مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 التطور يكتسب ولا يهدى

اليابان

بقلم د.محسن الصفار‏
......................

هناك قصة ولا أدري إن كانت واقعاً أم خيال .. أن شركة أمريكية كانت تبني موانئ في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية ، ورفضت هذه الشركة تزويد اليابان بأي من الخرائط للمشروع حفاظاً على تقنياتها ، وبعد إصرار وإلحاح وافقت الشركة على إن يكون جميع الخبراء والمهندسين من الأمريكان على أن تكون العمالة العادية من اليابان.

فقامت اليابان بتجنيد جيش من المهندسين والعلماء تم توضيفهم على أنهم عمال يدويين وتحملوا أنواع الأهانات والذل والعمل الشاق ، ولكن لدى انتهاء المشروع أبلغت اليابان الشركة بأنها لم تعد بحاجة إلى خدماتها وأنها ستبني بقية الموانئ بنفسها وبمهندسيها الذين تعرفوا على كل خفايا بناء الموانئ .

العبرة من هذه القصة أن أي بلد يريد أن يتقدم ويتطور يجب على أبنائه تحمل كافة المشاق والصعاب لاكتساب العلوم والمعارف والتمكن من بناء بلدهم بأيديهم وليس بالاتكال على الأجانب الذين لايرغبون في نقل أي من علومهم ومعارفهم وخبراتهم إلى البلد الذي يعملون فيه .

إذا استوردنا خبراء أو مدراء أجانب فيجب أن تكون عقودهم مشروطة بنقل خبراتهم خلال فترة معينة إلى مدراء آخرين من أبناء البلد حتى لو اقتضى الأمر دفع مبالغ اكبر لهم ثم يتم الاستغناء عن المدير الأجنبي في هذا الموقع ويستبدل بابن البلد ، ولكننا نرى أن هناك وظائف يستلمها المدير الأجنبي حتى يتقاعد ثم يخلفه أجنبي آخر في نفس المنصب ، والأنكى من ذلك أنها ليست وظيفة ذات اختصاص رفيع جدا ولا هذا الخبير المزعوم شخص ذو مواهب رفيعة فلو انه وجد في بلده وظيفة مناسبة ما أتى إلينا أصلاً .

إن دولاً مثل: الهند وماليزيا وتايلاند تعتمد بالكامل على أبنائها في إدارة كل شيء، وأي خبير أجنبي لا يتعدى دوره الإرشاد والتدريب لفترة محدودة ثم يستغنى عنه .

والعتب هنا ليس على الحكومات وحدها بل إيضاً على الشباب الذين يتكاسلون في كثير من الأحيان عن أداء وظائفهم ويبحثون دوما عن طرق للتملص من العمل وقضاء الوقت في التفاهات التي لاتنفع عوضاً عن اكتساب المهارات والخبرات التي تؤهلهم في المستقبل للحلول في وظائف الخبراء الأجانب المزعومين، ولو أن أحدهم عمل مع مدير أجنبي عن قرب فسيكون جل اهتمامه معرفة أخبار كرة القدم في بلده بدلاً من التقاط كل كلمة يقولها أو يكتبها .

قد نعذر الحكومات على توظيفها أجانب في الكثير من المناصب لان الأجنبي بخلافنا يعرف كيف يفرق بين وقت العمل وبين وقت اللهو ، وتراه في وقت العمل مشغولا بأداء عمله فقط وليس الحديث في السياسة والجدل الديني ومناقشة مشاكله العائلية او المغازلة العاطفية والتسكع على الإنترنت، والأجنبي لايكون جماعات مثل المدير المحلي ويميز الموظفين إلى قسمين معه أو ضده فيتنعم الأول ويتعذب الثاني .

إذاً يجب أن نتحلى بأخلاق العمل قبل أن نكتسب خبراته وشهاداته وإلا فحتى لو تم تسليم المواطن إدارة أي شركة أو مصلحة فلن تصل إلي أي مكان سوى الخسارة والضياع .

إن ما لدينا من العقول والمواهب والخبرات في كل بلاد العرب يغنينا عن أي مدراء أجانب في أي قطاع، ولكن ماينقصنا هي العقلية الإدارية الناجحة التي تجعلنا قادرين على الفرز بين أعمالنا ومشاعرنا ومشاكلنا وآراءنا الخاصة ، وننظر إلى من حولنا من منطلق عملي إنتاجي بحت .

أتمنى أن أرى يوما يكون فيه جميع المدراء من أبناء الوطن، ويكون أدائهم أفضل بكثير من أداء سابقيهم من الأجانب لان هذه الإدارات والشركات هي ثروة لهم ولأبنائهم من بعدهم عليهم واجب تنميتها ، وهذا الإحساس يجب أن يزرع في كل إنسان من طفولته سواء في العائلة او المدرسة خصوصا أن الإسلام دين يشجع على إتقان العمل والتفاني فيه بكل الوسائل والسبل.


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية