مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 دخيلكم لاتزوروني
...............................................................

بقلم : د.محسن الصفار
............................


عندما أصيب سعيد بجلطة قلبية خفيفة إستدعت منه المكوث في المستشفى لعدة أيام كان يعّد الأيام كي يعود إلى بيته ويخرج من نظام السجون الذي يطبق في المستشفى الذي يرقد فيه، عندما وصل البيت كانت آخر كلمات طبيبه المعالج أنه يجب أن يرتاح راحة تامة ومطلقة وبدون أي إزعاجات وإلا كانت العواقب وخيمة. لدى وصوله إلى البيت رقد في السرير وحاول أن ينام قليلاً عندماً دخلت عليه زوجته وأيقظته:

- سعيد سعيد، إصحى من النوم يا سعيد.

إستيقظ سعيد مذعوراً وقال:

- خير؟ ماذا هناك؟ هل حصل شيء؟

- لا لا تخف، ولكن عمك وزوجته جاءوا لزيارتك.

- سبحان الله، هكذا من غير موعد؟

- أي موعد الله يسامحك؟ هل تحسب إنك وزير؟ هذا عمك وزوجته.

- نعم ولكني مريض ويجب أن أرتاح.

- طيب إخرج وقابلهم ثم إرتاح كما تشاء.

خرج سعيد متثاقلاً إلى الصالة حيث جلس عمه وزوجته بإنتظاره سلّم عليهم وجلس على الأريكة بدأ عمه بالحديث عن المستشفيات والعلاج وقال:

- أريدك أن تعتني بنفسك جيداً يا سعيد فالجلطة ليست أمرا هيناً.

- حاضر يا عمي إن شاء الله.

- لدي صديق حصلت له جلطة وتعالج وخرج من المستشفى ولكن بعد ثلاثة أيام حصلت له جلطة ثانية ومات على الفور.

إرتعدت أوصال سعيد وقال:

- خوفتني يا عمي.

- لا لا تخف ان شاء الله خير.

وهنا رنّ موبايل العم وردّ عليه بصوت عادي ومن بدأ صوته يرتفع حتى أصبح أقرب للصراخ من للكلام وهو يقول:

- ماذا تعني ليس لديهم مخزون كافي من الاسمنت؟ وكيف إذاً سأنجز السقف؟ لا لا أستطيع الحضور لدي إبن أخي يحتضر هل سأتركه وآتي من أجل 20 كيس اسمنت؟

أقفل السماعة وقال لسعيد:

- لا تزعل يا ابني من كلمة يحتضر ولكن هؤلاء العمال لا يفهمون ويجب أن يبالغ المرء معهم أحياناً.

- ولا يهمك يا عمي فالصداع الذي سببه صراخك طغى على الكلمة التي قلتها.

ضحك العم وأخرج علبة السجائر من جيبه وهمّ بإشعال سيجارة، إعترض سعيد وقال:

- من فضلك يا عمي الطبيب منعني من أي دخان أو سجائر.

- طبيبك معه حق يجب أن تمتنع عن التدخين.

- نعم إمتنعت ولكن لا يجب ان أستنشق دخان الآخرين أيضاً

- لا تخف سوف أدير وجهي إلى الجهة الأخرى وأنفث الدخان.

- أي جهة أخرى؟ أتحسب نفسك في صالة المطار؟ الغرفة كلها 3 في 4 أمتار أينما نفثت الدخان فسوف يدخل رئتي.

أعاد العم السيجار إلى جيبه ممتعظاً ثم حمل علبة الحلويات التي جاء بها وقدّم لسعيد قطعة إعتذر سعيد وقال:

- شكراً يا عمي ولكنك تعلم أني مصاب بالسكر والحلويات ممنوعة عني.

- صحيح والله لدي صديق مصاب بالسكر وإشتدت عنده الحالة حتى مات بعد ذلك.

- من السكر؟؟؟؟؟

- ها، لا صدمته سيارة وهو يعبر الشارع!!! الله يرحمه

- خوفتني يا عمي الله يسامحك

ضحك العم وقال:

- ما رأيك ان نلعب الورق لتمضية الوقت؟

- يا عمي أنا آسف ولكنني في فترة نقاهة ويجب أن أرتاح وأنام في السرير.

- حسناً إذاً سأنتظر

- تنتظر ماذا؟

- ابني وزوجته وأولاده وابنتي وزوجها وأولادها وكذلك خالك وزوجته وعماتك الاثنتين وأولادهن كلهم قادمون للزيارة وإن شاء الله الليلة هالسهرة للصبح إحتفالاً بسلامتك وخروجك من المستشفى يابطل , كي تعرف كم انت عزيز على قلوبنا ياسعيد

اصفر وجه سعيد ونادى زوجته وقال :

- حضري لي حقيبة المستشفى فيبدو لي اني سارجع الى هناك ولفترة طويلة هذه المرة

وكل عيادة وانتم بخير
 

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية