مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 فيلم سينمائي... ياحلاوة !!
...............................................................

 

سعيد  فى السينما

 

بقلم : د. محسن الصفار
...........................


عندما تلقى سعيد دعوة من صديقه للذهاب إلى السينما لم يكن يدري بماذا يجيب فهو لم يذهب إلى السينما منذ أيام المراهقة وبمشاغل الحياة لم يعد الذهاب إلى السينما مغرياً مثلما كان أيام الصبا كما أن كثرة ما يعرض من أفلام على التلفزيون تجعل المرء يملّ من الأفلام كلها.

ولكنه تراجع عن رفضه أمام إصرار صديقه على أسترجاع أيام الشباب وذكرياتها, لم يسأل سعيد عن الفيلم الذي سيشاهده ربما لأن الأمر سيان عنده, دخل الأثنان إلى صالة العرض لأحد الأفلام العربية الجديدة، وما أن أطفئت الانوار حتى علا الصفير في القاعة بشكل يصم الأذان تعجب سعيد من الصفير لفيلم لم يبدأ بعد أم لعلهم لم يتعودوا على أنقطاع الكهرباء والظلام في العالم العربي الذي لا تنقطع فيه الكهرباء أبداً!!! أم لعلهم يخافون من الظلمة فيحاولون تطمين أنفسهم بالصفير الله أعلم!! .

بدأ الفيلم بعد دقائق من أنطفاء الأضواء وأخذ سعيد يركز محاولاً فهم سياق الفيلم وبدا يحس شيئاً فشيئاً أن الفيلم قصته مأخوذة بالكامل وحرفياً عن فيلم أمريكي وكل ما هناك أن الأسماء الغربية تم أستبدالها بأسماء عربية!! وفكر سبحان الله كل شيئ عندنا تقليد للغرب حتى أفلامنا؟؟

وبينما هو في هذه الأفكار إذا بصوت الموبايل للشخص الجالس أمامه يرن ويرد عليه قائلاً بصوت مرتفع:

- أهلاً يا صديقي كيف الحال؟ أنا في السينما نعم هذا هم صوت الفيلم، أزعاج؟ لا لا.. خذ راحتك في الكلام.

وتكلم وتكلم كمثل مسؤول عربي في لقاء تلفزيوني كلام غير مفهوم ويبدو و كأنه بلا نهاية حتى كاد سعيد يجّن ولم يفهم شيئاً من حوار الفيلم وأخيراً لم يستحمل فاًنحنى باًتجاه الكرسي أمامه وقال:

- يا أخي لو سمحت أنهي المكالمة فلا أستطيع أن أفهم شيئاً من الفيلم بسبب كلامك.

ردّ عليه الرجل ببرود:

- يمكنك شراء تذكرة ثانية ومشاهدة الفيلم مرة أخرى كي تحفظ درسك والاًن كف عن اًزعاجي أريد أن أتكلم بالتلفون.

رجع سعيد إلى مكانه وهو متعجب من وقاحة الرجل وتابع مشاهدة الفيلم فجأة أحسّ بأشياء تدخل إلى أسفل عنقه من ياقة القميص مدّ يده فاًلتقط قشر المكسرات من حب وفستق نظر إلى الخلف فرأى رجلاً يأكل المكسرات ويرمي قشورها كيفما أتفق، غضب سعيد وألتفت إلى الرجل وقال:

- يا أخي رقبتي ليست سطل قمامة رجاءاً أنظر أين ترمي قشورك عيب عليك.

فجأة مدّ الرجل رأسه إلى الأمام ومدّ يده إلى كرسي سعيد فكان أضخم ما رأه في حياته وكأن يد الرجل أعرض من الكرسي نفسه وقال لسعيد بصوت مرعب:

- هل لديك أعتراض؟

إرتعب سعيد وقال خائفاً:

- لا لا، أي أعتراض أرمي قشورك يا عزيزي أساسا الدستور ينص على حق المواطن في رمي قشور الحب أينما يريد وألا ما فائدة الحرية والديموقراطية أذن؟ وأذا احببت خلّي أصدقاءك أيضاً يرمون قشورهم على رقبتي أصلاً الرقبة العربية عملت خصيصاً لألتقاط القشور في السينما!!!.

غاص سعيد في كرسيه وحمد الله أن المسألة عدّت على خير و أستمر يشاهد الفيلم عندما أشعل صديقه سيجارة وأخذ ينفث الدخان أعترض سعيد وقال:

- عيب التدخين في السينما فهذا أزعاج للناس.

أجابه صديقه:

- سعيد أسكت يا سعيد أنت هنا للتحدث أما مشاهدة الفيلم؟. لاتتكلم.

- ولكن...

- صه... ولا كلمة عيب خصوصاً أن أهم مشهد في الفيلم سيبدأ الأن.

- وما أدراك؟

- أنا شاهدت الفيلم 4 مرات حتى الآن.

- 4 مرات؟؟؟

- نعم والله وكلها لأجل هذا المشهد الذي ستراه الآن.

إنتظر سعيد المشهد التاريخي الذي أوقف الرجل أمامه المكالمة وقطعها على عجل وتوقف صاحبه عن التدخين وأمتنع الرجل من ورائه من تسميد رقبته فأذا بالمشهد عبارة عن بطلة الفيلم ترتدي لباس البحر ( المايوه ) في مشهد لا يزيد عن 30 ثانية.

تعجب سعيد من تفاهة هؤلاء الأشخاص وقال:

- هل وصلت التفاهة بكم إلى هذا الحد؟ تتركون أعمالكم وأسركم كي تشاهدون هذه الممثلة بالمايوه؟ وماذا سيفيدكم ذلك؟ ياليتها كانت تملك جسداً جميلاً على الأقل يستحق كل هذا العناء.

ولم يكد سعيد يكمل هذه الجملة حتى أحس بنفسه قد أرتفع في الهواء من مكانه بيد الرجل الجالس خلفه والرجل الجالس أمامه يضربه وألتمّ رواد السينما كل يتبرك بضربه طلبا للثواب !! حتى جاء رجال الأمن وفكوا المظاهرة بالغازات المسيلة للدموع وعندما سأله الضابط في المخفر عن سبب المشاجرة قال سعيد:

- سيادة الضابط لو أني أعرف أن جسد هذه الفنانة أهم من القدس ومجزرة غزة وكل الكرامة العربية التي تهدر دون أن يتحرك أحد لما تطاولت عليها ولما وصفت جسدها بالبشع.

- أي ممثلة تقصد؟

- الفنانة ميمي يا حضرة الضابط.

وهنا أحمّر الضابط غضبا وقال:

- تتطاول على الفنانة ميمي يا كلب الفنانة ميمي أفضل منك ومن أهلك هذه رمز للثقافة العربية هذه الوحيدة التي توحد العرب حولها ونسو خلافاتهم الطائفية والقومية والسياسية هذه تستقبل في كل بلد عربي أستقبال الرؤساء الفنانة ميمي بتلفون واحد تفك حبل المشنقة من عنق أي رجل , وأنت يا تافه تعلق على جسدها ؟؟؟؟؟

يا شرطي أرموه في الحجز ووجهوا له تهمة أثارة الشغب والأخلال بالأمن العام.

وكل فيلم عربي وأنتم بخير.


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية