مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 جل من لايسهو

 

سعيد يجري عملية أستئصال المرارة

 

بقلم د. محسن الصفار‏
...........................

بعد فحوصات وأجراءات طويلة ومعقدة قرر سعيد أن يجري عملية أستئصال المرارة بعد أن بلغ الألم مبلغه بسبب الحصى التي تراكمت فيها، وبعد أستشارات طويلة أختار أحد المستشفيات التي لايضطر المريض بعد نجاح العملية أن ينتحر بسبب فاتورتها.

وبعد انتهاء العملية بساعات ذهب أثر التخدير وبدأ سعيد يفيق شيئا فشيئا فوجد نفسه في العنبر مع عدة مرضى أخرين أجريت لهم عمليات جراحية ويقضون فترة النقاهة.

بدأ بالتعرف على جيرانه وعن عملياتهم فقال له أحدهم :

- والله يا أخ سعيد أنا عملت عملية الزائدة الدودية قبل 10 أيام ونجحت العملية والحمد لله ولكني أضطررت لأجراء عملية أخرى لأن الجراح نسي المبضع في داخل بطني وخيط الجرح تصور ؟

أصفر وجه سعيد من هذه الأخبار المزعجة وقال لجاره :

- ماذا ؟ كيف ينسى جراح مبضعا في بطن المريض ؟ هل هذا كلام معقول ؟ هذا أهمال وتسيب ويجب معاقبة هذا الطبيب.

وهنا تدخل مريض أخر في الحديث وقال :

- لاتزعل نفسك ياسيد سعيد فمن الطبيعي أن ينسى الجراحين أشياء داخل بطن المريض، فأنا مثلا أجريت لي عملية قبل شهر وبعد مدة لاحظت أن بطني تصدر صوت تك تك تك، وبعد الفحوصات أتضح أن الجراح نسي ساعته في بطني !! جل من لايسهو.

أعترض سعيد وقال :

- ولم لاينسون أي شيئ عندما يعطوك الفاتورة ؟ حتى المنديل الورقي يجعلوك تدفع ثمنه ومن ثم ينسون ساعاتهم ومباضعهم في بطون المرضى ؟

قال رجل عجوز من أخر العنبر بصوت ضعيف :

- هون على نفسك يأبني فهذا شيئ طبيعي، أنا لم اعرف أن الطبيب نسي نظارته في بطني ألا بعد أن بحث عنها في كل مكان ولم يجدها وخيرني بين أن أجرى عملية لأستخراجها أو أدفع له ثمنها لأنها نظارات غالية الثمن !!

أستولى القلق على سعيد من هذا الكلام وفكر مع نفسه عما سيحدث أذا أكتشف أن الجراح قد نسي شيئا في بطنه فهو لايستطيع الخضوع لعملية اخرى ، وفي هذه الأثناء دخلت الممرضة فبادرها سعيد بالسؤال :

- لو سمحت , هل نظارات الطبيب موجودة ؟

قالت الممرضة :

- لاتقلق فقد رأيته يرتديها للتو

قال سعيد:

- وماذا عن مفاتيحه ؟

- موجودة وقد فتح بها الغرفة للتو

- وماذا عن الأدوات الجراحية ؟

- موجودة كلها وقد عددتها بنفسي.

أرتاح سعيد وأحس بالأطمئنان من أن الجراح لم ينس شيئا في بطنه مثل الباقين ، ولكنه فقد وعيه رعبا عندما أطل الجراح وسأل الممرضة :

- هل رأيت علبة غدائي ؟ لا أستطيع أن أجدها في مكان وقد كانت معي في غرفة العمليات هذا الصباح .

وجل من لايسهو .
 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية