينك الحريق الذي حصل في إحدى المدارس وعجز الدفاع المدني عن إخماده ؟ أريد أن يحمل كل واحد من أطفالي مطفأته الخاصة به تحسبا لأي طارئ !!

استغرب سعيد ولكنه أكمل :
سلالم قابلة للطي عدد 2 ؟ لماذا هل تنوين السطو على بنك ؟
أجابت الزوجة:
أرجوك بلا استهزاء الم تر الطالبات يقفزن من الدور الثاني والثالث ؟ أريد أن يكون لدى الأطفال سلالم قابلة للطي يفتحونها وينزلون بها إذا لزم الأمر !
أكمل سعيد:
قوارب مطاطية قابلة للنفخ ؟ لا تقولي هذه عرفتها أكيد في حال حصول فيضان.
ثم أردف:
ولكني لا افهم الحاجة إلى مناشير لقطع الحديد والفولاذ ، هل سيدخل أبنائنا إلى السجن ؟
قالت الزوجة:
ألم تر السلاسل الموضوعة على شبابيك المدرسة وأبوابها التي منعت الطالبات من الهرب ؟ يجب ان يكون مع الأطفال مناشير لقص السلاسل فالمدارس أصبحت كالسجون .
ضحك سعيد ثم قال:
وما موضوع الأقنعة الخاصة بالغازات السامة ؟ هل سترسليهم إلى الحرب ؟
قالت الزوجة:
لا ولكنك سمعت عن تسرب الغازات السامة قبل فترة في الدمام، فهل يمكننا المخاطرة بسلامة الأطفال ؟ لا الأقنعة ضرورية ويجب أن تشتريها !!

قال سعيد مبتسما :
حاضر ومن عيني والله يا زوجتي كان لازم تصيرين وزيرة للتربية فلو كانت الوزارة أخذت كل هالاحتياطات ما كان احتجنا لكل المعدات ، المهم هل من شيء آخر ؟
قالت الزوجة:
هناك طلب قبل الأخير فبعد حادثة سير حائل التي راح ضحيتها عدد من الطالبات أريدك أن تذهب إلى الحداد كي يلحم قطع من الفولاذ الصلب حول سيارتك للامان فقط !!!
قال سعيد وقد بدأ يفقد أعصابه:
يعني تريديني أن أسير في الشارع بسيارة مصفحة بالحديد ؟ لم لا أبيعها واشتري دبابة أو مدرعة أحسن ؟
قالت الزوجة:
والله إذا كانت هناك إمكانية لهذا الشيء يكون أحسن وابرك !!
قال سعيد:
إذا سيذهب كل من أبنائنا إلى المدرسة حاملا مطفأة وسلم ومنشار وقارب وقناع غاز ؟ هذه الحقيبة يا بنت الناس سيكون وزنها 100 كيلو كيف سيحملها الطفل ؟
قالت الزوجة:
وهذا هو الطلب الأخير أريدك أن توظف شخصين كي يحمل كل منهما حقيبة الطفل معه طوال الوقت، ممكن ؟

ورحم الله من قرأ الفاتحة على أرواح المعلمات والطالبات اللواتي فقدن أرواحهن في حريق مدرسة جدة وجنب الله أبنائكم كل مكروه .

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية