مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 شركة طيران عربية 100%

طيران الإمارات و مقرها إمارة دبى

بقلم: د. محسن الصفار‏
.........................

بعد أن ذاق سعيد الأمرين في عمله كصحفي في مجلة سياسية وطرده من أكثر من عمل قرر أخيراً أن يترك السياسة وحصل على وظيفة كمحرر في مجلة إقتصادية، وكانت أول مهمة له إعداد تقرير عن إحدى شركات الطيران العربية التي فازت بجوائز عالمية، وحسب الإتفاق فقد منحت شركة الطيران سعيد تذكرة مجانية كي يسافر إلى مقر الشركة وإجراء لقاءات مع مدرائها.

عندما صعد سعيد إلى الطائرة تعجب لرؤية أن جميع المضيفات أجنبيات, شقراوات، سمراوات، ملامح أسيوية ولكن ولا واحدة منهن لها سحنة عربية أو تشبه العرب حتى !!!

وقرب الإقلاع بثت رسالة قبطان الطائرة للترحيب بالمسافرين حيث قال بالإنجليزية:

- هنا قبطان الطائرة اريك ومساعده شارلز يرحبان بكم على متن طائرة البوينغ777 طاقم الطائرة يتحدث اللغات الإنجليزية، الفرنسية، التايلندية، الأثيوبية، الروسية نتمنى لكم رحلة سعيدة.

ثم تم إعادة نفس النص باللغة العربية بشكل تسجيل.

إبتسم سعيد وقال في سره هكذا شركات الطيران العربية وإلا بلا يتحدثون كل لغات الأرض عدا العربية!!!

وصل سعيد إلى مقر الشركة حيث إستقبلته فتاة جميلة تتحدث الإنجليزية بلكنة فرنسية وقالت:

- أهلاً بك يا سيد سعيد في شركتنا أنا مديرة العلاقات العامة كيف نستطيع أن نسهّل مهمتك؟

أجابها سعيد:

- والله أنا أريد أن أجري مقابلات مع الرؤساء والمدراء للشركة.

- جميل جداً هل تريد أن تقابل الرئيس التنفيذي؟

- نعم ما أسمه؟

- جايمس وهو أمريكي.

- لا لا، أريد أن تكون المقابلة مع شخص عربي ماذا عن نائب الرئيس؟

- أسمه يان وهو بريطاني.

- رئيس العمليات؟

- إسمه أندريه وهو فرنسي.

- المدير التجاري؟

- إسمه طوم وهو أسترالي.

- مدير الشحن؟

- أسمه كومار وهو هندي.

- سبحان الله هذه الشركة لا يوجد فيها ولا شخص واحد عربي؟

- كيف ذلك؟ بالطبع لدينا عدد من العرب.

- جميل وما هي وظائفهم؟

- لدينا العم أبو أحمد فراّش المدير العام ولدينا 3 سائقين عرب وساعي بريد.

- هذه تخصصات رفيعة جداً!!!

- وهناك بالطبع رئيس مجلس الأدارة فهو عربي ومواطن.

- عظيم أريد مقابلته إذن.

- لا مانع، ولكن هناك مشكلة صغيرة هو لا يتقن العربية فقد نشأ منذ الصغر في أمريكا.

أجاب سعيد متهكماً:

- لماذا لست متعجباً من ذلك!!!

وأستطرد:

- لا بأس أريد مقابلته على أي حال فهو يحمل أسماً عربياً على الأقل.

تم تنظيم المقابلة دخل سعيد على رئيس مجلس الأدارة وسلّم عليه وبدأ الحوار بالإنجليزية وسأله أول سؤال:

- ماذا تخبرنا عن شركتكم للطيران؟

- نعم شركتنا تعد فخر شركات الطيران العربية من حيث نوع الطائرات.

- هل هي طائرات من صنع عربي؟

ضحك الرئيس من سذاجة السؤال وأجاب:

- بالطبع لا، فدولنا العربية لا تصنع دراجات حتى فما بالك بالطائرات العملاقة كلها طائرات أمريكية وأوروبية.

- هل خبراء صيانتها من المهندسين العرب؟

- بالطبع لا، لو ذهبت إلى شركة سيارات فستجد أنهم لا يسمحون لعربي بأن يفتح محركها فهل سيسمحون للعرب بصيانة الطائرات؟

- لماذا جميع المدراء عندكم من الأجانب؟

- لأنهم يمتلكون خبرة في هذا المجال غير موجودة عند العرب.

- وماهي هذه الخبرة التي لم نستطيع أن نكتسبها منهم خلال نصف قرن من عمر الطيران في العالم العربي؟

- هم أكثر مرونة وليونة في التعامل من العرب.

- ربما لأنهم يقبضون رواتب خيالية لا يحلم بها العربي حتى!!

بدت علائم الإنزعاج واضحة على وجه رئيس مجلس الأدارة الذي نهض فجأة من كرسيه وخاطب سعيد:

- أنت هنا لإجراء مقابلة أم أستجواب؟

- كلاهما فهذه وظيفة الصحفي.

- لا يا حبيبي، وظيفتك كصحفي أن تكتب ما نريده منك بأن شركتنا هي فخر للعروبة وأننا حققنا ما لم يتمكن غيرنا من تحقيقه، ثم تستلم مظروفاً فيه دولارات وتأخذك إحدى المضيفات الجميلات في نزهة بعد الظهر وترجع إلى بلدك مفهوم؟

- لا غير مفهوم، فأنت تخلط بيني كصحفي وبين كاتب العرائض أمام باب المحكمة الذي يكتب كل ما يطلب منه.

- تفضل أخرج، وليكن بعلمك إذا كتبت أي شيء لا يعجبنا فسنخرب بيتك وبيت المجلة التي تعمل بها.

كتب سعيد مقاله وسلّمه إلى رئيس التحرير حيث كتب:

شركة طيران عربية 100%

قال الشاعر:

بلاد العرب أوطاني

من الهند لتايوان

ومن باريس إلى لندن

ومن سيدني لليونان

هذا هو شعار شركة الطيران العربية التي تؤمن بأن العرب كحضارة لا تحدهم حدود، وأن جميع شعوب الأرض كانت في يوم ما أو ستصبح يوما ما دولاً عربية، وبالتالي فإن جميع مدراء وموظفي الشركة هم من الدول العربية أمريكا، وأستراليا، والهند، وفرنسا.

شركة الطيران هذه تمتلك طائرات أمريكية يقودها قباطنة إنجليز وتخدم على المسافرين حسناوات فرنسيات ويشحنها ويفرغها هنود ويقوم بصيانتها أستراليين، ومع ذلك فهي شركة عربية 100% ودامت أنجازات العرب الحضارية.

نظر رئيس التحرير إلى المقال وقال لسعيد:
- !!الله يخرب بيتك ياسعيد، أنت مطرود بالثلاثة يا سعيد.


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية