مقامة مجلس الأمن
...............................................................
|
كل ماصدر من مجلس الأمن في صالح العرب من قرارات لاتنفع حتى أن تكون ورقا للحمامات |
بقلم : د.محسن الصفار
........................
حدثنا أبو يوسف الصفار, أنه وفي زمن صارت الرجولة من الأثار, وأصبح الطرب لأصوات كنهيق الحمار, جاءه أبنه الصغير ,الذي على قلب أبيه أثير, وهو مقطب الحاجبين, تكاد لاترى له عين, حزين هو وغضبان, مكدر الخاطر وزعلان.
قال لأبيه بحسرة, بصوت تكاد تخنقه العبرة, لم ياأبي أصبح مجلس الأمن, درعا لإسرائيل وحصن, يغض عن جرائمها الطرف, ويزرع في قلوب أعدائها الخوف, لايرى جرائم أمريكا مهما كبرت, ويرى عندنا النعجة أذا عثرت.
فان قتل الفلسطينين في نضالهم صهيونيا, مقاتلا عدوا وجنديا ,صار أرهابا مشجوبا, وأن قتل الصهاينة الألاف كان دفاعا مشروعا .
قال أبو يوسف لولده , حبيبه وفلذة كبده, أن اسمعني ياولدي يوسف, سأروى لك قصة عن هذا الوضع المؤسف.
في يوم من قديم الأزمان و الأيام, كان هناك قرصان, يهاجم سفن السلطان, أقض من عين الجنود المضاجع, وعجزت عن قهره السيوف والمدافع, كان يهاجم سفن الأسطول الملكية, التي تنقل أموال الضرائب السخية , مما جمعه الجنود من المستعمرات, بعد نهب ثرواتها والخيرات, من نقود وفضة وذهب , وما خفي كان من العجب يتنعم بتلك الأموال السلطان, ويموت غما وفقرا أهالي تلك البلدان.
أستمر في هجماته القرصان, ذو السفينة الواحدة وبضع غلمان, حتى ضاقت الدنيا بذلك الملك المهول, فجمع كل سفن الأسطول, وأرسلها في صف واحد يطول ويطول, ضربوا عليه شديد الحصار, وهاجموه حتى وقع وأنهار.
فأمسك به الجنود وساقوه الى السلطان وهو في القيود , ألقى إليه السلطان بشماتة نظره, ملقى على الأرض والجنود حوله, فخاطبه بصوت جهير, كي يسمع صوته الحشد الغفير, كيف تجرؤ أن تمارس القرصنة, وتهاجم سفن السلطنة ؟
أجابه القرصان بأبتسامة, على وجه لاتعلوه الندامة, عندما يكون لك سفينة واحدة يتيمة, تهاجم بها سفن الظالم وتحصل على غنيمة, فسيقال لك لص وقرصان, وإن كانت لك من السفن مئتان, تهاجم بها الشعوب والبلدان, وتقتل الرجال والنساء والولدان, وتسرق الخيرات في كل مكان, فسيقال عنك فاتح وسلطان, وسيشار لك بالبنان, وتسجل فتوحاتك في كل مكان.
هذا ياولدي يوسف مجلس أمن الأمريكان, الذي يظلم الشعوب في كل مكان وزمان, يغطى للأمريكان والصهاينة جرائمهم, ويثبط للأحرار والمناضلين عزامئهم.
يصف بني صهيون بالمدافعين, وشعب فلسطين المقهور بأنهم أرهابيين, يعامل أغتصاب إسرائيل لفلسطين على أنها أمانة ,ودفاع المقاومين عن أرضهم بالخيانة, يصدر بحقهم الملزم من القرارات, وبحق إسرائيل ألطف و أرق البيانات , فكل ماصدر منه في صالح العرب من قرارات , لاتنفع حتى أن تكون ورقا للحمامات.
*مقتبسة من قصة تاريخية للأمبراطور نابليون بونابرت.