مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 شتائم تشجيعية !!

المغنية الأمريكية اليهودية مادونا فى حفلة أبوظبى - يونيو 2012

بقلم د.محسن الصفار
........................

سعيد موظف شاب ملتزم أخلاقيا ودينيا وليس من النوع الذي يتابع التفاهات ولا علاقة له بعالم الطرب والغناء وقوم الهشك بشك، ولايدخل في مهاترات ويحاول قدر الأمكان أن يكون شغله الشاغل عمله الذي يرتزق منه هو وعياله، وفي يوم من الأيام كان يمشي في الممر عندما شاهد أثنان من زملائه يتحدثان فإذا باحدهما يقول للأخر :

_ أحسنت يا حمار !! تصرفك كان في قمة الشهامة .

فاذا بالأخر يرد عليه :

_ تلاميذك يا ثور !!

لم يصدق سعيد أذنيه فلما ينادي هذين الأثنين بعضهما بالحمار والثور ويبدو على كلاهما أنهما يستمتعان بذلك، فهل جن جنونهما أم نوع من المزاح الذي لايفهمه !.

مضى الى مكتبه وباشر عمله عندما أتصلت به زوجته هاتفيا قائلة :

_ مبروك ياسعيد ابننا حصل على جائزة تقديرية في المدرسة وأعطوه لقب تشجيعي .

فرح سعيد بهذا الخبر وقال :

_ الحمد لله ماهو اللقب الذي أعطوه اياه ؟

أجابت زوجته :

_ أعطوه لقب الكلب المسعور مع مرتبة الشرف

خرجت أعين سعيد من مقلتيها وقال :

_ ماذا الكلب المسعور ؟؟؟ أي نوع من الألقاب الفخرية هذا ؟ هذه شتيمة ومسبة وليست لقبا فخريا.

ومن عصبيته أغلق السماعة.

ظل سعيد طول النهار يسمع الناس وهم ينادون بعضهم بكلمات نابية ومسبات، والغريب أن لا أحد يزعل ولا يعصب ولا يتشاجر بل الكل يبتسم ومسرور بهذه الشتائم وكأنها مديح .

وفي نهاية المطاف لم يطق صبرا فقرر أن يسأل أحدا قبل أن يطير عقله فسأل زميله قائلا:

_ يا أخي أنتم ستجننوني طوال اليوم تشتمون بعضكم وأنتم سعداء ، مابالكم هل فقدتم صوابكم ؟ ام ذهبت غيرتكم وكرامتكم فتستمتعون بالأهانة ؟ الا يكفينا أننا أمة داس على كرامتها الشرق والغرب حتى نشتم بعضنا بعضا باقذع الألفاظ طوال اليوم ؟

رد عليه زميله :

_ ياصديقي سعيد يجب أن تكون أكثر تمدنا وتحضرا وتواكب الموضة الحديثة فهذه الألفاظ لم تعد أهانات بل مجرد كلمات تشجيعية القصد منها رفع المعنويات بين الأحباب والأصدقاء ، ولايقصد بها أي نوع من الأهانة لاسمح الله .

قال سعيد :

_ رفع المعنويات ام ضغط الدم ؟ من الأحمق الذي قال أن هذه الألفاظ تشجيعية ومن سمح له بذلك ؟

أبتسم زميله وقال :

_ ألم تشاهد حفلة مادونا حيث خاطبت الجمهور في بلد عربي مسلم بابناء العاهرة ، وبررت الصحف ذلك بان القصد منه تشجيع الجمهور ؟ ومن نكون نحن كي نرفض هذا المبدأ ؟ فاذا كانت الموضة أن نتشتم لنتشجع فيجب أن نكون على قد الشتيمة أقصد المسؤولية !!

وكل تشجيع وأنتم بخير


 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية