مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 المنحوس منحوس !!

سعيد فى وظيفة مرموقة بشركة كبيرة بالغرب

بقلم د.محسن الصفار‏
........................


سعيد مهندس عبقري لفت أنتباه أساتذته أثناء دراسته في الغرب بحيث أنهم عرضوا عليه وظيفة مرموقة حال تخرجه من الجامعة وبعد عدة سنوات من العمل الجاد والتدرج الوظيفي ذهب لمقابلة رئيس الشركة التي يعمل بها , أنتهت المجاملات ودخل سعيد في صلب الموضوع وقال للرئيس :

- سيدي أنت تعلم أني أبذل قصارى جهدي هنا لكي أطور العمل والأنتاج ولكي أدير فريقا متجانسا قادرا على الأبداع والتطوير .

أجابه رئيس الشركة:

- نعم ونحن واثقون من ذلك وممتنون لك ونقدر أخلاصك في عملك ونتوقع لك مستقبلا باهرا معنا.

تشجع سعيد كي يقول مايريده وأستطرد :

- ولكن ياسيدي لدينا عضو واحد في الفريق لايتجانس مع الأخرين فهو كسول وبطئ الفهم ولايبذل جهدا كي يطور نفسه وبصراحة وجوده يعطل باقي أعضاء الفريق ويثبط معنوياتهم وحتى الأن لم أفهم كيف تمكن من أقناعك بتوظيفه, وأنا شخصيا كمدير للقسم لا أريده عندي.

تململ رئيس الشركة وأجاب سعيد بعد تردد :

- الصراحة ياسيد سعيد أنا شعرت بنفس الشيئ عندما قابلته أول مرة ولكني مضطر لقبوله فهو صديق أبنتي الوحيدة وسيتزوجان قريبا وهي مصرة أنني يجب أن أعطيه عملا عندي في الشركة وأنا لا أستطيع طرده لأنها ستغضب مني وتترك البيت .

أعترض سعيد وقال:

- ولكن ياسيدي نحن تعودنا في الغرب أن العمل والعلاقات الشخصية أمران منفصلان تماما

أبتسم الرئيس بمرارة :

- ليس في كل الأحوال ياصديقي ليس في كل الأحوال مع الأسف !!

نهض سعيد وقال :

- إذا أنا من سيستقيل ويترك العمل فأنا لا أرضى أن يعمل عندي شخص كل مؤهلاته أنه سيتزوج أبنة رئيس الشركة, أنا عائد الى بلدي الذي تركته بسبب الواسطات والمحسوبيات فأذا كان هنا نفس الشيئ فهو أولى بي منكم .

عاد سعيد إلى بلده ووجد وظيفة في أحدى المؤسسات الحكومية وعمل جادا وترقى في السلم الوظيفي حتى أصبح نائبا للرئيس ولأن الرئيس كان على وشك التقاعد فقد كان لديه احساس بأنه هو من سيكون رئيس الشركة القادم.

وجاء اليوم الموعود وطلب الرئيس منه الحضور إلى مكتبه, وذهب سعيد وهو يكاد يقفز فرحا ودخل إلى مكتب الرئيس الذي أستقبله بحفاوة وقال له :

- أهلا ياسعيد يا فخر الشركة وعمودها الفقري , والله لايحزنني في التقاعد إلا أنني أفارقك فكما تعلم سأخرج على التقاعد قريبا , وقد أجتمع مجلس الأدارة وقرر تعيين رئيس جديد قادر على قيادة المؤسسسة نحو العالمية والمنافسة في ظل العولمة الأقتصادية.

تكلم سعيد وصوت قلبه يكاد يصم اذنيه :

- كن على ثقة ياسيدي بأن الشركة ستكون رائدة ولها أسم عالمي.

أبتسم الرئيس وقال :

- نعم ولهذا فقد قررنا أن نعين رئيسا أجنبيا من دولة غربية ذو كفاءة عالية ومؤهلات لاتتوفر في بلدنا وصحيح أنا مضطرين لدفع راتب خيالي له ولكنه يستحق كل مايدفع من أجله ولاتدرى كم مدحه رئيسه السابق وأهل الغرب كما تعلم لايمدحون أحد أعتباطا ,وسأعرفك عليه الأن .

وقبل أن يفيق سعيد من الصدمة فتح الباب فأذا به يرى نفس الموظف البليد الكسول الذي ترك العمل من أجله في الغرب يدخل ويسلم عليه بأبتسامة صفراء , لم يتردد سعيد وحمل ورقة وكتب عليها أستقالته وسلمها للرئيس المتقاعد قائلا :

-سيدي قبل أن تسلم مهام منصبك لهذا الرجل أرجو أن تقبل أستقالتي وأنا تارك البلد وعائد إلى الغرب فهناك على الأقل عندما يفرضون عليك شخصا تافها صاحب واسطة يكون هو تحت أمرتك ولكنه هنا يصبح رئيسي وبمرتب يفوق مرتبي بأضعاف . وهنيئا لكم دخول عصر العوالم قصدي العولمة. !!!
 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية