الدعم العربي لحق لاجئي فلسطين في العودة
...............................................................
|
مخيم عين الحلوة فى لبنان |
بقلم : د.محسن الصفار
..........................
يكثر الحديث في المحافل الأعلامية العربية عن حق العودة للاجئين الفلسطنيين كشرط أساسي لتحقق السلام في الشرق الاوسط وتتباري الدول العربية في الأعلان عن تمسكها بحق العودة هذا, وكل منها يدعي أنه الأكثر تمسكا بهذا الحق من غيره, وللتعرف على أوجه الدعم العربي لحق العودة للاجئين الفلسطينيين ألتقى مراسل أذاعة صوت الخيال بمواطن فلسطيني مقيم في أحدى الدول المجاورة لفلسطين وفيها قرابة 300 ألف لاجئ فلسطيني .
المراسل : مرحبا أخي نريد أن نسالك بضع أسئلة حول حق العودة
الفلسطيني : تفضل
المراسل : السؤال الأهم هل تريد كفلسطيني أن تعود إلى فلسطين ؟
الفلسطيني : طبعا أريد العودة إلى بيتي ودياري و أهلي وهل من فلسطيني مخلص لايريد ذلك ؟ أم أنك تحسبنا فرحين جدا بلقب لاجئين ؟ أم أننا لانريد أن نخسرالأمتيازات العظيمة التي يوفرها لنا هذا اللقب الكبير ؟
المراسل : ولماذا لاتعودون أذن؟
الفلسطيني ( ساخرا) : والله لأنهم رفضوا أرسال ليموزين لتاخذنا إلى هناك ولذلك رفضنا !!
يا أخي منذ أن تركنا أرضنا ووطننا على أثر خيبة الجيوش العربية وفشلها في حماية الأرض العربية وهم يقولون لنا أنتظروا سنعيدكم بقوة السيف ثم سقط السيف وصاروا يقولون سنعيدكم بقوة المفاوضات والأن أنهارت المفاوضات وصاروا يقولون سنتوسل إلى إسرائيل حتى ترضى بأعادتكم بقوة الدموع !!
المراسل : وماهي أوجه الدعم التي توفرها لكم الدولة دعما لحق العودة ؟
الفلسطيني : أوجه الدعم لاحصر لها و أولها الحق في العيش الكريم حيث وفرت الدولة لنا المساكن في مخيمات رحبة وفخمة وفيها كل الأمكانات الرفاهية والخدمية والصحية, وتشجيعا للتلاحم الفلسطيني فأننا نعيش كل 10 أشخاص في غرفة واحدة والكهرباء مقطوعة طوال الوقت كي لايشغلنا التلفزيون عن التفكير في حق العودة إلى فلسطين أما التعليم فأن المدارس الحكومية ممنوعة عن الفلسطنيين كي يدرسوا فقط فقط في المدارس الخاصة ويرتفع مستواهم العلمي والثقافي .
وكي نكون على تواصل مع أخوتنا في داخل فلسطين فهم يحاصرون المخيمات بالدبابات ولايسمح بالدخول والخروج منها ألا بتصريح مثل حواجز الجيش الأسرائيلى !!! ناهيك عن بعض القصف السياحي للمخيمات بين الحين و الأخر من أجل الترفيه والتسلية .
المراسل : وماذا إيضا ؟
الفلسطيني : وحفاظا على كرامة اللاجئ الفلسطيني فقد وفرت له الدولة فرص العمل الكريم كي يكسب قوته وقوت عياله وها أنا مثلا أعمل سائق سيارة أجرة والحمد لله .
المراسل : جميل جدا وهل أنت متعلم ؟
الفلسطيني : ليس كثيرا فقط طبيب جراح !! ولكن الدولة كما تعلم تمنع الفلسطيني من ممارسة مهن مثل الطب والهندسة والتعليم والمحاماة فترى أخي مثلا مهندس ميكانيك ويعمل سباكا و أختي عندها دكتوراه فلسفة وتعمل حاضنة أطفال أما بقية أخوتي فعاطلين عن العمل كي يوفروا قوتهم وجهدهم للتفكير بالعودة إلى فلسطين !!
وهذا كله دعما لها لأنه كما يبدوا فأنها لاتتحقق ألا أذا سحقت كرامة المواطن الفلسطيني وحورب في رزقه وتعليمه , وكأن العودة هي خيار متاح له في أي وقت ويجب فقط الضغط عليه كي يعود إلى فلسطين .
المراسل : كلمة أخيرة للحكومات العربية ؟
الفلسطيني : هناك خطأ بسيط في تعريف حق العودة فالعودة تتم عبر الضغط على إسرائيل كي تقبل به وليس الضغط على الفلسطينيين كي يقبلوا به , و أن مسح كرامة الفلسطيني بالأرض في بعض البلدان العربية لن تجبر إسرائيل على أعادتهم إلى بيوتهم و أرضهم .
المراسل : شكرا لك يا أخي وكل عودة و أنتم بخير !!
* هذه القصة و أحداثها من وحي خيال الكاتب ولاتمت لواقع الحياة الراقية للاجئين للفلسطينيين بأي صلة.