مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 أخلاق مع وقف التنفيذ!!

ملف فى الأداب

بقلم د.محسن الصفار‏
........................


سعيد ضابط شاب تخرج حديثا من كلية الشرطة وكله أندفاع وشغف للقيام بواجه في خدمة الشعب والحفاظ على أمن المجتمع وأستقراره ، ولأنه الأول على الدفعة ومشهور باخلاقه الرفيعة وتدينه فقد تم تعيينه مسؤولا لشرطة الأداب في أحد أقسام الشرطة ، وحالما أستلم عمله بدأ بمراجعة الملفات الموجودة والغير منتهية كي يتابعها.

كان الملف الأول لأحدى بنات الهوى التي إلقى القبض عليها عدة مرات في أماكن مشبوهة وخرجت بكفالة في أخر مرة ولم تعد ، فسأل العريف عنها فأجاب مبتسما :

- يمكنك أن تغلق هذا الملف سيادة الضابط فقد تركت هذه الفتاة المهنة.

أستغرب سعيد وقال :

- وما أدراك أنت أنها تركت المهنة ؟ هل قدمت لك ورقة أستقالتها مثلا ؟

ضحك العريف وقال :

- لا ياسيدي ولكنها وجدت عملا كمذيعة في أحدى القنوات الفضائية وهي اليوم شخصية شهيرة ولا حاجة لها بالعمل في شقق مشبوهة .

نظر سعيد مشدوها الى العريف وقال بصوت مبحوح :

- فتاة ليل تعمل مذيعة ؟ وفي قناة معروفة ومشهورة ؟ كيف ؟ فحسب الملف هي لم تحظ لا بتعليم ولا خبرة إعلامية فكيف تعمل في مجال الإعلام ؟

أبتسم العريف وهو يضع قدح الشاي أمام سعيد :

- لديها خبرات أخرى ياسيدي تغطي على نقص خبرتها في الإعلام ، ويبدو أن مدراء القناة راضين جدا عن أدائها المميز !!

أغلق سعيد الملف وهو يستغفر ربه ثم أمسك بملف أخر لمطربة درجة عاشرة وزع لها في البلد فيلم أباحي أثبت الخبراء أنه حقيقي وليس مفبرك كما تزعم ، وبذلك يدخل ضمن أنتاج الأفلام الأباحية وتوزيعها فسأل العريف :

- لما لم يلق القبض عليها لحد الأن ؟

أجاب العريف :

- لأنها ياسيدي وبفضل هذا الفيلم الذي يظهر كل مواهبها الفنية !! تحولت من مطربة درجة عاشرة إلى نجمة جماهيرية تتهافت المهرجانات والتلفزيونات لأجل أستضافتها ، وصارت تتكلم في السياسة والدين وصارت كما تقول رمز وطني!! فلذلك لايجرؤ أحد ولا حتى وزير الداخلية على التعرض لها فما بالك القبضعليها ،ونصيحة مني خليك بعيد عنها فهذه قادرة على إنهاء مستقبلك المهني بتلفون واحد.

وضع سعيد الملف جانبا وأمسك بملف أخر لرجل عنده محل مساج وتدليك ، وثبت أنه يشغله كبيت دعارة بعد أن ألقت الشرطة القبض على عدة نساء ورجال بأوضاع مخلة في محله وسأل العريف :

- هل مازال المحل مشمعا ؟

أجاب العريف :

-لا ياسيدي هو يعمل و24 ساعة يوميا ، لا بل وزاد من عدد العاملات لديه الضعف

قال سعيد:

- كيف ذلك ؟

أجاب العريف :

- بعد المداهمة أكتشفنا أن نصف الزبائن هم أشخاص من المهمين وتم أطلاق سراحهم فورا بعد الأعتذار لهم وتم نقل الضابط الذي قاد المداهمة إلى أبعد نقطة وسط الصحراء عقابا له ، وكما ترى المحل مفتوح وعامر بزبائنه ولا يحق لنا كشرطة حتى المرور من جانبه فما بالك تفتيشه !!

ألقي سعيد بالملفات على الأرض وقال بعصبية :

- إذن ماذا نفعل هنا ؟ ومن الذي يجب أن نمسك به ؟

سلم العريف ملفا لسعيد وقال :

- هذا ملف لرجل كان يحمل ابنته المراهقة مسرعا بها نحو المستشفى ، وأثناء حملها أنكشف ثوبها قليلا فتم تحرير محضر بالواقعة وألقي القبض على كلاهما ، ويريدك رئيس القسم أن تحيل القضية إلى النيابة بأسرع وقت حفاظا على الأخلاق العامة في المجتمع ومنعا لأنتشار الفساد والمفسدين ، تشرب شاي ثاني ياسيدي ؟
 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية