مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 آه يا ديونى ...آه يا مصارف
...............................................................

بنك أيدنا في جيبك الأستثماري

بقلم : محسن الصفار
.......................


قرر سعيد أخيراً أن يفتتح لنفسه حساباً في أحد البنوك على الرغم من كرهه لها ووصفه كل من يعمل في القطاع المصرفي بمصاصي الدماء الأنيقين !! بعد أن أبلغه محاسب الشركة التي يعمل فيها أن الرواتب ستحول من الأن فصاعداً فقط على الحساب البنكي لكل موظف، سأل سعيد أصحابه عن أفضل بنك فنصحه كل واحد منهم ببنك ، وأخيراً قرر سعيد أن يفتتح حساباً في أقرب بنك إلى بيته وهو بنك ( أيدنا في جيبك الأستثماري) لسهولة المراجعة .

دخل سعيد إلى البنك وأستقبلته موظفة الأستعلامات بإبتسامة عريضة وقالت له:

- أهلاً وسهلاً يا أستاذ تفضل كيف يمكنني أن أساعدك؟

- صباح الخير والله أريد أن أفتح حساباً عادياً فقط كي ينزل عليه راتبي كل شهر.

- بكل سرور تفضل إلى الطاولة رقم 5 وستساعدك الأنسة سناء.

ذهب سعيد إلى الطاولة رقم 5 وسلّم على الفتاة التي خلفها وطلب فتح حساب، سلمته الفتاة أستمارة طلب فتح الحساب وملأها سعيد وقدم الأوراق وأستلم رقم الحساب، وخرج بأحساس مختلف وكأنه أنسان أخر ً لأنه وأخيراً أصبح صاحب حساب بنكي.

وصل سعيد إلى العمل حيث أخبر أصحابه بأنه أصبح من أصحاب الحسابات البنكية، ضحك الأصحاب وقالوا له أن هذه بداية المتاعب مع البنوك وأنه سيكتشف بنفسه قريباً الورطة التي أدخل نفسه فيها.

لم يعر سعيد أنتباهاً لهذا الامر ومارس عمله كالمعتاد

في اليوم التالي رنّ هاتفه الموبايل وإذا بصوت نسائي يقول:

- الأستاذ سعيد وحيد فريد؟

- نعم

- أنا أكلمك من بنك أيدنا في جيبك الاستثماري، ممكن دقيقة من وقتك لو سمحت؟

- تفضلي

- حضرتك فتحت حساب في بنكنا وأنا أتصل اليوم كي أعرض عليك أن تأخذ بطاقة أعتماد.

- لا شكراً لست بحاجة لها.

- ولكنها بطاقة جيدة يمكنك شراء أي شيء تريد ثم تسدد ثمنه بالتقسيط المريح ، كما يمكنك أن تحصل على بطاقة أضافية لزوجتك مجاناً

- حسناً سأفكر.

طرح سعيد الموضوع مع زوجته التي فرحت بالفكرة وألحّت عليه أن يقبل بالبطاقة له ولها ، ذهب سعيد مرة أخرى إلى البنك وقدم طلب بطاقتين له ولزوجته وأستلم البطاقات بعد أسبوع بالبريد.

بعد 10 أيام رنّ هاتف سعيد وكان نفس الصوت النسائي:

- مرحباً أستاذ سعيد أريد أن أعرض عليكم الأستثمار في محافظنا الأستثمارية الدولية، نشتري لك أسهم به 10 ألاف دولار ونضمن لك 40% ربح سنوياً

- لا شكراً أنا لا أحب البورصة ولا الأسهم أصحاب كثير لي أنخربت بيوتهم بسبب المضاربات في البورصة.

- ولكننا لسنا مضاربين نحن بنك ونضمن لك 40% سنوياً

- سأفكر.

عرض سعيد الفكرة على عائلته الذين شجعوه جميعاً على الموافقة كي يزيد دخل العائلة وينعم الجميع بحياة أفضل، توكل سعيد على الله وباع قطعة أرض ورثها عن المرحوم والده ووضعها في محفظة أستثمارية في البنك.

بعد مرور شهر ذهب سعيد لأستلام الراتب فوجيء بأن نصف الراتب قد أستولى عليه البنك ، أستغرب سعيد الأمر وسأل الموظفة:

- أين نصف الراتب الثاني؟

- تم تسديد فاتورة بطاقة الأئتمان.

- ولكن أنا لم أستعمل البطاقة فكيف طار نصف راتبي؟

- جميع المصاريف هي من بطاقة زوجتك.

- سبحان الله أين صرفت كل هذه المبالغ؟

- لحظة، هناك الكوافير ومحل المساج ومحل الاحذية ومحل الثياب ووو

- يالله ما هذه المصيبة كيف سأعيش بنصف راتب؟

- والله هذه مشكلتك أنت.

ذهب سعيد وعاتب زوجته على أسرافها التي أعتذرت وقالت له:

- يا حبيبي ليس الذنب ذنبي فكونك تستطيع الحصول على أي شيء بمجرد أن تبرز البطاقة شيء مغري.

- يا عيني هل تحسبين أن هذه البطاقة هي عضوية في نادي للأمور الخيرية؟ كل شيء تسددينه بها يجب أن يدفع مع الفوائد للبنك أخر كل شهر من راتبي الكحيان، لا أريد هذه البطاقة اللعينة سأردها الى البنك.

توسلت به زوجته أن لا يفعل ذلك لأن صاحباتها رأين البطاقة وعُيِّب عليها أن عرفن بأنها قد سُحبت منها ، فأضطر سعيد إلى القبول بعد أن تعهدت زوجته بعدم أساءة أستعمالها مرة أخرى.

في نهاية الشهر ذهب سعيد لأستلام الراتب، فوجد نصف الراتب أيضاً قد طار غضب سعيد وسأل:

- هل هي زوجتي مرة أخرى؟

- لا هذه المرة بطاقتك ، لقد تم الأشتراك عبر الأنترنت في أحد المواقع الأباحية برقم بطاقتك.

- مواقع أباحية؟ أعوذ بالله من غضب الله، مالي أنا وللمواقع الأباحية؟

- والله هذه أمور شخصية.

- أي شخصية؟ قلت لك أنا لا أشاهد مواقع أباحية، أنا لا أجيد أستعمال الإنترنت حتى!

- يمكنك كتابة شكوى ربما يكون أحد قراصنة الكمبيوتر قد حصل على رقم بطاقتك وأستعملها، ولكن ذلك لن يعفيك من السداد بأي حال!!

جنّ جنون سعيد وطلب من الموظفة ألغاء البطاقات فوراً وتم له ذلك.

حزنت العائلة لهذه الحادثة المؤسفة ولكن الزوجة قالت له:

- أن شاء الله خير وربنا يعوضك من ربح الأسهم.

- يا رب لأن المبلغ المفقود أحزنني ، ولكن ما أحزنني أكثر هو الفضيحة أنا على أخرعمري أسدد نصف راتبي لمواقع أباحية؟ ماذا ستقول الناس لو عرفت بذلك؟ أنحرف الرجل؟

مرت الأيام وذهب سعيد إلى البنك لإسترداد وديعته مع أرباحها، جلس إلى طاولة الموظفة التي حسبت وجمعت وطرحت وقسمت ثم قالت له:

- سبعة ألاف وخمسمائة.

فرح سعيد بهذا المبلغ وقال:

- ما شاء الله 7500 دولار ربح سنة؟ هذا معناه 75% ربح؟

نظرت إليه الموظفة بأستهزاء وقالت:

- أي ربح يا أستاذ هذا هو المبلغ الذي لديك بذمتنا.

- ما معنى هذا؟ أنا وضعت 10 ألاف ووعدت بربح 40% معناه يجب أن أستلم 14 ألف دولار.

- والله الأسهم أنخفضت قيمتها خلال هذه السنة وبالتالي فقدت نقودك 25% من قيمتها!!

- هل هذا كلام ناس عاقلين؟ مالي أنا وهذا الكلام ؟ أذا أنخفضت الأسهم لما لم تسحبوها قبل أن تفقد قيمتها بهذا الشكل ؟

- لانستطيع لأن ذلك يضر بالشركات التي اشترينا أسهمها لك !!

- يهمكم الشركات ولاتهمكم نقودي أنا المسكين ؟ أريد نقودي وأريد معها أرباحها ، يا نصابين يا دجالين يا لصوص هل هذا بنك أم مغارة علي بابا؟

تجمع زبائن البنك على صوت صراخ سعيد ، وجاء رجال الأمن و أقتادوه إلى غرفة الأمن حيث تم ضربه علقة ساخنة وأقتادوه إلى الخارج مزرق العينين مكسر الأضلاع ممزق الثياب، وعلى الباب قالت له الموظفة:

- شكراً لمراجعتك بنك ( أيدنا في جيبك ) نرجوا أن تكرر الزيارة إلى اللقاء.

وكل بنك وأنتم بخير.


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية